الاثنين، 16 سبتمبر 2013

لماذا الحرب على الإخوان المسلمين؟؟ 2/3


لماذا الحرب على الإخوان المسلمين؟؟ 2/3



أحمد الزرقان
بعد أن قام أول كيان لليهود في فلسطين سنة 1948، بمؤامرة عالمية، فقد صرح أول رئيس وزراء (إسرائيل) بن غوريون؛ بأن حربنا السابقة كانت حرب تجريبية لنتعرف فيها الأعداء من الأصدقاء، ونحدد في ضوء ذلك مستقبل علاقاتنا، فوجدنا أن أعداءنا الحقيقيون هم الإخوان المسلمون الذين حاربونا بلا هوادة، وبكل بسالة وجرأة وعنف، ولولا مساعدة أصدقائنا في المنطقة والخارج لما نجحنا بقوتنا الذاتية، فمن هنا سنعمل مستقبلاً القضاء على الإخوان المسلمين الذين يشكلون خطراً حقيقياً على دولتنا الناشئة، وسنتعاون مع أصدقائنا لإنجاز هذه المهمة الكبيرة.
فعندما حصل الانقلاب العسكري سنة 1952 على الملك فاروق، وكان عرابا الانقلاب لصالح جمال عبد الناصر مع السفارة الأمريكية حسن التهامي ومحمد حسنين هيكل، فبرغم أن مصر كانت محتلة من الانجليز ويسيطر عليها ويدير قناة السويس ما ينوف على مئة وعشرين ألف جندي انجليزي، والجيش المصري لم يزد قوامه عن عشرين ألفاً يأخذون أرزاقهم وسلاحهم وتدريبهم من الجيش الانجليزي، فلما أراد الانجليز التحرك لصالح الملك فاروق أوعز لهم الأمريكان ورثتهم في المنطقة أن زعيم الانقلاب جمال عبد الناصر هو رجلنا ويعمل لصالحنا فأذعن الانجليز لهم، وقد خان عبد الناصر العهد والقسم الذي أقسمه قبل الانقلاب للإخوان لتحقيق الأهداف المتفق عليها لصالح مصر وتحكيم الشريعة، ولما رفض الإخوان انقلاب جمال عبد الناصر على محمد نجيب ورفضوا طريقته في الحكم، انقض عليهم بعد مسرحية ما يسمى إطلاق الرصاص في ميدان المنشية، ثم تم حل جماعة الإخوان وأغلقت دورهم وصودرت أملاكهم وسجَّن قادتهم، وقدم جمال أول وجبة ثلة من قيادات الإخوان إرضاء ليهود، فأعدم القيادي الإخواني عبد القادر عودة، والمجاهد الشيخ محمد فرغلي، الذي قاد كتائب الإخوان ضد اليهود في معارك ما قبل 1948، والذي قاد المقاومة المسلحة ضد الانجليز على ضفتي القناة في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات، حتى أن الانجليز دفعوا لمن يأتي به حياً أو ميتاً مليون جنيه استرليني، ولكن جمال عبد الناصر قدم رأسه على طبق من ذهب خدمة لليهود والانجليز، ثم كانت مذبحة ليمان طرة سنة 1957 حيث قتل جمال عبد الناصر عشرات الإخوان داخل الزنازين من خيرة شباب مصر أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات ومحامين إرضاء ليهود وأعوانهم.
وكانت الوجبة الثانية سنة 1966 بإعدام ثلة من خيرة المجاهدين وعلى رأسهم العالم الرباني الشهيد سيد قطب الذي فسر القرآن الكريم داخل السجن، وقد أُعلن عن هذه الوجبة في تصريح لجمال عبد الناصر من موسكو عاصمة الاتحاد السوفييتي.
وكذلك كان حافظ الأسد الذي سلم الجولان قبل سبعة عشر ساعة من سقوطه، بإعلان من الإعلام السوري الرسمي سنة 1967، عندما كان رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري، ولما تمكن من الحكم قام بشن حرب لا هوادة فيها على الإخوان المسلمين في حماة سنة 1982، حرب إبادة وقتل ثلاثين ألفاً وسجن عشرات الألوف وشرد عشرات الألوف ثم قام بمجازر في سجن تدمر، حيث قتل المئات داخل زنازينهم وذلك ثمن ثباته في الحكم لدى يهود وأعوانهم، ولم يكتف بكل هذا الإجرام بل سن قانوناً في سوريا أن مجرد الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين فإن حكمه الإعدام دون إجراء أي محاكمات.
فاليهود لا يشعرون بخطورة من أحدٍ على مشروعهم وكيانهم سوى الإخوان المسلمين، فقد حدثني الشيخ نظمي حجة أن شيخه الشيخ المجاهد سعيد بلال رحمه الله وهو من قادة الإخوان المسلمين في الضفة الغربية، قد اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني سنة 1984 في مدينة نابلس، والشيخ له عدد من الأبناء معظمهم الآن محكوم عليه عدة مؤبدات تصل إلى ألف سنة، وعندما اعتقل وذهبوا به إلى السجن عصبوا عينيه ثم وضعوه في قبو تحت الأرض بعدة طبقات، ولما فكوا عصابته وأغلقوا عليه الباب، وجد نفسه في غرفة ذات ظلام دامس، وعندما تحسس ما في الغرفة وجد فيها (كردل) لقضاء الحجة، وإبريق ماء فقط، لا حمام ولا فراش ولا طعام ولا يعرف الوقت ولا يسمع صوت إنس، وبقي على هذه الحالة أحد عشر يوماً في وضع مأساوي وظروف قاسية جداً يكاد الإنسان فيها أن يفقد عقله، ولما أخرج للتحقيق تعب كثيراً لكي يكيف عينيه للإبصار في النور، وأدخل غرفة فيها محقق صهيوني حاقد وأمامه صوبة كاز عليها رغيف خبز يسخنه ويقرمش منه وينظر إلى الشيخ، ثم بعد مدة رمى له بكسرة خبز ساخن وكلمة حقيرة (.....) ورغم جوع الشيخ الشديد لم يذق طعم زاد من أحد عشر يوماً ورائحة الخبز الساخن مغرية إلا أنه تمالك نفسه ورد عليه بعزة المسلم المؤمن الواثق بنصر الله وسفه حركته الولدانية الصبيانية، وبقي المحقق يحقق معه ثماني ساعات متواصلة ثم صرخ به قائلاً: أيها الشيخ ألم تجع بقيت كل هذه المدة دون طعام أنا أكاد أموت من الجوع، ثم أحضر وجبتي طعام، وكان أول طعام يأكله الشيخ منذ اثني عشر يوماً، ثم حوله على الزنازين المسماة (الأكسات) وهي من أسوأ (بلكات) السجن يتحاشاها كل المعتقلين، ولكن الشيخ وجدها جنة قياساً مع القبو المظلم لأن فيها حمامات وفراشا وطعاما وبشرا، لذلك قال: عاهدت الله أن أثبت في وجه المحققين حتى الممات، وحُجز الشيخ 68 يوماً، في كل يوم يحقق معه من 8-12 ساعة بحيث لا يتكرر المحقق، ويقول الشيخ وكان آخرهم أعتاهم وأقساهم وأشدهم حتى أنه أرهقني كثيراً، وكان المحقق الصهيوني رجلا كبيرا فوق السبعين وكان يخاطبني بواسطة مترجم، وبعد التحقيق المضني الذي كدت فيه أن أستسلم لشدة ما أرّقني وأتعبني؛ وإذا فجأة بالمحقق ينفجر بالبكاء، وبصوت عالٍ وانهمرت دموعه غزيرة، وبعد أن أعياه البكاء قام وغسل وجهها وأشعل لفافة تبغ، وطلب لي وله شايا وقهوة، وأخذ يتمشى في الغرفة ذهاباً وإياباً مطرقاً رأسه، وفجأة وبعد ساعة من الصمت والتفكير، وإذا به يتكلم بلغة عربية وبلهجة نابلسية قائلاً: شيخ سعيد: أنا مستعد أن آتيك بجواز سفر من أي جنسية تريد وفيزا لأي بلد ترغب!! فقال الشيخ: من أجل ماذا؟ فقال المحقق: لأجل مقابلة قيادة الإخوان المسلمين الدولية، فإذا وافق الإخوان المسلمون على أن اسرائيل دولة يهودية من البحر إلى النهر، فنحن على كامل الاستعداد أن نعطيكم مصر أو السعودية أو العراق أو أي دولة تريدون أن تقيموا عليها دولتكم الإسلامية وتطبقوا النظام الذي تريدون!! فرد الشيخ: لماذا تطلب هذا منا؟! اطلبه من حكام العرب أصحاب السلطة والنفوذ، فغضب المحقق الصهيوني وضرب المكتب بقوة حتى كاد يكسره، وقال: كل حكامك العرب موافقون على هذا!! لا بل موقعون عليه!! أبو عمار بتاعك في جيبتنا الصغيرة.. شيخ سعيد: لا يوجد لنا على هذه الأرض كلها عدو واحد يخالف فكرتنا التي ضحينا لها كثيراً وأقمنا بها مشروعنا في فلسطين إلا أنتم (الإخوان المسلمين).. يا شيخ: خذ هذا رقم هاتفي فإن وافقت على ما أقول اتصل معي وأكون لك من الشاكرين، ثم أمر بإطلاق سراحي.
فهذه شهادة اليهود أعداء الله ورسوله والمؤمنين من بن غوريون إلى هذا المحقق الصهيوني المعتق تبين وتوضح حقيقة المعركة مع الإخوان المسلمين، ومن هنا نفهم لماذا كل هذه الحرب الشعواء الدائرة على الإخوان المسلمين بالأمس واليوم وغداً.. ولنا وقفة أخرى مع هذا الموضوع المهم إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق