الجمعة، 6 سبتمبر 2013

المشهد المصري المشوش.. وشاشة الجزيرة


جرة قلم

المشهد المصري المشوش.. وشاشة الجزيرة

سلوى الملا


* تلتزم الصمت وترتسم علامات الدهشة وتقف مستغربا جامدا أمام واقع صعب وأليم لم تكن تتوقعه بهذه البشاعة والقسوة! تحاول ان تنشغل وتتشاغل وتبتعد وتزيح بصرك وتصم أذنك عما تراه وتسمعه إلا أن ذلك واقع يعلو بصوته وصراخة وصور لا يمكن أن تتجاهلها الكاميرات المتلفزة والفوتوغرافية ولا أقل أنواع الوسائط بأجهزة المحمول والآيفون والآيبد وغيرها من أجهزة.
ما حدث ويحدث وما سيحدث في مصر لا تصدقه العقول والقلوب المبصرة بنور الحق!
لم أكن أتخيل ان نشاهد انقلابا عسكرياً مكتمل الأركان والأطراف والأشخاص والأهم الأموال التي دعمته والهراء الذي يعلن القضاء بالإرهاب!! مشكلة الظالم أنه يجد مليون عذر ومليون صوت ومجلدات من الأعذار ووابل المديح خلاله يبرر عسكرية العسكر والقتل الوحشي اللا إنساني نهائيا!!
* كم كانوا رائعين معتصمي رابعة والنهضة، سهرنا معهم رمضان وسمعنا أجمل التلاوات والأصوات والصلاة والدعاء.. وخواطر الصباح وكلمات الحق التي كانت تصدح من على المنصة لتأتي سياسة القوي على الضعيف وسياسة الغاب والبطش واللا رحمة من رصاص حي وخرطوش ومدرعات يفترض ألا نشاهدها إلا في قتال العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين وحتى هذه القسوة وعدد القتلى لم يكن بهذه الوحشية وكأن من يقتلهم لا يرى ولا يميز ولا يفهم اللغة والواقع الحقيقي!
* تركيا الدولة الإسلامية التي يجتهد شعبها لقراءة وتعلم اللغة العربية تتألم وتبكي وتحشد شعبها دعاء وصلاة وتنديداً لينطلق من تركيا شعار رابعة ليكون شعاراً للصمود والصبر والاعتصام السلمي لمعتصمي رابعة والنهضة الذين قدموا من خلال اعتصامهم في عز الصيف وبشهر رمضان نموذجاً رائعاً لجموع وحشود عرفت كيف تجعل من هذا المكان والاعتصام مجموعة مؤسسات تعمل وتقدم للعالم معنى الإسلام والنظام والاعتراض السلمي الذي بغمضة عين تم فضّه وتدميره!!
* الحدث المصري أزال أقنعة كثيرة وكشف عن نخبة مصرية أقل ما يقال عنها نخبة نكبة بما تدعيه من بيانات وتصريحات ونفاق إعلامي وسياسي وبحث عن المصالح والأهم إزاحة وإقصاء حزب قوي منظم من المشهد السياسي المصري حزب الحرية والعدالة.
حزب الحرية والعدالة من أقدم الأحزاب وأكثرها تنظيماً، وظلماً وقع عليها منذ سنوات، أعضاء يفرضون احترامهم وحوارهم وثقافتهم، أعضاء حاصلون على أعلى الشهادات العلمية وتحفظ القرآن في صدورها العارية من أي سلاح وحام لهم من الأسلحة، يكون جزاء صبرها واعتصامها الإبادة اللا انسانية واللا أخلاقية واللا قانونية بلا رحمة!
* قلوب وأيد وأجساد تحمل أسلحة لتقتل مواطنيها، والأهم مجموعة بشرية أقل ما يمكن لها انها تعبر وتعتصم بحثاً عن حريتها وكرامتها وإنسانيتها والعدالة الاجتماعية كمواطنين في بلدهم وليس بلد جار وبعيد!!
* ذقنا طعم الألم والحزن والضيق والبكاء لتلك الصور التي تقدمها الجزيرة والنقل الحي.
قناة أصبحت صوتا مزعجا للمخالفين والعسكر والأهم بعض الاعلام المصري الذين يردحون لإقناع الناس لإلغاء الجزيرة من الريسيفر وحشد الأصوات لأجل فقد الجزيرة لمصداقيتها وانها تنقل وجه نظر واحدة وعدم حياديتها وغيره من تصريحات لأجل طمس الحقيقة من أن تكون واضحة للشمس.. والله يرحم أيام ثورة 25 يناير والتي كانت منبرا وصوتا للثوريين والرافضين لنظام المخلوع (العائد) حسني مبارك!
*مشهد عودته للساحة وبراءته من التهم المنسوبه له ومحو سنوات الظلم والفقر والقهر والاستعباد من الأذهان كفيل لأن يقلب الموازين بأن يسجن رئيس منتخب هو الدكتور محمد مرسي فك الله أسره ومن معه..وأن يخرج انسان ظالم هو وأولاده وحزبه الذين اقاموا دولا صغيرة لهم من أموال مصر وشعبها الفقير الذي يقع أكثر من %40 منه تحت خط الفقر!

*آخر جرة قلم:
الحديث عن المشهد المصري والذي هو مادة خصبة للتاريخ وللضمير الانساني الحي.
الحديث عن اعادة الشريط للوراء.
الحديث عن قلب الموازين والطاولة والدستور والمواد.
الحديث عن عسكر يطيب لهم مداخل ومنافذ وعالم السياسة من القيام بدورهم الحديث عن أجساد بريئة قتلت ظلما وغدرا.. شباب متعلم وفتيات في زهرة العمر ورجال مصر الأقوياء من علماء وأساتذة..
الحديث عن مصر مستمر.. يحتاج مؤرخين يكتبون بصدق أقلامهم وضمائرهم وأصواتهم لقول الحق والصدق في زمن تشترى الاقلام والضمائر لتكتب تاريخا تريده النخب الغائبة الضمير والمصالح العميقة بعمق الدولة العميقة التي تسكن مصر وأطرافها وعشوائيتها ومحافظاتها وترفض ان تغادر.
حمى الله مصر من الظالمين ومن فاشية عسكرية وأعاد البلاد للأمن والأمان وأعاد رئيسها المنتخب وفرَّج الله عنها بفرج قريب من عنده سبحانه وأخرج كل من في السجون أصوات وأعمارا وشخصيات تعتقل لتكتم أصواتها وتأثيرها.
رحم الله شهداءها وشهداء سورية وحديث سورية مستمر..والله غالب على أمره

سلوى الملا
alsalwa@alwatan.com.kw
tw:@salwaalmulla

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق