السبت، 16 نوفمبر 2013

السيسية .. هل من علاج ..؟ ) -2-

( السيسية .. هل من علاج ..؟ ) -2-

د. عبد العزيز كامل
مشكلتنا ليست في الانقلابيين – الذين لابد راحلين ثم محاسبين - بقدر ماهي في "المنقلبين" معهم من الباقين فينا والمختلطين بنا , صحيح أنهم يجمعهم الانحراف في فهم الدين , و سوء السلوك مع المتدينين .. لكن من هؤلاء المنقلبين ( مرضى ) لابد من علاجهم , ومنهم ( طغاة وبغاة ) لابد من صد طغيانهم ورد بغيهم , مع الإقرار بأنهم جميعا ( ليسوا سواء ) ..

لا نشك أبدا في أن هؤلاء – على كثرتهم وتنوعهم - هم ضحايا العدو الذي لم نحذره: (المنافقون) .. الذين يجسدهم بكامل صفاتهم في عصرنا (العلمانيون) .. ولابد من معالجة مشكلتهم بالمستطاع مباحا ومتاحا ..

-- فمن المنقلبين – وهم أكثرهم – الإمعات من الدهماء والغوغاء الذين لا تجد لأحدهم – أوإحداهن - شبها أقرب من الببغاء ! فعقولهم في آذانهم , وأبصارهم تكذب على بصائرهم .
 وهم بمجرد تغير الأجواء حولهم سيرددون ما يلقى عليهم . .. هؤلاء لا مفر من الدفع مع آحادهم بالتي هي أحسن (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) وكذا جدالهم بالتي هي أحسن , وبخاصة الأقرباء والجيران وزملاء العمل.. فسبحان مقلب القلوب : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) فمن كان فيه منهم بقية خير .. فلعله يرجع بخير..كما حدث لكثيرين من العائدين , ممن كانوا مغيبين أومخدوعين .

-- ومنهم الجهول الظلوم لنفسه البائع آخرته بدنيا غيره , والمتبرع بأذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا , وكأنه اتخذ أذاهم دينا , غير مبال باحتماله بأذاهم بهتانا وإثما مبينا .. وأمر هؤلاء بين الإعراض عنهم أو الإغلاظ عليهم – بحسب أحوالهم - وكذلك مصارحتهم بمرضهم وتحذيرهم من سوء عاقبتهم (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ) والمعنى - كما في القرطبي – لاتقبل عذرهم ,وخوفهم , وازجرهم بأبلغ الزجر.

-- ومنهم العدو المعتدي الموالي للظالمين - قاصدا عالما - مستحلا من أهل الدين مالا يستحله من الكفار الظاهرين المظاهرين .. وهؤلاء لا حيلة إلا في.. الوقوف ضد انقلابهم على الدين وأهله بكل وسائل المعارضة بشروطها وضوابطها , مع الاحتفاظ بحق كل صاحب حق في دم أو عرض أو مال في استرداد حقه الذي لا يملك أحد التنازل فيه نيابة عنه .
و كذا جهاد هؤلاء بالقرآن (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) وتحويل الصراع معهم به من تخاصم وجدال بين (صواب وخطأ )؛إلى خصومة وجلاد بين (حق وباطل) لأنهم يستدرجوننا دائما إلى الأولى , لعلمهم أن حقنا يدمغ باطلهم فإذا هو زاهق ..
هم جادون في عدائنا , وماضون في عنادنا , لا بغضا لذواتنا بقدر ماهو كراهية لكتابنا وسنة نبيينا : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) 
..
هؤلاء يصدق فيهم وصف ابن تيمية – رحمه الله - عندما قال : " من النفاق ما هو أكبر، يكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أبيّ وغيره، بأن يظهر تكذيب الرسول أو جحود بعض ما جاء به أو بُغْضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المسرة بانخفاض دينه، أو المساءة بظهور دينه، ونحو ذلك: مما لا يكون صاحبه إلا عدواً لله ورسوله، وهذا القدر كان موجوداً في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومازال بعده، بل هو بعده أكثر منه على عهده..." (مجموع الفتاوى 28/434 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق