الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

( السيسية داء.. فما الدواء..؟)..(1)


( السيسية داء.. فما الدواء..؟)..(1)

د. عبد العزيز كامل
أغلب ظني أن فرقة السيسية التي أنشأها الانقلاب في مصر - أو بالأحرى أظهرها وجسدها – ؛ لن تنقرض أو تذهب بذهاب الفريق وفريقه . 
وهكذا يقال في كل مثال ينشأ على هذا المنوال , فكثير من أهل الأهواء ظلوا مخلصين لهواهم , حتى بعد ما زال أثر من أغواهم , فأصحاب الهوى - والسيسية منهم - هم قبل كل شئ - عقلية وذهنية ذات مكونات نفسية , ليست سهلة التفسير لدوافعها , وليست سهلة التغيير لعنادها , ولكنها على كل حال ستظل علة تحتاح إلى علاج , كأي ظاهرة مرضية .

والقرآن الكريم تحدث كثيرا عن فئة من الناس وصفهم بـ ( الذين في قلوبهم مرض) , وقرنهم بالمنافقين في آيات عدة, كما في قوله ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ), وقوله (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا )وقوله (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) . 
و"واوالعطف" في الآيات تفيد المغايرة , فهناك فرق بينهما إذا اجتمعا في الذكر - كما يفهم من كلام المفسرين – وحاصل الفرق أن المنافقين هم من يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان بينما الذين في قلوبهم مرض هم السماعون لهم من هم ضعفاء الإيمان الذين أمرض الشك وقلة اليقين قلوبهم . فهم مرضى بالشبهات أو الشهوات ,أو بهما معا ..

كلا الصنفين - من المنافقين والذين في قلوبهم مرض – لابد من التعامل معهما , بما يقلل شرورهما , أو يهئ السبيل لعلاج أدوائهما , ( ويتوب الله على من تاب) .
وهم على كل حال درجات وطبقات , فالنفاق منه ماهو أكبر ومنه ماهو أصغر , ومرضى القلوب يتفاوتون في درجات المرض , بحسب قوة التأثير فيهم وضعف المقاومة منهم .

لا تكاد ترى أحدا من الكارهين لأهل الدين , والمحبين للظالمين المعتدين اليوم في مصر أوغيرها ؛ إلا وهو من مرضى القلوب الذين تسهل فتنتهم , وتصعب دعوتهم , كما قال الله (ليجعل مايلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم).
 وقال : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) .

أما طريقة التعامل الشرعية مع هؤلاء وهؤلاء فسأذكر أبرز معالمها بحول الله :
- يتبع -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق