الاثنين، 12 يناير 2015

شارلي إبدو ؟ يا لها من خديعة !

شارلي إبدو ؟ يا لها من خديعة !

أ. د. زينب عبد العزيز 
أستاذة الحضارة الفرنسية

نعم ، وبكل أسف ، يا لها من خديعة ، لأنه منذ اللحظات الأولى والرائحة الكريهة لمختلف التفاصيل الدالة على الخديعة كانت تحجب السماوات والأبصار !
ولا يمكن لشخص فى الواقع إلا أن يقر بأن قتل أى إنسان هى جريمة ، جريمة بشعة لا يمكن لأحد أن يقبلها. فما بالنا بعشرين قتيلا ؟ نعم ، الرقم مفزع !
لكن من تلك الواقعة إلى إستدعاء وفرض تجمعات يتصدرها قادة سياسيون ونقابيون ، ورجال دين فرنسيين ، إضافة إلى العديد من رؤساء الحكومات الأجنبية من كل دول أوروبا تقريبا ، بما فى ذلك رئيس الإتحاد الأوروبى ، ورئيس البرلمان الأوروبى ، ورئيس المجلس الأوروبى ، بل وقادة غير أوروبيين ومن إفريقيا ، وتمتد القائمة لتضم رئيس وزراء الدولة الصهيونية ، ليساهموا فى "المسيرة الجمهورية" كما يطلقون عليها ، وذلك اليوم ، يوم الأحد الموافق 11 يناير 2015 ، فى باريس وفى بلدان فرنسية أخرى ، فذلك فى حد ذاته مريب ..
ولا نقول شيئا عن آلاف الأشخاص الذين تجمعوا أمس فى عدد من المدن الفرنسية، تحية لضحايا الإعتداء.
فهنا ترتفع علامة إستفهام وتفرض نفسها على الساحة. بل علامة إستفهام مزدوجة ، تتعلق أولا بلعبة السياسة المنفرة ، التى تحرك خيوط لعبة هذه المسيرات ، ثم ذلك الموقف المرفوض لتصرف متناقض ، بل شديد التناقض.
لكن قبل الرد على هذا التساؤل المزدوج ، لا بد من لفت الأنظار إلى حقيقة الشكل المريب لقائدى هذا الإعتداء ، سواء فى طريقة تحركاتهم أو إطلاقهم النار ، لكى لا نقول شيئا عن باقى الأدلة التى تم إثباتها والتى تشير ناحية المسئولين الحقيقين عن هذه المسخرة !

1 ـ إن هذه المسرحية تدين بلا شك نفس الذين قاموا بأحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ، وكل الأكاذيب التى أحاطت وتكشفت من اللحظة الأولى ، ثم إختفت وكأنها تبخرت بالسِحر ! ولا نذكر منها إلا البرج الثالث المكون من إثنين وأربعين دورا ، وإنهار بنفس إسلوب الهدم تحت السيطرة دون أن يمسه أى شئ ؛ وجواز السفر الشهير الذى صمد وقاوم درجة حرارة أدت إلى إنصهار الصلب ، لكنه تم العثور عليه سليما معافا ؛ وبضعة مئات الموظفين اليهود الذين تخلفوا عن الذهاب إلى مكاتبهم لإصابتهم جميعا بنزلة برد هبطت عليهم فجأة من السماء !! وحينما نطالع حاليا عبارة "11 سبتمبر الفرنسية" التى بدأت تظهر فى بعض الصحف فى فرنسا ، يمكننا أن نتصور ما سوف يقع على المسلمين فى فرنسا وفى غيرها من البلدان !

2 ـ إن التناقض فى التصرفات والمواقف حيال هذه الخديعة جد منفر إذا ما قارننا مقتل عشرين شخصا بعدة ملايين من المسلمين الذين تم إغتيالهم أو نسفهم أو إحتراقهم كلية بما القى عليهم فى أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وخاصة فى فلسطين ، منذ تلك المسرحية المصنوعة محليا فى 9/11/2001 ، تقف الكلمات فى الحلق هلعا. نعم ، تتوقف العبارات من شدة التناقض والمغالطة. فكم مليون مسلم تم إغتيالهم وليس مجرد عشرون شخصا فى خديعة فرنسا ؟!

وحيال هذا الموقف الذى يتطلب ردود الفعل الحاسمة وليس اللغو بالكلمات ، أؤكد أن هذه الخديعة الفرنسية الجديدة تمثل جزء لا يتجزأ من قرارات مجمع الفاتيكان الثانى ، الذى قرر تنصير العالم تحت عبارة جبانة هى : "تبشير العالم" .. فعندما بدأت الألفية الثالثة وكان الإسلام لا يزال قائما ، قام مجلس الكنائس العالمى فى أوائل يناير 2001 بفرض عملية إقتلاع الإسلام على الولايات المتحدة بحكم أنها أصبحت القوة العسكرية الوحيدة بعد إقتلاع الإتحاد السوفييتى ، وفقا لقرارات مجمع الفاتيكان الثانى أيضا !
إن تكرار سرد أحداث تم إثباتها ، مثل جماعات "الكومندوز" المطلوبين لإقامة وترسيخ ما يطلقون عليها "الدولة الإسلامية" ، يعد بمثابة جهد ضائع ، فهنا أيضا الأدلة موجودة ، وتكفى الإشارة إلى عتادهم الحربى وثيابهم المتحذلقة ، ومعروف من قام بتكوينهم وتدريبهم...
وما هو أكثر من ذلك : إن سياق هذه الحروب المزعومة لا تدور إلا بأيدى مسلمين وعلى أراض مسلمة. أراض سيصبح من المحال إعادة زراعتها بسبب كل ما ألقى عليها من كيماويات ومبيدات قاتلة.
وعادة ما يتم السؤال ، من المستفيد من الجريمة ؟ وهنا لا يمكننى إلا أن أؤكد : تفيد كل الذين يشدون خيوط اللعبة لفرض النظام العالمى الجديد ، القوى العظمى السياسية الحربية ومن هم متواطئون معها من الفاتيكان والكرسى الرسولى ، الذى إخترقه اليهود منذ مجمع الفاتيكان الثانى. وهذا الموضوع قد تم إثباته أيضا ، والدليل على ضلوع الصهاينة فيه تم تأكيده.
فلم يعد يتبقى للشعوب ، لكل هذه المليارات من البشر ، المقهورين والمطحونين وبعض الشرفاء ، إلا أن يتحركوا قبل فوات الأوان. فالكتابات والأدلة ليست هى التى تنقص !..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق