الخميس، 1 يناير 2015

هندرسون: على واشنطن التدخل، سريا، لضمان انتقال سلس للحكم في السعودية

هندرسون: على واشنطن التدخل، سريا، لضمان انتقال سلس للحكم في السعودية

في اليوم الأخير من عام 2014 أدخل العاهل السعودي الملك عبدالله المستشفى لإجراء فحوص طبية. وأثر بيان البلاط السعودي حول صحة الملك على التعاملات في الأسواق المالية في البلاد حيث تعافت لاحقا.
ولكن مرض الملك الذي تقدم به العمر، ويعتقد أنه 91 عاما يثير مخاوف في المنطقة وخارجها خاصة أن السعودية تعتبر من أهم منتجي النفط في العالم. وأي مشاكل في الخلافة ونقل السلطة تؤثر على سوق النفط العالمي وعلى المشاكل الإقليمية نظرا للدور الذي تضطلع به الرياض.
وفي الآونة الأخيرة دخلت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وفي حالة وفاة الملك أو عجزه عن الحكم فإن ذلك سيزيد من مظاهر التوتر داخل العائلة حسب سايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اليميني.
وفي الوقت الذي وضع فيه الملك ترتيبات لنقل سلس للسلطة حيث عين شقيقه الأمير سلمان وليا للعهد، بعد وفاة كل من الأمير سلطان ونايف اللذين شغلا المنصب، ونظرا لاعتراف الملك عبدالله بتقدم عمر من تبقى من أبناء الملك عبد العزيز بن سعود ممن لهم الحق بالملك قام بتعيين أصغر إخوته الأمير مقرن وليا لولي العهد وذلك في مارس العام الماضي.
ويرى هندرسون أن الإعلان عن خضوع الملك لفحوصات طبية يثير قلقا حول صحة الملك، فدخوله المستشفى الذي يحمل اسمه يعني أن وضعه الصحي مقلق للغاية لأن قصوره فيها من الأجهزة الطبية الكافية لعلاجه والتصدي لمشاكله المتعلقة بآلام الظهر وحاجته للتنقل وهي مشاكل معروفة حيث تعرض الملك لعمليات جراحية في عامي 2011 و 2012. أما المشاكل التي لم يعلن عنها فهي ناتجة عن آثار عادة التدخين التي مارسها الملك.
ويقول الكاتب إن ترتيبات الخلافة واضحة، فمن الناحية النظرية سيتولى الأمير سلمان (78 عاما) الحكم لكنه يعاني من مشاكل في الذاكرة أو خرف. ولاحظ زواره أنه يفقد التركيز بعد دقائق من الحديث ويصبح كلامه غير مفهوم. وكون الأمير سلمان يظهر بصورة النشيط نابعة من تصميمه على الحكم أو تصميم من حوله لينصب ملكا.
ولم يكن الملك عبدالله قادرا على استبدال الأمير سلمان بسبب التنافس داخل العائلة الحاكمة ولهذا عين الأمير مقرن كنائب لولي العهد. متجاوزا في هذا مطالب بقية الأشقاء ولم يحصل القرار على إجماع كبار الأمراء.
ورغم ندرة ظهور الملك في العلن إلا أنه ظل صانع القرار الوحيد في البلاد والتقى في أكتوبر بالأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة قطر، واستقبل الملك عبدالله الثاني، العاهل الأردني في منتصف الشهر الماضي. 
ويرى هندرسون أن فترة علاج طويلة للملك وفراغ في السلطة بالرياض ستثير مظاهر القلق العالمي نظرا لموقع السعودية في سوق النفط العالمي، كما ستتأثر القضايا المتعلقة بالدور السعودي في الدول العربية والكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتوتر المستمر في مناطق الشيعة الذين يتأثرون بإيران.
ويعتقد الكاتب أن على الولايات المتحدة التدخل والتأكد من انتقال سلس للحكم، رغم أنها أي واشنطن تتجنب محاولة التأثير في عمليات نقل السلطة في البلد. وعليها القيام بهذا الدور بطريقة سرية.

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق