الثلاثاء، 30 يونيو 2015

من أدب الرجال


من أدب الرجال
إحسان الفقية


(مش كل من اعتلى الخيل صار خيّال)، رحمكِ الله يا جدّتي، ورحم الله الرجل.

أيّ رجل؟

– الرجل، تلك الكلمة التي انسابت في نهر تُراثنا الإسلامي والعربي، مُحمّلة بأسمى المعاني؛ فإذا بها اليوم يلوكُها الصبيان وأشباه الرجال، كلٌ يتمسّح برسمها، وهو فاقدٌ لكلّ مدلولٍ لها. فعظّم الله أجرنا برحيل الرجل.

عن أي رجل تتحدّثين؟

الرجل الذي تعرّفنا على صفاته عندما ذكرها القرآن في معرض الحديث عن الطهارة، بكامل ما تعنيه الكلمة من طهارة الباطن والظاهر: “فيه رجال يحبون أن يتطهروا”.

وفي معرض الحديث عن التعلّق ببيوت الله وأداء فرائضه وذكره وإيثار مرضاته: “في بيوت أَذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله”.

وفي معرض الحديث عن البذل والعمل للدين: “وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين”.

وفي معرض الحديث عن الحزم وشدة العزم: “قال رجلان من الذين أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.

فألف تحيةٍ وتحيةٍ لمن كان من هؤلاء الرجال… ولا عزاء للمُنتسبين زورًا وبُهتانًا للرجولة بالشوارب والوسامة والفحولة، والباحثين عن مغامرة يُثبتون فيها رجولتهم على صفحات تويتر وفيس بوك؛ فيقذفون النساء بحروفهم من وراء حُجُبٍ مفتوحة نوافذُها على الجحيم.

فما أيسر أن يضرب أحدهم مفاتيح لوحته ويقذفُ عرض امرأة، ويتّهمها في أخلاقها ونزاهتها، لا لشيء إلا لأن كلماتها لم توافق هواه.

عجز أن يكون له دور في الحياة العملية كالرجال؛ فلم يجد (المسخ) سوى العنتريات التي يُطلقها عبر مركبة من الحروف الشاذّة للمزيد من التشوّهات التي تملأ حُفر نفسه، ليُحصي جولاته التي ظنّ أنه ربحها في رشق النساء بلا فلاتر تُنقّي منطقه من دناءة الألفاظ وضحالة الفكر، وما ذلك إلا دلالة على إفلاسه وعجزه وعدم امتلاكه من أدوات الخصومة إلا النيل من أعراض النساء.

يا هذا، إن للرجولة أصولًا وقواعد، وللمروءة والشهامة دلالات، لن يغني عنها كون شاربك تقفُ عليه الصقور أو تأكل منه العقبانُ، أو إن كنت جهوريّ الصوت ترتعد من إطلالتك فرائصُ أُنثاك التي ابتُليت بنصفٍ مثلك.

وحين آثرتُ الصمود ككاتبة في زمن القحط وموت الرجال، كنتُ أسعى إلى تحقيق معادلة لن يدركها أولئك الذين لا يحترمون العفيفات ويتقوّلون على ربّات الخدور.

لكَ أن تدّعي الرجولة كما يحلو لك، لكنّك لست برجلٍ ما دمت تخاطبني بما تكرهُ أن يخاطب به أحدهم (نساء بيتك).

ولكَ أن تترنّم برجولتك كيفما شئتَ، لكنك لن تظفر منّي بشهادة (أنّك رجلٌ) وأنت تلمز هذه، وتسخرُ من تلك، بعد أن أعجزك بل وقتلك شموخ الواثقات بسطوتهنّ وقُدرتهنّ على إحراق كبدك.

أبحر في سيَر العظماء والنُبلاء؛ لترى معاني الرجولة، وكيف يتعامل القوم مع النساء.

ألا تُخجلك شهامة كليم الله موسى مع الفتاتين، أكرمهما القوي الأمين، وأبت نفسه الشريفة أن يحبسهما الضعف عن جلب الماء “فسقا لهما ثم تولى إلى الظل”.

إنما أعْنيكَ أنتَ بالمثال يا من تستبيح مخاطبة النساء بسوء الكلِم، مُستغلًا إعراضهن عن مجاراتك في دناءتك، بما يفرضه عليهن كونهن نساء، بكل ما تحمله الكلمة من التزامات.

وهل يستوعب إطارك الأخلاقي، الذي هو أشبه بسَمّ الخياط، كيف سار موسى أمام الفتاة وهي تدلّه على بيت والدها ليجزيه أجر ما سقى لهما؟

يعلم أن الرجل الحر ما كان له أن يخدش حياء امرأة ويُطلق عينيه في تفاصيلها، لا كأشباه الرجال، الذين يعمد الواحد منهم إلى البحث والتنقيب، حتى إذا ما وجد شاردة من القول، أتى بها مُتهللة أساريره؛ ليلْوي عنق الكلمات، أو يبترها من سياقها، ويُغرق في النزع، ويدق عليها الطبول، ويظن أنه قد ظفر بمن كتبتها.

يقولون إن معاملة النساء فنٌ، وأنا أقول إن معاملة النساء شهامة ومروءة ونُبل أخلاق؛ فما كان بالرجل من يجرح امرأة.
وما كان بالرجل من يطأ لها جرحًا.
وما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
أعلمُ يقينًا يا كل من أدرك فحوى الكلام وبوصلته ومرماه أن كلامي سيُصيب بعض القوم في مقتل، ويُشعرك (أنت يا من أعنيك) بقلّة قدرك وضآلتك، وأعلمُ كذلك أنك ستمارس هوايتك المُفضلة بشتم النساء، لكن حسبي أني أوجعتُك بما تعلّمته في مدرسة جدتي.

لن تكون فارسًا للعرب ولو سبقتَ ألف جواد.

ولن تكون شاعرًا للعرب لو كتبتَ ألف مُعلّقة.

ولن تكون مُنقذًا للعرب أو سيّدًا للعرب وأنت تُسيء لبنات العرب.

أرثي لحال أشباه الرجال، وأنا أصغي سمعي لنبرة عنترة في زمن الجاهلية:

وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي .. حتى يواري جارتي مأواها

فهل لك نصيب من هذا النبل وهذه المروءة في امرئ مات في جاهلية الأزمان الغابرة أيها المُتمديِن المتحضّر، يا من ترفع أنفك ليلامس نظارتك السوداء، وتُغرق جسدك وثيابك بعطور فرنسا وخيبتك؟

(تبًا لمدنيّة رقدت في قعرها القيم، وضلّت في أرضها الشهامة والمروءة، وشطُنت عن موارد الأخلاق الزلال).

أين المعتصم الذي لامست نخوتَه صرخة امرأة في بلاد الروم صَرَخَت “وامُعتصماه” فحرّك جيوشه وغزا المدينة وقال لها: لبيك يا أختاه. ليرى أولئك الذين يحركون جيشًا من التّهم والأباطيل والافتراءات يرشقون بها النساء.

أبكي على زمنٍ كانت تزحف فيه الجموع من أجل قلب امرأة ألَمّ به الحزن، نعم، هاهو الحاجب المنصور قد رجع إلى قرطبة بعد الغزو، ليوافق صلاة عيد الأضحى، والناس يُهلّلون ويكبرون في مصلاهم، وقبل أن ينزل من على صهوة فرسه، اعترضته امرأة عجوز تقول بقلب قد أتى عليه الكمد: يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا.

قال المنصور: وما ذاك؟ قالت: ولدي أسير عند الصليبيين في حصن رباح؛ فلم ينزل الرجل من على جواده، ونادى في جيشه ألا تُلامس أقدامهم الغبراء حتى يطلقوا أسرى المسلمين.

كل ذلك من أجل قلب امرأة، يا من تُحسنون كسر قلوب النساء.

كم يُحزنني غفلة “فرس” لا تعلم أن صاحبها لا يملك أيّ فروسية لا بالقول ولا بالفعل ولا بالخصام، وأن ذلك المُختال بصقره ما هو إلا صفر في دفتر الرجال.

لكم يحُزّ في نفسي كلّما تذكّرتُ ذلك الروسي غير المسلم، الذي خلع قميصه ليستر عورة امرأة مسلمة (مع أن الذي انكشف منها ليس بعورة عنده) حين انزلقت في سوق شعبي عربي. كلما سمعتُ إساءة من أبناء دمي وديني وبلادي تذكّرته وأشفقت عليكم.

رحم الله الإمام الشافعي يوم قال: “والله لو كان الماء البارد يُنقص من مروءتي لشربته حارًا”.

فهلا خاصمت بأدب ولو لم يُنعشُك هذا؟!

أوليس الأدب الرفيع هو الذي ينفُذ من ركام الغبش وأيديولوجيا الموت وعقيدة المحارق والدمار نحو سلام الإنسان وأحلامه المبتغاة؟!

أوليس الأدب وحسن الأدب هما قشّة النجاة التي ستقصم ظهر الخيانة والخائنين من تجّار البيوت وبيّاعي الكلام ممن تآمروا على الأوطان والتاريخ والإنسان؟

الأدب…

وما أدراك ما الأدب…

التطبيع: تبرير داود أقبح من ذنب أنور!


التطبيع: تبرير داود أقبح من ذنب أنور!
أحمد بن راشد بن سعيّد

احتفلت الصحافة الإسرائيلية بلقاء اللواء السعودي المتقاعد أنور ماجد عشقي، مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، بالصهيوني دوري غولد، المدير العام بوزارة الخارجية الإسرائيلية وأمين سر نتنياهو، في ندوة عقدها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بواشنطن في الخامس من حزيران/يونيو الجاري. ولما انتشرت صور الرجلين وهما يتصافحان مبتسمَين، انفجرت مواقع الوسائط الاجتماعية غضباً.
الجدير بالذكر أن غولد يمثل اليمين الصهيوني المتطرف.
غير أن عشقي لم يعدم أنصاراً كالكاتب داود الشريان الذي وصف في صحيفة «الحياة «مقاومة التطبيع» بـ «الكذبة» مبرراً تصرف عشقي بالقول إن «مصافحة مسؤولين عرب، على رأس العمل، مع مسؤولين إسرائيليين، لم تنقطع منذ أوسلو، لكن أحداً في الإعلام العربي لا يتحدث عنها باعتبارها تطبيعاً. أما إذا تمت مصافحة من سعوديين، وإن كانوا لا يشغلون منصباً رسمياً، فإن «أصدقاء» السعودية في الإعلام العربي يفتحون مناحة» (15 حزيران/يونيو 2015). 
كأن داود يقول: كلنا بعنا الأرض والعرض، فلماذا تلومونني وحدي؟ عذر داود كان أقبح من ذنب أنور.
ما هو «التطبيع»؟ انبثق مفهوم التطبيع من اتفاقات كامب ديفِد التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات مع رئيس الوزراء الصهيوني، مناحم بيغن، عام 1979، والتي مهّدت الطريق لعلاقات شاملة بين الدول العربية وإسرائيل قبل الوصول إلى تسوية شاملة ونهائية للصراع.
وبهذا يشير «التطبيع» إلى العملية التي يجري من خلالها صياغة علاقات طبيعية في سياق ظروف غير طبيعية، تفضي في نهاية المطاف إلى فصل «إسرائيل» عن احتلالها وغطرستها وعدوانيتها، ومعاملتها بوصفها كياناً سياسياً لا صلة له بأفعالها. يستلهم خطاب التطبيع ما يُسمى «حوار الحضارات» و «حوار الأديان»، وهما لافتتان برّاقتان تعملان على الإغراء الزائف بالتسامح، وتصرفان الانتباه عن الحقائق الجوهرية للصراع، حتى تبدو كأنها اختلافات هامشية في الفهم يمكن تجاوزها إذا جلست «الأطراف» على «طاولة» واحدة وتحدثوا وجهاً لوجه-أسطورة تتجاهل موازين القوى غير المتكافئة، وتحاول نزع الشرعية عن المقاومة بوصفها السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق المسلوبة.
راج مصطلح «التطبيع» في الصحافة العربية والخطاب السياسي العربي منذ أواخر السبعينيات، وهو ترجمة للكلمة الإنكليزية (normalization)، التي تشير أيضاً إلى «التعوّد»، وكأن «التطبيع» سلوك غير مقبول يجري تحويله شيئاً فشيئاً إلى سلوك مقبول، حتى يصبح «معتاداً» أو مألوفاً. بمعنى آخر، يصبح التطبيع تمريناً للطرف الفلسطيني/العربي الأضعف على التسليم بهيمنة الطرف الصهيوني الأقوى، وانخراطه في عملية إقناع ذاتية للتكيف مع الوضع الجديد.
من أبرز الاستمالات الإقناعية في هذا الإطار: «الواقعية»، «البراغماتية»، «التكيّف مع موازين القوى»، «فن الممكن»، و «خذ وطالب». قد تدخل مفردة «التطبيع» وتبريراتها ضمن خطاب التمويه أو تلطيف القبيح (euphemism)، الذي يعمل على جعل الحقيقة السيئة مقبولة لغوياً على الأقل.
يمثل التطبيع الانتصار الأكبر لإسرائيل، فنشأتها عام 1948 على أنقاض المجتمع الفلسطيني وحروبها العدوانية عبر السنين لم تمنحها شرعية البقاء، لكن التطبيع مع الضحايا هو الذي يمنحها الشرعية، ولذا استماتت منذ زمن طويل للحصول على الاعتراف بكيانها بوصفه صمام أمانها. وزير «الدفاع» الصهيوني، موشيه يعلون، قال في وقت مبكّر هذا الشهر أمام مؤتمر في مدينة هرتسليا، إنه لا يرى فرصة للسلام مع الفلسطينيين في حياته، وإنه «لا خطر ألبتة من غزو تشنه الجيوش العربية»، مضيفاً أن أخطر سلاح يواجه «الدولة اليهودية» هو «نزع الشرعية» عنها (هاآرتس، 9 حزيران/يونيو 2015). التطبيع إذن هدف إستراتيجي لإسرائيل؛ لأنه يطوي التساؤلات عن وجودها، ويريحها من هاجس الزوال، ويطمئنها أن العرب قد قرروا نسيان تاريخ النكبة والشتات، وأنهم لن يستدعوا التاريخ للحشد والتعبئة ضد بقائها في منطقتهم.
هذا ما يجعل «التطبيع» في السياق العربي الصهيوني فريداً في التاريخ. إنه ليس كالتطبيع المتعارف عليه في العلاقات الدولية كالذي حدث مثلاً بين السعودية والصين، أو بين الولايات المتحدة وإيران.
 إنه تطبيع غير طبيعي؛ لأنه ينطوي على الاعتراف بحق الصهيونية في فلسطين، وبعبثية قرن كامل من مقاومة هذا «الحق».
 كما ينطوي على إعادة النظر في مسلّمات دينية وثقافية وتاريخية ضاربة في وجدان العربي والمسلم وصولاً إلى محوها من الذاكرة الجماعية، وإحلال الرواية الصهيونية محلها. 
هذا ما يجعل الساسة الإسرائيليين يتحدثون أكثر من مرة عن ضرورة تغيير المناهج التعليمية لتواكب «ثقافة السلام»، و «التسامح الديني»، وقصر مفهوم الجهاد في الإسلام على «جهاد النفس».
وهذا ما رأينا حكومات عربية تقوم به، آخرها نظام الانقلاب في مصر الذي ذهب إلى حذف آيات الجهاد وسير الفاتحين كعقبة بن نافع وصلاح الدين، من المناهج. 
التطبيع رديف الإحلالية، لا الاحتلال.
إنه يسعى إلى مصادرة وعي الأجيال بذاتها، وتحويلها إلى كائنات منبتّة الصلة بهُويتها. التطبيع ليس إلا «استبطان» الهزيمة، والتسليم بحتميتها، والكف عن التمرد عليها. إنه ليس مجرد تمثيلات دبلوماسية أو مبادلات تجارية، بل إعادة تشكيل للوعي بحيث لا يرى العربي والمسلم اليهود أعداءً، ولا الصهيونية حركة عنصرية عنيفة غاصبة ومعتدية.
منذ اتفاقات كامب ديفيد، نظرت إسرائيل إلى التطبيع بوصفه «تطبيعاً» للفلسطينيين والعرب على انزراعها في الأرض واغتصابها لها؛ لا على ما يُسمى تسوية «عادلة» و «دائمة»، واستغلت اتفاقات أوسلو (لحظتها التاريخية) لتتوسع في التطبيع مع الفلسطينيين ودول عربية عدة منهمكة في سلسلة لا تنتهي من جولات التفاوض، ومحمّلة الجانب الفلسطيني مسؤولية فشل كل جولة. ليس ذلك فحسب، بل استغلت أوسلو لتتوحش على الأرض صانعة حقائق غير قابلة للإلغاء (تضاعف عدد المستوطنين منذ الاتفاقات المشؤومة من نحو 110 آلاف إلى مليون)، وطفقت تبتز الجانب الفلسطيني والعربي المرة تِلو المرة بجعل مزيد من التطبيع معها شرطاً مسبقاً لمشاركتها في «المفاوضات».
 لم تقدم إسرائيل خلال ما تسميه الدعاية «عملية السلام» أية مكاسب للفلسطينيين، حتى الاعتراف بحقهم في تقرير المصير. وأخطر ما في تجليّات التطبيع أن إسرائيل تقدمها للعرب بوصفها هدايا من المنّ والسلوى، أو صفقات سلام بحد ذاتها. تواصل إسرائيل حملات الاستيطان والسلب والقمع والحصار وبناء الجُدُر واقتلاع الأشجار وهدم المنازل وتدنيس المقدسات، وفي الوقت عينه تطور علاقاتها مع دول عربية، وكأن تلك العلاقات تجري بمعزل عن العنف الذي تمارسه. وبهذه المقاربة، تقوم إسرائيل فعلياً بنزع الشرعية عن الكفاح الفلسطيني، وتأبيد احتلالها ما بقي من الأرض.
عوداً على بدء، قد يظن السعوديان عشقي والشريان أن «التطبيع» ممكن ضمن إطار تسوية شاملة و «متوازنة». واهمان، أو هما كاذبان. لم يفوّض أحد من السعوديين عشقي ولا غيره بالاعتراف بشرعية العدو، أو «التطبيع» معه. كل سعودي وعربي ومسلم يشهد أن التطبيع مع الصهيونية، أيّاً كان شكله، وفي أي مكان، خيانة.

• @LoveLiberty

من أعطى إشارة الذبح؟


من أعطى إشارة الذبح؟
وائل قنديل


من ينقذ البلاد من شلة الأشرار التي خطفت مصر، وصعدت بها إلى أعلى بناية، وطوقتها بحزام من البراميل المعبأة بمواد شديدة الانفجار، مهددين بتدميرها، إذا اقترب منهم أحد؟
من يعفي المنطقة كلها من "لحظة نيرونية"، إن اشتعلت فيها القاهرة، ستطال ألسنة الحريق كل شبر في محيطها العربي؟
 قبل أن يدفنوا النائب العام، كانت خارجية عبد الفتاح السيسي قد كلفت سفراءها بسرعة الاستثمار الأمثل للحادث، وتوظيفه في ابتزاز مشاعر العالم كله، من أجل تأييد السلطة الحاكمة في مصر.
وحمل توجيه "توضيح الأبعاد" الذي أصدره سامح شكري، وزير خارجية السيسي، للبعثات الدبلوماسية في الخارج أمراً بسرعة التحرك لدى السلطات الرسمية ووسائل الإعلام، لبيان أن الحوادث التي وقعت في كل من السعودية وتونس والكويت وفرنسا، أخيراً، تثبت أن التنظيمات الإرهابية كافة تتبنى الفكر المتطرف نفسه.
في الداخل، كما في الخارج، يبدو رد الفعل السلطوي، خطاباً وإجراء، ممتناً للغاية لجريمة اغتيال النائب العام، في هذا التوقيت العصيب، إذ تلقف النظام الحاكم الهدية وانطلق، داخلياً، لإعادة شحن "بطارية 30 يونيو"، وغلق الأبواب والنوافذ بوجه قطاعاتٍ، بدأت تتسلل، خفية وفي العلن، من ذلك العار الذي صنعه جنرال الإبادة في صيف الجنون 2013.
وفي الخارج، تنشط كل عناصر النظام في حلب بقرة "الحرب على الإرهاب"، للحصول على ما يكفي لمواجهة سيول من تقارير المنظمات والهيئات الدولية، المعنية بالعدالة والحقوق والحريات، تتحدث عن مصر السيسية، باعتبارها تجاوزت، من حيث القدرة على تغييب القانون وإهدار أبسط قيم العدالة، حدود ما عرفت بجمهوريات الموز، وقدمت مستوى من الاستبداد والابتعاد عن "حالة الدولة"، ما يجعلها نموذجاً متفرداً في الدكتاتورية.
تطورات الساعات الأخيرة منذ اغتيال النائب العام تؤشر، بوضوح، إلى أن استمرار عبد الفتاح السيسي، ومجموعة الأنفار التي تحركه، وتستخدمه في قيادة البلاد إلى جحيمها، لم يعد خطراً على مصر فقط، بل بات يشكل مخاطر حقيقية على الإقليم كله، فبعد ما رأيناه منذ الإعلان عن استهداف موكب النائب العام، ومضخات الجنون تشتغل بكل طاقتها، لإحراق الوطن كله.
مصر الآن تدار بواسطة شلة من مجانين الثورة المضادة، تشمل قضاة وإعلاميين، تضع برنامج عمل عبد الفتاح السيسي، وتحدد له خطواته، وتضبط إيقاعه، وتحركه بالريموت كونترول. 
أول من تحدث عن أحكام عرفية وطوارئ كان مصطفى بكري، وأول من قال أعدموهم بلا محاكمة كان موسى، كان ذلك بعد لحظات من الاغتيال.
وفي صباح اليوم التالي، كان أحمد الزند وزير العدل الحالي، وأحد مهندسي الثورة المضادة، يعلن في مداخلة تلفزيونية، أنه سيتقدم بحزمة قوانين وتشريعات جديدة لمجلس الوزراء، تسمح بالسجن والإعدام للمعارضين، من دون محاكمات حقيقية.
كان الزند واضحاً وعلنياً ومكشوف الوجه، وليس في الأمر أسرار أو تسريبات أو "معلومات خطيرة"، انفرد بها متحذلق، يستعرض مهاراته المعلوماتية. قالها مصطفي بكري نصاً "دم النائب العام في رقبة كل مصري"، فحفظها السيسي ورددها نصاً، بلا أية إضافات في جنازة هشام بركات. أعلنها الزند في الصباح: حزمة قوانين ناجزة توفر خدمة الإعدامات السريعة، من دون شهود أو تحقيقات، فرددها السيسي في الظهيرة، في أثناء الجنازة، بأداء تمثيلي ركيك وواضح التصنع، حد الابتذال. يقول الزند إن مصير الإرهابيين (المعارضين يقصد) في مصر سيكون مثل مصير اليهود، النفي في الأرض والإبادة.
وزير عدل يهدد، على الهواء مباشرة، بهولوكوست يقصي نصف الشعب، لكي ينعم النصف الباقي بالرفاهية والتسلط. يوزعون خبراً مصوراً على كل الصحف، اعتبرناه نكتة بذيئة، عن صدور إشارة من الدكتور محمد مرسي يفهم منها الذبح، في أثناء جلسة المحاكمة (الإثنين)، فيأتي عبد الفتاح السيسي في اليوم التالي (الثلاثاء) ليردد ما أملوه عليه "قرارات القتل تأتي من قفص المحكمة"، وتتحول النكتة البذيئة إلى واقع أكثر بذاءة، يظهر فيه "نصف الإله" الذي يبتزون به العالم، وهو يعطي إشارة الذبح والإعدام، من دون الحاجة لإعمال القوانين، حيث يراها ضد مصلحة الدولة.
يصدر قاضي الإعدامات في مداخلة تلفزيونية الحكم في قضية اغتيال النائب العام، قبل أن يجمعوا الشظايا من جسده، ويجهزونه للدفن، ويدين الإخوان والرئيس مرسي، مباشرة. كيف يمكن أن يتحدث أحد عن عدالة وقانون وحالة حقوقية في مصر، إذا كان القضاة في حالة عداء مع من يلتمس الحصول على حقوقه أمامهم، كيف يكون هؤلاء حكاماً عادلين، إذا كانوا طرفاً في الخصومة؟ 
يخطئ من يتصور أن عبد الفتاح السيسي يحكم مصر، إن هو إلا صنم، يتاجر به المستثمرون في الجهل والجاهلية، ويستنطقونه بما يريدون قوله، ويديرونه بما يضمن لهم البقاء والسيادة، حتى لو أحرقوا الجيش والشرطة والقضاء والمجتمع بأسره.

بروتوكولات حكماء العرب -8-

بروتوكولات حكماء العرب
-8-
القَسَمُ الأَعْظَمْ


البروتوكول الثالث عشر


دكتور محمد عباس

إنني أستأذنكم يا جلالة الجلالات أن ننتقل من البروتوكول الخامس إلى البروتوكول الثالث عشر والأخير على أن نعود بعد ذلك إلى بقية البروتوكولات .. وهو وضع نجد أنفسنا مرغمين عليه .. فقد نبهتني إدارة البروتوكولات في المؤتمر إلى خطأ وقعنا فيه في الجلسة الماضية.. إذ لا يجوز لعضو جديد أن يحضر جلساتنا دون أن يقسم القسم الأعظم.. ولكن الظروف العصيبة المفاجئة التي صاحبت استشهاد الملك الشهيد وتنصيب الملك الجديد كانت وضعا غير معتاد لنا .. فنحن في العادة نعلم متى سيموت أي ملك أو رئيس ونعد العدة قبل موته بفترة كافية نستكمل فيها الإجراءات .. في هذه المرة لم يسعفنا الوقت .. لذلك أخطأنا..

والآن.. سنفعل كما فعلنا في الجلسات الختامية في المرات السابقة .. سنتلو القسم الأعظم..

سأقرأ أنا القسم.. وسوف يقوم جلالة الملك الجديد وحده بترديد القسم ورائي بصوت مسموع.. على أن ترددوا أنتم القسم بصوت غير مسموع على تقولوا جميعا بصوت مسموع عقب كل قسم : آمين..

والآن ليتفضل جلالة الملك الجديد إلى جواري..



• أقسم بالقسم الأعظم.. أن أحافظ على حدود إسرائيل..

• أقسم بالقسم الأعظم.. أن أطبع علاقاتي مع إسرائيل ..

• أقسم بالقسم الأعظم .. ألا تكون هناك دولة في العالم أقرب إلىّ ولا أحب إلى قلبي من دولة إسرائيل..

• أقسم بالقسم الأعظم .. أن أسعى لرفاهية الشعب الإسرائيلي وسيادته و أمنه و أمانه وسيادته على الشعوب العربية جمعاء..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أعادى أي دولة إسلامية تعادى إسرائيل..

• أقسم بالقسم الأعظم أن تكون مرجعية علاقاتي بأي دولة من دول العالم – خاصة الدول العربية والإسلامية – هي علاقة هذه الدول بإسرائيل..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أعصى أمريكا.. وأن تكون قبلتي هي البيت الأبيض..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أكشف للناس أن العولمة هي الأمركة.. و أن الأمركة هي ضد الإسلام .. و أن ذلك كفر بالله .. كما أقسم أن أدلس على شعبي فأوهمه أن كل ذلك لا يتعارض مع الإسلام .. و أقسم أن أنتقى من الشيوخ من يفتون بذلك فأوليهم أمور الإسلام والمسلمين..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا تتجاوز قوة جيشي الحدود اللازمة لمواجهة شعبي والحروب المحلية مع أشقائي.. كما أقسم بالقسم الأعظم ألا أتوانى عن إضعاف جيش بلادي وإفساد تدريبه واستبعاد كل عناصر الخبرة والفكر والدين والوطنية والقومية منه.. وكذلك إحالة كل الكوادر المحترفة إلى التقاعد.. خاصة أولئك الذين اشتركوا في حروب ضد إسرائيل.. وأن نتعقبهم ونضطهدهم وننكل بهم جزاء وفاقا على ما ارتكبت أيديهم.. ولكي يكونوا عبرة لمن يعتبر..

• أقسم بالقسم الأعظم.. أن أكون مخلصا في هدم الأمة الإسلامية.. وأن أبذل الرخيص والغالي لمنع وحدة الأمة.. ولمنع أي مظاهر للتعاطف بين أشتاتها .. ولضرب أي محاولة لمساندة الفئات المهزومة بمنتهى القوة والعنف..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أكف عن تفتيت العالم الإسلامي بالعصبية تارة وبالقومية تارة وبالوطنية تارة ثالثة..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أكف عن استيراد أردأ أنواع السلاح وأكثرها تخلفا بأغلى الأسعار من الولايات المتحدة الأمريكية..

• أقسم بالقسم الأعظم.. أن أنتقى أسوأ القواد وأغبى الوزراء و أخس المستشارين..

• أقسم بالقسم الأعظم أنه عندما يتعلق الأمر بالإسلام فلا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.. أما عندما يتعلق باليهود فلا دين إلا السياسة ولا سياسة إلا الدين..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أكف عن هدم المجتمع في بلادي.. و أن أغلق النقابات وأن أحاصر الأحزاب و أن أصفى المعارضة فلا أدع منها إلا المعارضة الشكلية التي يرضى عنها الغرب و إسرائيل..وأقسم أن أنشئ بدلا من منظمات المجتمع المدني منظمات جديدة تحل محلها بنفس اسمها لكي تمجد الشذوذ وتقبح العفة وتسخر من الشرف وتمجد الكذب.

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل من محاولة أي فرد أو فئة أو جماعة أو حزب يحاول إحياء الإسلام عبرة لمن يعتبر.. وأن أجعل من هذه المحاولة أكبر الجرائم وشر الفتن.. وألا تأخذني رأفة ولا شفقة بمن يرتكبها..

• أقسم بالقسم الأعظم.. أن أتساهل في الحساب عن كل الجرائم إلا الجرائم السياسية..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل أقصى أمنية بالمسجون السياسي هي أن يتساوى مع المجرم الجنائي.. مع اللصوص والقتلة والقوادين ..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا تكف أجهزة إعلامي عن تشويه المجرم السياسي وإطلاق الأكاذيب والافتراءات عليه حتى تتشوه صورته تماما أمام الناس فلا يتبعوه أبدا..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أولى من القضاة شرارهم وأن أصفى خيارهم.. حتى أفسد القضاء..

• أقسم بالقسم الأعظم أن يقوم وزير تعليمي بتفريغ عقول التلاميذ من كل ما يمت بصلة إلى جوهر الدين عندما يكون هذا الدين هو الإسلام.. ثم أن يتجاوز ذلك إلى تشويه مبادئ الإسلام حتى نصل إلى تجفيف كل المنابع..

• أقسم بالقسم الأعظم أن يقوم وزير إعلامي بنفس ما يقوم به وزير تعليمي .. إضافة إلى جهده الآخر في تزييف وعى الناس وتسطيح عقولهم.. ونشر الفاحشة بينهم وجعلها غذاءهم اليومي..

• أقسم بالقسم الأعظم أن يكون ناتج جهد وزير تعليمي ووزير إعلامي أن يكون الجهاد عند الناس إرهابا وأن يكون الإرهاب جهادا وأن يكون الشهداء مجرمين وأن يكون المجرمون أبطالا ونجوما..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل الفقر في بلادي قدر الناس المطلق وأن أجعل الغنى لا يتوصل إليه إلا بالقرارات الماكرة والرشوة والعمولة والفساد..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أزيد الواردات وأن أنقص الصادرات..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أستنزف موازنة بلادي في المشاريع الوهمية التي لا تعود على الرعاع والدهماء إلا بالخداع لكنها تعود علينا وعلى آلنا بالخير العظيم.. كما تعود بنفس الخير على شركات الخارج التي تدعمنا أمام حكوماتها..

• أقسم بالقسم الأعظم.. ألا أعين رئيس تحرير إلا إذا كان أكذب من مسيلمة..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل من مجلس الشيوخ مطية للأقوى.. ولعبيد الأقوى..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أجرى انتخابا إلا زورته ولا استفتاء إلا وكانت نتيجته 99,99%.

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل العسس كلاب صيدنا الشرسة وأن أجعل الناس فرائسها.. وأن أحول العسس من حراسة أمن الناس إلى تهديده.. وأن يكون الأمن يعنى أمن الحكام فقط..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أبث الكراهية بين الناس.. وأن أحارب تنامى المودة والمرحمة بينهم.. وأن أنثر فيهم الفرقة والبغضاء حتى يكون كل واحد منهم عدوا لأخيه.. صديقا لعدوه..بل أن نجعل المرأة عدوة لزوجها والزوج عدوا لامرأته والأبناء أعداء للجميع..

• أقسم بالقسم الأعظم .. أن آمر وجميع من معي بالمنكر وأن ننهى عن المعروف..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أستعمل الطالح وأنفى الصالح..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أقرب الكذاب وأبعد الصادق..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أولى الخائن وأن أعزل الأمين..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل العفة تحجرا.. والوقار تخلفا .. والعلم جهلا.. والفجور تحضرا.. والابتذال تمدنا.. والجهل نورا..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أحاصر الفن الحقيقي وأن أجعل الدعارة فنا والفن الوحيد المسموح به فن الدعارة..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أتستر على تهريب آثار ومخطوطات بلادي..

• أقسم بالقسم الأعظم بأن تقوم صحافتي بتزييف وعى الأمة..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أحترم أمريكا وإسرائيل والأمم المتحدة والنظام العالمي الجديد وأن أكره الله والرسول والصحابة والتابعين..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أشجع الاجتراء على الدين وعلى الله وعلى النبي وأن أسمى من يفعلون ذلك بالمستنيرين وأن أفتح أمامهم سبل الرقى وأن أجزل لهم العطاء..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أكن الاحترام والتبجيل والتقديس لموسى وعيسى عليهما السلام..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أعامل المسلم كالمرتد والمرتد كالمسلم..

• أقسم بالقسم الأعظم أن نزيف مظهرا تحرريا لكل الهيئات وكل الاتجاهات التي نصطنعها ، و أن نضفي هذا المظهر على كل خطبائنا ووزرائنا وصحفيينا وكتابنا والمتحدثين باسمنا. فهؤلاء سيكونون ثرثارين بلا حد ، حتى أنهم سينهكون الشعب بخطبهم ، وسيجد الشعب خطابة من كل نوع أكثر مما يكفيه ويقنعه.

• أقسم بالقسم الأعظم أن نحير الرأي العام كل الحيرة بتغييرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء المتناقضة حتى يضيع الناس في متاهتهم . وعندئذ سيفهمون أن خير ما يسلكون من طرق هو أن لا يكون لهم رأي في المسائل السياسية: هذه المسائل لا يقصد منها أن يدركها الشعب . بل يجب أن تظل من مسائل القادة فحسب .

• أقسم بالقسم الأعظم أن أعمل على أن تتضاعف وتتضخم الأخطاء والعادات والعواطف والقوانين العرفية في البلاد ، حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح في ظلامها المطبق ، وعندئذ يتعطل فهم الناس بعضهم بعضا .

• أقسم بالقسم الأعظم على أن أقوم ببذر الخلافات بين الهيئات، وفي تفكيك كل القوى المجتمعة ، وفي تثبيط كل تفوق فردي ربما يعوق سياستنا بأي أسلوب من الأساليب.

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أسمح أبدا بأن ينبت من بين الناس قائد متميز يحبهم ويحبونه.. لأن مثل هذا القائد الذي يستطيع إقناع الناس أخطر علينا من ملايين الناس الذين وضعنا يد كل منهم على رقبة الآخر ليقتله.

• أقسم بالقسم الأعظم أن أجعل من أفراد شعبي في وضع أسوأ من وضع العبيد وأدنى من الرق.. فمن الرق القديم كانوا يستطيعون التخلص بطريقة أو بأخرى.. أما من ربقة الحكم المطلق فلا خلاص لهم أبدا..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة روما أو بدائلها..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة لندن..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة باريس..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة بون..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة واشنجتن..

• أقسم بالقسم الأعظم ألا أوافق على عقد مؤتمر قمة مع أشقائي إلا بعد الحصول على موافقة تل أبيب..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أرعى أجهزة الأمن والقمع في بلادي وأن أسلحها بأقوى الأسلحة وأن أدربها على أرقى التكنولوجيا والحيل النفسية للتعامل مع الإسلام والمسلمين في أمريكا وإسرائيل لأن ذلك يعظم سلطاننا فيصير استبدادا يبلغ من القسوة أن يستطيع في أي زمان وأي مكان سحق الساخطين المتمردين من الرعاع والمتأسلمين..

• أقسم بالقسم الأعظم أن أساهم في وضع النظام العالمي الجديد فوق كل الحكومات القائمة لتمتد أيديه كالمخالب الطويلة المدى ، وتحت إمرته سيكون له نظام يستحيل معه أن يفشل في إخضاع كل الأقطار . وأقسم بالقسم الأعظم أن أعلى القوانين الدولية على قوانين الإسلام وأن أجعلها حاكمة عليه متحكمة فيه.. وأقسم أن أفصم عرى الإسلام عروة بعد عروة حتى لا يبقى منها شيء.

• آمين آمين آمين..



"مُمَجّدٌ أنت" خطاب رسولى تبشيرى

"مُمَجّدٌ أنت"
خطاب رسولى تبشيرى
أ. د. زينب عبد العزيز 
أستاذة الحضارة الفرنسية

في الثامن عشر من شهر يونيو 2015 أصدر البابا فرنسيس خطابا رسوليا جديدا بعنوان "ممجّد أنت" ، حول الإحتباس الحرارى فرضا، لكنه فى واقع الأمر خطاب تبشيرى تنصيرى شديد الوضوح. وقبل أن أتناوله بشئ من التفصيل، من المهم توضيح أنه يوم 28 إبريل 2015 ، أقيم فى الفاتيكان مؤتمر من أجل "حماية الأرض وإعلاء شأن الإنسانية". وكان الهدف منه زيادة النقاش حول الأبعاد الأخلاقية لحماية البيئة ومن أجل إقامة "حركة عالمية من كل الأديان، تتعلق بالتنمية المستدامة وتغيّر المناخ"، وذلك بحضور بان كى مون ، رئيس هيئة الأمم. والتبعية السياسية واضحة منذ خطواتها الأولى. كما يبدو منذ البداية أن الفاتيكان يهدف إلى هيكلة السلطات السياسية والإقتصادية فى العالم من أجل خلق حكومة عالمية مركزية، فى الإجتماع القادم الذى سيتم فى فرنسا فى شهر ديسمبر القادم (COP21) .
ومن المهم أيضا توضيح ، منذ البداية، أن خبير البيئة الألمانى هانز جواكيم شلنوبرت، الذى تم تعيينه حديثا فى الأكاديمية البابوية للعلوم، بدرجة مستشار رئيسى، هو من أنصار تقليل عدد السكان على الأرض، من سبعة مليارات إلى مليار واحد ، كما أنه عضو "نادى روما" الذى يجاهد من أجل تقليل عدد سكان العالم.

هدف هذا الخطاب الرسولى : 
إن الكاردينال توركصون ، الذى عاون فى صياغة هذا الخطاب الرسولى، كان قد نشر فى أكتوبر 2011 وثيقة بعنوان "نحو إصلاح النظم المالية والإقتصادية العالمية فى إطار سلطة مدنية عامة". ولا نفهم أى معنى لتدخل مثل هذا الكاردينال الدينى فى مجال الأنظمة المالية والإقتصادية ؟ وهذا الجانب المالى الإقتصادى يمثل الشق الأول من الموضوع. أما البابا السابق بنديكت 16 فكان قد طالب فى خطابه الرسولى المعنون "حقيقة الإحسان"، بإقامة "سلطة سياسية عالمية". وهو ما يمثل الشق الثانى من الموضوع. ويتواصل الخطاب تصاعديا عبر بابوات ما بعد مجمع الفاتيكان الثانى ، تحت غطاء عملية التنصير الواضحة..
إن كل شئ فى هذا الموضوع ، موضوع البيئة والإحتباس االحرارى، قد تم حسبانه ولم يتم ترك اى شئ للصدفة ، مثلما حدث فى محاضرة راتسبون الشهيرة والإستشهاهد المقحم المتعمد الإساءة إلى الإسلام، الذى إستشهد به بنديكت 16 ليخدم أهداف جورج بوش الإبن، الذى كان يبحث عن توحيد العالم المسيحى لإقتلاع "محور الشر" ، الذى هو الإسلام ، على حد وصف مجلس الكنائس العالمى فى يناير 2001 ، وهو يسند مهمة إقتلاع الإسلام إلى الولايات المتحدة ، الباحثة عن الإستيلاء على منابع البترول، بعد أن فشل ذلك المجلس الكنسى فى تنصير العالم عشية الألفية الثالثة ، أى فى عقد التسعينات ، وفقا لما كان قد حدده مجمع الفاتيكان الثانى (1962ـ1965)..

وسواء أكان "محور الشر" أو أى مسمى آخر للإسلام ، فإن الكنيسة كانت دائما تفرض على أتباعها فكرة "أن الإسلام دين مزيف أتى به النبى المزيف المدعو "ماأوميه" (تحريفا لإسمه الكريم). وإن أتباعه اسمهم "مسلمون" ويتبعون كتاب اسمه القرآن. وأن المسلمين يرفضون الثالوث وألوهية المسيح. ووفقا للتعاليم الكاثوليكية، فإن الإسلام هو رجسٌ وطائفة شيطانية نابعة من الشيطان.

أما البابا آوجين الرابع فقد قال فى مجمع مدينة بال سنة 1434 : " بما أنه يجب علينا أن نأمل ... فسوف يأتى يوم يدخل فيه معظم أفراد تلك الطائفة الكافرة ، البغيضة، التابعة لمحمد فى المسيحية ". أما البابا كاليكست الثالث فقد قال فى عام 1455 : "أتعهد بأن أرفع شأن الإيمان الحقيقى وأن أنتزع من الشرق تلك الطائفة الشيطانية ، الإسلام، التابعة للكافر المنبوذ ماأوميه" (راجع كتاب المجامع المسكونية).
لذلك يقول البابا فرنسيس فى خطابه الرسولى : "نظرا لهشاشة السلطات المحلية فإن الإتفاقيات الدولية تبدو ملحّة، وأن يتم الإلتزام بها لكى تتدخل بصورة فعالة (...) إذ ينقص كوادر منظّمة عامة يمكنها فرض القرارات الإجابية" (فقرة 173).

ثم استشهد بالبابا بنديكت 16 حين قال : "من الضرورة الملحّة إقامة سلطة سياسية عالمية مثل تلك التى أشار إليها البابا السابق يوحنا 23" (175). ويواصل البابا فرنسيس قائلا : "إن الإنسانية بحاجة إلى تغيير" (202) ؛ و"هناك مجهود للتأثير على الشعوب يقع على السياسة وعلى مختلف الجمعيات. كما يقع على الكنيسة أيصا. إن كافة الجماعات المسيحية يقع عليها دور مهم تقوم به فى هذا المجال" (214). وهى دعوة صريحة لتطبيق النظام العالمى الجديد.

السياسة الحربية للولايات المتحدة :
لقد قام البابا فرنسيس بالإشارة إلى مختلف أنواع الخسائر المناخية والبيئية التى تعرضت لها الكرة الأرضية من جراء الإستهلاك المنفلت كما يقول، بالتفصيل الشديد. ومن الغريب أن نراه يصمت صمت القبور حيال كافة الكوارث التى تسببت فيها السياسة الحربية الأمريكية وحلفائها ! فكيف يمكن لذلك البابا الذى يطمح فى أن يكون المدافع الأول عن البيئة ، ولا يتهم ولو بكلمة واحدة الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت تحارب طوال 222 عاما من ال 239 عاما التى هى تمثل كل عمرها ؟! لقد كانت هذه الولايات المتحدة فى حالة حرب بنسبة 93 % من عمرها منذ أن تم إنشاؤها سنة 1776 (راجع infoswars.com). فلم تظل ولو لمدة عقد واحد متواصل دون أن تكون فى حرب أشعلتها. وكل العمليات العسكرية التى تم إطلاقها منذ الحرب العالمية الثانية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية. وكل تلك الأسلحة الكيماوية والبكتريولوجية والبيولوجية وسواريخ دايم، وغيرها كثير، التى تتسبب فى أضرار بالغة بالبيئة وبالمادة الحية . لم يقل عنها أى شئ. إن الإنفاق الحربى لتلك الولايات المتحدة يتعدى بكثير كل ما تنفقه دول العالم مجتمعة. وهذه الملايين من مليارات الدولارات التى أدت إلى الإضرار البالغ بالبيئة خاصة فى البلدان الإسلامية التى نقلت إليها الحروب التى إبتدعتها، لماذا لم يذكرها البابا المحب للبيئة ؟ كل هذه الأموال الطائلة التى تم إستخدامها للإضرار بالبيئة ألم يكن من الأجدى إستخدامها لمحو الفقر الذى يتشدق به ويذكره 63 مرة فى خطابه الرسولى ؟!
كما لم يُصدر أى إتهام ضد النهم المدمر الذى يقوم به علماؤهم من أجل السيطرة على الظواهر الطبيعية ، وبناء شبكة للسيطرة العالمية مكونة من مجموعات متنوعة من التلاعب بالذرات المناخية وإختلاق طبقاط تخفى تجارب معينة، وموجات قصار، وإختلاق الأمطار أو تسحر مساحات شاسعة ، وتلك الخطوط الكيماوية التى تجوب سماء مختلف البلدان النامية (الكمتريل)، وكلها عمليات سرية تحكّمية بالبيئة من أجل السيطرة على الظواهر الطبيعية وإستخدامها كسلاح للسيطرة على بلدان أخرى ! ويصمت البابا ولا يدينها ..
وما من إنسان يجهل إلى أى مدى أدت هذه السياسة الحربية الأمريكية إلى تكوين الإرهاب ولا لأى درجة بات الغرب العنصرى الخاضع لها مسئولا معها عن إختلاق منظمة داعش ، ورغمها فالإسلام هو المتهم دوما. وعلى العكس من ذلك ، هناك دراسة مقلقة ، إنتقدها البعض ، تعلن عن : "الموجة السادسة للإقتلاع الكمّى (...) تفيد بأن البشر سيكونون ضمن تلك الأنواع التى ستختفى" ، وهى دراسة تواكب إعلان هذا الخطاب الرسولى، وكأنها تسانده، إذ تتناثر فكرتها طوال هذا الخطاب.
لقد تناول البابا بتفاصيل ممجوجة متباكية إنتقاد كل ما تعانى منه الكرة الأرضية من جراء الإستهلاك المتزايد، أما إنعكاس تلك الحروب المدمرة على البيئة فلم يشر إليها إجمالا إلا فى الفقرة 57 ، عديمة اللون والتأثير ! فمن كل المذابح التى قام بها الغرب المسيحى المتعصب طوال ألفى عام تقريبا ، سواء لإقتلاع الإسلام أو السكان الصليين من الأمريكتين ، فلم يشر أو يتأسف إلا على "ملايين الأشخاص" الذين أبادهم النازى (104)، إشارة إلى اليهود ، دون أن يذكر العدد المبالغ فيه للستة ملايين والذى بدأ بمليون ونصف.. 

خطاب رسولى تبشيرى أساسا :
إن الموضوع الأساسى لهذا الخطاب هو التبشير. فالتبشير يتواصل طوال الخطاب إعتمادا على أهم العقائد التى اقامتها الكنيسة عبر المجامع وترسيخا لها وأفرد لها فصولا باسرها ، وهى : تأليه يسوع ؛ الثالوث ؛ الإفخارستيا ؛ مريم ، التى لم تقل عنها الأناجيل شيئا تقريبا ، ولم يذكرها بولس أبدا ، ولا يؤمن بها البروتستانت ، ورغمها جعل منها "مليكة كل المخلوقات" ؛ وكذلك يوسف النجار ، القابع فى ركن الأناجيل، تحول إلى حامى وحارس الكنيسة العالمية !
أما الحوار ، وهى كلمة أساسية فى المجال الكنسى بعد مجمع الفاتيكان الثانى ، فهى تتناثر عبر الخطاب اكثر من عشرين مرة وتصبح أداة عمل فى الفصل الخامس. ومنذ البداية تبدأ الوثيقة بالتبشير ، وتدعو إلى إتخاذ طريق الإرتداد ، بمصاحبة كبار المبشرين ، بدأ بفرنسيس الأسيزى وصولا إلى النقاط التى تناولها البابا بنديكت 16 ليؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية تمثل قمة " الدمج بين العقل والإيمان" (63) ، ويا لها من فرية !
وفيما يلى بعض الإستشهادات ذات المغزى الواضح : "إن عاقبة مسيرة الكون (...) التى تم التوصل إليها بقيامة يسوع ، تمثل محور نضج العالم" (83) ؛ "لكى نفهم الإدراك المسيحى للوواقع، فإن مصير كل الخليقة يمر بعملية صلب المسيح" (99) ؛ "الإفخارستيا ، فعل الحب هذا ، ستقام على مذبح العالم (...) ذلك العالم الذى أعطاه الله لنا" (236). أما قمة ذلك التبشير فتتجلى فى هذه الخلاصة : الحصول باسم الدين على تجنيد مليار ومائتا مليون كاثوليكى لإنقاص تعداد السكان.

أسلوب ذلك الخطاب الرسولى :
يتكون الخطاب من 192 صفحة ، وستة فصول ، و246 فقرة ، كما أنه مزخرف بعدد 172 إستشهاد دقيق التوثيق ، وكلها مأخوذة من نصوص كنسية ، فيما عدا إثنان : أحدهما متعلق بأحد المتصوفين ، مذكور حشرا فى أحد الهوامش ، والآخر ، دون أن يذكر إسم صاحبه، وإن كان هذا الإستشهاد بمثابة العبارة الأساسية أو المتألقة عبر كل الخطاب ، وهذا يؤخذ على أمانته العلمية. فهى عبارة جميلة المعنى الإنسانى ، مأخوذة عن جورباتشوف : "بيتنا المشترك" ، وقد أشار إلى ذلك الكاتب الفرنسى إدجار موران ، تعليقا على الخطاب فى جريدة لاكروا بتاريخ 21/6/2015 ! وعلى أى حال فهى ليست العبارة أو الفكرة الوحيدة المأخوذة دون ذكر مرجعها ، فما أكثر ما نقله عن الإسلام وقيمه الإنسانية ، ولا أشير منها إلا إلى التصعيد لعظمة الله عز وجل ، فلإسلام هو الدين الوحيد الذى يؤمن فعلا ويصر على تأكيد فكرة التصعيد المطلق لله ، فألصق هذا الإيمان بالمسيحية..
ويجاهد البابا فرنسيس للحصول على أرضية مشتركة مع من يطلق عليهم "غير المؤمنين" ، والديانات الأخرى ، بغية التوصل إلى إتفاقيات تسمح بتنفيذ هذا المشروع. فمنذ الفقرة الثالثة يقول البابا : "أزعم الدخول خاصة فى حوار مع الجميع بشأن بيتنا المشترك (...) ومع كل إنسان يقطن هذه الرض". ورغمها ، فعندما ينوى الإنسان ، لكى لا أقول عندما يزعم مخاطبة كل شخص يسكن هذه الأرض ، فلا يستعين لا بالعنصرية ولا بالتعالى كوسيلة للتعبير أو كأداة من أدوات الحوار ! 
وهناك بعض المتناقات : يقول البابا فرنسيس فى الفقرة 13 أن "الخالق لا يندم على أنه خلقنا" ، وذلك عكس ما يقوله سفر التكوين الذى يذكره صحيحا فى الفقرة 71 : "فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض وتأسف فى قلبه" (6:6). وفى الفقرة 76 يتحدث فرنسيس عن "أب خالق متفرد للعالم" ويقصد به يسوع. وذلك يتناقض مع عقيدة الطبيعة المزدوجة ليسوع التى فرضتها الكنيسة.
وحينما يوجه البابا خطابه الرسولى "للجميع" ، لكل من هم غير الكاثوليك ، فعليه أن يتصف بأدب الحوار والتواضع. فيكفى أن نطالع عبارات من قبيل : "نحن المؤمنون" (64)، "نحن المسيحيون" أو "ذلك العالم الذى منحنا الله إياه" (242)، و"أن نتولى مهام ذلك البيت الذى منحنا إياه" أو "إننا نتّحد لنتولى هذه المهمة التى أسندها إلينا" (244) ، ويقصد توحيد الكنائس المختلفة ، فلا يملك المرء إلا الإبتعاد عن عنصرية واضحة وأنانية مفرطة.
أما الخاتمة، فهى مخجلة ، ليس فقط فى حق كاتبها ، لكنها تنفّر كل من هو على دراية بتاريخ العالم وتاريخ الأديان. إذ يقول البابا فرنسيس : "نحن نتجه نحو سبت الخلود (Sabbat) ، نحو القدس الجديدة السماوية" (243). وعبارة يوم السبت هذه تشير إلى سبت اليهود وعيدهم، وذلك يعنى أننا لا نتجه نحو تنصير العالم وفقا لما قرره مجمع الفاتيكان الثانى ، وإنما الكنيسة هى التى ستتهوّد !!
كلمة أخيرة أقولهها للبابا فرنسيس : إن كل تلك الحروب الصليبسة المختلفة التى قادتها الكنيسة بإسم يسوع لن تتمكّن من إقتلاع الإسلام الذى وعدنا الله بحفظه إلى يوم الدين. وأيا كانت توجهات ذلك الخطاب الرسولى الذى يزعم الإهتمام بالبيئة ، فليست المرة الأولى أن يتم فيها إلقاء عباءة دينية لتغطية عرىّ المصالح الإقتصادية والسياسية لغرب شديد العنصرية ، أو أن تتحول حملة لصوصية إلى عمل بطولى !
والأمر برمته مرفوع إلى الأزهر وإلى كافة المؤسسات الإسلامية فى مصر وفى العالم علّهم يتداركون الأمر قبل أن ينساقوا الى التوقيع.

 زينب عبد العزيز 27/6/2015 

 


رواية 1984 (جورج أورويل)

رواية 1984 (جورج أورويل) 


ترجمة لتحليل الرواية




الجزء الأول_ الفصل الأول 




الجزء التاني


الجزء الثالث


الجزء الرابع


الجزء الخامس


الجزء السادس



الجزء السابع



الجزء الثامن



الجزء التاسع


الجزء العاشر



الجزء الحادي عشر


الجزء الثاني عشر





العالم الاسود للعسكر شاهد علي حكم الاخوان المسلمين (13)

العالم الاسود للعسكر

شاهد علي حكم الاخوان المسلمين (13)

(صابر مشهور)

باكينام الشرقاوي .. والدها لواء أمن دولة وأصر مرسي على تعيينها في الرئاسة رغم رفض الإخوان المسلمين


ساعة صيام .. مع د . سلمان العودة


ساعة صيام ..
مع  د . سلمان العودة  حول " أسرار الصيام "

30 يونيو.. يوم صُنع الندم

30 يونيو.. يوم صُنع الندم


أرهقوا حناجرهم بالهتاف بميدان التحرير للمطالبة برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي في 30 يونيو/حزيران 2013، وهو ما مهد لقيام انقلاب عسكري بعدها بأيام لكنهم لم يتوقعوا وقتها أن ما صنعوه من حراك سينقلب إلى ندم.

 دعاء عبد اللطيف-القاهرة
يومها أرهق حنجرته من طول الهتاف ضد الرئيس المعزولمحمد مرسي في بميدان التحرير، واستضافته أكثر من وسيلة إعلامية ليعدد مساوئ ما وصفه بـ"حكم جماعةالإخوان المسلمين"، لكن الناشط السياسي أحمد دومة لم يتخيل أن أشهرا قليلة تفصله عن الحبس بزنزانة انفرادية، تماما كما حدث مع من هتف ضده.
وبعد أشهر قليلة من تظاهر دومة خلال أحداث 30 يونيو/حزيران 2013 التي مهدت لانقلاب عسكري بعدها بأيام قليلة في 3 يوليو/تموز، ألقي القبض عليه مع عشرات الشباب بتهمة المشاركة في أحداث شغب وقعت أمام مجلس الوزراء في 2011 ثم حكم عليه بالسجن المؤبد ومعه 268 آخرين مع تغريمه مبلغا باهظا يقدر بـ17 مليون جنيه (نحو 2.2 مليون دولار).
وفي وقت سابق علقت زوجته نورهان حفظي قائلة "يبدو أن السلطة تعاقبنا على مشاركتنا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو وتقوم بتصفية حساباتها معنا لتعود الثورة إلى نقطة الصفر".
وما تعرض له دومة حدث مع مئات الشباب الذين شاركوا في مظاهرات 30 يونيو، بخلاف آلاف الشباب والكبار المعتقلين بتهم "الإرهاب" والانضمام للإخوان.
سيد عبد الحي لم تتغير ظروفه الاقتصادية بعد 30 يونيو(الجزيرة)
نموذج آخر
ولا يتعلق الأمر فقط بمن اشتهروا إعلاميا، فها هو مواطن بسيط يدعى سيد عبد الحي (61 سنة)، يقول إنه كان يعقتد أن التظاهر من أجل الإطاحة بالرئيس محمد مرسي سيحل مشاكله، لكنه اكتشف لاحقا أن اعتقاده جانب الصواب.
فبعد عامين من متابعة وتأييد مظاهرات 30 يونيو من خلف شاشة تلفاز، لم يتغير شيء في حياة الرجل، ولم تتحسن أحواله فلا يزال يعيش في حجرته الضيقة بمنطقة تل العقارب جنوب القاهرة دون عمل يكفه عن سؤال المساعدة خصوصا وأنه لا يستطيع العمل بسبب إعاقة بقدمه.
يقول الرجل إنه بات مضطرا للاعتماد على "مساعدات الجيران وأهل الخير، ويضيف "عندما خرجت مظاهرات 30 يونيو فرحت لأن عاما من حكم مرسي لم يحقق شيئا، لكن مع الوقت تبين لي أن الأمور ظلت كما هي بل تحولت للأسوأ".
ويعبر عبد الحي -الذي يعيش وحيدا بغرفته الضيقة- عن حاله البائس ساخرا فيقول إن غلاء أسعار السلع وأزمات الوقود المتكررة منذ عامين، هي مشكلات يسمع عنها من جيرانه لكنه لا يعيشها "أنا أقل من أن أعيش هذه المشكلات فحتى التيار الكهربي الذي يمر بالغرفة أخذته من عمود كهربي بالشارع القريب".
  عطية: منحنا الحياة لنظام مبارك (الجزيرة)
أكلت بنيها
أما عضو تكتل القوى الثورية محمد عطية -الذي شارك في مظاهرات 30 يونيو- فيقول "إن 30 يونيو تأكل أبناءها الذين صنعوها، في مقابل تمهيدها الطريق لعودة رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك".
وأضاف للجزيرة نت، أنه عندما شارك في المظاهرات قبل عامين كان يحلم بعودة الحياة السياسية "عبر التخلص من الإخوان وباقي أركان دولة مبارك العميقة، واعتقدنا في 30 يونيو أننا نهدي قبلة الحياة لشباب الثورة لكن للأسف اتضح أننا منحنا الحياة لنظام مبارك ولم نحقق أي هدف للثورة".
ومن جهته قال الكاتب الصحفي أحمد القاعود، إن المصريين "لم يتوقفوا خلال العامين الماضيين عن التظاهر بسبب عدم تحقيق النظام أي تقدم على المستوى السياسي والاقتصادي".
وأضاف للجزيرة نت أن النظام "بعدما قتل واعتقل الآلاف من نشطاء التيار الإسلامي امتدت يده إلى من أوصلوه لسدة الحكم بمشاركتهم في مظاهرات 30 يونيو", وعلل سبب تضييق السلطة الخناق على مؤيديه، بأن النظام يعتبر ثورة 25 يناير مؤامرة خارجية لذا عمل على تشتيت من قاموا بها وبث الكراهية بينهم فضلا عن اعتقال الكثير منهم متجاهلا أن منهم من تظاهر تأييدا له في 30 يونيو".
في المقابل يرى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي أن المصريين تعاملوا مع نظام ما بعد 30 يونيو باعتباره المنقذ لهم من كل المشكلات التي يعانون منها. 
لكن العزباوي لا ينفي "فشل الحكومة الحالية في التعاطي مع عدة أزمات"، معتبرا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل فشل الأداء الحكومي أمام الشعب، كما أن تخاذل الحكومة في إدارة الأزمات تسبب في تنامي المعارضة من جانب من شاركوا في30 يونيو".
المصدر : الجزيرة