الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

أسرة البلتاجي تدفع ضريبة رفض الانقلاب

ما بين شهيد وأسير ومطارد..

أسرة البلتاجي تدفع ضريبة رفض الانقلاب

لم يكتفوا بقتل الابنة في ربيع عمرها، إبان مذبحة فض ميدان رابعة العدوية، بل اعتقلوا أباها ثم شقيقها، وحاولوا تلفيق قضية لوالدتها، ثم للشقيق الأصغر ذي الـ16 عامًا.. إنها أسرة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب السابق.


ويبدو جليا أن أسرة البلتاجي يدفع أفرادها جميعا ضريبة رفضها الانقلاب والقمع، حيث باتت الأسرة ما بين رفات تحت الثرى أو معتقلين خلف القضبان، فالابنة الوحيدة في الأسرة "أسماء" استهدفتها قوات الأمن بطلقات غادرة خلال مذبحة فض ميدان رابعة العدوية في 14 من أغسطس 2013، وهي شابة لم تتعدّ الـ17 عامًا.


لم يمض على مقتلها كثيرًا، وتم اعتقال البلتاجي نفسه، ولفقت لها العديد من الاتهامات بغير أدلة، وأصبح يواجه عقوبة الإعدام في ظل ممارسات قضائية تفتقد للعدالة، حسب العديد من المنظمات الحقوقية.

ولم تنته تضحيات الأسرة عند هذا الحد، بل تم احتجاز الزوجة والأم إثر مشاحنة بينها وبين ضابطة أثناء إحدى الزيارات، وأصدرت محكمة جنح المعادي حكمًا بالحبس على زوجة البلتاجي، سناء عبد الجواد، لمدة ستة أشهر مع دفع غرامة خمسة آلاف جنيه.


وكان الابن الأكبر عمار البلتاجي، قد اعتقل بعد أحداث الثالث من يوليو، لكن أخلي سبيله، وتمكن من السفر خارج مصر لخدمة قضية والده وشقيقته دوليًا.

ولم يتبق في الأسرة سوى الأم وأبنائها (أنس، خالد، وحسام)، ولكن أبت قوات الأمن أن تتركهم يهنؤون في حياة هادئة، فسارعت باعتقال أنس، ولفقت له اتهامات حيازة سلاح والانضمام لجماعة إرهابية والتحريض على العنف.


ولا تزال قوات الأمن تواصل محاربتهم حتى تلك اللحظة، حيث اعتقلوا، فجر اليوم، الابن الثالث، خالد، وهو طالب بالصف الثالث الثانوي من منزله، وقبيل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك، ودون أي مبررات.

أسرة البلتاجي تدين اعتقال "خالد" للمرة الثانية

من جانبها، أصدرت أسرة محمد البلتاجي بيانًا اليوم، قالت فيه: "بعد منتصف الليل وقبل الفجر قامت قوات الأمن باقتحام بيتنا في مدينة نصر دون إذن، واختطفت خالد البلتاجي لجهة مجهولة حتى الآن، وذلك بعد عودته بساعات من دروسه التعليمية، حيث يدرس خالد (16 عاما) في المرحلة الثانوية بالصف الثالث النهائي، ونحاول الآن معرفة مكانه بمساعدة المحامين".





وأوضحت الأسرة في بيانها، أن "هذه هي المرة الثانية التي يعتقل فيها خالد البلتاجي بعد أن سبق حبسه والإفراج عنه باتهامات عبثية وهمية ملفقة لم يشفع له فيها صغر سنه ولا انشغاله بدراسته ومتابعة تعليمه ولا اعتقال أخيه ووالده اللذين يزورهما في السجن باستمرار، قبل أن يتحول هو نفسه إلى سجين في مصر التي صارت سجناً كبيراً لكل مواطنيها".

وأكدت الأسرة "أن جريمتي الاختطاف والاعتقال بحق خالد البلتاجي عقاباً لدور والده في الثورة المصرية وفي قيادة العمل الوطني ضد استبداد مبارك والعسكر، ودفاعاً عن الحريات العامة وحقوق المصريين لن تثنينا عن استمرار مسيرة الكرامة والعدالة والحرية".

وطالبت الأسرة الجهات الحقوقية والإعلامية بمتابعة الانتهاكات بحقهم، وبحق المصريين الذين يتعرضون بسبب الحكم العسكري الانقلابي لأبشع انتهاكات في حقوق الإنسان والحريات العامة في تاريخ مصر الحديث تطال حتى صغار السن والطلاب، بما في ذلك استهداف أهالي الشهداء والمعتقلين.

زوجة البلتاجي: أسرتي ما بين شهيدة ومطارد ومعتقل

من جانبها، قالت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي: "حسبنا الله ونعم الوكيل، اقتحموا بيتنا وأخدوا ابني خالد للمرة الثانية.. أسرتي الحبيبة ما بين شهيد ومطارد ومعتقل".

وأضافت في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك": "خالد هو من بقي يذهب لزيارة أبيه الدكتور البلتاجي وزيارة أنس المعتقلين ويقوم على أمرهما، اللهم انتقم ممن حرمني من زوجي وكل أولادي.. اللهم ثباتا حتى الممات".



يشار إلى أن عددا من المنظمات الحقوقية، منها التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، طالبت السلطات المصرية بالإفراج الفوري عن خالد البلتاجي، وحمّلتها المسؤولية عن سلامته الشخصية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق