الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

الاحتلال بالوكالة أو الاحتلال بالعمالة.



محمد إلهامي

كتب المؤرخ محمد إلهامي عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي




  تسوق لنا الأيام دليلا جديدا لمن لا زال مغفلا      يستحبّ العمى على الهدى..


‫#‏بشار‬ سمح لروسيا (دولة أجنبية) أن تنزل بقواتها إلى ‫#‏سوريا‬ لتحفظ له عرشه!
من بعد ما عجز عن ذلك ولم يبال بتدمير البلد وقتل مئات الآلاف واعتقال وتشريد وتعذيب الملايين من الناس!


ومن بعد ما عجز حلفاؤه الأقربون عن قتل الثورة، فلا استطاعت كتائب حزب الله ولا شيعة العراق وإيران وباكستان وأفغانستان أن تعيد سلطته كما كانت..

هذه الأنظمة "الوطنية" هي في الحقيقة وبكل الدلائل وبالمعنى الحرفي لا المجازي، هي أنظمة عميلة.. لا يهمها الأوطان ولا خرابها ولا الناس ولا أرواحهم ولا مصالحهم..

لذلك فإن الأعمى المغفل وحده هو من يتخيل أن الثورات تأتي بالخراب للبلاد، أو أنها تأتي بالاحتلال الأجنبي، أو أنها تقوض استقرار البلاد، أو أن الحاكم صادق حين يشيع القتل لكي يحمي البلاد من الاحتلال!!

هذه الأنظمة هي خطوط الدفاع الأولى للعدو..

والعدو يندفع بنفسه وبجيوشه ليحفظ هذه العروش كما يحفظ بها نفسه ومصالحه في البلاد..

‫#‏السيسي‬ لا يحفظ مصر من إسرائيل.. بل هو يحفظ مصر لإسرائيل، بل ويحفظ إسرائيل من مصر ومن فلسطين ومن سائر من يقاومها..

وهكذا بشار.. لا يحفظ سوريا من الأجانب، بل هو يحفظها للأجانب، ويحفظ الأجانب منها ومن سائر من يقاومهم ويناهضهم!

ألا فلا يخشى أحد من وقوع بلادنا في الاحتلال، فإنما هي محتلة بأسوأ أنواع الاحتلال: الاحتلال بالوكالة أو الاحتلال بالعمالة.


إن ثوراتنا ليست ضد الاستبداد فحسب، بل هي ضد الاستبداد التابع للاحتلال.. فهي ثورة وحركة مقاومة وتحرر في آنٍ واحد..

وكلما طال عمر هذه الأنظمة كلما كان خلعها أصعب وأعنف وأعتى، وكلما كانت الثورات ضدها أقسى وأعسر.

إن هذه الثورات لحظة فارقة، لم تفت بعد ولم تنتهِ، وكل محاولة لإنهائها إنما هي محاولة جاهل أو عميل.. محاولة من يسوقنا -بقصد أو بغير قصد- إلى مزيد من الذل والقهر والاحتلال.. ليس هذا فحسب، بل إلى مزيد من الكفر والفقر والضلال والانحلال.

ويصح أن تكون هذه الثورات مقياسا يُقاس به الرجال.. فمن كان معها فهو الرجل، ومن كان ضدها أو مخذلا لأهلها فهو العدو الصائل، أو الصديق الجاهل.. لا سيما وهذه الثورات إسلامية في عمقها وروحها، لم تنجح في مكان إلا وأسفرت عن الإسلاميين، ولم تعاني في مكان إلا وكان الإسلاميون هم رجال المقاومة وأبطالها.

وحسبنا الله ونعم الوكيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق