اشتر طاسة تيفال واحصل على صورة
آيات عـرابي
إحدى أكذب الجمل التي قالها شاويش الانقلاب منذ فترة، ومن أشدها إثارة للسخرية "محدش ليه عندي حاجه ولا عليا فواتير لحد".
فذلك الشاويش يبدأ في اتخاذ وضع الانبطاح كلما أقبل على زيارة خارجية أو استقبال في محفل دولي، وما أفدح الثمن الذي يسدده من جيب الشعب ومستقبله لقاء استقبال بمطار أو صورة مع رئيس أوروبي، فبعد الانقلاب بمدة، كانت زيارته الأولى إلى روسيا، ولم تتم الزيارة إلا بعد أن دفعت السعودية مبلغا طائلا، وكشفت وقتها روسيا اليوم أسرار زيارة قام بها مدير المخابرات السعودية وقتها لروسيا واجتماعه مع بوتين وعرض السعودية لدفع مبلغ 15 مليار دولار مقابل استقباله، وهو العرض الذي رفضته روسيا كما قالت قناة روسيا اليوم، وكتبت وقتها أن بوتين لا بد أن يستغل حرص السعودية على تلميع صورة ذلك الشاويش خارجيا، وأن المبلغ الذي دفعته السعودية نظير تلك الزيارة لابد أنه تجاوز بكثير حدود الـ 15 مليار دولار.
وعندما حضر اجتماع القمة الإفريقية بأديس أبابا والتقى المسؤولين الإثيوبيين، وهو الاجتماع الذي قلت وقتها إنه تم بوساطة صهيونية واضحة، لما للكيان الصهيوني من علاقات مع أثيوبيا، فرط في حصة مصر من مياه النيل وأصبح سد النهضة الذي كان يمثل قبل الانقلاب على الرئيس مرسي خطرا داهما على الحياة في مصر، وكان لا بد من ضربه بالطيران كما كان ينشر على لسان الصحفيين المقربين من جيش هز الوسط، إلى شراكة بين البلدين!!
وقد اتضح التدخل الصهيوني بوجود مقعد للكيان الصهيوني في تلك القمة كمراقب، بعد أن كان الاتحاد الإفريقي قد أوقف عضوية مصر لقيام انقلاب بها وتعطيل الدستور.
وظهر الشاويش سعيدا وهو يلتقط الصور ثم يصدر إحدى تصريحاته العجيبة عن النيل، الذي لا يستطيع أحد منعه عن مصر، ويلتقط صورة مع رئيس الوزراء الأثيوبي والسوداني فيما بعد.
وأعقب زيارة رئيسي اليونان وقبرص، التنازل عن حقل الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط لقبرص (التي نعلم جميعا أنها مجرد واجهة للكيان الصهيوني)، ليحظى بزيارة ومؤتمر صحفي ويلتقط صورا من جديد وهو يلعب "كلو بامية" مع قادة الدولتين المفلستين.
وهكذا تم التنازل عن حقول الغاز والتفريط في جزء من حصة مصر من مياه النيل، مقابل صور وتصريحات تتسم بالغرائبية لإرضاء الأمراض النفسية وعقد النقص لشخص يبدو أنه يتعطش للاحترام والتقدير، اللذين يفتقدهما منذ أن كان صغيرا، وفقدت مصر جزءا من ثرواتها ومن أموال الشعب بالبساطة نفسها التي تقرأ أنت بها هذه السطور.
الرؤساء الغربيون (الذين شاركوا في التدبير للانقلاب من البداية)، أدركوا أنهم بصدد دجاجة تبيض ذهبا، فدول الخليج الداعمة للانقلاب تبدو مستعدة ((لتنقيط)) الراقصة القبيحة ليتظاهر الجميع بالإعجاب بها، والإمارات والسعودية تدفعان بسخاء، فلم لا يستغلون هذا؟
وبمنطق التاجر، سعى الأوروبيون لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن ناحية يظل الوضع في مصر قاتما أسود في ظل وجود الشاويش وعصابته، ومن ناحية أخرى ينعشون اقتصاد بلادهم بأموال الخليج.
وكان لفرنسا نصيب الأسد في حصد ((النقوط)) الخليجية، ونجحت فرنسا في فك النحس عن طائرات الرافال (البايرة)، وباعتها أخيرا بعد سنوات طويلة من الانتظار مقابل زيارة الشاويش لفرنسا.
وخلال الأيام الماضية دفعت السعودية لفرنسا جزءا من ثمن سفينتي هجوم برمائي من طراز ميسترال، تحمل الواحدة منهما 16 هليكوبتر، بعد أن ألغيت الصفقة مع روسيا، ليبدأ إعلام العسكر في مصر بوصفها بـ (حاملة الطائرات)، ولتبدأ حلقة جديدة من حلقات النصب.
وقد تساءلت بعض الصحف الغربية، ماذا ستفعل مصر بسفن كهذه؟
والإجابة البسيطة، سيتم ركن طاستي التيفال في أي ميناء مقابل صورة أو كلمة يلقيها ذلك الشاويش في محفل من المحافل، أو مقابل دعم لترتيب زيارة أو ما شابه.
وهو في ذلك يشبه لصا يستولي على منزل أسرة بالسلاح، ثم يبدأ في بيع أثاث المنزل لكي يكف الجيران عن تسميته باللص، وسيظل الوطن يفقد قطعة كل لحظة، طالما بقيت تلك العصابة المخبولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق