نتنياهو إذ يبارك التدخل الروسي في سوريا!!
ياسر الزعاترة
لا يختلف عاقلان على أن العلاقة الروسية الإسرائيلية ممتازة، والكيمياء بين نتيناهو وبوتين في أعلى مستوياتها، ولو كانت سياسة موسكو في سوريا لا تخدم الرؤية الإسرائيلية لكان لتل أبيب موقفا آخر، لكنها كانت تصب في ذات التوجه ممثلا في إطالة أمد الحرب. اليوم، وفيما يترنح بشار، يأتي بوتين ليسانده، ولا يجد نتنياهو أية مشكلة في ذلك، ما دام الأمر يتم بالتنسيق الضروري، فبقاء بشار ضعيفا منهكا، وبمرجعية إيرانية متصالحة مع الغرب بعد اتفاق النووي هو الخيار الأفضل، قياسا بأية خيارات أخرى غير مضمونة.
والحال أن ذلك ليس موقف إسرائيل وحسب، بل موقف أمريكا والغرب أيضا، وكل الكلام عن انتقادات أمريكية لروسيا ليست ذات قيمة.
هل سمعتم مثلا في أي يوم انتقادا أمريكيا لمشاركة حزب الله في الحرب بسوريا؟ لم يحدث ذلك، لكن المصيبة أن أبواق الممانعة لا يتوقفون عند ذلك، لكأن واشنطن حريصة على “حماية ظهر المقاومة”، وفق تعبير حسن نصر الله.
من الواضح هنا أن واشنطن والغرب يريدون بقاء بشار، وإيران ستكون في وضع أكثر تصالحا إذا مُنحت هذه الميزة، لأن المحافظين سيكونون في مأزق حقيقي إذا سقط النظام، وبالطبع لأن ذلك عنوان لفشل مشروعهم الذي بددوا فيه أموال الشعب. ما يثير السخرية في هذه الحكاية التي لا جديد فيها لمن يحب قراءة الأحداث بعين التحليل وليس الهوى، هو موقف بعض يساريي العرب، وربما قومييهم ممن يتعاملون مع بوتين بوصفه جيفارا، ووصل الحال بأحدهم حد الهتاف فرحا بأن “الجيش الأحمر في موسكو”، كأن الاتحاد السوفياتي قد ولد من جديد، ومعه المنظومة الشيوعية.
بوتين يدافع عن مصالح روسيا، تماما كما أن إيران تدافع عن مشروع توسع مجنون، لكن ذلك لا يتم إلا في سياق يرضي الصهاينة الذين بوسعهم تغيير المواقف الأمريكية والغربية بسهولة في هذا الملف على وجه التحديد.
أدعياء المقاومة والممانعة يخجلون من تذكر هذه الحقيقة، ولهم أن يقولوا تبعا لذلك إن نتنياهو ذهب إلى موسكو للتحاور مع بوتين حول أفضل السبل لتقوية محور المقاومة والممانعة، وليكن ضد “الإرهاب التكفيري” الذي يهدد الجميع.
تبرير جيد!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق