اتفاق الدوحة.. هل يكون التفافا على الثورة السورية؟
مضر أبو الهيجاء
ذكرت في المقالات السابقة حقائق يجب أن تكون حاضرة في الوعي الثوري:
1/ أن الكاهن الأمريكي ينتظر الثوار عند منعرج فارق وخطر.
2/ أن دمشق في السياسة تعني فلسطين والأمن الإسرائيلي.
3/ أن الزحف الثوري المشروع جاء نتيجة التقاء ارادتين، الأولى ثورية مشروعة ممدوحة، والثانية دولية مغرضة لئيمة كاهنة وملعونة.
4/ إن الإشكالية ليست في التقاء الارادتين ولكن في تماهي الأولى مع الثانية-لا قدر الله-.
5/ لا يتصور حل سياسي في الشام في المرحلة الحالية خارج إطار التصور الأمريكي المرحلي بشكل نسبي، سيفضي لحالة من التدافع والهشاشة والرخاة القائمة والدائمة.
وبناء على تلك المعطيات، ما هو واجب الوقت أمام الثورة السورية العظيمة؟
إن نتيجة الثورة بكل ما فيها من تضحيات تقررها الخطوات السياسية وترسم صورتها ثمراتها النهائية، الأمر الذي يحمل النخب السياسية وفريقها المفوض مسؤولية تاريخية، وكما لا يجوز أن يقبل سياسيو سورية الثوريين بالتفاهمات الدونية، فإنه من غير المقبول إزاء التوازنات الحالية والظروف الموضوعية أن تكون اجتهاداتهم سنوارية مهلكة وبلا معقولية.
بلورة تصور كلي يرسم ثلاث مساحات
1/ إجراء نقاش داخلي حقيقي بين النخب السياسية الرفيعة في الثورة السورية، وذلك بهدف بلورة تصور كلي يرسم ثلاث مساحات،
الأولى أهداف ومكتسبات أولية يجب انتزاعها الآن وتستحق رفع مستوى التدافع الثوري ومنها تحرير حمص بالكامل،
الثانية أهداف متوسطة توجب وضع خطة سياسية لها، مترافقة مع تموضع عسكري عمودي وليس أفقي،
بحيث تجنى ثمراتها في المدى المتوسط، الثالثة أهداف نهائية بعيدة مرتبطة بتبدل الظروف والتوازنات الموضوعية بشكل فارق ومؤثر.
2/ تفكيك وتفتيت أي حالة مركزية، سواء أكانت شخصية اعتبارية أو تنظيم بعينه، لتؤول القرارات لحالة جمعية نخبوية،
تحول دون استفراد الخصوم بالحالة أو الشخصية المركزية، وتتجاوز احتمالات سقطة الوعي الفردية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق