أميركا رأس الاضطراب والفوضى في مصر
الخبر:
نقلت بعض وسائل الإعلام تصريح الرئيس الأميركي أوباما حول الأحداث التي تشهدها مصر مؤخرًا، داعيًا الأطراف المتصارعة إلى ضرورة نبذ العنف والحوار البناء، معربًا عن قلقه من عدم الاستقرار الذي يمكن أن يمتد إلى دول مجاورة أخرى!.
[اليوم السابع، 29/6/2013م].
التعليق:
أولاً/ إن تصريح ومطالب رئيس أميركا هي تدخل وقح في شؤون المسلمين في مصر، وهي عنجهية سياسية بحيث تتصرف أميركا وتأمر وكأن مصر الكنانة ولاية من ولاياتها!.
فلا يحق لأميركا التدخل وحث الأطراف على نبذ العنف وهي الدولة الأولى عالميًا في ممارسة القتل والإرهاب لا سيما في بلاد المسلمين، وهي الدولة التي لا تعرف من الحوار إلا اسمه، فالعقلية الأميركية عقلية دموية وبذلك تحقق مصالحها في العالم، فهي الدولة الاستعمارية الرأسمالية التي تقود الصراع الحضاري لفرض نفوذها وثقافتها المنحلة على شعوب العالم.
ثانياً/ إن ما يخيف أميركا ليس حصول العنف بين المسلمين في مصر، فهي قد أعلنت الحرب الصليبية على المسلمين، وهي التي تقف مع طاغية سوريا في قتله للمسلمين في الشام بل وتغذي الصراع "الطائفي" هناك لتوغل في القتل بين المسلمين!، وهي التي تقف مع يهود في حربهم على أهل فلسطين!... فأميركا لا يهمها أن يقتتل المسلمون في مصر بل ما يهمها هو استقرار المنطقة خشية أن يهب المسلمون ثانية على أنظمتهم وتكون هذه المرة الضربة القاضية لمصالح أميركا ونفوذها لا سيما على سفينتها وربيبتها في المنطقة (كيان يهود) المجاورة لمصر. فأميركا تخشى أن تفلت الأمور من يدها كما هو الحال في الشام، وهذا ما حذر منه مؤخرًا عميلها الصغير وزير الطاغية في سوريا (المعلم) الذي قال: "إن الثورة السورية تهدد المنطقة بأسرها حال قيام دولة الخلافة الإسلامية".
ثالثاً/ إن تصريح ومطالب الإدارة الأمريكية لم تكن لتقع لو رأت رجالاً مخلصين قطعوا حبالهم معها وأوصلوها مع الله الجبار وحده!، فما كانت أميركا أن تتدخل في شؤون البلاد لو قُطعت العلاقات الدبلوماسية معها وأغلق وكرها – سفارتها - في القاهرة، فلا يخفى على السياسيين والإعلاميين تحركات السفيرة الأميركية واجتماعاتها مع قادة مصر من المسمين "بالإسلاميين" والمعارضة والوزراء للتباحث حول مجريات (30يونيو) تحت ذريعة تقريب وجهات النظر!. لذلك، ما زالت مصر في قبضة الأميركان عبر موالاة تلك الأطراف التي تحشد الناس في الميادين من أجل تحقيق مصالحهم التي لن تخرج عن مصالح أميركا أو تهددها!.
رابعاً/ إن خروج مصر من أزمتها التي سببها السياسيون من حكام ومعارضة هي إنهاء التبعية لأميركا رأس الفتنة والشر العالمي، واستمرار الدعوة نحو إسقاط النظام الجمهوري والدستور العَلماني، وعدم الإقرار بحدود سايكس – بيكو، فهذه الدعوة بداية الخير لمصر ولأهلها وللمسلمين، فقوة مصر بوحدتها مع الشام ابتداءً، ثم ضم البلاد الأخرى لهما في ظل دولة واحدة يكون شكل نظام حكمها "الخلافة". أما التبعية والتفرق فلن تؤديا بمصر إلا إلى الهاوية والضنك والضعف؛ وساء سبيلاً!.
وفي هذا السياق، فإننا نوجه رسالتين، الأولى إلى حكام مصر ومعارضيهم: إن أميركا لن تنفعكم لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل ستترككم عندما تنهي مصالحها معكم كما تركت عميلها مبارك، وكما تخلت عن كنزها في الباكستان برويز مشرف، فما نالوا إلا خزي الدنيا ولعذاب الأخرة أكبر، فاتقوا الله في المسلمين، وإن لم تستطيعوا الانفكاك عنها - ولن تستطيعوا - فالزموا بيوتكم وابكوا على خطيئتكم.
وأما الرسالة الثانية، فإلى أهلنا في الكنانة؛ الرجال المؤمنون المخلصون: إن الداء الذي أرهق عيشكم منذ عقود هو النظام القائم الذي لم يسقط بقوانينه وتشريعاته!، وإن الولاء لأميركا التي تتحكم بكم عبر حكامكم؛ لهو الموت الزؤوم!، فدوسوا الاثنين بأقدامكم تسعدوا، وأقيموا الخلافة الراشدة تنهضوا، فهي الدولة الكفيلة التي تحقق لكم الأمن والاستقرار، وفوق هذا وذاك رضوان من الله القهار.
(هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق