الشعب المصري أفشل الانقلاب
عامر عبد المنعم
الشعب المصري أفشل الانقلاب حتى الآن، وتصدى بكل قوة لمصادرة إرادته، ونزل إلى الشوارع والميادين، وفضح اللعبة التي ظن أصحابها أن تجربة جمال عبد الناصر في 54 يمكن تكرارها.
الحشود الشعبية هي التي أفشلت الانقلاب، وثباتها في الميادين يشل حركة الانقلابيين ويخنقهم، ويضيق عليهم الحصار حتى يعودوا إلى الحق وينحازوا إلى شعبهم ويحفظوا وطنهم.
وأمام صمود الشعب المصري انكشف الانقلاب ولم يعد أمامه فرصة للاستمرار لأسباب عديدة أهمها ما يلي:
1- الانقلاب ليس له غطاء دستوري، بعد إلغاء الدستور الذي استفتي عليه الشعب المصري ووافق عليه ثلثا المصريين، والوقت لن يسعفه لإجراء استفتاء جديد يضفي عليه شرعية جديدة.
2- الانقلاب مكشوف شعبيا، والملايين المعتصمة بالميادين منذ أسبوعين تؤكد أن أغلبية الشعب المصري في الشارع ولا يمكن تجاهل هذا طويلا.
3- فشل كل محاولات الحشد لتأييد الانقلاب، وتبخر "الشعب الباهر" الذي تحدثوا عنه، ويبدو أن حشد 30 يونيو هو حشد لمرة واحدة وكان له ظروف وأسباب متعددة، لن يتكرر ثانية.
4- ثبوت كذب فكرة نزول 33 مليون مصري في 30 يونيو، فهذا الرقم الذي سوقه إعلام مسيلمة الكذاب كذبة كبيرة وغير صحيح، وإلا أين هذه الملايين؟
5- الانقلاب مكشوف سياسيا حيث لا يقف مع الانقلاب إلا قلة، بينما الأغلبية تقف ضده وليس الإخوان وحدهم كما يروج الإعلام الانقلابي.
6- بغض النظر عن الأغلبية والأقلية فإن انحياز قادة الجيش لفريق ضد فريق يتنافي والدور الوطني لهذه المؤسسة العريقة، ويسيء إلى الصورة الناصعة لقواتنا المسلحة، وهذا ما يسبب حرجا الآن لقادة الجيش ونقطة الضعف الآن التي لا يمكنهم الدفاع عنها.
7- قد يبرر قادة الجيش الانقلاب بحالة الانسداد السياسي ولكن الإطاحة بالرئيس والدستور والإرادة الشعبية والانحياز لقلة سياسية وطائفية أدخل البلاد في سيناريوهات غير ايجابية بالمرة، وجاء قتل المعتصمين أمام الحرس ليزيد المشهد دموية ويزيد الوضع تعقيدا ويزيد الانسداد انسدادا.
8- إغلاق الفضائيات الإسلامية وتكميم الأفواه واعتماد الانقلاب على الأبواق المستأجرة كمن يبني بيته من خيوط العنكبوت، فهذه الأبواق هي هي التي وقفت مع مبارك ولم تغني عنه شيئا.
9- ليس أمام الانقلاب غير التراجع فالاستمرار في تمكين القلة أيا كانت ألوانها لن تهدئ الغضب ولن الاستقرار، والشعب المصري لن يتوقف عن استكمال ثورته ومن ظن غير ذلك لم يستوعب التغيير بعد ثورة يناير.
10- ما يحدث الآن من سطو على السلطة أشبه بلص صعد يسرق شقة، وكل سكان الحي ينتظرونه تحت البناية. فكيف سيواجه الجمهور الغاضب وأين سيذهب بما سرق؟ اين سيذهبون بالسلطة المسروقة وسط الشعب الغاضب.
الموقف الآن في صالح الشعب ضد الانقلاب وما هي إلا مسألة وقت.
الحشود الشعبية تحاصر الانقلاب وسلميتها سبب قوتها.
الوقت يزيد الارادة الشعبية قوة، ويفقد الانقلاب الكثير من أسباب غطرسته.
وبإذن الله سينتهي الانقلاب وسيعود الجيش إلى حضن شعبه.. فهذه هي طبيعة الأمور في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق