الأربعاء، 28 أغسطس 2013

ذكر ما ورد في ذم الشرطة الظالمة

ذكر ما ورد في ذم الشرطة الظالمة

نذكر بعض الأحاديث التي وردت في ذم رجال الشرطة الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يأتون في آخر الزمان .
وذلك لما هم عليه من من الظلم والفساد ، ولما يقومون به من جرائم ضد الخلق ، وهذا رأيناه في هذه العصور التي زاد فيها طغيانهم وتجبرهم واستحلالهم لدماء الناس ، وقتلهم وسحقهم وسجهنم وتعذيبهم حتى امتلئت الأرض من فسادهم ظلمًا وجورًا
ويكفيهم شرًا وقبحًا وظلمًا : دفاعهم عن الحكام الظلمة والأمراء الفجرة والأنظمة الطاغوتية


وهذا على عكس ما يجب أن يكونوا عليه من حفظ الحقوق ، وصيانة الأموال ، ورعاية الخلق ، وإقامة العدل ، وحفظ الدماء والأعراض ، وبلاد المسلمين


ولا ننكر أن هناك من رجال الشرطة هم من أهل الخير والصلاح ، بل ومنهم حفظة لكتاب الله تعالى أنقياء أتقياء .. ولكن هنا نقصد من ورد فيهم الذم .. وكانت سمتهم الظلم والعدوان .


ونترككم مع الأحاديث لعل ذكرها يكون رادعًا لمن عنده حبة خردل من إيمان ، أو نوع حياة في قلب يخشى به الله تعالى
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
عن أبي هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
(( يُوشِكُ إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ أَنْ تَرَى قَوْمًا فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ))[1]
أي في أيديهم السياط يعذبون بها الناس .
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ ، أَوْشَكْتَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ ))[2]
وعن أبي أمامة رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : 
(( يكون في آخر الزمان شرط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله ، فإياك أن تكون منهم ))[3]


وعن أبي أمامة رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم :


(( سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ، و يروحون في سخط الله ))[4]


وعن أبي سعيد وأبي هريرة : قال صلى الله عليه وسلم : 
(( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا ولا شرطيًا ولا جابيًا ولا خازناً ))[5]

أي لا يكن معينًا لأمراء الظلم في شيء من الأعمال ، لأنه ولا بد سيتلبس بأنواع الظلم الذي هم فيه غارقون فيكون مثلهم ومنهم .


وعن أبي هريرة : قال صلى الله عليه وسلم : 
(( يكون في آخر الزمان : أمراء ظلمة ، ووزراء فسقة ، وقضاة خونة ، وفقهاء كذبة فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم جابياً ولا عريفاً و شرطياً ))[6]
أليست هذه صورة تفصيلية تصف ما نحن عليه في واقعنا بوضوح وجلاء .


وعن أبي سعيد وأبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : 
(( ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا ولا شرطيًا ولا جابيًا ولا خازنًا ))[7]
وعن أبي سعيد وأبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : 
(( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ، و يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فمن أدرك ذلك منكم ، فلا يكونن عريفا و لا شرطيا و لا جابيا و لا خازنا ))[8]


بهذه الصفات ينال أمراء وشرطة وقضاة وفقهاء الزور والضلال والظلم والعدوان سخط الله وغضبه وعقابه .. ويندرجون في صفوف الظالمين ((إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ))


أما صفات أهل الإسلام فهي على خلاف ذلك ، فالإسلام أتى بمنهج قويم وأخلاق عظيمة تراعى فيها الحرمات والأعراض والدماء والأموال ، وربط هذه الصفات بوجود الإيمان والإسلام في قلوب الناس من عدمه .


إن هذه النفوس الشريرة التي أتقنت الظلم ، والفساد ، وإهلاك العباد ، هي بلا ريب التي قصدها الله تبارك وتعالى في قوله الكريم :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ ، أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ، فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ))[9]
فهم دائمًا ما يخطبون في الشعوب بأنهم لا يريدون إلا الخير ، وأنهم يعملون دومًا على رفاهيتهم وأمنهم ، وإذا بهم لا يقومون إلا بالظلم والقمع والقهر ونشر الجهل والفقر ، وإنما هي حربٌ مستمرة للهلاك .
قال سيد قطب رحمه الله :
هذا المخلوق الذي يتحدث ، فيصور لك نفسه خلاصة من الخير ، ومن الإخلاص ، ومن التجرد ، ومن الحب ، ومن الترفع ، ومن الرغبة في إفاضة الخير والبر والسعادة والطهارة على الناس . . هذا الذي يعجبك حديثه .

تعجبك ذلاقة لسانه ، وتعجبك نبرة صوته ، ويعجبك حديثه عن الخير والبر والصلاح . . (( ويشهد الله على ما في قلبه )) . . زيادة في التأثير والإيحاء ، وتوكيداً للتجرد والإخلاص ، وإظهاراً للتقوى وخشية الله . . (( وهو ألد الخصام )) ! تزدحم نفسه باللدد والخصومة ، فلا ظل فيها للود والسماحة ، ولا موضع فيها للحب والخير ، ولا مكان فيها للتجمل والإيثار .
هذا الذي يتناقض ظاهره وباطنه ، ويتنافر مظهره ومخبره . . . هذا الذي يتقن الكذب والتمويه والدهان . . حتى إذا جاء دور العمل ظهر المخبوء ، وانكشف المستور ، وفضح بما فيه من حقيقة الشر والبغي والحقد والفساد :

(( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ، ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد ))
وإذا انصرف إلى العمل ، كانت وجهته الشر والفساد ، في قسوة وجفوة ولدد ، تتمثل في إهلاك كل حي من الحرث الذي هو موضع الزرع والإنبات والإثمار ، ومن النسل الذي هو امتداد الحياة بالإنسال . . وإهلاك الحياة على هذا النحو كناية عما يعتمل في كيان هذا المخلوق النكد من الحقد والشر والغدر والفساد . . مما كان يستره بذلاقة اللسان ، ونعومة الدهان ، والتظاهر بالخير والبر والسماحة والصلاح . . (( والله لا يحب الفساد )) . . ولا يحب المفسدين الذين ينشئون في الأرض الفساد . . والله لا تخفى عليه حقيقة هذا الصنف من الناس؛ ولا يجوز عليه الدهان والطلاء الذي قد يجوز على الناس في الحياة الدنيا ، فلا يعجبه من هذا الصنف النكد ما يعجب الناس الذين تخدعهم الظواهر وتخفى عليهم السرائر .
ويمضي السياق يوضح معالم الصورة ببعض اللمسات :
(( وإذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم . فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . .
إذا تولى فقصد إلى الإفساد في الأرض؛ وأهلك الحرث والنسل؛ ونشر الخراب والدمار؛ وأخرج ما يعتمل في صدره من الحقد والضغن والشر والفساد .
إذا فعل هذا كله ثم قيل له : (( اتق الله )) . . تذكيراً له بخشية الله والحياء منه والتحرج من غضبه . . أنكر أن يقال له هذا القول؛ واستكبر أن يوجه إلى التقوى؛ وتعاظم أن يؤخذ عليه خطأ وأن يوجه إلى صواب . وأخذته العزة لا بالحق ولا بالعدل ولا بالخير ولكن (( بالإثم )) . . فاستعز بالإجرام والذنب والخطيئة ، ورفع رأسه في وجه الحق الذي يذكر به ، وأمام الله بلا حياء منه؛ وهو الذي كان يشهد الله على ما في قلبه ; ويتظاهر بالخير والبر والإخلاص والتجرد والاستحياء!
إنها لمسة تكمل ملامح الصورة ، وتزيد في قسماتها وتمييزها بذاتها . . وتدع هذا النموذج حياً يتحرك . تقول في غير تردد : هذا هو . هذا هو الذي عناه القرآن! وأنت تراه أمامك ماثلا في الأرض الآن وفي كل آن!
وفي مواجهة هذا الاعتزاز بالإثم؛ واللدد في الخصومة؛ والقسوة في الفساد؛ والفجور في الإفساد . . في مواجهة هذا كله يجبهه السياق باللطمة اللائقة بهذه الجبلة النكدة :

(( فحسبه جهنم ولبئس المهاد ! )) . .
حسبه ! ففيها الكفاية ! جهنم التي وقودها الناس والحجارة . جهنم التي يكبكب فيها الغاوون وجنود إبليس أجمعون . جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة . جهنم التي لا تبقي ولا تذر . جهنم التي تكاد تميز من الغيظ ! حسبه جهنم (( ولبئس المهاد ! )) ويا للسخرية القاصمة في ذكر (( المهاد )) هنا . . ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء! . انتهى.[10]


وكما أخبر القرآن الكريم (فحسبه جهنم ) جاءت السنة أيضًا بأنهم من أهل النار 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ))[11]
فالعتاة الظالمون الذين يعتدون على الناس هم من أهل النار ، كما أن المتبرجات من أهل النار ، وهذا وعيد شديد لهذين الصنفين الخبيثين .



[1] رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون (5099)
[2] رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون (5100) ، وأحمد (7727)
[3] رواه الطبراني ، وقال ابن حجر العسقلاني في القول المسدد (1/40) إسناده صحيح
[4] رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (3666)
[5] رواه ابن حبان وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (790)
[6] رواه الطبراني وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/63) فيه داود بن سليمان الخراساني قال الطبراني لا بأس به
[7] قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/243) : رجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة ، وصححه الألباني في الصحيحة (1/701).
[8] رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الترغيب (790)
[9] سورة البقرة (204-206)
[10] الظلال (1/181)
[11] رواه مسلم في اللباس والزينة (3971) ، وأحمد (8311)



  نقلا عن موقع إسلام ويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق