الجمعة، 30 أغسطس 2013

سفير الخير في أفريقيا يكشف أسرار تجربته (2 )

سفير الخير في أفريقيا يكشف أسرار تجربته (2)



 د. عبدالرحمن السميط لـ الوطن: في مدغشقر.. المسلم يصلي 

الجمعة في المسجد والأحد في الكنيسة ويعبد شجرة يوم الاثنين


قس فرنسي أقسم لي أنه يدعو الله أن ينصر المسلمين على البروتستانت

عثرنا على قبور 56 صحابياً في جنوب الصحراء

بكيت عندما سألت أهل قرية مكة في مدغشقر: ما دينكم؟ فقالوا: مسلمون بروتستانت والحمد لله

سر قبيلة الفارينبا الوثنية في زيمبابوي: الفاتحة!!

شاب عربي رأى الأفارقة يحتفلون بالمولد النبوي فأثار فتنة سالت فيها الدماء


* سمعت أنكم أوقفتم برامجكم الدعوية في بعض البلدان الأفريقية.. لماذا؟
ـ د.السميط: الإسلام ينتشر بقوة في افريقيا، وهناك قبائل ومناطق بأكملها دخلت في الاسلام، ولذلك اوقفنا برامجنا الدعوية الايجابية في بعض المناطق لاننا وصلنا بنسبة المسلمين الى الحد الذي نستهدفه وهو (%51) لنترك الإسلام ينتشر بدون أي تدخل وانتقلنا إلى دول اخرى نسبة المسلمين فيها اقل.

صراع التيارات
*هناك من يصدر الخلافات بين المذاهب او التيارات الى المسلمين في افريقيا فكيف تتعاملون مع هذه الصراعات؟
- لو سمحت لنفسي بالدخول في الخلافات التي بيننا نحن العرب او غير العرب، اكون قد حكمت على نفسي وحوصرت في ميدان صغير جدا، وسأبقى طول عمري في خلافات داخل منطقة لا تعرف الخلافات.
ففي شمال مدغشقر، يجهل المسلمون امور دينهم تماما، فمنذ عدة سنوات كان المسلم في مدغشقر يصلي الجمعة في المسجد والاحد في الكنيسة ويوم الاثنين يعبد شجرة، فسألت بعض المثقفين المسلمين هناك عن سر ذلك فقال لي: لا ندري ما هو الحق ولذلك نعبد الثلاثة حتى لا نخسر شيئا.
ويأتي بعض الشباب العربي الى مدغشقر فلا يرى هذه المصيبة، وانما يرى قضية احتفال بعض المسلمين هناك بالمولد النبوي، فيثيرها ويسبب فتنة، ويتقاتل الناس وتسيل الدماء، وتدخل البوليس الذي احتل المساجد وأغلقها وتتدخل السفيرة الامريكية وتكتب تقريرا فيه ان هؤلاء المسلمين من اتباع بن لادن، وأنا اعتقد يقينا انهم ليسوا اتباع بن لادن وانما اتخاذ الاتجاه الخاطئ باثارة قضايا هامشية او سنن على حساب الفرض.
علينا ان نسير في طريقنا بالدعوة الى الاسلام بعيدا عن مشاكل العرب وخلافاتهم، وستجد ان شاء الله استجابة طيبة.
* ماذا عن صراعاتكم مع المبشرين الذين يقاتلون من اجل تنصير أفريقيا؟
- نحن رفضنا ونرفض دائما الدخول في اي صراعات وخصوصا مع غير المسلمين ففي شمال مالي حكى لي قسيس فرنسي بفخر انه خلال 54 سنة هي عمله لم ير مسلما يغير دينه بسببه، كان هذا القسيس يعمل في قرية من القرى واستطاع ان يزودها بالكهرباء من روث البهائم والشمس والرياح والنهر، انفق عليها اكثر من 20 مليون دولار من ماله ومن تبرعات الفرنسيين، وقال لي: حفرت قبري في هذه القرية فأنا على وشك الموت وأخشى ان تأتي الكنيسة بعد موتي وتستولي على هذه القرية وتجبر المسلمين على التنصر، ولذا اريدكم ان تأخذوا هذه القرية بكل ما فيها من اجهزة بعد وفاتي، فاعتذرت له لأن القرية تحتاج الى دعم مادي كبير لا نملكه، واقترحت عليه توزيع الأرض على اهالي القرية، فقام بالفعل بتسجيل اراضي القرية باسم اهلها، وأظنه توفي الآن لكنه كان متعاونا معنا الى اقصى ما يظنه انسان.
لقد فرح المسلمون في شمال مالي عندما رأوني باللباس العربي وطلبوا مني ان احدث هذا القس عن الاسلام فلعل الله يهديه، وأخبروني انه يريد من بعضهم السفر الى فرنسا معه لجمع التبرعات لمشروعه وهم يريدون الحج الى مكة، فأخبرته بذلك، فما كان من القسيس الفرنسي الا ان ارسل على نفقته عشرة من المسلمين للحج الى مكة.
قسيس آخر في توجو كان يهتم بمرتكبي الجريمة للمرة الأولى، كان يأخذهم من السجن ويدربهم على مهنة لمدة سنتين ثم يطلق سراحهم بالتعاون مع الحكومة التوجولوية، ذهبت اليه لأزوره فشكا لي ان المسلمين يرفضون الصلاة فقلت له: بالطبع لا يصل المسلم في الكنيسة، فقال لي: فليحضر المسلمون ويصلوا صلاتهم فقلت له: المسلم يحترم اماكن العبادة فاحتار وسألني: ماذا افعل؟ فقلت له: ابن مسجدا، وبالفعل بنى مسجدا من أموال الكنيسة.
وفي مدغشقر قال لي رئيس الكنيسة الكاثوليكية وهو فرنسي ويحمل دكتوراه من السوربون اعيش هنا منذ 37 سنة وسأموت هنا، وأقسم لي انه في كل مرة يدعو ربه في كل مرة يصلي فيها ان ينصر المسلمين على البروتستانت الكفار، وبرر ذلك بأن البروتستانت لا يعترفون بمريم العذراء ولا يحترمونها، بينما عندكم سورة في القرآن اسمها «سورة مريم» فقلت له: عندنا سورة اخرى اسمها آل عمران تتحدث عن السيدة مريم ايضا، بينما ليس في القرآن سورة تتحدث عن آل محمد، ففرح جدا وقال لي: انا قسيس ورئيس كنيسة لكنني اشعر بأن العالم كله بحاجة اليكم انتم المسلمون، فأنتم الوحيدون الذين مازالوا متمسكين بالقيم، اما اوروبا فهي ليست مسيحية وانما تعيش وثنية جديدة.
وكنت أزوره ويزورني، وأقدم له الهدايا، ويحضر ايتامه ليلعبوا مع ايتامنا، وكنت ادعوه ليلقي محاضرات دون خوف منه على ايتامي أو أولادي، فالمنافسة لا تعني الصراع، وانما هي في كسب القلوب والأرواح بالمعاملة الحسنة.

تعاون القساوسة

* سمعنا الكثير عن القساوسة الذين ينطبق عليهم قول الحق {واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق}؟
- الكثير من القساوسة لديهم الاستعداد للتعاون معنا وهم يدخلون الاسلام ايضا، فرئيس الدعاة المسلمين في رواندا هو قسيس سابق، وعقدنا دورة خاصة لثلاثين قسيسا اسلموا في كينيا منذ حوالي عام ونصف، ورئيس الدعاة عندنا في ملاوي قسيس سابق، ولا يمر اسبوع واحد الا ويسلم احد القساوسة في أفريقيا نتيجة شعوره بأن ما يريده موجود في الاسلام.
 ومنذ اسبوعين قابلت احد القساوسة وسألته كعادته عما اقنعهم بدخول الاسلام، فقال لي: عندما مات ابي وامي اخذني قسيس ورباني في بيته، وكنت ألاحظ ان صلاته تختلف عن صلاة الكنيسة، على الرغم من انه قائد المسيحيين في الكنيسة والمجتمع، وعندما جئت اليكم ورأيتكم تصلون نفس صلاة القسيس في بيته عرفت انه مسلم وكان يخفي اسلامه.
الحمد لله هناك من يدعمون الاسلام بشكل كبير. فمثلا وزير خارجية بنين السابق ورئيس البرلمان الحالي، يلبس الثوب العربي يوم الجمعة ويذهب الى احد المساجد ويجلس في سيارته ليستمع الى خطبة الجمعة، على الرغم من انه لا يفهم كلمة عربية واحدة، ويصوم هذا الرجل في رمضان، وبنى عدة مساجد للمسلمين، ويرسل مسلمين للحج على نفقته كل عام مقابل ان يدعوا له في مكة، بل اكثر من هذا فقد قال لي انه اختار لنفسه اسم عبدالعزيز بعد اسلامه. فقلت له على سبيل المزاح: انا تعبت معك، واريد عندما اعود في المرة القادمة واراك بجانبي عندما اسلّم على يميني في المسجد، فابتسم وقال بالعربية: ان شاء الله. وحدث نفس الشيء مع وزير العدل السابق في بنين، بل ان هناك رؤساء جمهوريات وكبار السياسيين في افريقيا يحبون الاسلام ويرسلون المسلمين سنويا الى الحج كي يدعوا لهم في مكة.
فمثلا رئيس جمهورية غينيا بيساو وهو مسيحي كاثوليكي طلب ألا نبني أي مسجد الا بعد استئذانه، فسألته لماذا؟ فقال: اريد ان اضع حجر الاساس للمسجد بنفسي.وعند الانتهاء من بناء المسجد يقف خارجه ويسأل المصلين ان يدعوا له في صلاتهم.وطلب مني نسخاً من الكتب التي نطبعها عن الاسلام، وقال: عشنا في اوساط فيها مسلمون ولكننا لم نكن نعرف شيئا عن الاسلام، وبالتالي فكتبكم ستوضح لي ولأولادي وللوزراء حقيقة الاسلام.هذه هي الفطرة الطيبة التي فطر الله الناس عليها.

العودة الى الجذور

* ما أعلمه ان افريقيا عرفت الاسلام قبل معظم الناس على وجه الارض؟
- الاسلام وصل الى افريقيا قبل ان يصل الى المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام، وذلك عبر هجرة الحبشة الاولى، فهناك مساجد في افريقيا عمرها اكثر من الف سنة، وهناك مسجد في جزيرة «بتي» الواقعة بين الصومال وكينيا عمره الف وثلاثمائة سنة، ومسجد آخر في زنجبار عمره الف وثلاثمائة وسبعون سنة.ووجدنا قبيلة في مدغشقر اسمها (الانتيمور) يقولون ان اصلنا من قرية في الشمال اسمها جدة بجوار قرية اخرى اسمها مكة فيها رجل طيب يحبونه كثيرا اسمه محمد، وعندهم كثير من الدلائل على اصولهم الاسلامية.فمثلا ايام الاسبوع عندهم: سابوتي، اهادي، اتنين ثلاثة، اربعة كميس جمعة ولا يأكلون لحم الخنزير ولو قتلتهم، ولا يحبون الكلب، ويسيرون على نفس القيم الاسلامية من تحريم الزنا والخمر والكذب.وكنا نذهب الى قراهم ونحفر بئرا ونكتب عليه: هدية من اخوانكم المسلمين ونتركه ونمشي.ونعود بعد سنة فيستقبلوننا استقبال الملوك واسلموا كلهم.وحصل هذا في قرى كثيرة عندهم.
والمدهش ان لديهم قرية اسمها مكة، واخرى اسمها اجاز (أي حجاز) وثالثة اسمها مصر، وهذه نماذج وادلة على اصولهم الاسلامية والعربية ولكنهم الآن وثنيون حيث تم القضاء على بقايا المسلمين عندهم على يد الاستعمار الفرنسي عام 1947، حينما قتل اعدادا كبيرة من المسلمين في جنوب شرق مدغشقر.
* ما شعورك عندما تعلن قرية كاملة او قبيلة اسلامها؟
- د.السميط: ابكي، ليس فرحاً فقط باسلامهم ولكني اتذكر حسابي امام الله يوم القيامة بل وحساب المسلمين كلهم على ماذا قدموا في حياتهم، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا كي نأكل ونشرب وننام، وانما كي نتقرب الى ربنا، جل شأنه عن طريق خدمة هؤلاء الفقراء والايتام، فقد ذهبت انا وزوجتي وبنينا بيتاً في مدغشقر وجلست هناك عامين ونصف، لكن مع الاسف اثارت الكنيسة البروتستانتية الكثير من المشاكل لنا، فتركنا المكان.
وليس هذا فقط فان قبيلة الفارينبا الموجودة في زيمبابوي تبعد الف كيلو عن البحر لا يأكلون الخنزير ويختنون اولادهم.وقد ذهبنا الى هناك فخرج الينا حطّاب مسلم كان يحتطب في الغابة وسأل: هل تأكل لحم الخنزير؟ فقلنا له: لا، فسأل: هل انتم مختونون؟ فقلنا نعم، فقام الحطاب واحتضننا وقال انتم اخوتي، واخذنا الى القبيلة لنتعرف عليها، ووجدنا عندهم عادات لا بأس بها بل واسلامية، ومنها مثلاً: انه اذا مات الميت وكان صالحاً يلفونه في حصير مثل الكفن ويصلون عليه صلاة الجنازة الاسلامية، حيث يقف شخص في الامام ويهدرم هدرمة لا يفهمها الانسان، ثم يلتفت يميناً للسلام، ويدفنون موتاهم باتجاه القبلة.
وعلمت ان عندهم شيئاً اسمه سر القبيلة، فسألتهم عليه فرفضوا اخباري به، فبنيت لهم مدرسة ومستوصفا وحفرنا بئرا فاعتبروني منهم وقالوا لي ان هذا السر لا نخبره الا لمن بلغ اربعين سنة من ابناء القبيلة، فاذا بالسر هو: سورة الفاتحة.
ومنذ 50 سنة جاء بريطاني فوجد بين قبور قبيلة الفارينيا القديمة، وتحديدا قبور الاجداد التي لا يدخلون اليها ابدا، وجد قبرا كتب عليه: بسم الله الرحمن الرحيم «بدون نقط».هذا قبر سلامنا صالح الذي انتقل من الدار الفانية الى الدار الباقية عام (94) من هجرة النبي العربي.
وحاولت الذهاب لرؤية هذه القبور فحذروني من الافاعي والثعابين وخصوصا الكوبرا، فاشتريت حذاء طويلا لحماية رجلي وذهبت فوجدت كتابات عربية كثيرة في المقابر دون ان يعلموا عنها شيئا، وعثرنا على اثار عربية تنتمي الى عصور ما قبل الاسلام.
ولذلك اؤكد اننا لم ننزل على افريقيا بالباراشوت كغيرنا وانما جذورنا موجودة.

الصحابة في أفريقيا

* اعتقد ان الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتمون الى افريقيا؟
- لقد عثرنا على قبور 56 صحابيا في جنوب الصحراء بافريقيا السوداء.وانا لا اتحدث عن مصر والمغرب وليبيا، وانما افريقيا الخضراء وعلمنا ان 52 صحابيا اصولهم من افريقيا كزيد بن حارثة وبلال بن رباح وغيرها.

دين وأساطير

* اختلطت تعاليم الاسلام بكثير من الاساطير في افريقيا لماذا؟
- من المآسي التي بكيت عليها اياما واياما عندما ذهبت الى قبيلة «الانتيمور» في مدغشقر، ووجدت لديهم بيتا مربعا يذهبون اليه مرة في السنة بعدما ينزعون ملابسهم ويلبسون ملابس غير مخيطة، ويدخلون بقدمهم اليمنى، ويطوفون حوله سبع مرات، ويدعون ثم يذبحون ويسمونه: دعاني أي بيت الدعاء.
ووجدنا عندهم نسخة من المصحف عمرها مائتا سنة وهي مضبوطة تماما ويقولون: هذا كتاب اجدادنا الاوائل.وذهبت الى القرية التي يسمونها مكة وسألتهم ما دينكم؟ فقالوا: الحمد لله نحن مسلمون بروتستانت.فاندهشت وقلت: كيف تكونون مسلمين بروتستانت؟! فقالوا: اجدادنا كانوا مسلمين ونحن لا نعرف الصلاة والصوم، فجاء البروتستانت الينا وعلمونا كيف نصلي وبنوا كنيسة لنا نصلي فيها كل احد، فهذه القبائل بحاجة الى تخصيص برامج لهم، وقد قمنا باعداد هذا البرنامج ليشمل كفالة طلاب وايتام ودعاة، فالمسألة ليست دعوة وعظية فقط وانما هي مشروع تنموي متكامل، والحقيقة ان ائمة المساجد من المهتدين الجدد يعانون مشاكل كثيرة جدا.

المهتدون الجدد

* لماذا لا تدربون بعض ابناء القبائل والبلدان من المهتدين الجدد على مساعدتكم؟
- عندما ذهبت انا وزوجتي وعشنا في مدغشقر طلبت من الطلاب الذين يسرنا لهم الدراسة في مصر او السعودية العمل معنا براتب، فرفضوا حتى مجرد العودة الى مدغشقر، وقالوا: كيف نعمل معكم والمنطقة كلها ملاريا، والكهرباء والماء تنقطع كل يوم! فقلت لهم: انا العربي الخليجي الذي ترك الرفاهية وجاء هو وزوجته ليعيش معكم وانتم اصحاب البلد ترفضون العودة الى بلدكم!! وللاسف نحن خربناهم في بلادنا بالمعيشة المرفهة والاكل ثلاث مرات في اليوم والمكيفات!!
فاخذنا بعض المسلمين الجدد ودربناهم كأئمة مساجد، وللاسف ليس لدينا من الاموال الكثير كي ندفع لهم رواتب، لان عدد الذين اسلموا يقدر بمئات الالوف، ولكننا كنا ندفع لهم ما يعادل دينارين شهريا بالاضافة الى انشاء مشروع تنموي يتعايشون منه كأن نفتح لهم بقالة، او نلقي لهم زريعة اسماك بلطي في مياه الارز الذي يزرعونه او نعلم زوجته وبناته الخياطة ونملكهم ماكينة يدفعون ثمنها في حدود سنة، والحمدلله نجحنا نجاحا باهرا، فعندنا اكثر من الف مشروع نطبقها في افريقيا فيما نسميه «بنك الفقراء» بحيث نجعل الفقير يقف على قدميه ويرسل اولاده الى المدرسة.

بنك الفقراء

*كيف يعمل بنك الفقراء في افريقيا؟
- نحن نادراً ما نقدم «كاش» للفقراء ولكن مشروعات فجزء من نشاطنا شراء المحاصيل وفي وقت الحصاد لانها تكون رخيصة جدا ثم نبيعها للمزارعين بسعر التكلفة في الفترة التي ترتفع فيها اسعارها، وبذلك حصلنا على تبرعات كبيرة من المنظمات الغربية التي اعجبت بهذا النشاط.
وكنا بدأنا عملنا في هذا المشروع تحديدا بخمسة آلاف دولار، واصبح الآن اكثر من مليون ونصف المليون دولار.

أثرياء الغرب

* اثرياء الغرب وكبار رجال الاعمال فيه يقدمون المساعدات السخية للمنظمات التبشيرية فماذا تمتلكون انتم في مواجهة هذا؟
- نمتلك الاسلام فهو دين سلسل فطري وقد لا نشعر بهذا انا وانت لاننا ولدنا - مع الاسف - مسلمين، واقول مع الاسف لاننا لا نتذوق حلاوة هذا الدين، فيما يتذوقه الذين تربوا في اديان اخرى وراحوا يقارنون بين عقائدهم وسورة «قل هو الله احد».
واذكر اننا عندما انشأنا اذاعة القرآن الكريم في توجو، واشترطت على اخواننا هناك الا يبدأوا البث الا بعد توفير الف ساعة من البرامج الاسلامية في الارشيف، وبدأت البث باذاعة القرآن الكريم فقط بدون اي ترجمة، ولكل فترة اذاعة يقول المذيع: هذه اذاعة القرآن الكريم بمدينة كارا هاتف رقم كذا، وبعد فترة اتصل بنا شخص وقال انه يسمع اناشيد او اغاني ولا يعرف ما هي؟
فقالوا له: هذه ليست اغاني وانما القرآن الكريم فقال وما القرآن؟ فقلنا له ومن انت؟ قال: انا مسيحي كاثوليكي اعمل رئيسا للمهندسين في شركة كذا فقلنا له: نحن المسلمين ننظر الى القرآن الكريم ككتاب مقدس اكثر من تقديسكم انتم للانجيل.
وطلب نسخة من المصحف فقدمنا له هدية.وفوجئنا به يأتي في اليوم التالي ويريد ان يبطش بالمسلمين الذين امامه.
فهدأناه ثم قال: لقد قرأت عندكم «قل هو الله احد» بالفرنسية، واتعجب كيف تكون عندكم مثل هذه السورة ويبقى في افريقيا حتى الآن شخص واحد غير مسلم؟! كيف لم تدخلوا كل بيت وكوخ في افريقيا؟ واعلن الرجل اسلامه فأهديناه كتابين بالفرنسية عن الاسلام؟ وبعد يومين جاء بزوجته واولاده واسرته كاملة واعلنوا جميعاً اسلامهم فأعطيناه كتيبين آخرين، وفي اليوم التالي جاء ومعه مجموعة من المهندسين والفنيين والعمال واعلنوا كلهم اعتناق الاسلام.
والطريف ان بعض القساوسة يأتون الى غاضبين ويقولون ان الكنيسة لاحظت انتشار الاسلام في مناطقهم وانها طلبت منهم - باعتبارهم من السكان المحليين - الكتابة ضد الاسلام وتحذير الناس من هذا الدين ويطلب بعض القساوسة ان نمده بالكتيبات كي يهاجم الاسلام! فنقول له: اهلاً وسهلاً ونشرح له تعاليم الاسلام ونقدم له كتيبين عن الاسلام، ويذهب ليعود بعد يومين ليشهر اسلامه على الرغم من انه قسيس!
ولذلك فنحن لا نخشى ابداً امثال هؤلاء، لان الكثيرين منهم قلوبهم طاهرة لكن على عيونهم غشاوة، ونحن نعمل على ازالة هذه الغشاوة.
سفير الخير في أفريقيا يكشف أسرار تجربته (1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق