الأحد، 25 أغسطس 2013

فتاة الـ14 عامًا تروي مأساة اعتقالها وأخريات من مسجد الصديق برمسيس


فتاة الـ14 عامًا تروي مأساة اعتقالها وأخريات من مسجد الصديق برمسيس




سندس محمد عبده تبلغ من العمر 14 عاماً 
طالبة بمعهد فتيات المطرية الأزهرى 


مفكرة الإسلام : سردت إحدى المحتجزات بمعسكر الأمن المركزي بمدينة السلام على طريق مصر الإسكندرية - وهي سندس محمد عبده (14 عامًا) - تفاصيل ليلة اعتقالها من أحد المساجد برفقة أخريات.
وقالت سندس - التي تم احتجازها مساء الجمعة 16 أغسطس وأطلق سراحها الاثنين الماضي - لمراسلة الأناضول: "كنت في مسيرة سلمية قادمة من عين شمس، حينما فوجئنا بمدرعات للجيش والشرطة تطلق علينا الرصاص في رمسيس، وسقط حولنا كثير من الشهداء والمصابين، أنا وشيماء ابنة خالتي (19 سنة) التي كنت برفقتها".
وأضافت سندس: "قال لنا الناس: إن مسجد الفتح سيحاصر ويجب علينا الانصراف فورًا، حاولنا نروح لكن إطلاق الرصاص وإغلاق المترو لم يمكننا من ذلك، فقادنا بعض الأهالي إلى مسجد "أبو بكر الصديق" القريب من مسجد الفتح برمسيس، وقالوا لنا: اقضوا الليلة هنا لحين انتهاء الحظر ثم عودوا لبيوتكم، وسنحضر لكم طعامًا الآن، فنمنا مطمئنين كنساء في الدور الثاني وبقي الرجال في الدور الأول، ولكننا فوجئنا قبيل الفجر، سمعنا إطلاق رصاص حول المسجد، فقمنا فزعين، لم نكن نتخيل أن يتعرض لنا أحد في بيت ربنا".
وتابعت: "انتقل صوت الرصاص لداخل المسجد، ووجدنا من يطرق بابنا بقوة، ثم ضرب رصاصًا على الباب فانفتح بعنف لنفاجأ بقوات خاصة من الشرطة بزيهم الأسود يهجمون علينا، ويجروني أنا وابنة خالتي المنتقبة من رأسنا؛ لأننا كنا نرتدي كوفية فلسطين، ونضعها على أنوفنا خشية أن يطلقوا غازًا مسيلاً للدموع، ونزعوا الكوفية وأبرحونا ضربًا وسبًّا نحن وجميع النساء الذين بلغ عددنا 20 داخل المسجد، ثم قتلوا اثنين من الرجال الملتحين أمام أعيننا، وعصبوا أعيننا بعدها وجرونا على السلم للدور الأرضي؛ حيث تعثرنا بجثة أحدهم الغارقة في الدماء أسفل السلم".
واستطردت سندس "14 عامًا": "وفي الدور الأرضي أرقدونا على بطننا، وراحوا يطأون رؤوسنا بأحذيتهم، ويضربون ظهورنا بكعوب البنادق، ويسبوننا بأمهاتنا وأعراضنا، وفي نفس الوقت راحوا يبرحون ولدًا عنده 15 عامًا اسمه عبد الرحمن إبراهيم ضربًا أمامنا، قائلين له أن ينطق الشهادتين في تهديد واضح بالقتل، وكنا نتنفس بصوت مرتفع من الذعر والإجهاد فكانوا يزيدون في ضربنا حيث أمرونا ألا يصدر أي صوت منا".
وأوضحت: "بقينا على هذا الوضع عدة ساعات، ثم أخرجونا في سيارات بوكس بعد أن استولوا على حلينا الذهبية وأموالنا وحقائبنا، وقال لنا ضابط برتبة عالية أمام باب المسجد: أنتم وسختم المسجد.. فهل نحن من وسخناها بأحذيتنا أم هم بطلقاتهم وقتلهم؟!".
وتابعت: "نقلتنا البوكسات إلى قسم باب الشعرية، وسط إهانات العساكر الذين أجلسونا نحن والرجال على أرض القسم، وأمروا الرجال بخلع ملابسهم وأبرحوهم ضربًا بالأحزمة، وكان معنا سيدة عمرها 62 عامًا اسمها جوهرة لا تستطيع الحركة إلا بالاستناد على عصا، فكانوا يأمرونها بالتحرك بدونها وبسرعة وسط السباب البذيء".
وأضافت: "بقينا في القسم حتى 7 صباحًا، وبعد أن أخذوا بياناتنا أجلسونا في سيارات الترحيلات أمام القسم حتى العصر تقريبًا، في جو خانق جدًّا، وبعدها نقلونا إلى معسكر السلام، وفي الطريق إلى المعسكر كان هناك مناطق صحراوية شديدة الحرارة، كانوا يفتحون سيارات الترحيلات وينزلون الرجال يخلعون ملابسهم ويجعلونهم يسحفون على بطونهم في الصحراء تحت الشمس ويفتحون باب سيارتنا لنراهم على هذا الحال، وفي المعسكر تكرر نفس الأمر وأدخلونا غرفة قذرة كلها حشرات ولا يوجد بها أي فرش، وأدخلوا الرجال غرفة أمامنا، وعندما اعترضنا أبدلوا الغرف، فكانت غرفة الرجال أقل قذارة، لكنها بلا سقف، والعساكر يمرون من على أسوارها ويسبوننا ليل نهار".
وأردفت سندس - إحدى المعتقلات التي تم الإفراج عنها -: "في المساء أتت النيابة للمعسكر للتحقيق ووضعوا في أيدينا الكلبشات، اتفقت أنا وابنة خالتي ألا نقول أننا كنا في مظاهرة، وهذا ما قلته بالفعل، ولكنهم كتبوا خمس صفحات وقالوا لي: تعرفي تهمتك إيه؟.. سلاح وإرهاب ومشروع (لحداثة سنها لم تستطع نطقها بالشكل الصحيح وهو الشروع) في قتل ضابط، فقلت لهم: كيف أسلحة آلية وأنا عندي 14 سنة؟ وأين السلاح؟ قال لي: جت على السلاح ممكن تلاقي نفسك دلوقتي شايلة شنطة سلاح".
وتابعت: "مات خوفنا مع من قتلوا أمامنا في المسجد، وقد رفضوا أن نتصل بأهلينا، وعندما كان العسكري يجرني من الكلبش بعد التحقيق للزنزانة قال لي زميله: ما تجيبها لي لفة، أما ابنة خالتي اتضح لي أنها كانت تدفعني للكذب لأنجو وأبلغ أهلنا بمكاننا، وهي أصرت على قول الحقيقة أمامهم وأنها كانت في رابعة العدوية وفي مسيرة، فعاملوها معاملة سيئة وأوقفوها طوال فترة التحقيق".
وقالت سندس: "يوم الأحد أحضروا لنا طعامًا، لكننا لم نكن نطمئن له، فلم نأكل إلا عيش وجبنة فقط، وكنت أغسل عباءتي المضمخة بالدماء يوم الاثنين عندما نادوا علينا وقالوا: إخلاء سبيل لي أنا وواحدة اسمها بسمة عندها 19 سنة، وعبد الرحمن إبراهيم والحاجة جوهرة، لكن الحاجة جوهرة بكفالة ألفين جنيه، حيث بقيت في القسم بعد خروجنا بانتظار من يدفع لها الكفالة، وهي لا تتذكر أي أرقام لتتصل بأصحابها".
وتختتم روايتها قائلة: "وفي قسم باب الشعرية ختموا إيدينا وبصمونا على ورق كتير وصورونا، قبل أن يسلمونا لأهلينا"، مضيفة: "نسيت أقول: إنهم كانوا يتعمدون تعذيب الرجال أمامنا وخاصة من لهم أقارب، يعني يعذبوا شاب اسمه عبدالخالق أمام خطيبته علياء، وشاب اسمه معاذ أمام إخوته الفتيات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق