موقع المسلم | 13/10/1434 هـ
ما من قول ينطبق على خطبة وزير الدفاع المصري الأخيرة من مقولة: يكاد المريب يقول: خذوني!! فقد كانت الخطبة دفاعاً متهافتاً سعى إلى تفنيد الاتهامات المخيفة الموجهة إليه، وبخاصة بعد أن أوغل في إراقة الدماء المعصومة في أنحاء مصر كلها، لكي يثّبت أركان الحكم الذي اقتنصه بالقوة من أهله المختارين بإرادة شعبية حرة.
وكان مثيراً للاهتمام أن الفريق الأول عبد الفتاح السيس أقسم في الخطبة على أنه لا يرغب في حكم مصر وقال:إن شرف حماية إرادة الشعب المصري أغلى عنده من حكم مصر ..
وكان بالإمكان تصديق الرجل لولا أمران، أولهما:أن ما يجري على الأرض ينقض مزاعمه من رأسها حتى أخمص قدميها، والثاني: أنه سبق للسيسي أن أقسم أمام الرئيس محمد مرسي على الأمانة وصيانة الدستور ثم حنث بيمينه وخانها...
وتكلم السيسي في خطبته أمام كبار ضباط الجيش والشرطة، عن أنه لا يخاف من الموت وإنما يخشى من لقاء الله تعالى..وهذه نقطة جيدة من حيث المبدأ، فما من مسلم إلا وهو يحسب ألف حساب لذلك الموقف العظيم.
لكن واقعه يعارض هذه الخشية، وإلا فلماذا عرقل اتفاقاً سياسياً كان من شأنه حفظ الدماء، بالرغم من أن الاتفاق لا يلغي انقلابه كشرط مسبق للحوار، وذلك بشهادة السيناتورين الأمريكيين جون ماكين وليندسي جراهام وشهادة مسؤولَيْن أوربيين رفيعين ..
وإذا كان السيسي يحسب لوقفته بين يدي الله هذا الحساب ، فلماذا يسلط سفهاء تمرد اللادينيين ومجرمي البلطجية لترهيب كل محجبة وكل ذي لحية في الشوارع والطرقات؟
وبم سيجيب رب الأرباب عن اعتقال طفلة في الرابعة عشرة من عمرها وتكبيلها وسحبها على الأرض بتهمة الإرهاب؟
وكيف سيكون بين يدي ملك الملوك عندما يسأله سبحانه عن دماء الأبرياء وتسليط الكفرة الفجرة في فضائيات القبطي الحقود يشتمون مقدسات الإسلام كلها بوقاحة ؟
وهل لديه جواب عن محاربته لمسلمين سنفترض جدلاً أنهم مخطئون فيتهمهم بالإرهاب مع أنه في خطبته الأخيرة ادعى أنه يمد يده إليهم إذا وافقوا، فكيف يمد يده إلى إرهابيين؟
وهل تعرف السيسي على الإخوان فقط بعد انقلابه على رئيسه فتبين له أنهم إرهابيون ؟
أم أنه يريد إقناعنا بأنه ارتضى ترقيته من لواء إلى فريق أول ومنصب وزير الدفاع من رئيس إرهابي؟
لقد قيل منذ القديم:حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقل له..
إن على الفريق السيسي إذا صدق مع نفسه أن يسألها عن سر التأييد الشديد لانقلابه من الصهاينة ومن غلاة القبط بزعامة بابا الأقباط الحالي وأقباط المهجر المعروفين بشدة حقدهم على الإسلام والمسلمين وانحطاط لغة خطابهم؟
وكيف يقرر ترميم كنائس أحرقت من أموال الشعب المصري بينما تقوم قواته مصحوبة بمخابرات مبارك وحثالة البلطجية باقتحام مسجد الفتح بإطلاق النار على المحاصرين فيه بمن فيهم نساء وشيوخ وأطفال وجرحى؟ ومن قبل عاث هؤلاء المجرمون في مسجد رابعة العدوية ومسج الإيمان وختموا عدوانهم الأثيم على عباد الله العزل بإحراق جثث القتلى الذين صرعهم رصاص أولئك الوحوش الذين ثبت أنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة؟
وبالرغم من كل ما سبق قد يكون السيسي صادقاً بمعنى أنه لا يطمع في أن ينصب نفسه رئيساً للبلاد لأنه يطمح إلى أمر أشد ضرراً، وهو التحكم بالحكم والحاكم من وراء ستار...وإلا فما معنى حماية إرادة المصريين التي احتكر في خطبته "أمانة" حمايتها مع الشرطة-لم يقل:مباحث أمن الدولة التي عادت من عهد مبارك لأن ذكرها يفسد الديكور-..
فمفهومه لحماية إرادة الشعب المصري بات معروفاً منذ انقلابه، وعليه فقد يتيح للمصريين اختيار حكامهم من خلال انتخابات مزورة مثلما كانت عليه الحال في عهد المخلوع، فإذا تسلل شخص غير مرغوب فيه، فسوف يخلعه السيسي الذي يحتكر معرفة إرادة الشعب ويتصرف بحسب معرفته!!
وكيف نوفق بين قَسَم السيسي على عدم تنسيقه مع الخارج بينما أقر هو نفسه في حوار صحافي مع واشنطن بوست قبل أسبوعين بأن اتصالاً هاتفياً يومياً يجري بينه وبين وزير الدفاع الأمريكي منذ الانقلاب في 3/7/2013م؟والاتصال الواحد كان يستغرق ساعة ونصف ساعة في كثير من الحالات!!
وما تفسيره للحملة التضليلية الضارية التي تشنها أبواقه الرسمية باللغة الإنكليزية في سابقة لم تعرفها دولة محترمة في العالم؟بل إن شعار الدجل عن محاربته للإرهاب على تلفزيون النظام مكتوبة بالإنكليزية فقط!!
كل هذا ونحن نغض النظر عن الكذبة الكبرى للانقلابيين، وهي أنهم يواجهون جماعة الإخوان، بينما هم يسعون الاستئصال الإسلام من الحياة العامة جذرياً.
ولا غرابة في ذلك فالرجل بدأ خيانته مدعياً أن استجاب لإرادة الشعب-ويعني بالشعب جموع المستأجرين في ميدان التحرير من سفهاء وساقطين ورؤوس المجون-فلو كان صادقاً لأجرى استفتاء على فعلته الإجرامية، لعله بذلك يضفي على جريمته "شرعية"زائفة متأخرة؟
ما من قول ينطبق على خطبة وزير الدفاع المصري الأخيرة من مقولة: يكاد المريب يقول: خذوني!! فقد كانت الخطبة دفاعاً متهافتاً سعى إلى تفنيد الاتهامات المخيفة الموجهة إليه، وبخاصة بعد أن أوغل في إراقة الدماء المعصومة في أنحاء مصر كلها، لكي يثّبت أركان الحكم الذي اقتنصه بالقوة من أهله المختارين بإرادة شعبية حرة.
وكان مثيراً للاهتمام أن الفريق الأول عبد الفتاح السيس أقسم في الخطبة على أنه لا يرغب في حكم مصر وقال:إن شرف حماية إرادة الشعب المصري أغلى عنده من حكم مصر ..
وكان بالإمكان تصديق الرجل لولا أمران، أولهما:أن ما يجري على الأرض ينقض مزاعمه من رأسها حتى أخمص قدميها، والثاني: أنه سبق للسيسي أن أقسم أمام الرئيس محمد مرسي على الأمانة وصيانة الدستور ثم حنث بيمينه وخانها...
وتكلم السيسي في خطبته أمام كبار ضباط الجيش والشرطة، عن أنه لا يخاف من الموت وإنما يخشى من لقاء الله تعالى..وهذه نقطة جيدة من حيث المبدأ، فما من مسلم إلا وهو يحسب ألف حساب لذلك الموقف العظيم.
لكن واقعه يعارض هذه الخشية، وإلا فلماذا عرقل اتفاقاً سياسياً كان من شأنه حفظ الدماء، بالرغم من أن الاتفاق لا يلغي انقلابه كشرط مسبق للحوار، وذلك بشهادة السيناتورين الأمريكيين جون ماكين وليندسي جراهام وشهادة مسؤولَيْن أوربيين رفيعين ..
وإذا كان السيسي يحسب لوقفته بين يدي الله هذا الحساب ، فلماذا يسلط سفهاء تمرد اللادينيين ومجرمي البلطجية لترهيب كل محجبة وكل ذي لحية في الشوارع والطرقات؟
وبم سيجيب رب الأرباب عن اعتقال طفلة في الرابعة عشرة من عمرها وتكبيلها وسحبها على الأرض بتهمة الإرهاب؟
وكيف سيكون بين يدي ملك الملوك عندما يسأله سبحانه عن دماء الأبرياء وتسليط الكفرة الفجرة في فضائيات القبطي الحقود يشتمون مقدسات الإسلام كلها بوقاحة ؟
وهل لديه جواب عن محاربته لمسلمين سنفترض جدلاً أنهم مخطئون فيتهمهم بالإرهاب مع أنه في خطبته الأخيرة ادعى أنه يمد يده إليهم إذا وافقوا، فكيف يمد يده إلى إرهابيين؟
وهل تعرف السيسي على الإخوان فقط بعد انقلابه على رئيسه فتبين له أنهم إرهابيون ؟
أم أنه يريد إقناعنا بأنه ارتضى ترقيته من لواء إلى فريق أول ومنصب وزير الدفاع من رئيس إرهابي؟
لقد قيل منذ القديم:حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقل له..
إن على الفريق السيسي إذا صدق مع نفسه أن يسألها عن سر التأييد الشديد لانقلابه من الصهاينة ومن غلاة القبط بزعامة بابا الأقباط الحالي وأقباط المهجر المعروفين بشدة حقدهم على الإسلام والمسلمين وانحطاط لغة خطابهم؟
وكيف يقرر ترميم كنائس أحرقت من أموال الشعب المصري بينما تقوم قواته مصحوبة بمخابرات مبارك وحثالة البلطجية باقتحام مسجد الفتح بإطلاق النار على المحاصرين فيه بمن فيهم نساء وشيوخ وأطفال وجرحى؟ ومن قبل عاث هؤلاء المجرمون في مسجد رابعة العدوية ومسج الإيمان وختموا عدوانهم الأثيم على عباد الله العزل بإحراق جثث القتلى الذين صرعهم رصاص أولئك الوحوش الذين ثبت أنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة؟
وبالرغم من كل ما سبق قد يكون السيسي صادقاً بمعنى أنه لا يطمع في أن ينصب نفسه رئيساً للبلاد لأنه يطمح إلى أمر أشد ضرراً، وهو التحكم بالحكم والحاكم من وراء ستار...وإلا فما معنى حماية إرادة المصريين التي احتكر في خطبته "أمانة" حمايتها مع الشرطة-لم يقل:مباحث أمن الدولة التي عادت من عهد مبارك لأن ذكرها يفسد الديكور-..
فمفهومه لحماية إرادة الشعب المصري بات معروفاً منذ انقلابه، وعليه فقد يتيح للمصريين اختيار حكامهم من خلال انتخابات مزورة مثلما كانت عليه الحال في عهد المخلوع، فإذا تسلل شخص غير مرغوب فيه، فسوف يخلعه السيسي الذي يحتكر معرفة إرادة الشعب ويتصرف بحسب معرفته!!
وكيف نوفق بين قَسَم السيسي على عدم تنسيقه مع الخارج بينما أقر هو نفسه في حوار صحافي مع واشنطن بوست قبل أسبوعين بأن اتصالاً هاتفياً يومياً يجري بينه وبين وزير الدفاع الأمريكي منذ الانقلاب في 3/7/2013م؟والاتصال الواحد كان يستغرق ساعة ونصف ساعة في كثير من الحالات!!
وما تفسيره للحملة التضليلية الضارية التي تشنها أبواقه الرسمية باللغة الإنكليزية في سابقة لم تعرفها دولة محترمة في العالم؟بل إن شعار الدجل عن محاربته للإرهاب على تلفزيون النظام مكتوبة بالإنكليزية فقط!!
كل هذا ونحن نغض النظر عن الكذبة الكبرى للانقلابيين، وهي أنهم يواجهون جماعة الإخوان، بينما هم يسعون الاستئصال الإسلام من الحياة العامة جذرياً.
ولا غرابة في ذلك فالرجل بدأ خيانته مدعياً أن استجاب لإرادة الشعب-ويعني بالشعب جموع المستأجرين في ميدان التحرير من سفهاء وساقطين ورؤوس المجون-فلو كان صادقاً لأجرى استفتاء على فعلته الإجرامية، لعله بذلك يضفي على جريمته "شرعية"زائفة متأخرة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق