الخميس، 29 أغسطس 2013

هدفهم .. تدمير المعارضة قبل جيش بشار !


هدفهم .. تدمير المعارضة قبل جيش بشار !

شعبان عبد الرحمن

الآن يتدافعون نحو سورية بعد أكثر من عامين من المماطلة والنفاق ..
لم تحركهم عشرات المجازر الوحشية ولم يوخز ضمائرهم شلال الدماء الغارق فيه أكثر من مائة ألف شهيد وأضعاف هذا العدد من الجرحي ولم ترق قلوبهم لعشرات الآلاف من المعتقلين
 ولم تحن قلوبهم يوما لملايين المشردين علي الحدود والهائمين علي وجوههم بحثا عن ملاذ من الموت .
 فقط تحركوا الآن لأنه الوقت المناسب لاقتسام الغنيمة .. فالضحية ( سورية ) تشرف علي الموت إنهاكا ودمارا ووجب أن يسارعوا لذبحها وتصفية ما بقي من دمائها واقتسامها .
هكذا حال القوي الكبري مع كل ضحية تسقط في أتون الاقتتال الداخلي يتركونها للطاغية حتي يثخنها قتلا وتشريدا وتعذيبا وتخريبا ثم يتحركون في اللحظة الأخيرة لخطفها من الطاغية بزعم أنه " مجرم يستحق العقاب " ..
وتلك حقيقة ولكنها حق يراد به ستارا لخطف البلاد بكاملها وتأميمها لصالحهم ..
 هكذا فعلوا في البوسنة وكوسوفا وكنت يومها – في زيارة صحفية - شاهدا علي جانب من مأساة إبادة المسلمين هناك حيث تركوا الصرب يرتكبون مجازرهم بحق المسلمين حتي كادوا يقضون عليهم تماما ثم تحركوا بزعم حماية حقوق الانسان ، والحقيقة أن الهدف كان خطف البلاد وقد حدث ومازالت تلك البلاد مخطوفة في القبضة الأمريكية .
وهكذا فعلوا في العراق .. وهكذا يستعدون لفعله في سورية وسيحاولون غدا في مصر- لا قدر الله - لكن سلمية المظاهرات ضد الانقلاب ستفوت الفرصة إن شاء الله .
منذ بدء المحنة في سورية بدا أن هدف القوي الكبري يتجه نحو تنفيذ سيناريو يناسب مصالحها على حساب تدمير سورية، بترك النظام يمعن في قتل الشعب وتدمير بنيته الأساسية، واستهلاك الشعب في احتراب لا ينتهي إلا بإنهاك الجميع .. نظاما وثوارا.. وانطلقت عدة مبادرات لغطاء ذلك .. «المبادرة العربية» التي منحت النظام الوقت الكافي للقضاء علي ثورة االشعب فلما فشل في ذلك برزت مبادرة المبعوث الدولي العربي «كوفي عنان»، والتي كانت إيذاناً بحرب حرق المدن ، وأعطت النظام فرصة أكثر من كافية، لكنها فشلت في تركيع إرادة الشعب ، وظن المجتمع الدولي أنه بات على الشعب السوري الموافقة على إعطاء «بشار» فرصة المشاركة في حكم سورية المستقبل، وضمان مصالح أمريكا وروسيا و«إسرائيل» في المنطقة.
واليوم يستعدون لتوجيه الضربة للنظام لكنها ستكون موجهة لقوات المعارضة قبل جيش بشار لأن هدفهم الأكبر تدمير كل القوي علي الأرض حتي يستلم الشعب السوري بلاده محطمة ، ومديونة، ومملوءة بالحقد والغضب والشحن الطائفي، والثأر الاجتماعي فتشتعل من جديد احتراباً وتمزقاً ، فيسهل قيادها وتمرير المشاريع التي تريدها أمريكا وروسيا والصين وأوروبا والتي تحقق مصالحهم وتحقق – بالطبع - الأمن للصهاينة !

@shabanpress-
Shaban1212@gmail.com -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق