الشبكة اليهودية التى تحكم مصر (3)
كتب: مجدى أحمد حسين
* مبارك.. صهيونى بالمعنى الحرفى والموضوعى للكلمة وليس على سبيل الهجاء!
* معلم السياسة لجمال مبارك وزير بريطانى صهيونى شاذ جنسيا
*مبارك: اليهود أقوى ناس فى العالم.. وأمناء فى التعامل التجارى !!
أنشر اليوم هذا المقال القديم لعدة أسباب :
لم أجد وقتا لكتابة المقال الأسبوعى ، فأواصل نشر هذا المقال فى إطار سلسلة الشبكة اليهودية التى تحكم مصر.
وأيضا "للاحتفال" بالإفراج عن مبارك أستاذ السيسى فى الصهيونى .
هذا المقال كتب فى ديسمبر 2008 أثناء العدوان على غزة ونشر على مواقع الانترنت وحتى المسئول السابق عن موقع الشعب رفض نشره !! .
ويعتقد كثيرون أنه السبب فى إعتقالى سنتين . ولكن مايهمنى الآن المعلومات الموثقة فيه . تقريبا كل المعلومات موثقة ماعدا موعد تجنيد الموساد لمبارك فهو يعتمد على رواية من أحد العاملين فى المخابرات العامة . والموعد ليس مهما جدا بطبيعة الحال .
والآن إلى المقال بدون تغيير أى حرف فيه :
حسنى مبارك المستولى على حكم البلاد منذ 1981 صهيونى بالمعنى الحرفى والموضوعى والعلمى والمعلوماتى للكلمة، ولا نقول ذلك على سبيل السب أو الهجاء، أو حتى لمجرد اتهامه بالتبعية للصهيونية والكيان الصهيونى، بل هو صهيونى لحما وعظما عن اقتناع وعن خيار اتخذه منذ سنوات بعيدة.
ولقد كنتُ مشغولا بهذه الحقيقة منذ قرابة 8 سنوات، ولكننى لم أكتب فيها؛ لأننى كنت من ناحية أتأمل فيها مزيدا من الوقت والبحث.
ومن ناحية أخرى، فإن أفعاله العلنية وتبعيته للصهيونية كافية لإدانته بالخيانة العظمى، وقد كتبت فى ذلك مرارا. ولكن حقيقة أن حاكم مصر صهيونى حتى النخاع ليست بالحقيقة الفرعية، كما أنها توضح حجم الخطر الذى يمثله استمراره فى الحكم فترات إضافية.
ولا أكتب ذلك الآن تأثرا بما قامت به قوات مبارك مع قوافل غزة، فلم يكن ما حدث منها مفاجئا لى بأى شكل من الأشكال.. ولكن لا شك أن ما حدث دفعنى للخروج عن صمتى فيما يتعلق بصهيونية مبارك.
(الصورة لسيارتى شرطة خلف ميكروباس مجدى حسين ورفاقه، وفى الأمام سيارتان أخريان والأربعة بقوات مسلحة بالرشاشات لترحيل إجبارى من العريش إلى القاهرة).
نشأة مبارك
مبارك نشأ فى ظروف فقر مدقع كما ذكرت من قبل، وهذا الوضع ترك فيه عقدا نفسية مركبة، وهذا ليس ضروريا أن يحدث مع كل فقير يصل الى موقع الرئاسة، وليس عيبا ولكن العيب هو هذه العقدة المركبة التى قد تصيب أحدهم. وبالتالى فإن مبارك نشأ وكل مهمته فى الحياة أن ينتشل نفسه من الفقر والوضاعة الاجتماعية من وجهة نظره، وأن يعب من الدنيا ما شاء له أن يعب.
وقد وصل به الحال إلى أنه كان ينكر نفسه فى وحدته العسكرية عندما يأتى والده لزيارته (كان حاجبا أو محضرا فى المحكمة، واشتغل فى خدمة عبد العزيز فهمى باشا).
فهو إنسان بلا مبدأ.. وأقسم ألا يزور قريته التى تذكّره بأصله الوضيع كما يتصور. لم يفكر فى كفر مصيلحة إلا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بناء على مشورة شركة العلاقات العامة التى تولت حملته الانتخابية، وهو لم يزر قريته وإنما نظموا له اجتماعا فى مدرسته (الأخلاق الحميدة) كنقطة انطلاق لحملته الانتخابية!
مبارك اسمه جورج
وفى الطيران أجاد لعبة النفاق والصعود بالتقرب إلى رؤسائه، والإساءة إلى زملائه ومرؤسيه بالوشاية عنهم.
زواجه من أجنبية غير مسلمة فتح له الطريق إلى عقر البلاد البريطانية، وما كان للدوائر المتنفذة فى الغرب أن تغفل عن مصاهرة مبارك لعائلة بريطانية. وكان ثابت والد سوزان مبارك يعالج فى بريطانيا، ووقع فى غرام ممرضة من ويلز وتزوجها، وكانت هى أم سوزان. ومن الطبيعى أنها ليست مسلمة، والأكثر أهمية أنها ليست مصرية، وظل مبارك على علاقة بأصهاره الإنجليز، وكان اسمه للدلع (جورج).
ولا نعرف متى بالضبط تم تجنيد مبارك للدوائر الصهيونية، وهناك رواية تقول: إن ذلك تم فى الاتحاد السوفيتى عندما كان يتدرب هناك، وإن عناصر يهودية صهيونية وصلت إليه.
والتوقيت هنا غير مهم، المهم أن زوجته ترعى الروتارى والليونز، وشقيقها منير ثابت كان محافظ منطقتنا. والمعروف أنها واجهات للماسونية العالمية.
وهنا نصل إلى شرح معنى صهيونية مبارك، فالصهيونية أوسع من اليهودية، بل هناك بعض اليهود يرفضون الصهيونية، والمشروع الصهيونى قائم على تجنيد العناصر المؤثرة فى كل المجتمعات ليس عن طريق تحويلهم لليهودية، فهذا غير مطلوب دينيا وسياسيا.
فمن الأفضل أن تكون مسيحيا وتخدم الصهيونية، وأن تكون مسلما وتخدم الصهيونية. ولا نقصد بالمسيحية مجرد المسيحية الصهيونية التى ينتمى إليها المحافظون الجدد، بل كل قادة أمريكا من الحزبين التى تربط رباطا عقائديا بين المشروع الأمريكى والمشروع الصهيونى فى فلسطين.
راجع كتابنا: (أمريكا طاغوت العصر) بل نقصد دائرة أوسع من ذلك تقوم على أساس المصلحة النفعية ومغلفة بنظريات تبدو مبدئية وتبدو صاحبة رسالة.
وهذه الحلقة تقوم بها الماسونية، التى تدعى أنها مع الأخوة الإنسانية دون تفرقة بين الأديان، ويتم من خلال محافلها تجنيد أبرز عناصر الإعلام والمال والثقافة فى كل مجتمع لصالح مشروع الهيمنة اليهودية على العالم، واسمه المعاصر "الصهيونية".
الأزهر والمؤسسة الدينية السعودية يحرمان الانضمام لنوادى الروتارى واللوينز
والمعروف أن المراجع الدينية فى مصر وغيرها تدين محافل الروتارى والليونز باعتبارها واجهات للماسونية. كذلك فإن بعض المخدوعين يشاركون فى هذه المحافل ولا يعرفون مراميها الأصلية، ولكن ذلك لا ينطبق على الأعمدة الرئيسية كسوزان وأخيها الذى خرب الرياضة المصرية.
كذلك فإن صعود مبارك إلى موقع نائب الرئيس لم يكن من قبيل الصدفة كما يتصور البعض، بل تم دفعه بآليات معينة تعرفها القوى العظمى باختراقاتها لأنظمة الحكم الهشة (هناك رواية تقول: إن الرئيس الأمريكى شخصيا هو الذى اقترح على السادات تعيين مبارك نائبا له).
والصهيونية بالنسبة لغير اليهودى تصبح ديانة سياسية، والمعروف أن بريطانيا هى مركز الماسونية العالمية وتشارك فيها العائلة الملكية الإنجليزية، كما أن بريطانيا هى موطن المسيحية الصهيوينة التى أصبحت دين أمريكا مع المهاجرين الأوائل.
معلم جمال مبارك
وظلت علاقة عائلة مبارك ببريطانيا وثيقة، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يذهب جمال مبارك ليعمل فى لندن، فى أحد البنوك الأمريكية (بنك أوف أمريكا) حيث قام بعملياته المشبوهة فى المتاجرة بديون مصر، كما ذكر والده مبارك فى حديث للمصور. وعندما بدأت فكرة إعداده للعمل فى السياسة والوراثة فقد تم ذلك فى بريطانيا أيضا، حيث جرى تدريبه فى حزب العمال البريطانى وتحت إشراف الوزير ماندلسون (سيئ السمعة من الناحية المالية والجنسية؛ شاذ جنسيا، وكل ذلك منشور فى الصحف البريطانية.. وهى تحت يدى) وقد تم طرده من وزارة بلير مرتين بسبب فضائحه. أما أفكاره الصهيونية فهى كالتالى، وبنص كلماته: إسرائيل دولة أسست على مبادئ العدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام الشعوب الأخرى!! ولذلك فإن إسرائيل قادرة على جذب تعاطف ومساندة حزب العمال البريطانى.
هذا هو أستاذ جمال مبارك، الذى يتم التعامل معه باعتباره منتسبا لحزب العمال، ويدعى بانتظام إلى مؤتمراته العامة. ودائما ابحَثْ عن بريطانيا، فجمال مبارك مشارك فى شركة فودافون، فهو على درب أبيه على اتصال دائم بيهود الولايات المتحدة، وفى أحد اللقاءات طمأنهم على الجهود المصرية لتجفيف مصادر تمويل حركة حماس!
"هيكل" أكد لى اسرائيلية مبارك
وأشاد قادة يهود أمريكا بشخصية جمال مبارك؛ لأنه تجنب توجيه أى نقد لإسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين (يديعوت أحرنوت) .
ونعود إلى الأصل وهو الأب، فكل ما حباه الله من قدرات عقلية -وهى ليست كثيرة- كرّسها للعبة البقاء فى السلطة، وقد أدرك من وقت مبكر وربما لصلاته العضوية الملموسة، أن الصهيونية هى أقصر الطرق لقلب أمريكا.
وكان تفكيرنا دائما ينصب على تبعية مبارك للأمريكان.. فمنذ سنوات لم ألتق الأستاذ محمد حسنين هيكل، وأذكر فى أحد لقاءاتنا الأخيرة أننى أطلت الحديث عن تبعية مبارك للأمريكان، فأوقفنى الأستاذ هيكل، وفاجأنى بالقول: أنت مشغول بعلاقات مبارك بأمريكا، وأعتقد أن علاقاته بإسرائيل هى الأكثر أهمية!! ولم يفصّل. ولم أهتم لحظتها بهذه الملاحظة، ولكننى أفهمها جيدا الآن.
فى شهادة خطيرة وملموسة لشيخ القضاة المستشار يحيى الرفاعى، قال لى: إن مبارك خلال حديثه لكل قضاة مصر فى مؤتمر العدالة الأول، وكان حديثا مغلقا ولكن وسط مئات القضاة، وكان هذا فى بداية الثمانينيات، أى فى أوائل حكم مبارك، قال لقضاة مصر: إن العلاقة مع العرب لا فائدة منها، وإنه طلب مرة خلال أزمة دقيق تمويلا سعوديا، ولكن السعودية تباطأت، أو لم تستجب، فما كان منى إلا أن رفعت سماعة التليفون، وطلبت من شمعون بيريز رئيس حزب العمل الإسرائيلى أن يتوسط لى لدى أمريكا لشحن كمية من الدقيق، فتمت الاستجابة لطلبى على الفور !
وهناك تصريحات علنية لمبارك سمعتها بنفسى فى التليفزيون المصرى على الهواء، وتم حذفها فى صحف اليوم التالى، تصريحات خاصة بأهمية اليهود، وأنه لا يمكن لأى أحد فى العالم الاستغناء عنهم فهم يتحكمون فى النظام المصرفى العالمى.
وهاجم الرئيس اليمنى على عبد الله صالح؛ لأنه دعا إلى تحرير القدس، وقال: من يريد أن يحرر القدس فليذهب وحده لتحريرها، وهذا ليس شأننا! وقد علق الأستاذ عادل حسين فى وقتها على هذا الكلام فى صحيفة الشعب، واصفا إياه بأنه "كُفر بواح" .
المستشار يحيى الرفاعى
وفى حديث متلفز مع التليفزيون الإسرائيلى موجود على الإنترنت، يقول مبارك للمذيع الصهيونى: إن اليهود ناس ممتازون، كلمتهم واحدة، وكنا زمان نتعامل مع التاجر اليهودى بكلمة شفوية من غير ورق ولا وصلات. رغم أن سمعة اليهود فى التجارة بالذات (زى الزفت).. وهذا التعليق الأخير من عندى.
قصة يوسف والى
كما أن قصة يوسف والى من أولها إلى آخرها تعكس صهيونية مبارك دون أن نبرئ والى بطبيعة الحال كمنفذ. وعلى كثرة خطب وأحاديث مبارك إلا أنه لم يتحدث مرة واحدة عن كوارث الزراعة وتسببها فى السرطان والفشل الكلوى والكبدى؛ بسبب التطبيع مع إسرائيل، وتضامنا معه وحُبسنا سنتين بسبب حملتنا على يوسف والى.
وهو لم يسمح للأجهزة الرقابية بالهجوم على وزارة الزراعة إلا لفتح الطريق أمام ابنه جمال مبارك، لطرد والى من موقع الأمين العام للحزب الوطنى، حيث كان يرفض أن يحل جمال مبارك الصغير هذا محله. وعندما جاء وزير زراعة وطنى؛ أحمد الليثى، وأوقف التطبيع مع إسرائيل، طرده سريعا وجاء بالوزير الحالى الذى فتح الباب للتطبيع كما كان فى عهد والى.
بل انتقل إلى تعميم التطبيع مع إسرائيل فى الغاز والصناعة، وبحيث أقيمت بالفعل السوق الشرق أوسطية بين مصر وإسرائيل والأردن من خلال ما يسمى "الكويز" واتفاقيات الغاز المهينة التى قبض ثمنها مبارك شخصيا من خلال صديقه حسين سالم، المطبّع الأكبر مع الصهاينة. ولم يكن ما يفعله يوسف والى سرا، ونحن ننشر فضائحه منذ أواسط الثمانينيات دون أى رد فعل من جانب مبارك، فهو لا يعنيه أن يصاب نصف الشعب المصرى بالسرطان طالما أن مصادر أكله هو مؤمّنة!
وهناك ملامح مشتركة فى التعامل مع إسرائيل بين مبارك ووالى، فيوسف والى لم يسافر مرة واحدة لإسرائيل، وهكذا يكون العميل على رأسه بطحة.
فلماذا لا يسافر لإسرائيل طالما أنه يتعاون معها فى الزراعة؟ وطالما أنه يحض كل العاملين معه فى الوزارة على السفر إليها؟
وهكذا يفعل مبارك حتى ظن البعض -من السذج- أن هذا من علامات الوطنية، وهو سافر مرة واحدة لحضور جنازة رابين، فهو واجب لا يمكن التخلف عنه! ولكنه لم يقم بزيارة رسمية كاملة لإسرائيل حتى الآن، وكلما جاءه صحفى إسرائيلى يسأله: لماذا لا تسافر إسرائيل؟ فيقول: فى الوقت المناسب أو عندما تحل القضية الفلسطينية!
ولكن ما الذى يهم الصهاينة فى زيارة والى أو مبارك طالما أنهما يقومان بالواجب عن بُعد؟!
وقد كان مبارك مبدئيا مع إسرائيل بحيث رفض فى كل اللحظات أن يقوم بأى إجراء شكلى ضدها، وأذكر أثناء اجتياح جنين، خرجت علينا الصحف الحكومية بالقول بوقف رحلات الطيران بين مصر وإسرائيل، وتم نفى ذلك سريعا فى اليوم التالى، وقال النظام فى صفاقة: إن تسيير الرحلات ضرورى سياسيا، حتى وإن كانت دون تحقيق أرباح، أى حتى دون ركاب! بينما يتخذ مبارك إجراءات عقابية تجاه ليبيا والعراق وسوريا وإيران والسودان وفلسطين وغيرها من البلاد العربية والاسلامية لأوهى الأسباب.
وقد ذكر موشيه ساسون -أول سفير إسرائيلى فى مصر فى مذكراته- أن شارون عندما كان وزيرا للزراعة زار مصر، واستخدم طائرة حسنى مبارك الخاصة فى استكشاف الأراضى الزراعية المصرية.
مبارك يوقف إذاعة الآيات التى تمس بنى إسرائيل
أما عند سفره نهائيا فيتحدث السفير عن اللقاء الحميم مع مبارك، وأنه عندما اشتكى له من البرامج الدينية فى الإذاعة والتليفزيون المصريين التى تتعرض بشكل سلبى لليهود، قاطعه مبارك فورا، وقال: أنت محق فى ذلك، سأصدر فورا أمرا إلى صفوت الشريف -وزير الإعلام وقتها- بألا يمسوا أمورا إسلامية يهودية لا فى التليفزيون ولا فى الراديو، هذا الشىء الخطير جدا على حد قولك سيتوقف! ضغط الرئيس على الزرار الموجود على المائدة الصغيرة بجوار مقعده، ودخل سكرتيره الشخصى الفقى، وشرح له الرئيس المطلوب باختصار، وأمره بالاتصال بوزير الإعلام وإبلاغه بأن يوقِف فورا تلك البرامج، وسجل السكرتير أمر الرئيس وخرج.
وهكذا بطلب من سفير إسرائيل ألغى مبارك قرابة ثلث القرآن، وأبلغ وزير الإعلام بالتنفيذ فى حضور السفير حتى يطمئن تماما. لذلك لم يكن غريبا أن يتحدث السفير عن مبارك فيصفه: أذهلنى كإنسان بدأ طريقه شخصية غير معروفة وتطور، وأصبح زعيما مذهلا ناضجا سياسيا، يتمتع بثقة بالنفس وكفاءة زعامة! وظل يكتب عنه أنه الشخص الوحيد الذى حمى السلام مع إسرائيل، وهو يلعب دورا رائعا فى ضم العرب إلى مسيرة الاستسلام، بل وحيّا فى مبارك اختياره طريق التبعية للولايات المتحدة!
ووقف مبارك بصلابة ومبدئية ضد كل أشكال المقاومة وضد حماس والمقاومة الفلسطينية وضد المقاومة العراقية والأفغانية وضد إيران، ولم يتزحزح أبدا، وهو لم يلتق أى رمز للمقاومة، ولكن أصغر يهودى صهيونى يهب لاستقباله، ويفرغ له الوقت واليوم كله، كما فعل مع السفير موشيه ساسون. فهو يكره كل الرموز التى تكرهها أمريكا.
فى المرات القليلة التى ألتقيت به على طائرة الرئاسة، حيث كانت هناك محاولة من جانبه لاحتوائى كما فهمت فيما بعد.
لا فائدة من الحديث مع مبارك
حاولت أن أستدرجه فى الحديث عن دور مصر تجاه حصار العراق والسودان وإيران، ولكننى لم أسمع منه إلا الشتائم فى حقهم، وانسحبت من الحديث، وقلت لمصطفى بكرى: لا فائدة من الحديث مع هذا الرجل.
وعندما نأتى لدوره مع غزة، سنجد أن شارون انسحب منها على أساس أنه يسلمها إلى أيد أمينة للصهيونية، وهذا ما برهن عليه مبارك حتى بعد اختفاء شارون؛ لأن مبارك رجل مبادئ يتعامل مع الصهيونية كرسالة وليس تعاملا مع أشخاص، فهو يحب رابين ووايزمان وإليعازر، وكل من يحكم إسرائيل!
وفيما يتعلق بحقوق الوطن وحقوق الشعب؛ فإن مبارك يتراجع ويتنازل بلا حساب، أما فيما يتعلق بإسرائيل فهو رجل المبادئ الذى لا يتزعزع.
وهو يغلق معبر رفح بإحكام وإصرار عجيبين. ويعتبر غزة أرضا محتلة تبع إسرائيل رغم أن إسرائيل انسحبت منها، وتركت له دور السجان على معبر رفح، ثم تطور دوره لمحاربة الأنفاق وقتل الفلسطينيين بالغازات السامة، وبضخ المياه فى الأنفاق، وهو الذى يملى على صبيه وزير الخارجية أن يصرح تصريحاته الصفيقة عن قطع أيدى وأرجل الفلسطينيين إذا جاءوا؛ طلبا للغذاء أو الدواء.
وهو يمكن أن يسمح للمظاهرات أن تلعن فيه، وتطالب بسقوطه، ولكن لا يسمح بأى تظاهرة تجاه العريش أو رفح أو عند السفارة الإسرائيلية والسفارة الأمريكية.
فهو مستعد أن يكون ممسحة البلاط، ولكن يدافع عن إخوانه الصهاينة حتى الرمق الأخير.
لذلك ليس من الغريب أن يشيد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت بمبارك، مشيرا إلى أنه يصلى يوميا من أجله،
وقال أولمرت فى مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست (عندما أفكر فيما يمكن أن تكون الأمور لو أننا نتعامل مع أشخاص غير مبارك؛ أصلى يوميا من أجل سعادته وصحته).
وأقول لكم: لن يفتح معبر رفح إلا بسقوط مبارك، فهو لن يسمح بذلك؛ لأن شرعية وجوده فى الحكم شرعية صهيونية أمريكية، وهو لايريد إلا رضاءهما، ولن يوقفه عند حده إلا ثورة كاملة تطيح به من قصوره ومنتجعاته.
فإذا كنتم تريدون فتح معبر رفح فإن أقصر الطرق لذلك الإطاحة بحسنى مبارك، كما هو أقصر الطرق لحل كل مشكلات مصر وشعبها.
اقرأ أيضا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق