"هيكل " ..
عراب العسكر في كل زمان !
ظل هيكل منذ فوز الدكتور مرسي برئاسة مصر يرفض حكمه وشارك في أشرس حملة إعلامية لمحاولة قتله معنويا ظلما وزورا واختفي عند الانقلاب ولم نسمع له صوتا إلا مؤخرا عندما أطل يولول علي " برقاشه " ولم يسمعنا ولولة واحدة علي مصر التي تحترق ولا بخمسة آلاف شهيد تم التمثيل ..
ويتردد بقوة انه أحد مهندسي الانقلاب الكبار وحتي وإن نفي أي علاقة له بذلك الانقلاب فنحن لم نسمع منه تعليقا عليه يعترض عليه أو يندد بما جري من مذابح والسكوت هنا علامة الرضا .
ويبدو أن الرجل يستهويه اجترار تاريخه مع عبد الناصر ويتلذذ بتكرار دوره هناك استذكارا لماضي ذهبي ارتفع فيه هيكل إلي عنان السماء علي جثث ضحايا كثيرين من أبناء الوطن وكثيرا ما قام في المواقف الصعبة بدور " العراب " وقد حقق في ذلك نجاحات فائقة فهو يتمتع بأسلوب ساحر وثقافة فائقة ومهارة عالية في التفاوض و في " جرجرة " من يريدونه إلي حيث يشاءون ولعل أشهر نجاحاته في ذلك تمكنه من اقناع عبد الحكيم عامر بالعودة من صعيد مصر حيث اعتكف هناك بين عائلته بعد خلافه الشهير مع عبد الناصر عقب هزيمة 67 م .
لقد نجح هيكل فيما فشل فيه كثيرون واقنع عامر بالعودة إلي القاهرة ( وفق رواية برلنتي عبد الحميد زوجة عبد الحكيم لعمرو الليثي في واحد من الناس ) وهناك تركه لمصيره مع عبد الناصر وحاشيته ثم تبرأ من أي مكروه وقع له .
اليوم يقوم بنفس الدور لجرجرة الإخوان والتحالف الرافض للانقلاب لدحرجتهم نحو وقف أو تهدئة فعاليات معارضة الانقلاب السلمية التي تحقق نتائج مذهلة في سبيل اسقاط الانقلاب ولكنه لم يفلح وأظن أنه إن كانت تلك مهمته المعلنة إلا أن الرجل من خلال مهاراته المخضرمة أراد ان يري بعينيه ويسمع بأذنيه ويشم بحاسته الصحفية المخضرمة أثر ذلك الانقلاب علي وجوه قادة من الإخوان بالذات وأراد أن ينفذ بخبرته لمعنوياتهم ويلتقط من ألسنتهم بعض العبارات ويري في أعينهم بعض النظرات عله يخرج بتصور متكامل عن انعكاس ذلك الانقلاب وأثره علي الذين وجهت لهم الضربة ولعله وجد ما فاجأه فيمن حاورهم .. روح عالية وثبات علي المطالب حتي النهاية مثلما أكد الرئيس مرسي ثباته حتي آخر نفس .. لعله اطمأن علي أن ما جري لم يزد الجبهة المعارضة للانقلاب - وفي القلب منها الإخوان - إلا مزيدا من الصلابة واستعدادا لتقديم مزيد من التضحيات علي طريق سلمية معارضة الانقلاب .
كان بإمكان هيكل لو كان فعلا يريد تهدئة ويسعي لحل أزمة كان بإمكانه قطع الطريق علي تلك الأزمة قبل وقوعها وإجراء تلك المقابلات والمباحثات قبل وقوع ذلك الانقلاب الذي هو أحد مهندسيه .
لقد شاهدنا قبل الانقلاب بأيام صور منشورة لهيكل مستقبلا صبية تمرد وبدا سعيدا وهو واقف بين اثنين انتشرت صور هما و هما يمارسان العنف والبلطجة عند مقرات الاخوان المحترقة ووقع الرجل استمارة تمرد لعزل الرئيس وشارك في الحملة الإعلامية الرامية لإسقاطه ..
كان بإمكانه أن يوفر كل ذلك ويطرح تصوره لحل الازمة قبل وقوع الكارثة ..
لكنه لم يفعل بل وشارك في صناعة الانقلاب فلما فشل لم يستنكف القيام بدور " العراب " لإفشال مقاومة الانقلاب السلمية .
إن الدور الناعم الذي يقوم به هيكل اليوم تحت عنوان التفاوض أو طرح تصور لحل الأزمة هو جزء لا يتجزأ من مخطط الانقلاب ويتمثل في إطفاء الثورة ضد هذا الانقلاب أو خلخلتها أو تفتيت جبهتها وذلك ما يحاوله وسيكرر المحاولة ولكنه لن ينجح لأن التيار الرافض للانقلاب يتزايد ويتسع ويتنوع وهو الذي يقود القوي السياسية وليس العكس ثم إن المخولين بالتفاوض من الإخوان أوسع إدراكا وأعمق وعيا ويمثلون وحدهم جبهة صعبة الاختراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق