العقلية الأمنية عدوانية بطبيعتها وستخرب مصر
عامر عبد المنعم
أخطر ما يواجه مصر الآن هو تصدر الشخصيات الأمنية لإدارة المشهد السياسي، فالتفكير الأمني لا يعرف كيف يبني دولة، ولا يجيد غير المطاردة والإقصاء، وتوسيع دائرة الاشتباه وصناعة عدو لمصارعته والانتصار عليه.
منذ حلت الأجهزة الأمنية لتدير الدولة بعقليتها القمعية تمت مصادرة العمل السياسي وتجريمه وارتكاب فظائع لم تشهدها مصر عبر تاريخها.
هذه العقلية الأمنية بحكم وظيفتها وتاريخها لا تصلح لإدارة الدولة، فهي مرتبطة بمنظومات دولية بنيت لتخريب بلادنا الإسلامية، وتدور في فلك نظريات أمنية خارجية تهيمن عليها أمريكا تصب في مجملها ضد التيارات الإسلامية وشيطنتها وافتعال معارك لا متناهية معها تحت الشعار الصهيوني"مكافحة الإرهاب".
في ظل هذا النمط من الإدارة الأمنية للأوضاع السياسية في مصر انتظروا المزيد من الكوارث الأمنية، سواء بالافتعال، أو بتضخيم بعض الوقائع، أو بالفبركة، أو بالتمثيليات المحبوكة وغير المحبوكة، كي تظل القيادات الأمنية في الصورة وتتصدر المشهد، لتهيمن على الساحة لإعطاء مبرر يومي لاستمرار القبضة على البلاد لاستمرار الانقلاب كضرورة وأمر واقع.
هذه العقلية الأمنية هي التي تسببت فيما يحدث في سيناء منذ حكم مبارك، ولا زالوا يصرون على أن سيناء قضية أمنية رغم أنها قضية سياسية وإن لم تحل سياسيا ستتحول إلى حرب لا نهاية لها تستنزف مصر.
هذه العقلية هي التي تريد تحويل مصر كلها إلى ساحة قتال واشعال حرب حرام باسم مواجهة العنف والارهاب تسفك فيها دماء المصريين.
هذه العقلية الأمنية وراء اهدار القانون وتغييب العدالة والانتهاكات في كل أنحاء البلاد، والتي تصدم الضمير الوطني.
مصر في خطر منذ الانقلاب والاطاحة بالشرعية، بسبب الفراغ السياسي وغياب الإدارة السياسية القادرة على إعادة بناء الدولة التي دمرها الانقلاب، وفتح الطريق أمام الأجهزة الأمنية لتعمل في فراغ بدون رقيب ولا رادع، والضحية هي الشعب المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق