( الفرقة السيسية) !
د. عبد العزيز كامل
كاد أتباع السيسي ومحبوه – لفرط غلوهم فيه – ( لا أدري لماذا , ولا بماذا ؟ ) ..
كادوا يكونون فرقة جديدة من أهل الأهواء, ففي العلم القديم المعروف بعلم " الملل والنحل" تناول العلماء الانحرافات التي وقعت في أصحاب الملل من أهل الديانات السابقة , ثم الانحرافات الواقعة في أهل النحل المتفرقة من هذه الأمة , وقد وجد هذا العلم امتدادا في عصرنا تحت اسم " الفرق والمذاهب المعاصرة " , حيث لاحظ باحثوا هذا العلم أن هناك ظواهر عقدية وفكرية تشكل فرقا جديدة تجتمع حول بعض الأفكار والاعتقادات التي تتحول إلى سلوكيات تميز هذه الفرق أو الاتجاهات .
عندي قناعة بأن الأفكار تعكس قبل كل شئ نفسيات , فكل إنسان يحمل الفكر الذي يتسم مع نفسيته , قبل أن ينسجم مع عقليته , ومجموعة الأفكار والميول - التي تشبه العقائد - عند الغلاة في حب السيسي ؛ تجعل من أشخاصهم كائنات عجيبة تكاد كلها تكون نسخا ( كربونية ) مكررة لمخلوق واحد , يحمل نفس الملامح الفكرية , ونفس المشاعر النفسية , ونفس الحجج اللاعقلانية في النقاش والجدال , ونفس الأساليب اللامنطقية في المواقف والتصرفات !! .. ( أتواصوا به ) ؟..
يمكننا تشخيص ( الخصائص العامة ) لـ " الفرقة " السيسية , التي يدل بقاءها بعد انفضاح شأنها أنها مجرد ( ظاهرة نفسية ) من الظاهر العلمانية النفاقية , قبل أن تكون حالة فكرية أو حركة كفاحية , أهم تلك الخصائص :
•بغضاء ونفرة – غيرمفهومة - لأهل التدين بشكل عام , تتستر في دعوى " كراهة الإخوان المسلمين " !.. مع محبة ظاهرة وإعجاب باهر بـ " إخوانهم" غير المسلمين , مهما كانوا مجرمين !
•قابلية .. بل إقبال ؛ على خديعة النفس بالباطل ثم خديعة الناس به .. واستعداد قلبي واسع لاستقبال كل بث خبيث , وتسليم السمع والبصر والفؤاد لأي مؤثر خسيس.
•ولع بالغ بالجدال بلاحجة , أو بحجة داحضة ظاهرة العوار , يظن صاحبها أنه الفارس المغوار , مع غرور واضح , وراءه جهل فاضح .
•غفلة مغلفة بالجفوة عند سماع حجج الوحي , تجعل أصحابها كلما سمعوا الحجج جعلوا أصابعهم في آذانهم , واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ..
•استهتار غير مستتر بمحكمات الشريعة الإسلامية , واستخفاف غير مستخف ببدهيات العقيدة , كحرمة المسلم في روحه ودمه وعرضه , وحقه في الولاية والمحبة والنصرة , مع وله شديد بكل جبار عنيد , مصحوب بورع بارد في الدفاع عنه , مهما بلغ الأذى منه .
•قدرة بالغة على لي اللسان لقلب الحقائق , وحب شديد لإشاعة الأكاذيب لإضاعة الحقوق .
الملاحظ أن كثيرا من الفرق التي مثلت ظواهر نفسية قبل أن تكون لها مكونات فكرية ؛ بادت واندثرت بعد أن سادت وانتشرت , لهشاشة مبادئها وعجز منطقها , لكن ما يقلق أن هناك أناسا معاندين من مرضى القلوب يتشبثون بالباطل حتى بعد زوال رموزه وسقوط نظرياته وانكشاف زيفه ,
خذ الشيوعية مثلا , وكيف بقى بعد سقوط كيانها أقوام عندنا يقولون : نحن شيوعيون !
وكيف بقى بعد هزائم الناصرية من يقولون : نحن ناصريون ! .. بل لازالت فئة – داخل مصر وخارجها - عن خيانات وجنايات حسني مبارك يدافعون ..!
أخشى بعد سقوط الانقلاب أن يظل فئام من قومنا يقولون : رغم كل شئ .. نحن سيسيون !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق