الجمعة، 2 يناير 2015

المسألة التسريبية !

المسألة التسريبية !
آيات عرابي

بالنسبة لي لم يأت التسريب الذي بثته قناة الشرق والخاص بباسم يوسف بجديد، فتدخل العسكر في توجيه الإعلام أمر معلوم من الانقلاب بالضرورة، فمن بربكم الذي كان يوجه الإعلام كله لنشر مصطلح (خرفان) لتمهيد الشعب لذبح الاخوان المسلمين ؟ ومن الذي يملي على الصحف وعلى القنوات ما تقوله ؟

منذ عدة شهور وصلتني وثيقة نشرتها على صفحتي العامة على الفيسبوك، عبارة عن منشور وزعته المخابرات الحربية على مديري الادارات في التليفزيون المصري تحوي تعليمات عن عدم استضافة ضيوف من خارج اسماء معينة تفرضها المخابرات الحربية، ونشر ذلك الملصق على حوائط ماسبيرو .

ما لفت نظري في التسريب حقيقة هو طريقة مدير مكتب شاويش الانقلاب وهو ينادي على ( احمد ) بدلال ( عروسة ) في اول اسبوع من شهر العسل، ولم يكن ينقص المشهد سوى أن يستلقي ويمسك بسماعة الهاتف ليقول له ( كدة برضه يا سونة يا خاين ) كما كان يفعل الراحل عبد المنعم إبراهيم وهو يقلد الفنانة هند رستم، وهو المشهد الذي أعاد إلى ذاكرتي مشهد شاويش الانقلاب وهو يرد على احدى المذيعات قائلاً (وتن يعني حودن).

عندما نشر مقال أ. حسام الغمري مقاله الذي روى فيه كيف راوده احد الاسماء الكبيرة في وزارة الثقافة عن نفسه، لفت نظري أحد القراء وقتها، إلى قراءة مقال د. محمد عباس (الحداثة.. والشــــذوذ)، وافزعتني تلك التقارير السرية التي تحدث عنها والتي تشير إلى انتشار الشذوذ بين القيادات العليا للبلاد وأن ذلك مرتبط بمخطط اجنبي للسيطرة على البلاد !!
كانت تلك التقارير في 2001 يا سادة، فكم بلغت تلك النسبة الآن مع ( احمد ) ومع ( الحودن ) ؟؟

لفت انتباهي أيضاً الطريقة الذليلة التي يتكلم بها مدير مكتب شاويش الانقلاب مع احد مديري القنوات، ومخاطبته له بلقب (معالي الريس)وهو ما ذكرني بتلك الوقفة الذليلة التي وقفها شاويش الانقلاب أمام بوتين وبصعوده للطائرة وتقبيله رأس ملك السعودية، فهل هؤلاء الاذلاء ( بتوع احمد والحودن )، هم من كنا نظن انهم ( رجال ) يقودون جيشاً ؟؟

أما ما جاء في التسريب عن باسم يوسف، كان من الممكن أن اتعاطف مع باسم يوسف، لو كان ابدى ندماً على ما جناه على مصر، لو كانت حرمة الدم الحرام قد افاقته، ولكنه حتى بعد المذابح في الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة قدم حلقة من اكثر حلقاته فجوراً رقص فيها على دماء من خربت بيوتهم وقتلوا وحرقت جثامينهم وترملت زوجاتهم وتيتم ابناءهم، اذكر أول مرة شاهدت فيها فيديو الحلقة، أنني بكيت كما لم ابك من قبل، وكانت يدي ترتعش غضباً وظللت اتسائل هل يمكن أن يتجرد شخص من الانسانية وأن يصل إلى ذلك المستوى المنحط ليرقص على الدماء ويسخر من الشهداء ؟

كنت أرى أن باسم يوسف يمثل مدرسة جديدة من الإعلام، فإذا به يمثل مدرسة جديدة من الفجور الفج الذي لا يرتدي اقنعة.


في تسريب الأمس سمعنا كيف منع العسكر ذلك الشخص من الظهور على الشاشة، فمن أعان ظالماً سلطه الله عليه، بالنسبة لي، هو شخص مشارك في الدماء بل شارك فيما وصلت إليه مصر من انحطاط، بل هو شريك حتى مع اللوا عبعاطي كفتة، فهو من أيد الانقلاب الذي قامت به تلك الحثالات وكان بإمكانه التبرؤ من الدماء على الأقل إن اكتشف خطأ موقفه كأي انسان يعمل من أجل الحق …

بالنسبة لي لا اهتم كثيراً بباسم يوسف أو غيره ممن يتم وقفهم ولا اعتبر وقفهم ظلما، بل هي معركة بين ظالم وبين من اعانه، معركتنا الآن هي الثورة وكيف نطهر مصر من دنس العسكر ونستعيد مكاسب الثورة وعلى رأسها الرئيس مرسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق