الثلاثاء، 16 يونيو 2015

قضاء مصر.. الإعدام للأحياء والأموات

قضاء مصر.. الإعدام للأحياء والأموات


سيتوقف التاريخ طويلا أمام موسم "الإعدام للجميع" الذي تصدر به أحكام القضاء المصري بحق أول رئيس منتخب ومئات آخرين. ويلخص الكاتب ساري عرابي مشهد اليوم بقوله

"حاكم سفاح، وقاضٍ سفيه، ومفتٍ رقيع".



أحمد السباعي
مقدمات سياسية مطولة، إعدامات ومؤبدات.. ملخص يوم طويل من الأحكام غير المسبوقة في تاريخ القضاء المصري، وكان نجم اليوم بلا منازع "قاضي الإعدامات" شعبان الشامي الذي حكم بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي وعشرات آخرين، فضلا عن أحكام بالمؤبد لآخرين في قضيتي "التخابر" و"اقتحام السجون".
اللافت في النقل المباشر للمحاكمات أن البث انقطع مباشرة بعد انتهاء القاضي من النطق بالأحكام، والسبب في ذلك "كي لا يسمع الناس ردود الرجال من وراء القضبان.. جبناء يرعبهم صوت الحق"، حسبما غرد الكاتب الأردني ياسر الزعاترة.
وبسرعة كبيرة، انهمرت التعليقات على مواقع التواصل على أداء القاضي والأحكام التي أصدرها، حيث كتب أسامة نجل مرسي متهكما على صفحته في الفيسبوك "أنت مرعوش كده ليه ما تنشف.. اخترت تبقى قد اختيارك.. تصدق إحنا اترعبنا".
وفي السياق نشر عمار نجل القيادي في الإخوان والمحكوم عليه بالإعدام محمد البلتاجي "والله الذي لا إله غيره لو علقتمونا على أعواد المشانق مئات المرات ما خشيناكم.. ما شرفنا الله به من مقاومة الانقلابيين وعصابتهم لهو الحق، وما عليه الانقلابيون ومن دعمهم لهو الباطل.. وإن نصر الله قريب.. وإنا لمنصورون".
وعلقت عائشة ابنة القيادي في الإخوانخيرت الشاطر على الحكم الصادر بإعدام والدها، بأن "تأييد حكم الإعدام على أبي وأخي الحبيبين والدكتور البلتاجي والدكتور أحمد عبد العاطي.. والتهمة شرف التخابر مع حماس.. فهنيئا لكم".
محسوب: في عصر القمع والفساد لا يعدم الفسدة قاضيا يدافع عن شرعية انقلاب (ناشطون)
مزاد السيسي
وعن "الإعدامات بالجملة" يتهكم الكاتب الأردني ياسر الزعاترة بتغريدة "مزاد السيسي.. اشترِ مؤبد وخذ الإعدام مجانا". ويتابع "ما صلة هذا الهراء الذي يتدفق على لسان القاضي بعمل المحاكم والقضاء.. بيان سياسي من العيار الرخيص المبتذل".
واعتبر الإعلامي المصري المعارض سليم عزوز أن "تقرير المفتي إدانة لثورة يناير وينحاز لحكم مبارك". ويتابع "بعد أن ثبت بحكم القضاء أن الحرس الثوري الإيراني متورط في العمل ضد الأمن القومي المصري، ينبغي طرد القائم بالأعمال وقطع العلاقات مع إيران".
أما الوزير المصري السابق محمد محسوب فيرى أنه "ليس حكما بإعدام الرئيس مرسي ورفقائه فقط، وإنما بإعدام حق الشعب في الاختيار أو التعبير أو التفكير". ويواصل أنه "في عصر القمع والفساد لا يعدم الفسدة عن إيجاد قاض يدافع عن شرعية انقلاب ويهدر شرعية اختيار شعبي ومفتٍ يشوّه أحكام الشريعة لخدمة سلطة تهدرها".
عرابي: هل عرف التاريخ دولة بمثل هذا الاهتراء والفساد والفجور؟(ناشطون)
قضاء وسياسة
وعن "قاضي الإعدامات" يغرد الناشط المصري عمرو عبد الهادي "شعبان الشامي يستحق أكتر من 30% زيادة اللي ادهالهم الزند ده بيقرأ تحريات وأحكام أمن الدولة بقاله ساعتين ريقه نشف"، وفي تغريدة ثانية "إعدام للشيخ يوسف القرضاوي ده ثمن أول خطبة له في ميدان التحرير بعد التنحي والتي كانت بعدها محاكمة شعبية لمبارك ورجاله".
ويلفت الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل إلى أنه "لم يحكم بالإعدام في قضية تخابر واحدة مع الكيان الصهيوني منذ أكثر من ربع قرن.. لكن الآن توزع المؤبدات والإعدام مثل البنبوني (الحلوى)". ويتابع "قانون ساكسونيا المادة 23 فقرة (أ) الهروب من السجن عقوبته ستة أشهر وبحد أقصى عامان، لكن لو كان الهارب رئيس جمهورية منتخبا فتكون العقوبة إعداما".
وعلق رئيس حزب غد الثورة أيمن نور على الأحكام بأن "القاضي تحدث في السياسة أكثر مما تحدث في القانون، وعندما تحدث في القانون وقع في أخطاء صادمة".
وتساءل الإعلامي القطري جابر الحرمي: في "بلد الـ90 مليون شخص.. ألا يوجد فيهم ضمير ينتفض رفضا لهذه الجرائم التي ترتكب باسم القضاء؟ في محاكم مصر اليوم "ترزية" وليسوا قضاة".
وثيقة وفاة نشرها ناشطون لحسام الصانع، أحد شهداء حماس والذي حكم عليه اليوم بالإعدام (ناشطون)
إعدام الشهداءولم تقتصر الإعدامات على الأحياء أو المصريين، فشهيدا حركة المقاومة الإسلامية(حماس) حسام الصانع ورائد العطار طالتهما الإعدامات إضافة إلى قيادات في الحركة.
وفي هذا الموضوع يغرد الكاتب الفلسطيني ساري عرابي "هل عرف التاريخ دولة بمثل هذا الفساد والاهتراء والفجور في كل مؤسساتها من الفقيه الماجن إلى القاضي السفيه إلى الحاكم السفاح؟". وفي تغريدة أخرى يقول "ماذا يعني إصرار القضاء المصري على إعدام شهداء وأسرى المقاومة الفلسطينية سوى فجور العمالة لإسرائيلوالاستخفاف بالشعب المصري؟".
وفي هذا السياق يغرد الباحث فراس أبو هلال "القاضي السافل يصر على إعدام الشهيد رائد العطار.. فلترقد روح رائد بسلام، وليذهب القاضي القاتل إلى حيث يستحق في درك مزابل التاريخ".
ويبدو أن هذه الأحكام التي صدرت بحق مرسي وقيادات الإخوان كانت متوقعة حيث استبقها  صحفيون وكتاب أتراك مؤيدون لمرسي بحملة عالمية للمطالبة بالإفراج عنه بعنوان "الحرية لمرسي"، وأطلقوا موقعًا إلكترونيا بثلاث لغات دعمًا لأول رئيس مصري منتخب.
ورافق هذا الموقع وسم (هاشتاغ) باللغة الإنجليزية تصدّر موقع التواصل تويتر بأكثر من 150 ألف تغريدة، وكان من أبرز الشخصيات التركية التي غردت على هذا الوسم أمر الله أشلر نائب رئيس الوزراء التركي السابق قائلا "يجب على كل العالم أن يتحرك الآن من أجل إيقاف إعدام أول رئيس منتخب لمصر.. مرسي لست وحدك".
المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق