السبت، 6 يونيو 2015

الطغاة يتآمرون مع الإرهاب


الطغاة يتآمرون مع الإرهاب
ديفيد هيرست 


قال الكاتب البريطاني
ديفيد هيرست إن المزاعم حول تواطؤ الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتنفيذ هجمات إرهابية داخل اليمن لا يمكن تجاهلها، وهي تكشف عن أن الطغاة مثل صالح في اليمن والسيسي في مصر والأسد في سوريا يتآمرون مع الإرهاب ويدعون محاربته من أجل البقاء في السلطة.
ويضيف هيرست، في مقاله بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن هاني محمد مجاهد، صاحب هذه المزاعم، كان جندي مشاة بتنظيم القاعدة في أفغانستان ووزيرستان ثم تحول إلى مخبر، ومع عودته إلى بلده الأصلي اليمن انضم إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وعمل في وكالتين لمكافحة التجسس تابعتين للرئيس اليمني آنذاك علي عبدالله صالح هما مكتب الأمن الوطني ومنظمة الأمن السياسي.
وزعم مجاهد أنه في عام 2008 قدم العديد من التحذيرات قبل هجوم ضد السفارة الأميركية في صنعاء، وزعم أنه أرشد عن المنزل الذي أعدت بداخله القنابل، وأنهم سوف يستخدمون سيارتين، وقد نفذ هذا الهجوم وأسفر عن مقتل 12 شخصا، بينهم أميركي من أصل يمني عمره 18 عاما.
وأشار الكاتب إلى أن أمورا مثيرة للقلق صاحبت هذا الهجوم، فالطريق الذي يمر أمام مدخل السفارة كان مغلقا لأسباب أمنية، لكنه فتح بشكل غير متوقع قبل 3 أيام من التنفيذ، وحين ركض مسؤول بالسفارة لتنبيه قوة الرد السريع، لم تستجب له أو تعطه سلاحا للقتال، وحين أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالية تحقيقا في الهجوم لم يتلق أي مساعدة من المسؤولين اليمنيين. وحدث الشيء نفسه مع هجوم ضد مجموعة من السياح الأسبان كانوا يزورون معبدا في صحراء مأرب عام 2007، رغم أن التحذيرات كانت صريحة، وأسفر انفجار السيارة الملغومة عن مقتل عشرة وإصابة 12.
يقول هيرست إن قصة مجاهد لم تتوقف عند هذا الحد، إذ يدعي أيضا أن العقيد عمار صالح -ابن شقيق الرئيس والذي كان آنذاك نائبا في مكتب الأمن القومي- ساعد تنظيم القاعدة في الحصول على المال والمتفجرات اللازمة لتنفيذ الهجوم على السفارة الأميركية، لافتا إلى أن عمار كلفه بنقل المال والأسلحة لقاسم الريمي زعيم القاعدة في جزيرة العرب.
وزعم مجاهد أن ابن شقيق صالح كان يمول زعيم القاعدة في جزيرة العرب، بينما كان صالح نفسه يستخدم هجمات القاعدة في جزيرة العرب كوسيلة للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية، وكثيرا ما التقى صالح برئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان.
ويشير الكاتب إلى أن القاعدة في جزيرة العرب ليست مجرد أي فرع من فروع تنظيم القاعدة، بل إنها الأكثر نشاطا، كما أن برنامج الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار في اليمن هو الأكثر نشاطا، وكانت علاقة برينان مع صالح جزءا لا يتجزأ من الحرب العالمية على الإرهاب.
وأشار هيرست إلى أن هناك حوادث أخرى تكشف عن التواطؤ بين حكومة صالح والقاعدة، فقبل عام من بدء عمليات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قام 23 من عناصر القاعدة بحفر نفق طوله 120 مترا من سجن مشدد الحراسة في صنعاء إلى مسجد مجاور. ويقال إنهم فعلوا ذلك بالملاعق والصحون، وهذه الرواية لم يصدقها أحد، إذ لم يكن من الممكن حفر النفق دون علم سلطات السجن.
بناء على ما سبق، يرى هيرست أن مفهوم الحرب العالمية على الإرهاب يتم استخدامه من قبل الغرب لتبرير منح الترخيص للطغاة لسحق مطالب الديمقراطية الشعبية، مع التأكيد على أن مصالح الغرب الحيوية تقتضي القيام بذلك، وهذا ما يفعله السيسي في سيناء مستغلا اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، فسياسة المستبدين للحصول على أي شرعية تقوم على استغلال مفهوم الحرب العالمية على الإرهاب للقيام بالتعذيب والاعتقال الجماعي والإعدام والإفلات من العقاب ومن الملاحقة القضائية وابتزاز المزيد من المال من الجهات المانحة.
ويستطرد الكاتب: «إن الطريق الذي سلكه صالح في اليمن سار عليه مجرمون آخرون سواء كانوا مدعومين من الغرب أم لا مثل المالكي في العراق، والسيسي في مصر، وحفتر في ليبيا، ودحلان في فلسطين وأيضا بوتن في الشيشان، والأسد في سوريا».
وختم هيرست بالقول: «إن المستفيد الرئيسي في كل هذا هو تنظيم القاعدة».
وتساءل: «متى ستدرك الاستخبارات المركزية الأميركية أن كل الطغاة عقدوا صفقة مزدوجة مع القاعدة مثلما فعل صالح؟
 إلى أي مدى سيتم استغلال هذه الصراعات -التي صنعها الطغاة- كوسيلة ضغط من أجل طلب مزيد من المساعدات العسكرية؟
 كم من الوقت يجب علينا أن ننتظر قبل أن يدرك البيت الأبيض أن الاستبداد هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في العالم العربي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق