بعد رسالة “يوسف ندا”.. المصالحة بين الإخوان والجيش تدخل في منعطف جاد
زيارات الغنوشي والمرزوقي للسعودية: جزءٌ منها أم محاولة جديدة؟
ندا: “هما طلبوا مني إعلانها”..
قيادات إخوانية: “لا تعبر عنا”..
سياسيون: الجيش لن يستجيب لها..
نشطاء: تأخرت كثيرًا
جمال محمد – التقرير
هل نضجت المصالحة في مصر بين النظام الذي يمثله المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا وبين الإخوان؟ وهل هي مصالحة مع السيسي أم مع “الجيش”؟ أم مع “المخلصين” من الجيش الذين لم يتورطوا في المجازر ضد المصريين بعد رسالة القيادي الإخواني “يوسف ندا”؟ أم أن الحديث عنها سيلحق بغيره بعدما انتشرت هذه النغمة عدة مرات ثم تلاشت؟
ولماذا حديث المبادرات الآن بعد مرور عام على حكم السيسي، وانطلاق السهام الغاضبة تجاهه من أنصاره قبل خصومه؟ وهل لها علاقة بمحاولات البحث عن بديل للسيسي وطرح قائد القوات الجوية السابق (أحمد شفيق) نفسه بديلًا عنه بدعم إماراتي وربما سعودي؟وحسبما أوضح مفوض العلاقات الدولية السابق في جماعة الإخوان المسلمين (يوسف ندا) بنفسه في حوار مع قناة الجزيرة، فإن المبادرة التي طرحها يوم الجمعة 12 يونيو وأعلن فيها استعداده “لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها“، مع من قال إنهم “المخلصون في الجيش المصري“.
بينما يتداول أنه تقف وراء هذه المبادرة -التي طرحها (ندا) في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام- (جهة ما) لم يعلنها، قد تكون جهة إخوانية، وربما جهات داخل الجيش المصري، أو جهات أخرى إقليمية (السعودية)؛ بعدما أعلن أكثر من مصدر سعودي (جمال خاشقجي) أن “القيادة السعودية طلبت من السيسي إجراء مصالحة مع الإخوان“.
وهناك من المراقبين من يؤكدون أنها (المبادرة) تظهر من مداخلة يوسف ندا -من لوغانو (في جنوب سويسرا)- مع الجزيرة: “أن البعض داخل الجيش طلبوا كتابتها للانقلاب على السيسي“؛ بدليل قوله عندما سُئل عمن طلبوا كتابتها: “موجهة للي طلبوا كتابتها (الجيش) مش للإعلام“.
لكنه أكد في الوقت نفسه أن المبادرة لا تقصد بأي حال من الأحوال التفاوض مع الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي قاد انقلابًا على الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، أو مع من وصفهم بـ”القتلة”.
مكالمة يوسف ندا مع الجزيرة قال فيها: “(هما) اللي طلبوا مني… هما اللي قالوا وهما اللي عايزين“؛ ما أثار السؤال هو من المقصود بـ (هما)؟ وزاد الغموض قوله: “لا أعرف من خلفها“؛ حيث رفض إعلان من خلفها ومن طلبوا منه، وأصر على أنها “موجهة لكل المخلصين في مصر” ولكنها “موجهة خصوصًا للفئة التي تستطيع التغيير أكثر“، في إشارة -على ما يبدو- للجيش المصري.
وقال: “طلب مني أن أكتبها، ولا أدري من خلفها، وفي أشياء في السياسة لا يمكن كشفها“.
فيديو شرح يوسف ندا لمبادرته:
وسبق مبادرة (ندا) كشْفُ مصادر بجماعة الإخوان المسلمين عن وجود محاولات واتصالات فعلية على المستوى الإقليمي والدولي، وخاصة السعودية، يقودها راشد الغنوشي (زعيم حركة النهضة التونسية) ومنصف المرزوقي (رئيس تونس السابق) وأيمن نور (زعيم حزب غد الثورة) ومحمد محسوب (القيادي بحزب الوسط) لمحاولة إنهاء الأزمة في مصر.
وقالت المصادر إن رافضي النظام في هذه التحركات يمكن تصنيفهم إلى معسكرين على مسافات متفاوتة: الأول بزعامة الدكتور أيمن نور ومحمد محسوب ورفاقهما، والآخر بزعامة الإخوان وأنصارهم، و”أن المعسكر الأول مؤمنٌ بنظرية أكبر قدر ممكن من المكاسب وأقل قدر ممكن من الخسائر، بعكس الفريق الآخر المؤمن بقدر أكبر وأعلى من المكاسب يتجاوز نسبة الفريق الأول، وعلى رأس هذا التباين إشكالية عودة الدكتور مرسي“.
وضمن هذا التحرك، جاء إعلان راشد الغنوشي زياراته للسعودية وقوله “إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصري أننا يمكن أن نقوم بدور للمصالحة بين الأطراف المصرية فإننا سنكون سعداء بذلك“، متوقعًا أن “تقع وساطة سعودية في مصر؛ لأن المنطقة في حاجة إلى تصالح، ومصر كذلك تحتاج إلى تصالح“، على حد قوله.
أيضًا، هناك أنباء عن زيارة يُعد لها في الجانب السعودي قريبًا للرئيس التونسي السابق (المرزوقي)، المؤيد لمعسكر أيمن نور بشكل سري؛ للتباحث حول هذا الأمر.
تفاصيل مبادرة يوسف ندا
وأوضح ندا في رسالة وزعها عبر البريد الإلكتروني لوسائل الاعلام أن: “النظام المصري غير قادر على معالجة أزمات البلاد، وأن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود، وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة“، على حد تعبيره.
ودعا ندا كل مصري يخشى هذا المصير أن “يستعد للتخلي عن كثير من حقوقه لينقذ مصر مما وصفها بالزمرة التي لا خلق لها ولا وطنية“، وحث من سماهم “المخلصين من الجيش المصري” على إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق الشعب ومصالحه لكي تتجنب مصر مصير بلدان كسوريا والعراق وليبيا واليمن.
وأضاف ندا أن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليست الدفاع عن الحكومة ضد الشعب، وشدد على أن “الجيش المصري ليس فاقد الوطنية، لكن بعض قياداته فاسدة“، على حد قوله.
وشدد على “أن التمسك بالشرعية هو صمام الأمان والطريق لحماية الجيش وكل أبناء مصر جميعًا من المصير الذي تحاول القيادات الحالية في مصر انجراف كل الشعب إليه“.
ووجه رسالة إلى قيادات الجيش المصري: “إن كان منكم (قيادات الجيش المصري) من يريد إعادة ترتيب الأوراق، والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه؛ فليست هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولا بد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى“، دون أن يعطي مزيدًا من التوضيح لتلك الوسائل بشأن التعامل مع الشرعية.
دلالات رسالة “ندا”
القراءة الأولى لمن تابعوا رسالة يوسف ندا، كان تفسيرها على أنها محاولة من الإخوان أو غيرهم من أصحاب المصلحة في استقرار مصر وعدم تحولها إلى صراع مسلح؛ حتى تحث الجيش للانقلاب على الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، مثلما فعل هو مع الرئيس السابق محمد مرسي.
وفسر البعض الرسالة على أنها قناعة من فريق في جماعة الإخوان بأن الوضع الحالي لا يسمح بإزالة السيسي من الحكم، في ظل القمع، والقتل للمعارضين، ومنع أي حريات، وعدم قدرة المظاهرات وحدها على إبعاده من الحكم؛ ولهذا تم اللجوء إلى “المخلصين” في الجيش، خشية أن يتطور الأمر إلى عنف مسلح في الشوارع وفوضى.
ولذلك؛ سارع عددٌ من وسائل الإعلام الخاصة في مصر المحسوبة على السلطة الحالية لكيل الاتهامات إلى “يوسف ندا” بسبب تلك الرسالة، واعتبرت أن “رسالته بمثابة تحريض لمؤسسات الدولة على السيسي“.
وتساءل نشطاء ومراقبون عن أسباب تلك الرسالة وتوقيتها، وإلى أي مدى ستتسبب في تغيير المشهد الحالي بمصر، وهل تضع رسالة “ندا” عبد الفتاح السيسي وقيادات المجلس العسكري في مأزق؟ خاصة في ظل حديث عن تصدع في الجبهة الداخلية لقيادات الانقلاب العسكري.
وبالرغم من أن “يوسف ندا” لم يشر صراحة إلى السيسي وقيادات المجلس العسكري؛ إلا أن نشطاء ومراقبين اعتبروا أن مخاطبة قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين بحجم “يوسف ندا” لمن يصفهم بالقيادات المخلصة في الجيش المصري، في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن تصدع داخلي في رأس السلطة؛ قد يضع السيسي وقيادات الانقلاب العسكري على نار ساخنة.
أيضًا، ربط مراقبون بين رسالة “ندا” وبين أنباء غير مؤكدة جرى تداولها عن اعتقال الجيش نحو 26 ضابطًا من القيادات الوسطى خلال الأيام الماضية تحت ذريعة محاولة الانقلاب على السلطة؛ وهو الأمر الذي لو ثبت لأكد وجود صراع مكتوم داخل المؤسسة العسكرية.
وقد تحدث تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني الأسبوع الماضي عن وجود توترات بين أركان النخبة الحاكمة في مصر وجنرالات العسكر.
حيث أكد أن “التوترات التي كانت تغلي تحت السطح بين أركان النخبة الحاكمة في مصر منذ شهور، خرجت إلى العلن الأسبوع الماضي، وكان نتاجها أن جرى تحذير الفريق أحمد شفيق، المقيم بالإمارات، من قبل حكومة السيسي وجهات سيادية من العودة من منفاه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبلغوه ألا يسعى في المستقبل إلى لعب أي دور في السياسة المصرية“.
كما نشرت صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية مقالًا للكاتب البريطاني الشهير “ديفيد هيرست”، تحدثت فيه عما وصفه بـ (تساقط اللصوص في مصر وانهيار أعوان عبد الفتاح السيسي)؛ بعدما فشل خلال العامين الماضيين في بناء قوة سياسية داعمة له، رغم مليارات الخليج التي وصلت إلى نحو 50 مليار دولار على شكل مساعدات وقروض ومنح وغير ذلك.
وأشار الكاتب إلى “أن البرود بين العاهل السعودي (الملك سلمان) والسيسي، أصبح حقيقة سياسية، والقادم أكبر من ذلك؛ لكن دخول الإمارات كذلك كلاعب ضد السيسي أمرٌ جديدٌ، في ظل الاتهامات الموجهة للفريق أحمد شفيق بمحاولة الانقلاب على السيسي بمساعدة جهات داخلية وخارجية“.
وأضاف أن السيسي سيواجه مشكلة كبيرة إذا فقد دعم ولي عهد الإمارات (الشيخ محمد بن زايد)، كما سيفقد دعم الملك سلمان؛ لأن السعودية والإمارات من بين الدول الثلاث التي تمول نظامه.
كما تحدث عن أن السيسي وإعلامه يصطدمان حاليًا برجل الأعمال نجيب ساويرس؛ لأنه يسعى لتشكيل تحالف يصل من خلاله إلى منصب رئيس الوزراء، وهو الأمر الذي يخشاه السيسي، نظرًا للصلاحيات الكبيرة التي يمنحها الدستور الأخير لهذا المنصب، فضلًا عن منصب وزير الدفاع الذي يتولاه الفريق أول صدقي صبحي، الذي حاول السيسي من قبل الإطاحة به، لكنه فشل.
وذكر أن نصف المجلس العسكري يشارك “صبحي” في تخوفهم من المسار الذي يجر السيسي مصر إليه. مضيفًا أن هذا إن صح؛ فإن هناك مشكلة كبيرة تواجه السيسي داخليًا تلوح في الأفق من جانب الجيش، ومن جانب رجل الأعمال ساويرس القريب من الكنيسة القبطية، في وقت يواجه فيه مشكلة خارجية تتمثل في تواصل السعودية مع الإخوان المسلمين والعلمانيين بالخارج، وقيام المملكة برد الاعتبار لشعار رابعة العدوية، الذي كان في عهد الملك الراحل (عبد الله) يمثل جريمة.
وفي هذا الإطار، أيضًا، عرضت قناة “الجزيرة الإخبارية” تقريرًا لها يوم الجمعة 11 يونيو عما أسمته “تصدع الجبهة الداخلية للانقلاب العسكري”، وأشارت فيه إلى الصراع الدائر بين شفيق والسيسي.
ردود أفعال الإخوان والسياسيين
وعقب إعلان يوسف ندا مبادرته، توالت رود الأفعال، خصوصًا من الإخوان -قيادات وقواعد شعبية-؛ حيث رفضها قياديون في الإخوان، فيما ذكر آخرون أن مبادرة يوسف ندا تحتاج إلى توضيحات، ورفضها شباب الجماعة الذين يرفضون أي مصالحة، وقال سياسيون معارضون إن توقيتها يضر الحراك الشعبي المتصاعد ضد السيسي، وآخره مظاهرات الجمعة 11 يونيو (الكثيفة).حيث قال “جمال حشمت” -القيادي في جماعة الإخوان المسلمين- إن المبادرة التي أطلقها يوسف ندا “لا تمثل الثورة في الشارع“، مؤكدًا أنها جاءت في وقت حساس.
وأوضح حشمت -في حوار تليفزيوني ببرنامج “مع زوبع” على قناة “مكملين”- أن المبادرة جاءت وفقًا لمعلومات مؤكدة لدى “ندا” بوجود شخصيات معارضة لعبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب داخل الجيش، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة ليست خادمة للثورة.
ووصف قياديان بجماعة الإخوان المسلمين رسالة “مبادرة” يوسف ندا بأنها تحتاج “مزيدًا من التوضيحات”، في الوقت الذي قال فيه مصدر مقرّب من الجماعة إن “موقف الجماعة التنظيمي يصر على إسقاط الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي“.
فقد رد أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، محمد سودان، قائلًا: “أعتقد أن الرسالة جاءت للتأكيد على مسألتين، وهما: عدم التنازل عن الشرعية؛ وهو الأمر الذي لا اختلاف عليه، وأن الإخوان ملتزمون بحل الأزمة السياسية بطريقة سلمية، لكن هذا يواجه مشكلة أن الرسالة لم تذكر ما نتفق عليه داخل التنظيم؛ وهو أن السيسي لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل“.
وأضاف القيادي الإخواني، المقيم في لندن، في تصريحات صحفية، أنه كان يجب توضيح طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوم به (ندا)، ومن هي الأطراف التي يخاطبها، وأضاف: “يجب أن نضع في اعتبارنا أن العسكر ليس لديه أي استعداد للحوار؛ ودليل ذلك المبادرات التي طرحت منذ فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013“.
أيضًا، قال عضو أمانة الإعلام بحزب الحرية والعدالة، سمير الوسيمي، المقيم بقطر، إنه “لا يمكن المزايدة على وطنية يوسف ندا، لكن رسالته تحتاج إلى مزيد من التوضيحات، خاصة أننا لم نطلع عليها، ولم تصدر عنا، ولا نعرف من هم المعنيون بإشارات الاستعداد لمقابلته؛ هل يقصد الجميع بما في ذلك نظام السيسي؟ أم يقصد غير المتورطين في الدماء؟“.
وتابع الوسيمي: “لا نعرف ما إذا كان ندا تلقى اتصالات من أطراف في الداخل تطالبه بالتوسط، وهل لديه تواصل حالي مع تلك الأطراف؟ وهل هذه الأطراف محسوبة على الفصائل الثورية أم من جهة العسكر؟“.
أيضًا، قال أنس حسن -أحد قيادات شباب الإخوان ومؤسس موقع “رصد”-: “ممكن كنت أقتنع بصلح في ظل صعود السيسي شعبيًا. أما إنه يحصل صلح مثلًا وهو بتتفاقم عنده مشاكل البلد ومهزوز؛ فده أقول فيه بقول الله (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها). حتى لو سيتم استبداله متكونش شريكًا في العملية؛ لأنك كده بتفسد كل حاجة أنت بنيتها خلال الفترة اللي فاتت“.
وأضاف ساخرًا: “يا جدعان معاذ الله إننا نتصالح مع السيسي، احنا بس عايزين نتصالح مع الجيش الوطني ورجالته المخلصين على مر التاريخ. #غرد_كأنك_من_بنها“.
وقال مصدر مقرب من دوائر صنع القرار بجماعة الإخوان لوكالة الأناضول، إنه “لم تُعرض على جماعة الإخوان مصالحة حقيقية واحدة حتى الآن منذ الانقلاب، ولكنها أحاديث متداولة بين رافض ومؤيد، وسيبقى موقف الجماعة التنظيمي في هذا الشأن واضحًا: لا مصالحات ولا تفاهمات إلا بإنهاء مشهد الانقلاب كاملًا وإسقاط السيسي“.
وأوضح المصدر -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- أن “قيادات الجماعة لم تطّلع على رسالة ندا، ولم تناقشها، وهي لم تطلب منه طرح موقفه هذا، ولكن لا تمانع أن تتخذ شخصيات وطنية مثل (ندا) موقفًا في صالح الوطن، بما لا يخالف ثوابت ثورة يناير 2011 ومطالبها، ومطالب المتظاهرين في الشوارع المتمثّلة في إسقاط الانقلاب نهائيًا“.
وتشهد جماعة الإخوان منذ قرابة شهرين أزمة داخلية، ظهرت للعلن، وتمخضت عن وجود قيادتين للجماعة (مكتب الإرشاد القديم ومكتب الإرشاد الجديد)؛ أرجعته مصادر إلى الخلاف حول مسار مواجهة السلطات الحالية، وحديث البعض عن “التصعيد والقصاص” مقابل إصرار آخرين على السلمية كوسيلة للتغيير.
الجيش سيرفض المبادرة
وعلق القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والمؤيّد للسلطات الحالية، ناجح إبراهيم، على مبادرة “ندا” قائلًا: “أكثر شخص يستطيع اتخاذ قرار التفاوض داخل جماعة الإخوان هو يوسف ندا؛ حيث إن له تأثيرًا على قيادات الداخل والخارج معًا، ويمكن أن يساعد في تقريب وجهات النظر بين النظام والإخوان، لكن للأسف هذه الرسالة كتب لها الفشل؛ لأنها اتبعت خطاب الخصام وليس الصلح“.
وأضاف إبراهيم، في تصريح صحفي، أنه “كان يجب على الخطاب أن يخلو من لغة الاتهام والتخوين؛ لأنه ليس منطقيًا أن يقول في النهاية إنه على استعداد لاستقبال من يريد الخير بينما هو يقوم بتخوين خصمه واتهامه“، متوقعًا “عدم استجابة مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش، لرسالة ندا وعدم حدوث تجاوب سياسي معها“.
أيضًا، توقع السياسي والمؤرخ المصري المعارض الدكتور محمد الجوادي، المقيم بقطر، رفض السيسي والجيش لمبادرة ندا؛ قائلًا: “لا تضيعوا الوقت. أكرر ما علمته من أن المبادرة الوحيدة التي يقبلها الانقلابيون من الإخوان هي أن ينتحروا وينحروا أبناءهم وإخوانهم معهم“.
وأضاف: “لا يمكن للمبادرة وحدها أن تكون جراحًا أو علاجًا. تقول الثورات لأبنائها: من يئس فليتنحى حتى يستعيد اللياقة. ولهذا؛ وضعت دكة الاحتياطي على هامش الملعب لا في قلبه“.
وهاجم الصحفي والكاتب المعارض “سليم عزوز” يوسف ندا قائلًا إن “مبادرته تدفع للاسترخاء يوم 30 يونيو“؛ حيث يتوقع خروج مظاهرات ضد السيسي.
وقال “عزوز” -في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-: “لا يوسف ندا عنده خطوط اتصال، ولا يوسف ندا عنده مبادرات، ولا يوسف ندا عنده أي حاجة“.
وتابع: “يوسف ندا تجسيد لأزمة جيل، يريد أن يشعر بمثل هذه الفرقعات أنه لا يزال على قيد الحياة، حتى وإن كانت مبادراته الوهمية ستدفع للاسترخاء ليمر 30 يونيو في هدوء“، وأضاف: “نحن نُحكم من القبور، ومن يوسف ندا لأحمد كمال أبو المجد لهيكل. جيل عاش أكثر مما ينبغي“.
مغردون: “تأخرت كثيرًا”
وقد دشن رواد موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاقًا جديدًا باسم “يوسف ندا” احتل المركز الخامس؛ تعليقًا على المبادرة التي أطلقها، وجاءت ردود الأفعال متنوعة عبر الهاشتاق.
وكانت أبرز التعليقات كما يلي : “يوسف_ندا أتأخرت كتييير يا حبيبي“، “يبدو أن قيادات في الجيش تريد التخلص من السيسي حسب رسالة ندا“، “ده كان المفروض هايلعب الدور اللي لعبه خيرت الشاطر، بس ده أخطر من خيرت الشاطر، ومبارك كان مانعه من دخول مصر“، “يوسف ندا شخصية من أخطر ما يمكن بعد هروبه في الستينيات، صديق لرؤساء أمريكيين وأوربيين، شبكة علاقات مخابراتية على مستوى عالٍ جدًا في الاستخبارات”، “أما عدوك يقولك أصلي مش عاوز أموتك يبقى أتأكد أنه فاضله قفا واحد وتخلص منه للأبد، مبروك يا مصريين“.
وعلق محمد عباس -القيادي السابق بائتلاف شباب الثورة وأحد شباب الإخوان السابقين- قائلًا: “إما ثورة عارمة، أو حل سياسي لحالة عالقة لم ينتصر فيها طرف بالكامل. هي السياسة كده على فكرة“.
فيما قال أحد شباب الإخوان السابقين: “موقف يوسف ندا مما يحدث بمصر واللي أعرفه مبكرًا، تحديدًا منذ نوفمبر 2013، هو أن ما حدث بمصر أشبه بالانقلاب على مصدق في إيران وليس هناك أي إمكانية لظهور خميني بالحالة المصرية إلا بعد 25 عامًا بأقل تقدير، والعبارة السابقة قالها بنفسه، لذا؛ فهذا رجل كل جهده هو إحداث تسوية معقولة من البداية وليس أي مطلب أنت بتتطلبه أو خرجت من أجله”.
وأضاف: “يوسف ندا في الصراع الإخواني الداخلي الحالي منحاز لمكتب الإرشاد القديم؛ لذا فكلامه مهواش (ليس) موجهًا للجيش قدر ما هو موجه للفريق الآخر داخل الإخوان“، لافتًا إلى أن “ندا”: “عنده كامل تفاصيل ما حدث في قضية الـ26 ضابطًا، وأعتقد أنه مدرك تمامًا أن قيادة الجيش مستوعبة أن حوار الضباط ده قابل للتكرار فبيكلمهم من المنطلق ده تعالوا نلم الليلة“، بحسب وصفه.
وأضاف إبراهيم، في تصريح صحفي، أنه “كان يجب على الخطاب أن يخلو من لغة الاتهام والتخوين؛ لأنه ليس منطقيًا أن يقول في النهاية إنه على استعداد لاستقبال من يريد الخير بينما هو يقوم بتخوين خصمه واتهامه“، متوقعًا “عدم استجابة مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش، لرسالة ندا وعدم حدوث تجاوب سياسي معها“.
أيضًا، توقع السياسي والمؤرخ المصري المعارض الدكتور محمد الجوادي، المقيم بقطر، رفض السيسي والجيش لمبادرة ندا؛ قائلًا: “لا تضيعوا الوقت. أكرر ما علمته من أن المبادرة الوحيدة التي يقبلها الانقلابيون من الإخوان هي أن ينتحروا وينحروا أبناءهم وإخوانهم معهم“.
وأضاف: “لا يمكن للمبادرة وحدها أن تكون جراحًا أو علاجًا. تقول الثورات لأبنائها: من يئس فليتنحى حتى يستعيد اللياقة. ولهذا؛ وضعت دكة الاحتياطي على هامش الملعب لا في قلبه“.
وهاجم الصحفي والكاتب المعارض “سليم عزوز” يوسف ندا قائلًا إن “مبادرته تدفع للاسترخاء يوم 30 يونيو“؛ حيث يتوقع خروج مظاهرات ضد السيسي.
وقال “عزوز” -في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-: “لا يوسف ندا عنده خطوط اتصال، ولا يوسف ندا عنده مبادرات، ولا يوسف ندا عنده أي حاجة“.
وتابع: “يوسف ندا تجسيد لأزمة جيل، يريد أن يشعر بمثل هذه الفرقعات أنه لا يزال على قيد الحياة، حتى وإن كانت مبادراته الوهمية ستدفع للاسترخاء ليمر 30 يونيو في هدوء“، وأضاف: “نحن نُحكم من القبور، ومن يوسف ندا لأحمد كمال أبو المجد لهيكل. جيل عاش أكثر مما ينبغي“.
مغردون: “تأخرت كثيرًا”
وقد دشن رواد موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاقًا جديدًا باسم “يوسف ندا” احتل المركز الخامس؛ تعليقًا على المبادرة التي أطلقها، وجاءت ردود الأفعال متنوعة عبر الهاشتاق.
وكانت أبرز التعليقات كما يلي : “يوسف_ندا أتأخرت كتييير يا حبيبي“، “يبدو أن قيادات في الجيش تريد التخلص من السيسي حسب رسالة ندا“، “ده كان المفروض هايلعب الدور اللي لعبه خيرت الشاطر، بس ده أخطر من خيرت الشاطر، ومبارك كان مانعه من دخول مصر“، “يوسف ندا شخصية من أخطر ما يمكن بعد هروبه في الستينيات، صديق لرؤساء أمريكيين وأوربيين، شبكة علاقات مخابراتية على مستوى عالٍ جدًا في الاستخبارات”، “أما عدوك يقولك أصلي مش عاوز أموتك يبقى أتأكد أنه فاضله قفا واحد وتخلص منه للأبد، مبروك يا مصريين“.
وعلق محمد عباس -القيادي السابق بائتلاف شباب الثورة وأحد شباب الإخوان السابقين- قائلًا: “إما ثورة عارمة، أو حل سياسي لحالة عالقة لم ينتصر فيها طرف بالكامل. هي السياسة كده على فكرة“.
فيما قال أحد شباب الإخوان السابقين: “موقف يوسف ندا مما يحدث بمصر واللي أعرفه مبكرًا، تحديدًا منذ نوفمبر 2013، هو أن ما حدث بمصر أشبه بالانقلاب على مصدق في إيران وليس هناك أي إمكانية لظهور خميني بالحالة المصرية إلا بعد 25 عامًا بأقل تقدير، والعبارة السابقة قالها بنفسه، لذا؛ فهذا رجل كل جهده هو إحداث تسوية معقولة من البداية وليس أي مطلب أنت بتتطلبه أو خرجت من أجله”.
وأضاف: “يوسف ندا في الصراع الإخواني الداخلي الحالي منحاز لمكتب الإرشاد القديم؛ لذا فكلامه مهواش (ليس) موجهًا للجيش قدر ما هو موجه للفريق الآخر داخل الإخوان“، لافتًا إلى أن “ندا”: “عنده كامل تفاصيل ما حدث في قضية الـ26 ضابطًا، وأعتقد أنه مدرك تمامًا أن قيادة الجيش مستوعبة أن حوار الضباط ده قابل للتكرار فبيكلمهم من المنطلق ده تعالوا نلم الليلة“، بحسب وصفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق