الجمعة، 11 سبتمبر 2015

أمة ينحرها حكامها

أمة ينحرها حكامها 



سمير الحجاوي

يتعرض العالم العربي إلى مذبحة حقيقية، قتلا واغتيالا وتشريدا ونزوحا، فالقتل مستمر في سوريا والعراق والصومال وليبيا واليمن إضافة إلى ضحايا الاحتلال الإسرائيلي من الفلسطينيين وضحايا النظام الانقلابي في مصر، خاصة في سيناء، وأصبح أعداد القتلى في مجرد أرقام لا تحصى من كثرتها.
هذه المذبحة ينفذها حكام عرب ضد شعوب يجثمون على صدورها، فالإرهابي بشار الأسد يقتل السوريين، وقادة المليشيات في بغداد، ومعهم قادة "تنظيم الدولة" يقتلون العراقيين، والمجرم علي صالح يقتل اليمنيين مع حلفائه الحوثيين، وخليفة حفتر ومعه برلمان طبرق يقتل الليبيين بعد أن قتلهم القذافي وسامهم سوء العذاب، والسيسي قتل المصريين في مجازر رابعة والنهضة، ويستبيح سيناء ويقتل أهلها بالطائرات المقاتلة والمروحيات بعيدا عن الكاميرات ووسائل الإعلام، وفي فلسطين يقتل المحتلون اليهود الإسرائيليون الشعب الفلسطيني في ظل صمت عربي بما في ذلك سلطة رام الله بقيادة محمود عباس ميرزا.
المجزرة في العالم العربي لا تتوقف عند القتل بإراقة الدماء، فهناك قتل من نوع آخر، يتمثل في تشريد السكان وتهجيرهم، حتى صارت الدول العربية تحتل المراتب الأولى في العالم، وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 53% من اللاجئين تحت رعايتها هم من مواطني سوريا وأفغانستان والصومال، وتعتبر سوريا أكبر منتج في العالم للنازحين داخلياً (7.6 مليون شخص) وللاجئين أيضاً (3.88 مليون شخص في نهاية عام 2014). يليها كل من أفغانستان (2.59 مليون شخص) والصومال (1.1 مليون شخص) من حيث أكبر البلدان التي يجبر سكانها على اللجوء بسبب الحرب والعنف وعدم الاستقرار، في حين تجاوز عدد النازحين داخل العراق 2.6 مليون شخص حديثاً على الأقل، إضافة إلى 309 آلاف نازح في ليبيا، كما تقول المنظمة الدولية.
وتشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى ارتفاع "عدد اللاجئين والنازحين داخلياً في آسيا بنسبة 31 في المئة في عام 2014 ،ليبلغ 9 ملايين شخص. احتلت سوريا المركز الأول كأكبر منتج للاجئين حول العالم.
بلغ عدد اللاجئين المشمولين في ولاية المفوضية، 13 مليون شخص بحلول منتصف العام الحالي 2015، وهو العدد الأكبر منذ العام 1996، بينما سجّل مجموع عدد النازحين داخلياً الذين يستفيدون من حماية المفوضية أو مساعدتها، مستوىً قياسياً جديداً بلغ 26 مليون شخص.
وتقول المفوضية: "إنّ السوريين أصبحوا للمرة الأولى، يشكلون أكبر الجماعات اللاجئة المشمولة في ولاية المفوضية (يندرج الفلسطينيون في الشرق الأوسط تحت رعاية "الأونروا")، وصار اللاجئون السوريون يشكلون الآن 23 في المئة من مجموع اللاجئين الذين تساعدهم المفوضية عالمياً. وهذا يعني أن 1 من 4 لاجئين برعاية المنظمة الدولية "سوري".
وتستمر الأرقام الصادمة للمفوضية بقولها إن 1 من كل 5 من طالبي اللجوء في أوروبا "مواطن سوري" وتقول: "شكل السوريون في العام 2014 الفئة الأكبر على الإطلاق من طالبي اللجوء وناهز عدد طلباتهم 150,000 طلب، أي بمعدل طلب واحد لكل خمسة طلبات لجوء في العالم الصناعي. وبلغ عدد الطلبات التي قدمها عراقيون 68,700 طلب.
هذه أمة يذبحها حكامها في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن والصومال، وهي حالة شاذة في تاريخ الأمم والشعوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق