الحكاية باختصار
المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس
الحكاية باختصار حكاية عصابة من الخونة والطماعين كلهم بلا ضمير والمغفلين الذين كلهم بلا عقل.. كان عملهم في النظام السابق عمل درجات مختلفة على سلم الخدم..
وإن مثلوا دور المعارضة.. وظنوا أن الثورة سترفع درجاتهم من الخدم إلى السادة.. لكنهم فوجئوا بصاحب الأرض يعود ليستعيد ملكه.. الإسلام..
وبدا لهم أن سيدهم القديم وإن أذلهم كان يسمح لهم بقدر من الفساد لن يسمح لهم به سيدهم الجديد.. وأسقط في أيديهم.. وبان لهم ضعفهم وهزالهم..
وهنا عاد سيدهم القديم .. النظام السابق بمكوناته كلها.. من رئاسة وحزب وأمن دولة..ولم يكن يكن لهم عنده أي احترام..لا سابقا ولا حاليا ولا مستقبلا.. لكنه قرر إغواءهم .. وأضاف إليهم طائفة واسعة من مجتمع تحت المتوسط.. الحرفيين بالذات.. وأغواهم بالمال والجاه.. ثم أضاف إليهم البلطجية وأطفال الشوارع..
جند كل هؤلاء في غفلة ممن تولى.. جند كل الأعداء لا لأنه حبيبيهم أو هم أحباؤه..ولكن لأنهم أدواته.. ولا شك أنه سيسحقهم فور انتصاره..
هذه سنة التاريخ التي لا يتعلم الأغبياء منها.. أول أعمال المنتصر سحق من أوصلوه إلى الحكم لأنهم يظلون فترة قادرين على خلعه كما ولوه.
دخل الشيطان متنكرا في صورة جبهة الخراب وتمرد وشفيق وضاحي خلفان ومن خلف ستار الموساد والسي آي إيه..
ونفس الحيل القديمة.. أسمعه بأذن الخيال التي لا تقل عن أذن الحقيقة يوسوس.. وكان لابد من ضم فصيل إسلامي كحزب النور يمحو الفاصل بين الولاء والبراء والمفاصلة والإيمان والكفر لكي يميعوا القضية.. هل كان انتقاؤهم عن خبرة وتاريخ قديم أم عن فطنة بسذاجة الساذج وطمع الطامع وغباء الغبي.. والله لا أدري.. لكن ما أتخيله أن الوسواس الخناس راح يوسوس..
يابرهامي أنت أكبر وأعظم وأحق بمنصب الرئاسة .. ويا نادر ويا شحات..
يا برادعي أنت رئيس الوزارة ويا حمدين أنت نائب الرئيس.. ومن وراء الكواليس سنزيح برهامي خلال عام لتكون أنت الرئيس..
يا لميس يا عمرو يامحمود سعد ستكونون وزراء.. وسوف نترك لكم المال نهبا تغترفون منه ما تشاءون..
وهكذا .. وهكذا.. وهكذا..
كان الوعد قويا جدا بحيث لم يساورهم شك..
وكان الواعد قويا جدا فآمنوا به كيقين..
وكان هذا هو سبب الجرأة والوقاحة أحيانا..بل أغلب الأحيان..
وقعوا في الفخ..
وأصبحوا كالمقامر..
لقد خسر كل ما مضى.. وعليه أن يقامر بكل ما يملك لكي يتجنب خسارة الوعد..
في الجانب الآخر.. كان وعد الله لنا بالنصر وبالتمكين..أو بالفوز بالشهادة..
وقضي الأمر!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىي العظيم..
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(ابراهيم - الآية 22)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق