السبت، 14 سبتمبر 2013

وحشية قيادة.. ولا رحمة جيش!!


جرة قلم

وحشية قيادة.. ولا رحمة جيش!!

سلوى الملا



نقف عاجزين أمام صور الإبادة البشرية بلا رحمة ولا إنسانية في سورية

- لم تكن تستهويني الافلام البوليسية (الاكشن) والقتل، ولا قراءة الكتب البوليسية ولا افلام الخيال العلمي، ولم اتوقع يوما ان اقف لأشاهد نحر خروف او ذبح دجاجة أو قتل حشرة وزواحف، لا اطيق لون الدم ولا ازهاق روح وان ذبحت على الشريعة الاسلامية التي تحترم هذه الارواح للحيوانات وتفرض شروطا وتعاليم دينية قبل الشروع بذبحها والحرص على ألا تقتل امام ناظر خروف آخر مراعاة لروح وكائنات لا نفهم لغتها وحوارها ومشاعرها.
- تمر الايام ونقرأ التاريخ وما سطر فيه من سير وقصص وأحداث وحروب وأسر وقتل وتمر السنوات ويتطور العلم وما كنا نسمع عنه وما قرأناه في كتب وقصص ومجلدات وما يسرد عنه من جرائم انسانية وتعذيب وقتل وابادات جماعية بكل أشكال وصنوف الوحشية اللا انسانية وأشكال التعذيب والقتل.. نجد ان تطور وسائل الاتصال والإعلام والفضائيات والتكنولوجيا الحديثة والبدائل والوسائط المتعددة تنقل صورا لم نتصور يوما ان نشاهدها حية على الهواء مباشرة أو مسجلة!
- ومع كل تلك الوحشية لصور ومشاهد قتل..نقف بدهشة أمام هذه القلوب التي نزعت منها الرحمة والانسانية والأخلاق والمشاعر.
كيف لانسان ايا كانت وظيفته جنديا، شرطيا وقناصا ان يقتل معتصما ومسالماً ومن لا يملك أية وسيلة للدفاع عن نفسه.. يقف عاريا ومتحركا وأسيرا وتأتيه رصاصة تقتله بلا رحمة!!.
كيف ينامون وكيف يعيشون ويتحركون وهم يقتلون ابناء وطنهم وربما قرابة لهم!.
- في مصر وظروفها وبعد الانقلاب العسكري يشاهد العالم افلاما عربية حية على الهواء مباشرة ولا تحتاج مونتاجا ولا ترتيبا من بطولة بلطجية كما نشاهدهم في افلام بطولة فريد شوقي وتوفيق الدقن وعادل ادهم وغيرهم من أسماء فنانين اشتهروا بأدوار البلطجية والمجرمين على الشاشة والسينما!!.
- ونقف كبشر وعالم عاجزين أمام صور ابادة وقتل ووحشية لدى المجرمين والقتلى والظالمين من خلال الابادات البشرية للناس في سورية وما يمارس عليها من وحشية وابادة جماعية بلا رحمة ولا انسانية بالكيماوي يموتون بلا دم وبخوف وصمت جماعات وأفرادا وأطفالا ابرياء دون سبب الا لجبروت وقسوة ووحشية وظلم قوي على ضعيف وينسون سبحانه المنتقم الذي يرى ويعلم ولا يغفل عما يفعلوه ويخططون له.
- وعند رحمة الله الواسعة بعباده هذه الرحمة التي لا يعرفها هؤلاء المجرمون فرحمته سبحانه وتعالى تسبق غضبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ان الله كتب كتابا قبل ان يخلق الخلق: ان رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش».
فالله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} المؤمنون: 118.
معنى الرحمة: هو تخليص من رحمهم الله من الضر والضلال والانعام عليهم بالهدى والمغفرة والايمان. وصفة الرحمة من اسمه تعالى الرحيم من أعظم صفات الخالق سبحانه ومن أعظم صفات المؤمن، نجد ان الله سبحانه وتعالى يحب من عباده الراحمين من يرحمون من تحتهم ومن معهم من ضعفاء ومساكين من قلة حيلة وعدم قدرة على عمل وتصرف، ان يكون رحيما بهم وبظروفهم وضعفهم ومحبا لهم الخير كما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه.
كم من قلوب قاسية تعيث في الأرض فسادا وضررا بعباد الله لا تعرف معنى الرحمة، فالله سبحانه لا يحب المتكبرين والجبارين قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ان تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد: 16.
قست قلوبهم بالذنوب والمعاصي وبكبائر الامور والأفعال قست قلوبهم بالتناحر وتمني زوال الخير والحسد والبغض وايقاع الضرر ولذلك قال الله فيهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} المائدة: 13.

- آخر جرة قلم:
عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أو أملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة».
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فاذا امرأة من هذا السبي تبحث عن ابنها، فأخذت تبحث عنه، فلما وجدته أخذته فالصقته ببطنها وأرضعته، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قالوا: لا والله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أرحم بعباده من هذه بولدها».
والرسول صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته ان الرحمة لا تكون بين الناس فقط بل بين الكائنات الأخرى من غير بني البشر، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل اشتد عليه العطش وهو يمشي في طريق وعرة، فوجد بئرا فنزل فيها وشرب، ثم خرج، فاذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خف ماء ثم أمسك بفيه حتى رقى، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، فتعجب الصحابة من ذلك وسألوا: يا رسول الله! وان لنا في هذه البهائم لأجرا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «في كل كبد رطبة أجر».
هذا سلوك سيد البشرية الذي يعلم صحابته الرحمة ليتعلموه ويعيشوه ويطبقوه بينهم كبشر وبين غيرهم من كائنات وأحياء..
فما بال قلوب قست وتجبرت وتحجرت في عصرنا وزمننا وتحسب انها مسلمه.. غادرت أرواحها معاني الانسانية والرحمة ونصرة المظلوم..!!.
قلوب تغفل وتتغافل ان الله شديد العقاب وانه سبحانه يعلم ويبصر ولا يغفل عما يفعله المجرمون في مصر وسورية.. قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ انَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ الَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} ابراهيم: 42 – 43.

سلوى الملا
alsalwa@alwatan.com.kw
tw:@salwaalmulla

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق