أمريكا وبناء المرابط الطائفية
شريف عبد العزيز
shabdaziz@hotmail.com
وأكد شهود عيان ومصادر سياسية أن عددًا كبيرًا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد أية مقاومة من جانب الجيش الذي اتضح أن رجال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ما زالوا يتحكمون فيه. فقد أعلن اللواء 63 حرس جمهوري التابع لأحمد علي عبد الله صالح تبعيته وولائه للحوثيين والقتال معهم في صنعاء.
كما أعطى وزير الداخلية الموالي لعبد الله صالح أوامره لقوات الشرطة بعدم التصدي للهجوم الحوثي، في تواطؤ وترتيب مسبق لتسليم العاصمة للحوثيين حتى تكون مفاوضتهم للنظام من باب فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، وبالفعل تم توقيع اتفاق سياسي بين الرئيس اليمني هادي منصور والحوثيين والحراك الجنوبي أطاحت برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر وتحت مظلة المبادرة الخليجية وتحالف كل أعداء الثورة اليمنية جاءت بنود الاتفاق الجديد لتطيح بجمعية الإصلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتيار الشباب الموالي للواء علي محسن والممثل للثورة اليمنية، وهم الخصوم السياسيون والأيدلوجيون للحوثيين وحليفهم عبد الله صالح، لتنتهي فعليًّا سيطرة بيت الأحمر وبيت محسن على مقاليد الأمور في اليمن منذ عهد الجمهورية، وتودع اليمن بموجب هذا الاتفاق عهد الجمهورية والوحدة، وتعود مرة أخرى ملكية إمامية طائفية ممزقة بين شمال وجنوب.
ومن المشاهد العجيبة التي تدعو للتأمل في أحداث يوم الأحد الدرامي أن الحوثيين الذين اجتاحوا صنعاء رافعين شعارهم الأبرز: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود" قد مروا أمام السفارة الأمريكية "الشيطان الأكبر" دون أدنى مساس أو تعرض لها ولو بشطر حجر، ثم اتجهوا بعدها إلى جامعة الإيمان التابعة للشيخ الزنداني ليثخنوا فيها قتلًا وسفكًا وحصارًا، ثم هاجمت بعد ذلك بيوت مشايخ الأحمر والإصلاح فحرقوها بعد أن نهبوها، في تلخيص كاشف لحقيقة المؤامرة التي تم تسليم اليمن بها إلى الحوثيين أو بالأدق إلى الإيرانيين، بتعاون وتنسيق كامل مع الشيطان الأكبر؛ أمريكا!!
أمريكا تعمل بمنتهى الجدية على قدم وساق من أجل بناء نظام إقليمي جديد، تتجسد فيه كل النظريات والأطروحات الإستراتيجية القديمة التي جرى الترتيب والتحضير لها منذ أكثر من سبعين سنة، نظام إقليمي جديد يكون فيه الكيان الصهيوني هو القلب ومركز الحدث، الفاعل الوحيد وسط مجموعة كبيرة من المفعول بهم، الجزيرة الآمنة في بحر متلاطم بالفتن والاضطرابات، يلجأ إليها الجميع عند هبوب العواصف واشتداد الرياح، الصديق الوحيد لكل الأطراف المتعادية.
هذا هو ملخص الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة. الفكرة الأساسية أو النظرية الأمّ التي تم بناء عليها دينامكية النظام الإقليمي الجديد هي في الأصل نظرية قديمة جرى إعادة تشغليها بمحركات دفع جديدة بعد تطويرها وتحديثها بما يناسب معطيات الواقع الجديد، إنها نظرية شد الأطراف، أو الحلف المحيط، أو ضرب القلب، كلها مسميات لفكرة واحدة وهي فكرة تطويق العالم الإسلامي بعشرات الكيانات المعادية على أسس طائفية وعرقية وعنصرية.
وكان انشطار السودان إلى شمال مسلم عربي وجنوب نصراني زنجي فاتحة عهد دخول هذه السياسة الشيطانية حيز التنفيذ.
هذه السياسة وضعها في الأصل أساطين الفكر الصهيوني، فقد قام أول رئيس للكيان الصهيوني "بن جوريون" في مطلع الخمسينيات بتشكيل لجنة ضمت العديد من الخبراء في الشؤون الإستراتيجية والسياسية أبرزهم "رؤبين شيلوح"، خبير العلاقات السرية مع الأقليات، خصوصًا الأكراد وإيران، وجولدا مائير: خبيرة الشؤون السياسية والاتصال، وذلك لوضع الإستراتيجيات الرئيسة التي ستسير عليها السياسة الصهيونية لمائة سنة مقبلة. هذا الفريق توصل بعد عدة اجتماعات إلى وضع إستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز هي:
أولًا: بناء قوة عسكرية متفوقة للاحتفاظ بقوة ردع قادرة على حماية أمن "إسرائيل"، والحيلولة دون إنزال أية هزيمة بها، لأن هزيمة واحدة تهدد الوجود "الإسرائيلي" لقلة العدد وضعف الموارد، في حين أن بمقدور العرب أن يتحملوا أكثر من هزيمة.
ثانيًا: توثيق علاقات التعاون والتحالف مع أهم الدول المحيطة بالعالم العربي، تطبيقًا لسياسة "شد الأطراف"، التي استهدفت إقامة ما عرف بحلف المحيط. والدول التي توجهت إليها الأنظار هي تركيا أولًا، وإيران ثانيًا، وإثيوبيا ثالثًا. وهو ما اعتبر "الركن الركين في جدار السياسة الخارجية الإسرائيلية".
في منتصف الخمسينيات نجحت الجهود "الإسرائيلية" في إقامة علاقات خاصة مع تركيا في مختلف المجالات. بعد ذلك مباشرة بدأ التحرك صوب إيران، الذي أداره فريق من الخبراء "الإسرائيليين"، الذين كان بعضهم من أصول إيرانية. ولاستكمال بناء صرح "حلف الجوار" للاستعانة به للضغط على العرب وتهديد أمنهم، جرت اتصالات نشطة مع إثيوبيا، علنية وسرية، لكي تكتمل زوايا المثلث عند مركزه الجنوبي من الوطن العربي، بعدما اكتمل من ناحيتيه الشرقية والشمالية.
ثالثًا: عقد تحالفات مع الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي. فقد اهتم الصهاينة بإقامة علاقات خاصة مع الأقليات العربية، لاسيما تلك الأقطار المحاطة بدول غير عربية (العراق وسوريا والسودان)، والهدف الرئيس لهذه التحالفات الآثمة العمل على تشتيت الطاقة العربية إما عن طريق افتعال المشاكل مع الدول العربية عبر دول الجوار غير العربية، أو من خلال التحالف مع الأقليات التي تعيش في تلك الأقطار، كالأكراد في العراق، وسكان جنوب السودان، والموارنة في لبنان، والدروز والأكراد في سوريا، والأقباط في مصر، والشيعة في دول الخليج خاصة السعودية والكويت، وأقليات أخرى في دول عربية مختلفة.
من خلالها يتم تشجيع وحث الأقليات في المنطقة على التعبير عن ذاتها إلى درجة الحصول على حق تقرير المصير والاستقلال عن الدولة الأم أيًّا كانت طبيعة هذه الأقليات من حيث الحجم والنوعية، للتأكيد على فكرة أن منطقة الشرق الأوسط إنما هي خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوي والديني والاثني، وأنها فسيفساء تضم بين ظهرانيها شبكة معقدة من أشكال التعدد اللغوي والديني والقومي ما بين عرب وفرس وأتراك وأرمن وأكراد وبهائيين ودروز ويهود وبروتستانت وكاثوليك وعلويين وصابئة وشيعة وسنة وموارنة وشركس وتركمان وآشوريين وأيزيديين.
بالجملة كان الهدف الأساسي في هذه المرحلة تكريس فكرة أن المنطقة العربية ليست متجانسة حضاريًّا أو عرقيًّا أو لغويًّا، إنما هي منطقة أقليات متناثرة ومتباينة.
الإستراتيجية ما زالت مستمرة، لكن وسائلها تطورت أو اختلفت، أما هدفها فقد ظل واحدًا، فقد تم إعادة إنتاج الإستراتيجية في أروقة صناع القرار الأمريكي، بعد إضافة اللمسة والنكهة التي تناسب العقلية الأمريكية التي يسيطر عليها الفكر الأنجلوسكسوني المتعصب دينيًّا وعرقيًّا، بإعلان مسمى الحرب على الإرهاب ومجابهة الأصولية الإسلامية، وتحت شعار "من ليس معنا فهو علينا، ومن كان علينا فهو بالقطع إرهابي".
وراحت تشن الحرب الواحدة تلو الأخرى من أجل تمزيق العالم الإسلامي وتشتيت قواه، وإعادة ترسيم حدود سايكس ـ بيكو، على أسس طائفية وعرقية وعنصرية، بعدما أخطأت سايكس ـ بيكو الأولى ورسمت حدود الدول على أسس قومية.
هذه السياسة وضعها في الأصل أساطين الفكر الصهيوني، فقد قام أول رئيس للكيان الصهيوني "بن جوريون" في مطلع الخمسينيات بتشكيل لجنة ضمت العديد من الخبراء في الشؤون الإستراتيجية والسياسية أبرزهم "رؤبين شيلوح"، خبير العلاقات السرية مع الأقليات، خصوصًا الأكراد وإيران، وجولدا مائير: خبيرة الشؤون السياسية والاتصال، وذلك لوضع الإستراتيجيات الرئيسة التي ستسير عليها السياسة الصهيونية لمائة سنة مقبلة. هذا الفريق توصل بعد عدة اجتماعات إلى وضع إستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز هي:
أولًا: بناء قوة عسكرية متفوقة للاحتفاظ بقوة ردع قادرة على حماية أمن "إسرائيل"، والحيلولة دون إنزال أية هزيمة بها، لأن هزيمة واحدة تهدد الوجود "الإسرائيلي" لقلة العدد وضعف الموارد، في حين أن بمقدور العرب أن يتحملوا أكثر من هزيمة.
ثانيًا: توثيق علاقات التعاون والتحالف مع أهم الدول المحيطة بالعالم العربي، تطبيقًا لسياسة "شد الأطراف"، التي استهدفت إقامة ما عرف بحلف المحيط. والدول التي توجهت إليها الأنظار هي تركيا أولًا، وإيران ثانيًا، وإثيوبيا ثالثًا. وهو ما اعتبر "الركن الركين في جدار السياسة الخارجية الإسرائيلية".
في منتصف الخمسينيات نجحت الجهود "الإسرائيلية" في إقامة علاقات خاصة مع تركيا في مختلف المجالات. بعد ذلك مباشرة بدأ التحرك صوب إيران، الذي أداره فريق من الخبراء "الإسرائيليين"، الذين كان بعضهم من أصول إيرانية. ولاستكمال بناء صرح "حلف الجوار" للاستعانة به للضغط على العرب وتهديد أمنهم، جرت اتصالات نشطة مع إثيوبيا، علنية وسرية، لكي تكتمل زوايا المثلث عند مركزه الجنوبي من الوطن العربي، بعدما اكتمل من ناحيتيه الشرقية والشمالية.
ثالثًا: عقد تحالفات مع الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي. فقد اهتم الصهاينة بإقامة علاقات خاصة مع الأقليات العربية، لاسيما تلك الأقطار المحاطة بدول غير عربية (العراق وسوريا والسودان)، والهدف الرئيس لهذه التحالفات الآثمة العمل على تشتيت الطاقة العربية إما عن طريق افتعال المشاكل مع الدول العربية عبر دول الجوار غير العربية، أو من خلال التحالف مع الأقليات التي تعيش في تلك الأقطار، كالأكراد في العراق، وسكان جنوب السودان، والموارنة في لبنان، والدروز والأكراد في سوريا، والأقباط في مصر، والشيعة في دول الخليج خاصة السعودية والكويت، وأقليات أخرى في دول عربية مختلفة.
من خلالها يتم تشجيع وحث الأقليات في المنطقة على التعبير عن ذاتها إلى درجة الحصول على حق تقرير المصير والاستقلال عن الدولة الأم أيًّا كانت طبيعة هذه الأقليات من حيث الحجم والنوعية، للتأكيد على فكرة أن منطقة الشرق الأوسط إنما هي خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوي والديني والاثني، وأنها فسيفساء تضم بين ظهرانيها شبكة معقدة من أشكال التعدد اللغوي والديني والقومي ما بين عرب وفرس وأتراك وأرمن وأكراد وبهائيين ودروز ويهود وبروتستانت وكاثوليك وعلويين وصابئة وشيعة وسنة وموارنة وشركس وتركمان وآشوريين وأيزيديين.
بالجملة كان الهدف الأساسي في هذه المرحلة تكريس فكرة أن المنطقة العربية ليست متجانسة حضاريًّا أو عرقيًّا أو لغويًّا، إنما هي منطقة أقليات متناثرة ومتباينة.
الإستراتيجية ما زالت مستمرة، لكن وسائلها تطورت أو اختلفت، أما هدفها فقد ظل واحدًا، فقد تم إعادة إنتاج الإستراتيجية في أروقة صناع القرار الأمريكي، بعد إضافة اللمسة والنكهة التي تناسب العقلية الأمريكية التي يسيطر عليها الفكر الأنجلوسكسوني المتعصب دينيًّا وعرقيًّا، بإعلان مسمى الحرب على الإرهاب ومجابهة الأصولية الإسلامية، وتحت شعار "من ليس معنا فهو علينا، ومن كان علينا فهو بالقطع إرهابي".
وراحت تشن الحرب الواحدة تلو الأخرى من أجل تمزيق العالم الإسلامي وتشتيت قواه، وإعادة ترسيم حدود سايكس ـ بيكو، على أسس طائفية وعرقية وعنصرية، بعدما أخطأت سايكس ـ بيكو الأولى ورسمت حدود الدول على أسس قومية.
«آفي ديختر» وزير الأمن "الإسرائيلي" السابق، من خلال محاضرة للقيادات الأمنية الصهيونية عام 2008 عن التحديات المحيطة بـ"إسرائيل" وخططها المستقبلية لمواجهتها يكشف الكثير من محاور المخطط الصهيوأميركي الشرير تجاه المنطقة والمستمر حتى الآن، قائلًا بالنص: "إن المعادلة الحاكمة في حركتنا الإستراتيجية، تنطلق من مزيد تقويض حزمة القدرات العربية في دولها الرئيسة، من أجل تحقيق المزيد من الأمن القومي لإسرائيل، فقد تدخلنا منذ بداية السبعينيات وذروة أهدافنا هو دعم الأكراد، وكان المخططون لذلك أوري لوبراني مستشار الحكومة وسفراؤنا في تركيا وإثيوبيا وإيران، وبدأنا دعمًا سياسيًّا بإثارة قضية الأكراد في المنابر العالمية، في أميركا وأوروبا وداخل أوروبا، مع دعم مادي أيضًا، عام 1972، تحولنا للدعم الأمني بتزويد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران وتدريب مجموعاتهم في إسرائيل وتركيا وإيران، تطويرًا لمستوى العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والأكراد".
الآن في العراق كردستان دولة كردية، بأرض وشعب وسلطة وجيش واقتصاد ريعي نفطي، هذه الدولة تتطلع إلى توسيع حدودها لضم شمال العراق بأكمله ومدينة كركوك في المرحلة الأولى، ثم الموصل، وربما محافظة صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين، لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلال العراق، الذي ظل في منظورنا الاستراتيجي التحدي الأخطر بعد أن تحول إلى قوة عسكرية هائلة، فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية، بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيًّا، وانقسم سكانيًّا، وشهد حربًا أهلية شرسة أودت بحياة بضع مئات الألوف "هذا هو مختصر كلام ديختر، وهذا هو لب سياسة بناء المرابط الطائفية في المنطقة".
وعلى هذا نستطيع أن نفهم سر السقوط السريع والمريب لليمن بيد الحوثيين الشيعة، والمعلومات التي تلت السقوط كشفت عن الأبعاد الحقيقية لهذا السقوط الذي مثل واحدة من حلقات الإستراتيجية الأمريكية الجديدة أو بمعنى أدق الوجه الأمريكي للإستراتيجية الصهيونية القديمة "شد الأطراف".
الآن في العراق كردستان دولة كردية، بأرض وشعب وسلطة وجيش واقتصاد ريعي نفطي، هذه الدولة تتطلع إلى توسيع حدودها لضم شمال العراق بأكمله ومدينة كركوك في المرحلة الأولى، ثم الموصل، وربما محافظة صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين، لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلال العراق، الذي ظل في منظورنا الاستراتيجي التحدي الأخطر بعد أن تحول إلى قوة عسكرية هائلة، فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية، بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيًّا، وانقسم سكانيًّا، وشهد حربًا أهلية شرسة أودت بحياة بضع مئات الألوف "هذا هو مختصر كلام ديختر، وهذا هو لب سياسة بناء المرابط الطائفية في المنطقة".
وعلى هذا نستطيع أن نفهم سر السقوط السريع والمريب لليمن بيد الحوثيين الشيعة، والمعلومات التي تلت السقوط كشفت عن الأبعاد الحقيقية لهذا السقوط الذي مثل واحدة من حلقات الإستراتيجية الأمريكية الجديدة أو بمعنى أدق الوجه الأمريكي للإستراتيجية الصهيونية القديمة "شد الأطراف".
فأمريكا تتآمر مع إيران منذ زمن طويل ضد العالم الإسلامي وتحديدًا السنّي، وثمة صفقة شاملة من المحيط إلى الخليج بين أمريكا وإيران من أجل استهداف المقاومة السنية ومحاصرتها بمجموعة من المرابط الطائفية في تخوم العالم الإسلامي.
وفي إطار هذه الصفقة سوف تتخلى إيران عن سوريا لأمريكا في مقابل تسليمها اليمن ذات الموقع الإستراتيجي الأخطر في المنطقة لتسيطر إيران وقتها على مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكلاهما أهم وأخطر الممرات البحرية في العالم، ويتحكمان في معظم حركة النفط والتجارة العالمية، فأمريكا تجاوزت الأسد وروسيا في سوريا وعمدت على مقايضة إيران على اليمن لتضمن السكوت الإيراني، بل والمشاركة الفعلية في حربها التفتيتية الجديدة للعالم الإسلامي.
والسؤال الأبرز والأهم في هذه المعضلة التاريخية التي يمر بها العالم الإسلامي وأهل السنّة؛ كيف تسمح الدول السنية الكبرى مثل مصر والسعودية وبالانسياق في هذه الحملة الصليبية الصهيونية الإيرانية المشتركة، وهي تعلم يقينًا أنها ستكون أبرز ضحايا هذه الحملات؟! أم أن عداوة الإخوان المسلمين قد بلغت بهؤلاء مبلغًا حتى أعمتهم عن أبسط وأوضح الحقائق السياسية والعقلية؟!
وفي إطار هذه الصفقة سوف تتخلى إيران عن سوريا لأمريكا في مقابل تسليمها اليمن ذات الموقع الإستراتيجي الأخطر في المنطقة لتسيطر إيران وقتها على مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكلاهما أهم وأخطر الممرات البحرية في العالم، ويتحكمان في معظم حركة النفط والتجارة العالمية، فأمريكا تجاوزت الأسد وروسيا في سوريا وعمدت على مقايضة إيران على اليمن لتضمن السكوت الإيراني، بل والمشاركة الفعلية في حربها التفتيتية الجديدة للعالم الإسلامي.
والسؤال الأبرز والأهم في هذه المعضلة التاريخية التي يمر بها العالم الإسلامي وأهل السنّة؛ كيف تسمح الدول السنية الكبرى مثل مصر والسعودية وبالانسياق في هذه الحملة الصليبية الصهيونية الإيرانية المشتركة، وهي تعلم يقينًا أنها ستكون أبرز ضحايا هذه الحملات؟! أم أن عداوة الإخوان المسلمين قد بلغت بهؤلاء مبلغًا حتى أعمتهم عن أبسط وأوضح الحقائق السياسية والعقلية؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق