تحت المجهر
برنامج وثائقي أسبوعي يبحث في القضايا السياسية
هي أشياء لا تشترى ج2
تاريخ عرض البرنامج: ١٣-٥-٢٠٠٩
تستكمل الحلقة الحديث عن استمرار المعركة بين مؤيدي التطبيع وبين المقتنعين بأن إسرائيل ستبقى العدو رقم واحد للمصريين والعرب، ومن بينهم سليمان خاطر وأيمن حسن.
- عمليتا سليمان خاطر وأيمن حسن
- استمرار المعركة بين مؤيدي التطبيع ومعارضيه
- حركة مقاومة التطبيع.. مد وجزر
سمير عمر
طلعت السادات
ممدوح زخاري
أحمد فؤاد نجم
هشام مصطفى خليل
نظمي شاهين
سمير عمر: منطقة رأس بركة بالقرب من طابا في الخامس من أكتوبر عام 1985، قبيل غروب الشمس بقليل كان الجندي سليمان خاطر يرابض عند نقطة حدودية قبل أن يقترب من منطقة حراسته سبعة إسرائيليين، حاول سليمان منعهم من المرور على اعتبار أنهم قد تجاوزوا الحدود المصرية فلم يلتفتوا له، حذرهم ثلاث مرات فتجاهلوا تحذيره فما كان منه إلا أن أطلق الرصاص فأرداهم قتلى.
أم عاصم/ شقيقة سليمان خاطر: سليمان كان على جهاز استطلاع واستخبار، جهاز مهم وكبير في البلد فكان ما ينفعش أن الإسرائيليين يطلعوا ويتجسسوا أو يشوفوا الجهاز اللي سليمان قاعد عليه، هذا اللي استفز سليمان.
أحمد أبو عاصم/ زوج شقيقة سليمان خاطر: طبعا سليمان أطلق النار قتل سبعة، سبعة هم اللي تعدوا على تراب البلد، طيب السلاح ده أنا واخده ليه؟ علشان أرقص به عشرة بلدي ولا علشان أدافع به عن تراب بلدي!
سمير عمر: ولد سليمان خاطر في قرية كياد بمحافظة الشرقية في ذات العام الذي أصدر فيه الرئيس المصري جمال عبد الناصر ما عرف بقوانين يوليو الاشتراكية عام 1961، وحين قصفت إسرائيل مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية كان سليمان قد أتم عامه التاسع لكن مشاهد الدمار الذي لحق بالمدرسة ظلت ماثلة في ذاكرته.
أم عاصم: أول ما الضرب حصل في مدرسة بحر البقر كنا أطفالا فجئنا أنا وسليمان، سليمان سبقني أنا رجعت علشان أنا بنت وسليمان وصل لمدرسة بحر البقر وشاف الأطفال، أولاد أخوال أمي من هناك من المنطقة اللي فيها المدرسة، سليمان شاف الأطفال كان يعني حينهبل قعد يمكن أسبوع ما ينامش، رغم أن كنا أطفالا كنا في المدرسة بس سليمان تأثر بمدرسة بحر البقر جامد.
سمير عمر: هل استدعى سليمان من ذاكرته تلك المشاهد حين أطلق الرصاص على الإسرائيليين السبعة أم أنه كان فقط يدافع عن الموقع المكلف بحراسته؟ وهل كان سليمان واحدا من نشطاء مقاومة التطبيع في مصر أم أنه كان يؤيد الصلح مع إسرائيل؟
عزازي علي عزازي/ كاتب صحفي وصديق سليمان خاطر: سليمان نفسه قبل العملية كان يدافع عن صانع القرار المصري وكان لا يصدق أن can’t believed قسمت سيناء إلى ثلاثة قطاعات أ، ب، ج، وأن السيادة المصرية في مشكلات حقيقية متعلقة بالسيادة المصرية في سيناء في ذلك الوقت حينما نشرت بنود الاتفاقية اتفاقية كامب ديفد ومعاهدة السلام فلكنه حينما ذهب بنفسه وكانت خدمته في هذه المنطقة في رأس بركة في مواجهة العدو مباشرة وتعامل معهم رأى يعني حجم ما يمكن أن يمارس من يعني دوس على السيادة المصرية وامتهان للكرامة المصرية.
أم عاصم: كان بيشوف الإسرائيليين بيعدوا وواحدة دخلت أسكرت صاحبه أو جندي في الموقع وأخذت السلاح بتاعه، وده ما عجبوش.
سمير عمر: تغيرت الصورة إذاً في عقل سليمان حين رأى الإسرائيليين يستبيحون تراب بلاده، وبهذا نطق في التحقيقات قبل أن يصدر عليه حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في الـ 28 من ديسمبر عام 1985، أودع سليمان السجن لكنه كان على يقين بأن قرارا بالإفراج عنه سيصدر عاجلا أو آجلا.
عزازي علي عزازي: كان عنده يقين فلاحي، يقين مصري قديم بأن السلطة -سلطة الدولة في مصر- بقدر دورها في حماية أمنها القومي لن تسكت وسوف يخرج وأن سجنه ده يعني عبارة عن خدعة وحيطلع من السجن بعد بس الهيصة ما تخلص وبعد ما إسرائيل يعني تحس أنه اتحاكم وأخذ المجرى القانوني، ولآخر لحظة كان يردد أن حسني مبارك يامّه -كان يقول لأمه وأخواته- وأبو غزالة مش ممكن يسيبوني في السجن.
سمير عمر: وفي اليوم السادس من شهر يناير عام 1986 أعلنت السلطات المصرية نبأ انتحار سليمان خاطر في محبسه. لم يقتنع أحد في معسكر مقاومة التطبيع بالبيان الحكومي عن انتحار سليمان.
أحمد أبو عاصم: استحالة، استحالة يكون سليمان خاطر انتحر استحالة من سابع المستحيلات، إحنا رتب لنا زيارة سليمان قبل استشهاده بيوم، طلب مني معجون أسنان، كتب في القانون، بدلة صوف، من التفكير المنطقي أن واحد حينتحر عايز كتب القانون قبلها بيوم ليه؟
سمير عمر: وجاء تقرير الطبيب الشرعي ليزيد الشكوك حول صحة رواية الانتحار.
أحمد أبو عاصم: الرجل اللي اتعلق من رقبته بيكون له صفة تشريحية معينة، أكيد لازم ذراعه يبقى مدلدل أكيد لازم يبقى مثلا عينيه بارزة أكيد لازم لسانه يبقى له شكل معين، سليمان خاطر لما دخلنا المشرحة ولقينا سليمان علشان نشوف الجثة وضعها إيه، لقينا ظوافر سليمان مكسرة نتيجة مقاومة، بيقاوم علشان يعيش مش بيستسلم علشان ينتحر ويموت، بيقاوم.
سمير عمر: تحول سليمان خاطر إلى رمز من رموز مقاومة التطبيع، وتضامن مع أسرته رموز الحركة الوطنية والثقافية في مصر وتحول منزل أسرته البسيط إلى مقر إقامة لهؤلاء جميعا، وانطلقت المظاهرات في مختلف محافظات مصر مطالبة بالثأر من قتلة سليمان.
أحمد أبو عاصم: تضامن معنا كل أفراد جمهورية مصر العربية بدون استثناء من جميع الفئات، مثقفون، ممثلون، أدباء، علماء، بدون ذكر أسماء، مصر كلها وقفت مع أسرة سليمان خاطر, مصر كلها أحبت أن سليمان خاطر ده يكون فردا من أبنائها.
أم عاصم: الوضع كان في غاية الحزن على البلد كلتها فأبو كبير وفبوس وفي مصر عامة، ما فيش حد أعجبه الوضع اللي انعمل في سليمان خاطر، ما فيش، إن كان.. الله أعلم.
سمير عمر: طويت صفحة سليمان خاطر على المستوى الرسمي برواية الانتحار ولكن أسرته وأهل بلدته الصغيرة حفروا اسمه في قلوبهم كشهيد دافع عن تراب وطنه قبل أن يحفروه على نصب تذكاري يحمل أسماء الشهداء من أبناء القرية، وبعد رحيل سليمان بسنوات شاع في القرية أن إسرائيل تخطط لخطف جثمانه فاكتتب أبناء القرية لبناء مقبرة تليق بمكانته في قلوبهم، مقبرة تحولت إلى مزار ليس لأسرة سليمان وحسب بل لمقاومي التطبيع والمقتنعين بأن إسرائيل ستبقى العدو رقم واحد للمصريين والعرب، ومن بين هؤلاء شرقاوي آخر يسكن قرية لا تبعد أكثر من مائة كيلو متر عن قرية سليمان خاطر، إنه أيمن حسن. في 26 من نوفمبر عام 1990 وفي الساعة السادسة صباحا كان أيمن حسن قد أنهى استعداده لتنفيذ عملية خطط لها قبل أكثر من شهر ودرب نفسه على تنفيذها عشرات المرات.
أيمن حسن/ منفذ عملية فدائية ضد عسكريين إسرائيليين: المفروض مني أجري خمسة كيلو وثلاثة كيلو يبقى ثمانية، أوصل الثمانية كيلو دول وأبدأ أشتغل مع ناس لعنهم الله مستريحين، نبدأ نجري أنا وهم قصاد بعض فأنا أجري ثمانية كليو وأوصل أجري قدامهم كمان فلازم أنا أكون أنا متدرب لا يقل عن 15 كيلو ولذلك أنا كنت بأتدرب يوميا 15 كيلو جري على مرحلتين مرحلة رايح مشروع عثمان أحمد عثمان ومعي جرك ماء كبير جري سبع كيلو ونصف وأنا راجع أعبي جرك المياه وأطلع به الجبل جري برضه سبع كيلو ونصف.
سمير عمر: في 18 من نوفمبر عام 1967 وبينما كانت مصر تحاول نفض غبار النكسة ولد أيمن لأب كان يعمل بشركة أوتوبيس شرقي الدلتا بقرية الغنيمية بمحافظة الشرقية، بشهادة الميلاد ينتمي أيمن حسن لجيل تشكل وعيه في سنوات الصلح مع إسرائيل، لم ينتم لأي حزب من الأحزاب ولم يشارك في أي مظاهرة لمقاومة التطبيع، كان مواطنا عاديا فلاحا من فلاحي مصر المنذورين للزرع والحصاد لكنه في لحظة من اللحظات امتزج فيها العام بالخاص قرر أن ينفذ عملية فدائية بكل ما تحمله الكلمة من معاني ضد جنود إسرائيليين، فما هي الأسباب التي دفعته لذلك؟
أيمن حسن: شفت عسكري إسرائيلي بيمسح جزمته بعلم مصري والعلم ده كان وقع من نقطة جنب نقطتي اسمها رأس النقب، طار العلم ودخل جوه أخذه العسكري الإسرائيلي وفي حركة استفزازية مسح به جزمته، في ساعة نبتشيتي، وبعدين بعد أربعة أيام يعني عمل حركة وحشة جدا على العلم فأنا في ساعتها قررت قلت له طلبت موتك يا عجل، فكان القرار مني أنا أن ده عمل كده جزاؤه الموت، في خلال تسعة أيام بحسب معاد الدوريات بتاعته بيجي إمتى وبيروح إمتى على أساس أنني حأنزل وأتسلل ثلاثة كيلو داخل العمق علشان أعرف أضربه طلقة مضبوطة، حصلت مذبحة المسجد الأقصى ولذلك كان التفكير أنني أغير من مجرد عسكري لهدف أثقل، رد فعل طبيعي للي بيحصل لنا على يد الإسرائيليين.
سمير عمر: أنهى أيمن حسن تنفيذ العملية بعد أن قتل وأصاب من الإسرائيليين جميع من ألقى بهم القدر في طريقه بعد اختراقه الحدود الإسرائيلية وعاد بإصابة سطحية في جبهته.
أيمن حسن: في عربية جيب شيفر 2 جهاز تباع مخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي طالعة يعني وهم مقابلة في الثلاثين متر، في طلوعها غيرت الخزنة وتذكرت قول الله تعالى{..وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رمى..}[الأنفال:17] نشنت عليه ضربت دفعة دفعة في وجه العربية وقفت على بعد أربعة متر مني، خرجت من مكاني -في العمل العسكري عملية اسمها هجوم وإغارة من وراء العربيات- طوقتها، القزاز كسرته ببوز البندقية والطلقة بصيت لقيت هذا الصهيوني منكفئ على وجهه وماسك في يد رشاش عوزي واليد الثانية ماسكة أكرة بتاعة العربية، ضربته طلقتين تأكيد واحدة جاءت تحت باطه وواحدة جاءت تحت أذنه، فانزق، فتح الباب، لفيت الناحية الثانية وأبص عليه لقيته عميد في مخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي، زقيته برجلي جوه العربية وقفلت الباب برجلي الثانية، ورجعت مكان الكمين مستني الأوتوبيس أو الأوتوبيسين لأن هم أوتوبيسين بيتحركوا من مطار رأس النقب أوتوبيس فنيين وعساكر وأوتوبيس ضباط، جاء الأول أوتوبيس الفنيين والعساكر، عمرت خزنة، طلعت من مكاني بأهجم على الأوتوبيس بأبص ما فيهوش حد، وبأبص كده لقيت الأوتوبيس الثاني، طلّعت البندقية من ورائي ضربت السواق والاثنين اللي وراءه، فرد الأمن، غطس لتحت أخذت الاثنين اللي وراءه، بأضرب من وضع الجاري وأنا رايح أركب الأوتوبيس أدخل عليهم في الباب لأن الأوتوبيس وقف وفتحوا الباب، بيني وبين الأوتوبيس ثلاثة متر اتقفل الباب واتسحبت الأجزاء من جوه وبدأ يرفع الرشاش لفوق ويضرب في دائرة لأن هو شافني آخر منظر شافني فيه وأنا في نص الإسفلت على بعد 30، 35 مترا، في وقت أنا كنت تحت الأوتوبيس بيني وبينه اثنين متر في جنب ناحية الباب، وهو بيلف الرشاش أخذت أنا طلقة هنا جاءت سطحية مفتوحة ست غرز.
سمير عمر: سلّم أيمن حسن نفسه للسلطات المصرية فمثل أمام محكمة عسكرية أصدرت حكما بسجنه 12 عاما في السادس من أبريل عام 1991، لقي أيمن معاملة حسنة من سجانيه وبعض قياداته من رجال القوات المسلحة.
أيمن حسن: في واحد قائد رتبة في الجيش المصري قال لي، يا ابني أنت حققت حلمي أنت حققت الحلم اللي أنا مش قادر أعمله.
سمير عمر: هو إذاً الاتفاق غير المكتوب بين غالبية المصريين الذين لم تنسهم المعاهدات واتفاقات الصلح أن بينهم وبين الإسرائيليين ثأرا لم تبرد ناره رغم مرور السنين.
أحمد فؤاد نجم/ شاعر: أخذ الحقوق تلابيد، تلبد لغاية.. نحن مش حننسى ثأرنا مش حننسى أولادنا اللي موتوهم تحت جنازير الدبابات وهم بملابسهم الداخلية وعاملين كده ومسلمين، مش حننسى ده حننسى إزاي يعني؟ الجماعة اللي فوق ما فيش بينهم وبين بعض دم، إحنا بينا وبين هذا الكيان دم وثأر ولازم حيخلص.
سمير عمر: وفي هذا فليتنافس المتنافسون، نقابات مهنية وعمالية اتخذت جمعياتها العمومية فور توقيع معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل قررات ترفض التطبيع وتحذر أعضاءها من مغبة التورط في أي نشاط تطبيعي، صحفيون ومحامون، أطباء ومهندسون، صيادلة وفنانون وعمال من مختلف الطوائف، وأندية وجمعيات تغطي مصر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
عبد المنعم أبو الفتوح/ الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب: معروف أن هذه النقابات المهنية في مصر والاتحادات المهنية في مصر وعلى مستوى العالم العربي ليس الموجود فيها التيار الإسلامي إذا جاز أن أحدا يقول إن ده ظرف عابر يشكل نسبة قليلة جدا منه، ومن المعروف أن معظم النقابات المهنية في العالم العربي ومعظم الاتحادات المهنية ما زال موجودا فيها عدد كبير من الأخوة القوميين والأخوة الليبراليين والأخوة اليساريين، وهؤلاء كان لهم دور مقدر بالإضافة للتيار الإسلامي في مواجهة التطبيع واستصدار قرارات من الجماعات العمومية لهذه الاتحادات المهنية وللنقابات المهنية المصرية بشطب أي عضو في هذه الاتحادات أو النقابات يقوم بأي عمل تطبيعي مع الكيان الصهيوني.
سمير عمر: لم يخرج عن هذا الإجماع النقابي سوى لجان تابعة لوزارة الزراعة المصرية في عهد وزيرها الأسبق يوسف والي الموصوف من قبل المعارضة المصرية برجل التطبيع الأول في مصر.
عزازي علي عزازي: وزارة الزراعة تحولت إلى يعني نفق شديد الاتساع لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، كل أشكال التطبيع الشبابي الثقافي السياسي يمر عبر بوابة وزارة الزراعة بكل أسف، وزارة الزراعة المصرية التي تنتمي إلى يعني أعظم فلاح في التاريخ هو الفلاح المصري، صاحب صومعة غلال العالم، الفلاح المصري الآن صار في عرف النظام يعني تلميذا يتعلم من دولة إسرائيل.
طلعت السادات/ نائب في البرلمان ونجل شقيق الرئيس السادات: لا، ده هو شارون كان جاء أيام ما كان وزير زراعة جاء الصالحية وعلمونا زراعة الطماطم على السلك، لا، ما فيهاش حاجة دي، لا، إيه المشكلة دي؟ جابوا لنا الفرخة وعلمونا إزاي الفرخة تنزل بصفارين وبتاع والفرخة تبيض مرتين في اليوم، دي حاجات كلها هندسة وراثية وعلم، إيه دي فيها مشكلة دي؟ إيه يعني أنت محتج في إيه يعني؟ أن أنا آخذ علما منهم؟ ما آخذ يا أخي، إيه يعني؟ حتقول لي إحنا بنزرع بقى لنا سبعة آلاف سنة ومش دول اللي حيعلمونا، آه إحنا بنزرع الري بالغمر لكن الري بالتنقيط ده والري بالرش إحنا ما كناش نعرفه، إحنا أخذنا من الناس دي، دي مصالح، يعني هم يأخذوا البترول بتاعنا وأنت مش عاوز نأخذ منهم حاجة؟
سمير عمر: وعلى الرغم من هذا التطبيع الزراعي مع إسرائيل بقيت مؤسسات كثيرة تابعة للدولة المصرية ترفض التطبيع، في مقدمتها المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة المصرية.
عبد المنعم أبو الفتوح: الشعب المصري وبكل قواه السياسية بما فيه مكونات البيروقراطية المصرية نفسها بفضل الله نجحت في عدم الوصول إلى هذا المستهدف الصهيوني، أين الحالة الصهيونية على الساحة المصرية على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو الفكري أو إلى آخره؟ أنا لا أقول إنها غائبة 100% لكنها ما زالت محصورة في بعض أروقة الحكم، حتى ليس كل أروقة الحكم لأن ما زال في أروقة الحكم هنا وهناك ومؤسسات الدولة ما زال عدد كبير منها يشغلها مصريون وشرفاء يدركون خطورة هذا الكيان على أمننا القومي يدركون خطورة هذا الكيان على تقدمنا وعلى حريتنا وعلى تحضرنا يدركون هذا وبالتالي بيتصدوا لكل محاولات الصهاينة لجعل العلاقات طبيعية.
حسين عبد الرازق/ الأمين العام السابق لحزب التجمع اليساري: مقاومة التطبيع الثقافي كانت الأنجح على الإطلاق وليس صدفة أن التطبيع مشي في مجالات كثيرة على المستوى الرسمي باستثناء المستوى الثقافي.
[فاصل إعلاني]
سمير عمر: شيد المثقفون والفنانون المصريون حائط صد منيع في وجه التطبيع مع إسرائيل في اللحظات الأولى بعد توقيع معاهدة السلام، وبعد رحيل الرئيس السادات حاول خليفته الرئيس مبارك إعادة بناء الثقة مع المثقفين المصريين والتقى بعد حلفه اليمين الدستورية كرئيس لمصر برجال الفكر والسياسة الذين أصدر الرئيس السادات قرارا باعتقالهم في أحداث سبتمبر عام 1981، كان مبارك واضحا في هذا اللقاء فمد يد التعاون لا يعني أن النية تتجه لتغيير الخط السياسي الذي انتهجه الرئيس السادات وبخاصة فيما يتعلق بالصلح مع إسرائيل، وبدا واضحا أن السنوات المقبلة ستشهد تمايزا بين الخيار الشعبي والخيار الرسمي في العلاقة مع إسرائيل. اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان وأجبرت المقاومة الفلسطينية على الخروج فاحتجت مصر رسميا لكن هذا لم يرض حركة مقاومة التطبيع التي خرج رموزها لتحية المقاومة الفلسطينية عند مرورها بالشواطئ المصرية، بعدها شاركت إسرائيل في معرض القاهرة للكتاب عام 1985 فتصدى المثقفون المصريون لهذه المشاركة وتشكلت لجان بطول مصر وعرضها تصدت لعدة مؤتمرات ذات طابع علمي شارك فيها إسرائيليون واستضافت جامعة الإسكندرية عددا منها فيما كانت صالات بعض الفنادق الكبرى ساحة لها.
عزازي علي عزازي: ما زال حائط الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل قويا وشامخا ما زال أيضا حائط الصد الثقافي شامخا وعاليا ومانعا ومنيعا.
حسين عبد الرازق: خصوصا في مجال الثقافة والفن الدولة نفسها اضطرت أن تلتزم بالدعوة إلى مقاومة التطبيع.
سمير عمر: لكن وعلى الرغم من ذلك فقد تعرض هذا الحائط المنيع المقاوم للتطبيع لاختراقات من قبل بعض المثقفين فقد نجح الرئيس السادات في استقطاب بعض المثقفين لدعم وجهة نظره في الصلح مع إسرائيل كان أبرزهم الكاتب والمفكر الكبير توفيق الحكيم الذي كان أول كاتب مصري يتلقى أموالا من سفير إسرائيل بالقاهرة إيلياهو بن أليسار نظير توزيع أعماله في إسرائيل. مال الحكيم مع من مالوا لدعم خيار الرئيس السادات بالصلح مع إسرائيل، وسار معه آخرون وإن بخطى أبطأ كعميد الرواية العربية وصاحب نوبل نجيب محفوظ وكذلك يوسف السباعي الذي دفع حياته ثمنا لدعمه خيار السلام. لكن حركة مقاومة التطبيع كانت حريصة على هذه القامات الفكرية فحاولت فتح حوار معها لاستعادتها للصف المقاوم للتطبيع وحين فشلت بقيت علاقة الاحترام قائمة بقدر بقاء الخلاف وعمقه أيضا، لكن المشهد بدا مختلفا مع مثقفين آخرين ساروا في طريق التطبيع.
حمدين صباحي/ نائب في البرلمان ووكيل مؤسسي حزب الكرامة: أي مثقف مصري بيتجاسر على اجتياز هذه الحدود الوطنية التي هي جزء من حدود الأخلاق التي ينبغي أن تسود لدى المصريين والقيم الأساسية بيحس أنه ارتكب جرما وبينبذ، في نماذج للمطبعين في مصر أعتقد أنها تلقى احتقارا استثنائيا من قبل الجمهور العام عامة المواطنين مش بس في صفوف النخبة.
سمير عمر: ومن بين هؤلاء الكاتب المسرحي علي سالم الذي تعرض لهجوم عنيف بعد زيارته لإسرائيل منتصف التسعينيات وإصداره كتابا ضمنه مشاهداته عن تلك الزيارة.
أشرف زكي/ نقيب المهن التمثيلية: إحنا نقابتنا ضد التطبيع ورافضة التعامل مع العدو الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال وإحنا النقابة الوحيدة اللي شطبت عضوا لأنه طبع مع إسرائيل وهو الأستاذ علي سالم ورغم أنه كاتب هام وكاتب كبير إلا أن النقابة نفذت القرار بتاع وقف أو منع التطبيع مع إسرائيل.
سمير عمر: كانت زيارة علي سالم لإسرائيل نتاج مرحلة الفتنة الكبرى في صفوف حركة مقاومة التطبيع التي أحدثها توقيع اتفاقات أوسلو ومن بعدها اتفاق القاهرة بين رابين وأبو عمار، وطفا على سطح حركة مقاومة التطبيع وبخاصة في الجناح اليساري منها من يؤيد خيار منظمة التحرير الفلسطينية ويرفع شعار "نقبل ما يقبله الفلسطينيون" وفي هذه الأثناء نجح المعسكر التطبيعي في الفوز بأسماء بارزة في حركة مقاومة التطبيع.
حسين عبد الرازق: اللقاء اللي تم في كوبنهاغن ونشأت عنه مجموعة كوبنهاغن واستقطبت عددا من العناصر اللي كانت محسوبة على مقاومة التطبيع والحقيقة لم نتردد لا حزب التجمع ولا قوى مقاومة التطبيع رغم الصداقة والعلاقات الإنسانية والتاريخ الطويل إن إحنا ندين هذا الموقف ونقاومه ونفضحه ونوقع بيانات واضحة ضد مجموعة كوبنهاغن وجمعية السلام المصرية ونفضح دورهم التخريبي في جبهة مقاومة التطبيع.
سمير عمر: ولكن القطاع الأكبر من اليساريين المصريين والناصريين بقي على موقفه الرافض للتطبيع بل والاعتراف أصلا بوجود إسرائيل، وحين عقدت جمعية السلام المصرية مؤتمرا لدفع عجلة التطبيع رد هؤلاء بمؤتمر في ذات التوقيت لمقاومة التطبيع.
حمدين صباحي: التعبير عن الوطنية المصرية والانتماء القومي العربي لمصر يكون أوضح ما يكون في العداء للوجود الصهيوني، مش بس رفض التطبيع، رفض وجود هذه الدولة أو أي شكل من أشكال التصالح معها.
سمير عمر: وفي الطريق ذاته سار التيار الإسلامي بمختلف تنظيماته وفي القلب منه جماعة الأخوان المصريين التي فرضت وجودها كلاعب رئيسي في ساحة مقاومة التطبيع بعد التراجع الشعبي لقوى اليسار والناصريين.
عبد المنعم أبو الفتوح: واعتقل عدد في هذه الفترة، عدد من الأخوان نتيجة البيان الذي صدر عن جماعة الأخوان المصريين يرفض الصلح مع الكيان الصهيوني، البيان كان واضحا أننا لسنا ضد اليهود كأبناء ديانة من الديانات السماوية الثلاثة ولكننا ضد المشروع الصهيوني المدعوم دعما غير محدود من الغرب، وبالتالي كان البيان واضحا في هذه المسألة البيان كان واضحا في رفض هذه الاتفاقية باعتبار الاتفاقية غير مشروعة لأنه لم يعد السادات فيها للشعب المصري وأن السادات اخترق كل المحرمات الوطنية حينما وقع هذه الاتفاقية.
سمير عمر: لعب التيار الإسلامي على الدوافع الدينية لمقاومة التطبيع وحمل خطابه المقاوم مزجا بين الديني والسياسي، وهو ما تنبه لهالرئيس السادات الذي خلع على نفسه لقب الرئيس المؤمن واستعان ببعض شيوخ المؤسسة الدينية الرسمية لتمرير خياراته السياسية.
طلعت السادات: إحنا ناس مسلمون ومأمورون أن إحنا نجنح للسلم، ده أمر ده إحنا مأمورون أن تحيتنا هي السلام، ده ربنا سبحانه وتعالى اسمه السلام.
سمير عمر: وتصدى الأخوان المسلمون لهذا الخطاب تحت قبة البرلمان حين نجحوا في اقتناص عدد من مقاعد البرلمان بالتحالف مع أحزاب الأحرار والوفد والعمل تارة وبمفردهم تارة أخرى ودفعوا كذلك بعناصرهم الطلابية في الجامعات المصرية لكسب أرض جديدة لقوى مقاومة التطبيع كما أعادوا تثبيت راية مقاومة التطبيع في النقابات المهنية التي نجحوا في السيطرة عليها قبل أن تصدر الحكومة المصرية عدة قرارات بتجميد العمل فيها.
مصطفى مشهور/ المرشد العام للأخوان المسلمين: أي سلام مع هذه النوعية من الناس التي كلها حقد وكلها ضغينة ليس سلاما ولكنه استسلام.
عبد المنعم أبو الفتوح: أنا أتصور قوة التيار الإسلامي في المنطقة العربية وفي مصر بالذات قوة التيار اليساري والقومي في هذه المنطقة هذه أكبر ضمانة لاستمرار الوعي الشعبي بخطورة الكيان الصهيوني وما يترتب على ذلك من استمرار المقاطعة وعدم التطبيع معها بأي شكل من الأشكال بدليل أن المقاطعة مقاطعة الكيان الصهيوني نجحت نجاحا كبيرا ليس في مصر فقط وفي الأردن.
سمير عمر: لم تقف المؤسسة الدينية الرسمية في مصر في وجه التطبيع ولكنها أيضا لم تتورط في عمليات تطبيع حتى تولى شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي مشيخة الأزهر، طنطاوي وجد نفسه وجها لوجه مع قوى مقاومة التطبيع حين صافح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر الأديان في العام الماضي إذ فتحت عليه تلك المصافحة أبواب الهجوم من كل صوب وحدب ووضعته في صفوف المطبعين الواجب التصدي لهم، وفي المقابل وعلى الرغم من الاختلاف الديني بل والخلاف الفكري بين القوى المدنية في مصر والخطاب الديني المتشدد في بعض القضايا لبطريرك الكرازة المرقصية البابا شنودة الثالث فإن موقفه الرافض للتطبيع والذي وصل إلى حد شلح من يسافر إلى القدس من المسيحيين المصريين وضعه في مكانة خاصة لدى قوى مقاومة التطبيع ووضعه أيضا في مرمى نيران المطبعين من المسيحيين المصريين.
ممدوح زخاري/ محامي ورجل أعمال: أنا آه أحترم البابا كرجل دين إنما أن البابا يتدخل في السياسة أقول له لا، أنا ما أعترفش بك بابا أعترف بك كسياسي، سيب الكهنوت تدخل المعترك السياسي. آه أنا مضطهد من الكنيسة الأرثوذكسية على فكرة ولا بأروح ولا بأصلي، أنا علاقتي ما بيني وبين ربنا. أنا بأقول للبابا لا، زي ما السادات ما قال، قال أنا مش معترف بالبابا أنا كمواطن مسيحي بقى بأؤكد كلامك يا سادات أنا مش معترف بالبابا وعارف الكنيسة بتشلحني إنما مش مشكلة أنا علاقتي مع ربنا. مش لما أموت يجي القسيس يصلي علي أنا ممكن أقبل شيخ يصلي علي صديقي يصلي علي جار يصلي علي ما حدش يصلي علي، مش مشكلة.
سمير عمر: تأثرت حركة مقاومة التطبيع في مصر بالمصالحة التي أبرمها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع إسرائيل وبخاصة بعد أن رأت الحكومة المصرية أنه قد آن الأوان للإسراع بعمليات التطبيع وبدأ شباب مصريون ضاقت أمامهم سبل الرزق في السفر لإسرائيل وظهرت لأول مرة في ريف مصر إعلانات لتنظيم السفر إلى قلب إسرائيل.
هشام مصطفى خليل/ نائب في البرلمان ونجل رئيس الوزراء المصري الأسبق: أنا لما يكون عندي مواطنون بيشتغلوا في إسرائيل أنا عندي يد عاملة اليد العاملة دي قوة أنا لازم أستفيد بالزيادة السكانية اللي عندي أما أنا أستفيد بالزيادة السكانية وتبقى مصدر تصدير للخارج أنا متهيأ لي إسرائيل هي اللي تخاف مش أنا اللي أخاف.
حمدين صباحي: ضاق يعني ضاقت أمامهم سبل الحياة وحتى راحوا إسرائيل، أنت لو أجريت تصويتا عليهم هم كمان ضد التطبيع، بدون ما تكلم واحد يعني إيه حكاية يعني الشباب رايحين إسرائيل؟ طيب كم شاب بيغرق في البحر مش بيروح إسرائيل من المصريين في الهجرة غير الشرعية، كم شاب بيركب قارب عارف أن فرصته في النجاة أقل من احتمال موته؟ الذين يذهبون إلى إسرائيل من المصريين تماما زي اللي بيروحوا بيموتوا في البحر قبل ما يصلوا لشواطئ إيطاليا أو يهاجروا لأوروبا بيستجيروا من الرمضاء بالنار، والرمضاء هي سياسة الحزب الحاكم، الفقر الفساد البطالة فالناس بتهرب.
سمير عمر: بل ووصل الأمر إلى زواج العشرات من المصريين من فتيات إسرائيليات وكانت شواطئ شرم الشيخ ودهب وطابا مسرحا للقاءات متكررة بين شبان مصريين يبحثون عن فرصة عمل وفتيات إسرائيليات جاء بعضهن للبحث عن المتعة وجاء البعض الآخر بحثا عن فرصة لتجنيد عدد من المصريين للتجسس لحساب إسرائيل. تزايدت موجات السياحة الإسرائيلية على سيناء المفتوحة أمامهم وفقا لمعاهدة السلام بدون الحصول على تأشيرة وحاولت حركة مقاومة التطبيع التصدي لهذه الظاهرة وساعدهم في ذلك الكشف عن قضايا تجسس لصالح إسرائيل وقناعة قطاعات عريضة داخل النظام المصري بالخطر الإسرائيلي.
هشام مصطفى خليل: أنا ما عنديش أعداء، مصر مالهاش أعداء النهارده، أنا ما أعتبرش أي شخص أي بلد على حدودي عدوي أنا عندي اتفاقيات سلام وعندي علاقات دبلوماسية فأنا ما عنديش أعداء ما عنديش عدو ما عنديش عدو بيهددني ما عنديش عدو بيهدد أمن بلدي، في قضايا تجسس التجسس موجود على طول ما في قضايا تجسس بين أميركا وإسرائيل.
حمدين صباحي: إنما كان على التطبيع حاجة واحدة بس اللي بيلعبوا في دائرة الحكم الذين يريدون تأمين كراسيهم في السلطة باعتبار أن هناك مشروطية إقليمية عن بقائهم في السلطة هي رضا إسرائيل ومشروطية دولية هي رضا البيت الأبيض الأميركي، فقط، وعجزهم عن الدخول في مواجهة لأنهم مش عاوزين يتحملوا كلفة الكرامة لأن الكرامة واستعادة الحقوق مكلفة مش مجانا.
سمير عمر: وقدم اليمين الإسرائيلي المتطرف باعتداءاته المتكررة على الفلسطينيين قدم لحركة مقاومة التطبيع أدوات جديدة للمقاومة، ففي هذه الأثناء وقعت مذبحة الحرم الإبراهيمي فخرجت المظاهرات المنددة بتلك الجريمة وبعدها دعت مصر إسرائيل للمشاركة في معرض القاهرة الصناعي والزراعي فاشتعلت جذوة الرفض الشعبي من جديد وجاءت جامعة عين شمس في مقدمة القوى الرافضة فردت الحكومة المصرية باعتقال نحو خمسين من قيادات الحركة الطلابية وممثلي القوى السياسية المعارضة للتطبيع.
شريف زيفر هلالي/ باحث قانوني وحقوقي: طوال أسبوع ما قبل المعرض تقريبا ظهرت كثير من المظاهرات من جانب الطلاب ضد هذه المشاركة كان بيتخللها طبعا هتافاتهم ضد إسرائيل وضد الكيان الصهيوني وضد ممارساته في فلسطين التي تعارض حقوق الإنسان، في أواخر هذه المظاهرات وتحديدا يوم 21 مارس تم القبض على عشرات الطلاب وهم أثناء خروجهم من باب الجامعة وهوجموا بعشرات من قوات الأمن وقبضوا على كثير منهم تقريبا كان 25 واحدا قبضوا عليه في اليوم ده أخذوهم وأنا كنت منهم لأننا أخذونا وودونا مبنى مباحث أمن الدولة، سمعنا وإحنا جوا أن اللي حصل ساعة ما بدأ المعرض بالفعل كثير من القوى السياسية ومنهم محامون كانوا حضروا معنا التحقيقات عملوا مظاهرة في أول يوم في المعرض ويمكن قبل ما يبدؤوا المظاهرة تم القبض على الناس كلها يعني أثناء تعليقهم ليفط الاحتجاج وكده تم القبض عليهم والاعتداء عليهم وضربوهم واقتيادهم للسجن وهم حصلونا بعد كده، يعني هم احتجوا على مشاركة الكيان الصهيوني في المعرض ودفعوا ثمن احتجاجهم ده أن هم تم القبض عليهم وإلقاؤهم في السجن.
سمير عمر: وفي سياق حملة التحذير من الخطر الإسرائيلي لعبت الصحافة الحزبية والمستقلة الوليدة دورا هاما وتوارى الصحفيون المدافعون عن التطبيع ووصل الأمر إلى حد مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغلاق بعض الصحف المصرية واستعانته بحلفائه في واشنطن لوقف حملات الهجوم التي تخوضها ضده الصحافة المصرية. وجاء العام 2000 ليشهد تفجر انتفاضة الأقصى التي أعادت الروح لحركة مقاومة التطبيع على المستوى الجماهيري وانتقل الهجوم على إسرائيل من صفحات الجرائد لشوارع مصر وجامعاتها ومؤسساتها المختلفة، غضت الحكومة المصرية الطرف عن تلك التحركات المعادية لإسرائيل بل وشاركت في حملة التعبئة الشعبية ضدها وذهب الرئيس مبارك لزيارة الجرحى الفلسطينيين الذين توافدوا على المستشفيات المصرية لتلقي العلاج وبدا أن الموقف الرسمي يحاول الاقتراب من حالة الغضب الشعبي المتصاعد، لكن شتان الفرق بين موقف رسمي مصر على الالتزام باتفاقات ومعاهدات وموقف شعبي لا يعترف بتلك القيود.
حسني مبارك/ الرئيس المصري الحالي: الاتصالات مستمرة لحد دلوقت وأتمنى أن القمة تعقد في الفترة 21 أو 22 من الشهر الحالي... إن النتائج التي توصلنا إليها في هذا الاجتماع قد لا ترقى لمستوى النتائج التي توقعتها شعوبنا.
سمير عمر: سحبت الحكومة المصرية رجالها من ساحة الهجوم على إسرائيل وعادت لوضع التحركات الشعبية المقاومة للتطبيع تحت مجهر السلطات الأمنية وتحت سيطرة قبضتها الحديدية بل وبدأت في التقدم على طريق التطبيع في تحركات وصفها البعض بمحاولة الهروب من وضع داخلي متأزم بسبب التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي والتي انتعشت في العام 2005 ووصلت إلى حد الصدام الخشن بين الحكومة والمعارضة، وبدا أن النخبة المصرية قد بدلت في جدول أولوياتها لصالح معركة الإصلاح الداخلي.
عزازي علي عزازي: أنا تقديري أن سلم الأولويات في البرنامج المطلبي للمعارضة المصرية ينبغي أن يعاد ترتيبه من جديد وأن تتصدره قضية التطبيع باعتبارها قضية ليست فقط تتعلق بالكرامة الوطنية والقومية والتاريخ النفسي للشعب المصري ولكن تتعلق بأموره الحياتية.
سمير عمر: وقعت مصر اتفاقية الكويز مع إسرائيل والولايات المتحدة واتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل فعادت عجلة مقاومة التطبيع للدوران على أكثر من مستوى تحت قبة البرلمان وفي صحف المعارضة وفي ساحات المحاكم وفي الشارع أيضا ودفعت تلك التحركات بعض من أيدوا الصلح مع إسرائيل إلى الاحتجاج وشن هجوم على الحكومة المصرية.
طلعت السادات: اللي إحنا فيه النهارده ده زي ما بيقولوا أخوانا حالة انبطاح، إحنا مستسلمون استسلاما تاما لأميركا ولإسرائيل، وأنا غير راض طبعا عن الكلام اللي بيجرى دلوقت النهارده وباعتباري نائبا عن شعب مصر تحت القبة أنا بأرفض هذا الكلام تماما.
سمير عمر: واتسعت الفجوة أكثر وأكثر بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي وذلك بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان إذ خرجت المظاهرات المنددة بالعدوان والمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل لكن هذا لم يحدث وبقي علم إسرائيل يرفرف على البناية التي تضم سفارتها وتوافد عليها عشرة سفراء عاشوا جميعا في عزلة اعترفوا بها وأصاب بعضهم الاكتئاب فطلبوا العودة لإسرائيل لفشلهم في إقناع المصريين بالتطبيع. وتكرر مشهد الصدام بين الخيار الرسمي والخيار الشعبي في مصر بعد فرض إسرائيل الحصار على قطاع غزة ومن بعده اعلان الحرب على القطاع، حاولت الحكومة المصرية ترميم شعبيتها عبر فتح معبر رفح بشكل جزئي والقيام بدور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وبعضها البعض من ناحية وبينها وبين إسرائيل من ناحية أخرى، لكن هذا زاد من الغضب الشعبي الذي أنعشت مشاهد الحرب على غزة ذاكرته المعادية لإسرائيل والرافضة للصلح معها، لكن وعلى الرغم من نوبة الصحيان التي أحدثتها الحرب على غزة وعلى الرغم من صلابة الرفض الشعبي في مصر للتطبيع لم تسلم حركة مقاومة التطبيع من سلبيات.
عزازي علي عزازي: ينقسم الآن المثقفون أو النخبة إلى أهلي وزمالك، فريق يعني يخطف لاعبين من المعسكر الوطني إلى المعسكر الآخر لأنه معسكر يمتلك ترسانة اقتصادية ضخمة جدا وهذا هو الخطر الحقيقي على قضية التطبيع في مصر.
سمير عمر: فهل يعني ذلك أن مقبل الأيام سيشهد تقدما على طريق التطبيع أم أن حائط المقاومة سيزداد صلابة؟
أيمن حسن: ما فيش صداقة بيننا وبين إسرائيل ما فيش سلام بيننا وبين إسرائيل.
أم عاصم: كل البلد وكل الشعب المصري بيكره إسرائيل.
نظمي شاهين/ أحد أعضاء تنظيم ثورة مصر: ما فيش أي جيل حيجي يحب حاجة اسمها صهيونية على الإطلاق.
أحمد فؤاد نجم:
صلاح الدين ينادي من منامته
على النايمين على دم الضحايا
لا أنا منكم و لا أنتم من ولادي
إذا رضيتم بغير النصر غاية
ولا غير السلاح في الحرب يحكم
ويحسم في المشاكل والقضايا
افهموها بقى مش حينفع.. السلاح..
نأخذ بثأرنا الأول وبعدين نصطلح.
- استمرار المعركة بين مؤيدي التطبيع ومعارضيه
- حركة مقاومة التطبيع.. مد وجزر
سمير عمر
|
طلعت السادات
|
ممدوح زخاري
|
أحمد فؤاد نجم
|
هشام مصطفى خليل
|
نظمي شاهين
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق