"الحاج رزق" يغرق الفلسطينيين
مرّت جريمة إغراق نحو أربعمائة مهاجر فلسطيني من غزة إلى أوروبا، وكأن شيئاً لم يكن، لتقيد الجريمة ضد مجهول. وعلى الرغم من توفر معطيات عديدة تقود إلى الفاعل، إلا أن أحداً من الأطراف المعنية لم يهتم كثيراً.
المعلومات المتاحة، ووفقاً لما نُقِل عن السفارة الفلسطينية في اليونان، تقول إن السفينة لم تغرق، بل جرى إغراقها بفعل فاعل، والفاعل، هنا، قارب مصري مملوك لشخصٍ يُدعى "الحاج رزق" تعمّد الاصطدام بالسفينة وإغراقها قبل أن تصل إلى السواحل الإيطالية.
بيان السفارة الفلسطينية في اليونان أكد أن سفينة المهاجرين التي كانت تقل أكثر من 400 شخص، أغلبهم فلسطينيون من سكان قطاع غزة، تعرضت للإغراق عمدًا، في إطار ما اعتُبر تنافساً بين عصابات الموت والمهربين.
المنظمة الدولية للهجرة، من جانبها، قالت إنه يعتقد أن 500 مهاجر قُتلوا، بعد أن ترك مهربون سفينتهم تغرق قبالة ساحل مالطا، الأسبوع الماضي، في أسوأ حادثة من نوعها.
الأكثر كارثية من مأساة الغرق/ الإغراق هو ردود الأفعال العربية، رسمياً وشعبياً، إذ لم نسمع، مثلاً، أن جامعة الدول العربية تحركت، أو طلبت تحقيقاً في قتل مئات من المواطنين العرب غرقاً، ولم نعلم أن الحكومة الفلسطينية احتجت لدى السلطات المصرية، أو طالبتها بتوضيح للاتهامات الموجهة للحاج رزق وقاربه الطائش، أو أن القاهرة فتحت تحقيقاً في الواقعة.
لم نسمع عن شيء من ذلك، وكأن كون الضحايا من غزة يعني مباشرة عدم اهتمام، على اعتبار أن بعضهم يرى أن الفلسطيني الغزاوي خُلق ليُقتل.
الأسوأ من ذلك كله أن الضمير الجمعي العربي الذي كان ينتفض حزناً على أنباء هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة لم يعد يؤرقه هذا التجريف المتعمد لفلسطين من سكانها، في ظل هذا الحلف الشيطاني بين الكيان الصهيوني وأنظمة عربية لخنق غزة والمقاومة.. وفي ظل هذا التجهم الرسمي العربي ضد فلسطينيي غزة الذين ضاقت عليهم أراضي العرب بما رحبت، فرحلوا يبحثون عما يقيم الحياة في أوروبا.
في زمن مضى، مات الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين كمداً على "جريمة العصر"، أو هجرة اليهود السوفييت إلى فلسطين المحتلة، حيث كان العظيم بهاء قد كتب سلسلة أعمدة عنها تحت عنوان "جريمة العصر"، ثم أصدر بياناً شاملاً ضد تلك الجريمة، وقّع عليه الكُتاب والمثقفون والفنانون، وطلب نشره كإعلان مدفوع الأجر في "الأهرام"، غير أن رئيس التحرير في ذلك الوقت، إبراهيم نافع، رفض نشر الإعلان، وقيل إنه اعترض على عبارات في البيان، وعلى بعض أسماء الموقعين.
المعلومات المتاحة، ووفقاً لما نُقِل عن السفارة الفلسطينية في اليونان، تقول إن السفينة لم تغرق، بل جرى إغراقها بفعل فاعل، والفاعل، هنا، قارب مصري مملوك لشخصٍ يُدعى "الحاج رزق" تعمّد الاصطدام بالسفينة وإغراقها قبل أن تصل إلى السواحل الإيطالية.
بيان السفارة الفلسطينية في اليونان أكد أن سفينة المهاجرين التي كانت تقل أكثر من 400 شخص، أغلبهم فلسطينيون من سكان قطاع غزة، تعرضت للإغراق عمدًا، في إطار ما اعتُبر تنافساً بين عصابات الموت والمهربين.
المنظمة الدولية للهجرة، من جانبها، قالت إنه يعتقد أن 500 مهاجر قُتلوا، بعد أن ترك مهربون سفينتهم تغرق قبالة ساحل مالطا، الأسبوع الماضي، في أسوأ حادثة من نوعها.
الأكثر كارثية من مأساة الغرق/ الإغراق هو ردود الأفعال العربية، رسمياً وشعبياً، إذ لم نسمع، مثلاً، أن جامعة الدول العربية تحركت، أو طلبت تحقيقاً في قتل مئات من المواطنين العرب غرقاً، ولم نعلم أن الحكومة الفلسطينية احتجت لدى السلطات المصرية، أو طالبتها بتوضيح للاتهامات الموجهة للحاج رزق وقاربه الطائش، أو أن القاهرة فتحت تحقيقاً في الواقعة.
لم نسمع عن شيء من ذلك، وكأن كون الضحايا من غزة يعني مباشرة عدم اهتمام، على اعتبار أن بعضهم يرى أن الفلسطيني الغزاوي خُلق ليُقتل.
الأسوأ من ذلك كله أن الضمير الجمعي العربي الذي كان ينتفض حزناً على أنباء هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة لم يعد يؤرقه هذا التجريف المتعمد لفلسطين من سكانها، في ظل هذا الحلف الشيطاني بين الكيان الصهيوني وأنظمة عربية لخنق غزة والمقاومة.. وفي ظل هذا التجهم الرسمي العربي ضد فلسطينيي غزة الذين ضاقت عليهم أراضي العرب بما رحبت، فرحلوا يبحثون عما يقيم الحياة في أوروبا.
في زمن مضى، مات الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين كمداً على "جريمة العصر"، أو هجرة اليهود السوفييت إلى فلسطين المحتلة، حيث كان العظيم بهاء قد كتب سلسلة أعمدة عنها تحت عنوان "جريمة العصر"، ثم أصدر بياناً شاملاً ضد تلك الجريمة، وقّع عليه الكُتاب والمثقفون والفنانون، وطلب نشره كإعلان مدفوع الأجر في "الأهرام"، غير أن رئيس التحرير في ذلك الوقت، إبراهيم نافع، رفض نشر الإعلان، وقيل إنه اعترض على عبارات في البيان، وعلى بعض أسماء الموقعين.
وفى تلك اللحظة، وقبل أن يسقط كمداً، هاجر بهاء الدين ببيانه ضد جريمة العصر من أهرام إبراهيم نافع إلى "أخبار اليوم"، وكانت تلك صرخته الأخيرة في البرية، وبعدها دخل في أتون الحزن والمرض، حتى رحل عام 1996.
الآن، يهاجر الفلسطيني من غزة هرباً من جحيم الحصار القاتل المفروض عليه من تحالف الاحتلال وعرب الثورات المضادة، وتقتله في عرض البحر قوارب عربية، فلا ينبس أحد ببنت شفة، ولا يقشعر بدن.
أصحاب الجلود السميكة الذين قتلوا آلافاً من شعبهم، ثم أمروا بمد موائد الكذب، وإقامة مهرجانات الرقص والغناء للأيدي الملوثة بالدم، كيف لهم أن يتألموا لإغراق مهاجرين فرّوا من إجرامهم!
الآن، يهاجر الفلسطيني من غزة هرباً من جحيم الحصار القاتل المفروض عليه من تحالف الاحتلال وعرب الثورات المضادة، وتقتله في عرض البحر قوارب عربية، فلا ينبس أحد ببنت شفة، ولا يقشعر بدن.
أصحاب الجلود السميكة الذين قتلوا آلافاً من شعبهم، ثم أمروا بمد موائد الكذب، وإقامة مهرجانات الرقص والغناء للأيدي الملوثة بالدم، كيف لهم أن يتألموا لإغراق مهاجرين فرّوا من إجرامهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق