سلوى الملا.. روح لا تختبئ خلف أسوار
سلوى الملا
- النفس البشرية عالم كبير وعميق لا يدرك سره ويجهله ذلك الغارق في ملذات الحياة المادية اللاهث خلف سراب في صحراء قاحلة لا يصل فيها لمبتغاه وإن بدأ له محطة الوصول ولا يجد خلالها شجرة يستظل تحت ظلالها.
النفس البشرية تنشأ في الأصل على الفطرة السليمة والإنسانية والروحانية الرائعة التي هي نفخ من روح الله.
عندما نتأمل المعنى الحقيقي للإنسان نجده كائنا ومخلوقا راقيا ساميا ونبيلا ما لم تدنسه الملذات والأنانية والجري خلف مصالح تنسيه غاية خلقه ووجوده وإنسانيته الحقيقة.
•عندما أتأمل تعامل الإنسان وخلقه ومفردات حواره وكلماته مع بعضهم البعض وتعاملهم مع ما حولهم.. يتضح أن العلاقات الإنسانية تتفاوت بين علاقات عميقة وعلاقات هشة وعلاقات بين مد وجزر بين شد ولين وبين حب لأجل المشاعر والمواقف والأرواح المتجاذبة وبين نفور وابتعاد!
•جميلة هي العلاقات المتقاربة في حب وإنسانية وشفافية وجمال روح وتقدير موقف وصور واضحة الملامح.
وبشعة صور تلك العلاقات التي يرسم خطوطها وتدرجها خطط مسبقة واجتماعات منسقة وسيناريو لأهدافها!
جميلة ملامح وصور تلك العلاقات الإنسانية المبنية على عفوية تصرف منطلقة وبراءة روح نقية ونفسية طفل لا تحمل حقدا ولا ضغينة ولا حسدا ولا تعرف من الألوان السواد لردائها ولا كآبة نغمة صوتها. ترافقها طفولة وشباب وكبر وشيخوخة أرقام عمر لا تتجاوز رقم دون وكتب بشهادة ميلاد.
لا يدرك الإنسان أن الخلق الحسن سيرة ذاتية وعمل صالح يبقى له يخلد اسمه وملامح سيرة حياته بمجلدات تسردها الأجيال دون أن تطبع في كتاب يضمه غلاف وغلاف.
•لا يضمن الإنسان يومه وبقاؤه،لا يعلم الغيب ليوم رحيله ولا لحظة مخاض ولادته ووجوده ويوم قدومه.
يدرك الإنسان فقط اللحظة التي يضمها ويعيش خلالها ويدرك الأجواء والصمت والضجيج حوله.
نحتاج في هذه اللحظة تفقد الروح ولا ندع من يقدم بقوة وفضول ليلهيها وتشغله في لهو وغياب وسنوات من الضياع عنها وعن حوارها والسلوى معها.
•يشعر الإنسان في فترات من حياته بغربة روح ومكان وعزلة روح ومشاعر عن قربه من الناس.
يشعر الإنسان في أوقات بضيق وهم وحزن وانزعاج لا يدرك سببه ولا يعرف مصدره.
يشعر الإنسان بلحظات وحده لا تخلو من أنين ودموع.
يشعر الإنسان بسماء مظلمة تظله.. وسواد ليل يطول قدومه وبزوغ فجره!
ولا يسمع خلاله إلا صوتا يعيد ويكرر عليه أخطاءه وزلاته ما يزيد من آلامه ووجعه وأنينه!
الإنسان بين تماوج سفينة حياته على بحر ذكرياته يتألم ويتمنى لو يرمي بجسده في بحر لجي بظلماته!!
أو أن يفقد ذاكرته ويعيش غريبا بلا ذاكرة ولا صور ولا أصوات وجوه يعرفها!
تلك المواقف ترسم للإنسان صورة أليمة وموجعة لأنه لم يدرك معنى الروح التي تعيش معه وروح لا تنتظر ماديات تسعدها بقدر ما تنتظر كلمات ومواقف وذكريات تسمو بها.
•آخر جرة قلم:
كم من لحظات تأمل تزورنا فيها صور ومواقف ذكرى تعيد البسمة للروح التعبة، لحظات صادقة لم يدرك أولئك الصادقون إن بخلقهم وطيب نفوسهم وصدق حروفهم يتركون دواء لا تنتهي صلاحيته تبقى شافيا وعلاجا وبلسما لذكرى مواقف ترسم البسمة والسعادة.
أن تعيش بإحساس ومشاعر تشكل وترسم إنسانيتك فأنت بخير وسلامة روح في زمن يفتقد فيه معنى أن تكون إنسانا بروح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق