الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

التوماهوك الأمريكي يستكمل مهمة سكود الأسد في القضاء على آخر ثورة مشتعلة


التوماهوك الأمريكي يستكمل مهمة سكود الأسد في القضاء على آخر ثورة مشتعلة


د. عوض السليمان
أربع سنوات تقريباً من صواريخ سكود والبراميل المتفجرة لم تكف أوباما، ولا ذيوله في المنطقة العربية، وثلاثمائة ألف شهيد، وأكثر من عشرة ملايين مهجر، لا تشبع رغبة الولايات المتحدة وحقدها على المسلمين.

قلنا منذ سنوات، وكررنا أن واشنطن لن تهاجم إلا الذين يقاتلون الأسد ويدفعون الظلم عن أنفسهم، وذلك لتثبيت حكم الطاغية من جهة، وتمكين الكيان الصهيوني من جهة أخرى، في مخطط بعيد المدى تطمح الولايات المتحدة من خلاله إلى تسهيل ما يسمى إسرائيل الكبرى، وما كان ذلك ليأتي من خلال الثورة السورية أو الربيع العربي. ولهذا كان لا بد من القضاء على الثورات العربية جميعها بما فيها الثورة السورية.

الناظر لما حدث في مصر وتمكين السيسي من رقاب الشعب المصري، ثم إسقاط ليبيا بكل تلك الفوضى، وأخيراً تسليم صنعاء لإيران وتثبيت حكم الحوثيين هناك، يدرك على الفور ما تقوم به أمريكا للقضاء على أي فرصة ديموقراطية في الوطن العربي، وتمكين الشعب من حريته، فلا أعتقد أن شيئاً يخفيها أكثر من ذلك.
أربع سنوات تقريباً وهي تضع أحجار شطرنج في المجلس الوطني والائتلاف لتستطيع التحكم بهم، من معاذ الخطيب بطل المبادرات إلى هادي البحرة المصنف آخر من يعلم، مروراً بالجربا صاحب قصة الضمانات الدولية.


ومع كل ذلك لم تكتف، بل قامت بغارات جوية بربرية على الشعب السوري في مدينة إدلب فقتلت خمسة وأربعين سورياً أعزل حتى الآن بينهم عدة أطفال. إذ لا نستبعد أن الولايات المتحدة تخاف أن يكبر أطفال سورية ويترعرعون في ظل حكم عادل.

خمسة وأربعون حتى الآن، ما هم بأرقام، بل أشخاص لهم قصص وأحلام وعوائل وأعمال وسهرات وضحكات، جاءت صواريخ توماهوك لتقضي عليهم وتخطف الحياة منهم ومن أولادهم.

ادعى أوباما على الدوام، أنه لا يستطيع التدخل في سورية بسبب عدم وجود تخويل من مجلس الأمن يسمح له بذلك، ولكنه قصف اليوم الأراضي السورية بكل همجية دون العودة إلى مجلس الأمن.

وادعى كذباً أنه لن يسمح لإيران بأي مشاركة في أعمال عسكرية أو تحالفات تكون أمريكا طرفاً فيها، ولكن كيري دعا طهران بكل "مسكنة" أن تشارك في التحالف الدولي ضد المسلمين في سورية بل وقدم لها اليمن هدية فوق ذلك.

وليس هذا فحسب، وإنما أسقط أيضا البيت الأبيض الشرعية عن الأسد عشرين مرة حتى اليوم، وحلفت هيلاري كلنتون سبع مرات أن أيام الأسد معدودة، ولكن الخارجية الأمريكية لم تستح وبكل صفاقة من الاتصال بوليد المعلم لتخبره بأنها ستساهم مع سيده بشار بقتل ما بقي من المدنيين الذين لم يقتلهم الأسد بعد.

لم يبق أحد إلا وساهم في قتل الشعب السوري، وكأن السوريين كانوا يعلمون ذلك عندما أطلقوا شعارهم "مالنا غيرك يا الله".

أطفال سورية اليوم يستقبلون التوماهوك جنباً إلى جنب مع سكود، هذه المرة برضا الأسد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
لن تتوقف ضربات الولايات المتحدة كما يظن بعض المتابعين عند تنظيم الدولة الإسلامية ولا عند جبهة النصرة، ستتبعها ضربات لكل الفصائل التي تشكل خطراً على الأسد، أو لديها إمكانية محتملة لإسقاطه.

وستصل صواريخها الذكية إلى كل منطقة عجز بشار الأسد عن احتلالها بعد الثورة. بينما ستتوقف الضربات عند حدود جيش الأسد وشبيحته، ولن تطال كتائب أبي الفضل العباس ولا ميلشيات حزب الله، ولا كل أولئك الذين ساهموا ويساهمون في تدمير سورية وقتل شعبها.

الأيام القادمة ستحمل أخباراً كثيرة وتفضح أسراراً عديدة، وإن لم تقم أمريكا وحلفاؤها بضرب الأسد وقواته فإنهم لا شك مـتآمرون على الشعب السوري ولمصلحة الأسد وحسب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق