الجمعة، 26 سبتمبر 2014

توماس فرايدمان-نيويورك تايمز: داعش والسيسي

توماس فرايدمان-نيويورك تايمز: داعش والسيسي








مترجم عنISIS and SISIللكاتبThomas L. Friedman

يا لها من مصادفة أن يحملا نفس الحروف ISIS و SISI!!

فداعش والسيسي وجهان لعملة واحدة سواء في المبدأ والفكر، إلى أن وصلا لأن يحملا نفس الحروف، وهناك مفارقة أخرى عجيبة أن يكون كلاهما عكس الآخر في الحروف أي أنهما يؤولان إلى الصفر أي إلى النهاية.

في صحيفةنيويورك تايمز يقول الكاتب توماس فردريك أنه في شهر مايو من هذا العام شهد العالم اثنين من نماذج الحكم العربى المهيمنة وهما: داعش والسيسي، وهذا ما وصفه المحلل الإسرائيلي أوريت برولف.

بالطبع داعش هي الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ المليشيات السنية المتعطشة للدماء التي اقتلعت دولة جديدة من المناطق السنية في سوريا والعراق، أما السيسي فهو بالطبع، عبد الفتاح السيسي، الرجل القوي الجديد رئيسًا لمصر، والتي لأول مرة خلال الأسبوع الأول من حكمه يتم إصدر حكم على ثلاثة صحفيين من قناة الجزيرة بالسجن بتهم ملفقة بوضوح، يا لها من أمة عظيمة ترتكب أفعالًا حمقاء! وهذا ما ورد على لسان المحلل أوريت برولف.

ويقول المحلل السياسي برولف وهو الباحث في شؤون الشبكات الاجتماعية للشرق الأوسط في معهد جامعة تل أبيب لدراسات الأمن القومي؛ أن داعش والسيسي وجهان لعملة واحدة: الأول يرفع كلمة “الله” باعتباره الحاكم لجميع الحياة السياسية، وعلى الجانب الآخر “الدولة المدنية”.

وقد فشلا كلا الطرفين وسوف يقعان الهاوية سويًا وذلك لأنهما لا يمكنهما أن يحققا للشباب العربي والمسلمين أكثر ما يحتاجونه ويطالبون به: التعليم والحرية وفرص العمل، ليدركوا إمكانياتهم الكاملة والقدرة على المشاركة كمواطنين على قدم المساواة في الحياة السياسية.

سوف نضطر لانتظار جيل عربي أو مسلم جديد، الجيل الذي “يضع المجتمع على المحك”، الذي لا يسأل “كيف يمكننا أن نخدم الله أو كيف نستطيع أن نخدم الدولة” ولكن يسأل “كيف يمكنهم خدمتنا نحن”، وهذا ما قاله برولف.

واستمر قائلًا أن هذه النماذج الحاكمة – الإسلامية التشددية (داعش) التي تقود الحرب ضد “التكفيريين” والمرتدين أوالوطنية المبالغ فيها (السيسي) التي تقود الحرب ضد الإسلاميين “الإرهابيين” وهم ما تطلق عليهم الدولة المصرية الإخوان المسلمين – تحتاج لأن تفسح المجال لخيار ثالث مبني على التعددية في المجتمع سواء في الدين أو الفكر.

ويحتاج العالم العربي إلى متنفس أخير لهذه الأساطير المتماثلة سواء للدولة العسكرية (السيسي) أوالدولة الإسلامية (داعش) التي ستجلب الرخاء والاستقرار والكرامة. ربما يوجد “فرصة لرؤية هذه المنطقة تعبر للقرن الواحد والعشرين” فقط عندما يعترف السكان في النهاية أن كلتا الأسطورتين قد فشلتا وهي نماذج غير قابلة للتطبيق”.

فالوضع ليس بهذا السوء تمامًا. فلدينا اثنين من النماذج الناشئة، كلاهما ليس بالقوة الكبيرة أو بالصورة التامة، جعلا الحكم بصورة ديموقراطية قائمًا على المجتمع وبعض التعددية السياسية والحضارية والدينية: تونس وكردستان. كلاهما يعمل بتقدم ولكن ما يهم أنهم خرجوا من المجتمعات نفسها. وأيضًا لدينا دول ملَكية معتدلة بصورة نسبية – مثل الأردن والمغرب – وهم على الأقل يقومون بتجارب كسلطة قائمة على المشاركة بصورة كبيرة، بحيث يسمح لوجود بعض المعارضة ولا يحكم على المستبدين العلمانيين بصورة وحشية.

“وقد فشل كل من النموذج العلماني المستبد – المتمثل في الآونة الأخيرة في السيسي – والنموذج الديني المتطرف –المتمثل حاليا في داعش – وهذا ما أضافه مروان المعشر، وهو وزير الخارجية الأردني السابق ومؤلف كتاب “اليقظة العربية الثانية والنضال من أجل التعددية” .”وقد فشلوا لأنهم لم يتعاملوا مع احتياجات الشعوب الحقيقية: تحسين مستوى معيشتهم سواء في النواحى الاقتصادية والتنمية، وكذلك في الشعور بأنهم جزء من عملية صنع القرار. وقد كان النموذجان استثنائيين، معتبرين أنفسهم حاملين للحقيقة المطلقة والحل لجميع مشاكل المجتمع”.

واستمر معشر قائلًا: ولكن العام العربى “ليس غبيًا”. وعلى الرغم من أننا سنستمر لنرى الخطابات الإقصائية في كثير من العالم العربي لمستقبل قريب، ستؤول النتائج لتفوق أيدولوجي. وفقط يمكن للنتائج أن تأتي من سياسات الإدماج التي ستعطي كل القوى حصة في النظام، وبالتالى يعم الاستقرار والضبط والعدل والرخاء المطلق. فداعش والسيسي لا يمكنهم الانتصار. فالتحدي القادم للجيل الجديد في الوطن العربي حيث أن 70% من نسبة السكان تحت عمر 30، ويبدو أن الجيل القديم سواء كان دينيًا أو علمانيًا لم يكن يعلم شيئًا من فشل عصر ما قبل الاستقلال ليحقق التنمية المستدامة وخطر السياسات المستبعدة.

في الواقع دولة العراق التي تأسست في 1921 ذهبت مع الريح. ومصر الجديدة التي كانت في أذهاننا في ميدان التحرير مولود ميت. ويبدو أن الكثير من القادة والأتباع في كلا المجتمعين عازمون على اإطاء أفكارهم الفاشلة السابقة للآخر ليدور حول نفس الكتلة السابقة، وعلى أمل أن يختاروا الفكرة الوحيدة التي تعمل: التعددية في السياسات والتعليم والدين.
فلا أعرف إن كان هذا سيستغرق وقتًا طويلًا أم لا.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق