هدايا "أوباما الإخواني" إلى"بشار العلوي"
وائل قنديل
لم يحصل بشار الأسد، في حربه المجنونة ضد الشعب السوري، على هدايا أثمن ممّا قدمها له الرئيس الأميركي باراك أوباما.
في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول 2013، حبس العالم أنفاسه في انتظار الضربة الجوية التي أعلن أوباما توجيهها لقوات بشار الأسد بعد استخدامها الأسلحة الكيميائية ضد ثوار سورية.
وعلى وقع الاستخدام المفرط لأكثر تقنيات هوليوود إثارة، بقي العالم يلهث خلف أنباء موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على توجيه الضربة، ثم ازدادت الإثارة بانتظار تصديق الكونجرس.
في ذلك الوقت، كانت وسائل الإعلام وأجهزة استخبارات العالم تتبارى في التنبؤ بموعد الضربة، الأحد، أم الاثنين، في بداية الأسبوع، أم نهاية الأسبوع. كان أوباما حاسماً وقاطعاً وهصوراً، على غير عادته، لدرجة اشتعال الشاشات بتوقعات وتنظيرات المحللين والخبراء الاستراتيجيين لمكان الضربة وحجمها وما إذا كانت مقدمة لعملية عسكرية شاملة لاستئصال نظام بشار الأسد ، أم هي ضربة موجعة تفتح الباب أمام قوات المعارضة كي تجتثّ شأفة النظام الدموي.
الأحد فات، والاثنين، والثلاثاء، بينما بشار الأسد يدغدغ مشاعر قومجية الممانعة، ويستثمر التصعيد الأميركي في إظهار وجه يقاوم الهيمنة الأميركية والعربدة الصهيونية بشراسة، ويقدم نفسه باعتباره القائد الهُمام الذي يقود العالم ضد الإمبريالية والاستعمار، مستدعياً من التاريخ صور الزعماء الرافضين للدوران في الفلك الأميركي.
كان مشروع القرار ينص على وضع مدى زمني، 60 يوماً، للعمل العسكري في سورية مع جواز مدّه مرة واحدة لمدة 30 يوماً بشروط معينة.
في ذلك الوقت، كانت وسائل الإعلام وأجهزة استخبارات العالم تتبارى في التنبؤ بموعد الضربة، الأحد، أم الاثنين، في بداية الأسبوع، أم نهاية الأسبوع. كان أوباما حاسماً وقاطعاً وهصوراً، على غير عادته، لدرجة اشتعال الشاشات بتوقعات وتنظيرات المحللين والخبراء الاستراتيجيين لمكان الضربة وحجمها وما إذا كانت مقدمة لعملية عسكرية شاملة لاستئصال نظام بشار الأسد ، أم هي ضربة موجعة تفتح الباب أمام قوات المعارضة كي تجتثّ شأفة النظام الدموي.
الأحد فات، والاثنين، والثلاثاء، بينما بشار الأسد يدغدغ مشاعر قومجية الممانعة، ويستثمر التصعيد الأميركي في إظهار وجه يقاوم الهيمنة الأميركية والعربدة الصهيونية بشراسة، ويقدم نفسه باعتباره القائد الهُمام الذي يقود العالم ضد الإمبريالية والاستعمار، مستدعياً من التاريخ صور الزعماء الرافضين للدوران في الفلك الأميركي.
كان مشروع القرار ينص على وضع مدى زمني، 60 يوماً، للعمل العسكري في سورية مع جواز مدّه مرة واحدة لمدة 30 يوماً بشروط معينة.
وبلغت الإثارة ذروتها بإعلان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن عشرات الدول الغربية والعربية تدعم توجيه ضربة لنظام الأسد، وأن التفاوض جارٍ مع دول أخرى لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المجرمين في سورية.
وبعد كل هذه الدراما الساخنة، تبيّن أن الرئيس الأميركي كان يمارس لعبة على غرار برامج المفارقات و"القفشات" من عيّنة "اختبار الثلج"، ولم يتعرّض النظام السوري للقصف ولو بحجر واحد، أو حتى رشة ماء قادمة من البنتاجون.
ولعلّ هذه كانت الهدية الأثمن للنظام السوري، أو هي قبلة الحياة من رجل البيت الأبيض، إذ ارتفعت بعدها أسهم الاستثمار من قبل بروباجندا بشار في نظرية المؤامرة الدولية الشريرة ضد سورية الممانعة. في تلك الأثناء، نشط أبواق النظام السوري في غير مكان يلوكون كلاماً مضحكاً عن "باراك أوباما الإخواني" الذي يتحرّك ضد الأنظمة القومية العربية في سورية ومصر بتوجيه من التنظيم الدولي ومكتب الإرشاد، فيما خرج بشار أشرس وأكثر دموية من ذي قبل، مكتفياً بالخضوع لقرار أممي بالتخلّص من الأسلحة الكيماوية، فيما دُهست الثورة السورية تحت الأقدام، وانتحر الكلام عن القيم الأميركية المنحازة للديمقراطية وحقوق الإنسان على مشانق الصفقات السرية.
الآن.. ومع افتتاح الدورة الرابعة من الملتقى الأميركي الدولي للاستثمار في الحرب على الإرهاب، ولمناسبة إعلان القتال ضد "داعش"، يجد بشار الأسد نفسه في مرمى هدايا أخرى من باراك أوباما، حين يموت الكلام عن ثورة سورية قدّمت أكثر من مائة ألف شهيد حتى الآن، ويصبح محور الحديث هو "داعش" وحده، الذي تتحرك له المقاتلات والبوارج، ويوفر ملاذاً آمناً لكل مَن هم أكثر داعشية ودموية.
وبعد كل هذه الدراما الساخنة، تبيّن أن الرئيس الأميركي كان يمارس لعبة على غرار برامج المفارقات و"القفشات" من عيّنة "اختبار الثلج"، ولم يتعرّض النظام السوري للقصف ولو بحجر واحد، أو حتى رشة ماء قادمة من البنتاجون.
ولعلّ هذه كانت الهدية الأثمن للنظام السوري، أو هي قبلة الحياة من رجل البيت الأبيض، إذ ارتفعت بعدها أسهم الاستثمار من قبل بروباجندا بشار في نظرية المؤامرة الدولية الشريرة ضد سورية الممانعة. في تلك الأثناء، نشط أبواق النظام السوري في غير مكان يلوكون كلاماً مضحكاً عن "باراك أوباما الإخواني" الذي يتحرّك ضد الأنظمة القومية العربية في سورية ومصر بتوجيه من التنظيم الدولي ومكتب الإرشاد، فيما خرج بشار أشرس وأكثر دموية من ذي قبل، مكتفياً بالخضوع لقرار أممي بالتخلّص من الأسلحة الكيماوية، فيما دُهست الثورة السورية تحت الأقدام، وانتحر الكلام عن القيم الأميركية المنحازة للديمقراطية وحقوق الإنسان على مشانق الصفقات السرية.
الآن.. ومع افتتاح الدورة الرابعة من الملتقى الأميركي الدولي للاستثمار في الحرب على الإرهاب، ولمناسبة إعلان القتال ضد "داعش"، يجد بشار الأسد نفسه في مرمى هدايا أخرى من باراك أوباما، حين يموت الكلام عن ثورة سورية قدّمت أكثر من مائة ألف شهيد حتى الآن، ويصبح محور الحديث هو "داعش" وحده، الذي تتحرك له المقاتلات والبوارج، ويوفر ملاذاً آمناً لكل مَن هم أكثر داعشية ودموية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق