الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

ظاهرة القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية

ظاهرة القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية




لا تكاد تمرُّ أسابيع قليلة دون أن يضطر المشاهد إلى تحديث قائمة القنوات على جهاز التحكم التلفزيوني لديه، مستقبلا المزيد من الأسماء والشاشات. ظاهرة طبيعية في عصر يكتسح فيه التلفزيون المجال الإعلامي، لكن الأمر لدى المشاهد العربي يزيد على ذلك قليلا، فهناك ضيوف جدد ينزلون على القائمة تباعا، إنها هذه القنوات الأجنبية التي اختارت أن تتكلم بلغة الضاد.

بدأت الظاهرة محتشمة قبل نحو عقدين من الزمن، غير أن وتيرتها تسارعت إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، ثم الحرب على العراق بعد ذلك بسنتين. أحداث أفرزت غضبا شعبيا متزايدا ضد السياسات الغربية، مما حدا بعدد من الدول الأجنبية إلى محاولة كسر جدار اللغة وشرح مواقفها السياسية للعرب بلغتهم.

زار برنامج المرصد في حلقة 29/9/2014 غرف الأخبار في بعض القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية للتعرف إلى سياساتها التحريرية، وتقييم تجاربها في ساحة تشتد في حلبتها المنافسة، وتتنوع المقاربات.
وكانت أول فضائية أجنبية ناطقة بالعربية هي "الحرة" التي ترافقت مع الاحتلال الأميركي للعراق، لتبدأ بعدها دول أخرى بإطلاق فضائيات، وكل فضائية تتبنى الخطوط السياسية العريضة للدولة التي تتكفل بتمويل هذه المحطة.
"الصورة النمطية حول كوريا الشمالية  المتراوحة بين الهزيلة والأسطورية تفتح الباب لسؤال: هل هذه هي صورتها فعلا أم أنها صورتها لدى الغرب؟"
وسبق عصر الفضائيات حضور إذاعي باللغة العربية.
 يقول الصحفي داود كتاب إن عصر ما بعد الاستعمار في العالم العربي عرف ظاهرة الانقلابات العسكرية التي أول ما تحكم السيطرة عليه الإذاعة لتعلن من خلالها الانقلاب، ومن هنا بدأت الشعوب تتجه إلى الإذاعات الأجنبية الناطقة بالعربية حتى تتعرف إلى وجهة نظر مختلفة وفي مقدمتها: لندن، ومونت كارلو.
لغز كوريا الشمالية
أما القصة الثانية في الحلقة فكانت من نصيب كوريا الشمالية بلد الغموض والإثارة الإعلامية، حيث الأبواب موصدة والأخبار شحيحة والخيال الصحفي يصنع الدراما ويلاحق الإشاعات.

فقبل فترة ليست بالبعيدة، تهاطل في وسائل الإعلام الغربية ونظيراتها في جنوب شرق آسيا، سيل من الأخبار والصور عن مسؤول كوري شمالي كبير، أعدم نهشا بالكلاب. وقبل ذلك بأسابيع فقط تداولت وسائل الإعلام خبر فرض سلطات بيونغ يانغ على الطلبة حلق رؤوسهم على طريقة الزعيم "كيم يونغ أون".

وإذا ما حاول المتابع استرجاع الصور المخزنة في ذاكرته عن كوريا الشمالية، غالبا ما ستعود إلى الذهن صور ميدان "كيم إيل سونغ"٬ حيث يحتشد جنود متشابهون تماما، ومنضبطون جدا، وفوقهم ترتفع صور آل كيم الحاكمة وأمامهم عربات عملاقة تمتد فوقها صواريخ بحجم استثنائي.

هذه الصورة النمطية المتراوحة بين الهزيلة والأسطورية تفتح الباب لسؤال: كيف يمكن التأكد من هذه الأخبار التي ترد من هذا البلد أو عنه؟

ويقول مراقبون إن الصورة الكورية في كثير من الأحيان هي صورتها لدى الغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق