الأحد، 21 سبتمبر 2014

يخلق من ضهر العالم ناشط !

يخلق من ضهر العالم ناشط !
  آيات عرابي
 شاهدت أكثر من مرة تغطية قناة الجزيرة مباشر مصر للإفراج عن الناشط علاء عبد الفتاح, في خلفية المشهد, شخصان يفقزان فرحاً بالحكم, واحدهم يرتدي حلة وتستضيفه الجزيرة ليدافع عن الانقلاب وتبدو عليه علامات السرور الشديد للحكم بإخلاء سبيل صديقه, اعاد ذلك المشهد إلى ذهني سلسلة من المشاهد, وعدت بالذاكرة قليلا إلى ما بعد الانقلاب, عندما حكم قاض شامخ بالسجن 11 عاماً على فتيات حركة 7 الصبح اللواتي قبض عليهن, في الاسكندرية بتهمة التظاهر, وقتها كتبت الصحف العالمية عن الفضيحة وعن القاضي الشامخ وعن الانقلاب الذي يستهدف الفتيات القاصرات, وبالطبع لم تنس القنوات الصهيونية التي تبث من مدينة الانتاج الاعلامي أن تنعت تلك الفتيات بأقبح السباب, تذكرت وقتها بعد أن صارت الفضيحة دولية, كيف حاول الانقلاب تدارك الموقف فأوعز إلى ذلك الجماد المعين بإصدار عفو عن الفتيات, وما ان تم تداول الانباء حتى رفضت الفتيات أي عفو من دولاب القضية المُعين وهو ما اثار ذهول الجميع.
 فتيات قاصرات يتعرضن لأبشع أنواع المعاملة في سجون ميليشيات الانقلاب ويُحكم عليهن بالسجن 11 عاماً ثم يرفضن أن يصدر العفو عنهن من شخص عينه الانقلاب.
يا الله ما هذا الثبات !!
تذكرت ذلك حين رأيت الفرحة العارمة بالإفراج عن ناشط لم يفعل شيئاً سوى أنه مارس حقه الطبيعي في التظاهر.
 ناشط آخر اسمه دومة, اشتهر قبل الانقلاب لاعتياده سب الرئيس, قالت زوجته في رسالة لشاويش الانقلاب ( أطالبك كابنة بالتدخل لإنقاذ زوجى أو السماح بعلاجه بالمستشفى.. وفى انتظار كلمتك كأب ) !!!!! تلك التي تنتظر كلمة ذلك المجرم السفاح ( كأب ) هي نفسها من سبت الرئيس بمنتهى الصلف, عند الحكم على زوجها دومة بتهمة إهانة الرئيس, قبل الانقلاب وقالت له (انت مجرم وفاقد للشرعية ) !! سبحان من يغير ولا يتغير.
وأؤكد أنني وإن كنت, لن انسى أنا أو غيري موقف علاء عبد الفتاح أو دومة او غيرهم ممن صدعونا بأن الاخوان ( ركبوا الثورة ) وان ( بديع باعها ) من في مجزرة رابعة ومن الشماتة التي ابدوها بدون تحفظ في الشهداء بل أن دومة هذا اعلن عن أسفه الشديد لعدم وجوده للمشاركة في فض الاعتصام, لكنني في نفس الوقت, ارفض تماماً أن يسجن شخص أو يظلم.
لم اكن اتوقع أن يتعالى علاء عبد الفتاح على جلاديه كما فعلت فتيات حركة 7 الصبح حتى وان كان يعلم أن الافراج جاء بعد زيارة كيري, وسبقه إعلان امريكي كامل للنوايا بالنسبة للتيار الاسلامي والناشطين العلمانيين في مصر والذي عبر عنه دينيس روس في مقاله, ( الاسلاميون ليسوا اصدقاءنا ) والذي طلب فيه الضغط على الانقلاب لاعطاء المزيد من الحريات للناشطين العلمانيين, مقابل عدم السماح اصلا بوجود التيار الاسلامي. ولكنني وجدت نفسي اتذكر كلمات والده, احمد سيف الاسلام رحمة الله عليه, عندما قال ( ما يتعرض له الاسلاميين اكبر بكثير مما يتعرض له علاء ابني ), وتذكرت تحريض ابنه على مجزرة رابعة, بينما قال هو ان الصمت عن مذبحة رابعة جريمة، وان قائد الانقلاب, مجرم حرب؛ نتيجة ارتكابه لمجازر ضد المتظاهرين، في الحرس الجمهوري، والمنصة ورابعة، والنهضة.. إلخ، وإن أبناء الإخوان هم أبنائه، والدفاع عنهم واجب مقدس لأى انسان شريف, تذكرت ذلك, فترحمت عليه وقلت لنفسي صحيح يخلق من ضهر العالم ناشط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق