الخميس، 25 سبتمبر 2014

لقاء جدة الحاسم..الملك عبدالله لكيري: "سوف نقدم أي دعم تحتاجونه"

لقاء جدة الحاسم..الملك عبدالله لكيري

"سوف نقدم أي دعم تحتاجونه"


الترجمة : خدمة العصر

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها اليوم، أن الاتفاق مع السعودية كان هو الأساس في محاولات الولايات المتحدة لإشراك الدول العربية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يدرك الأمريكيون أن الكثير تمخض عن اجتماع 11 سبتمبر مع الملك عبد الله في قصره الصيفي المطل على البحر الأحمر.
 
وقبل ذلك بعام، وفقا للتقرير، كان الملك عبد الله غاضبا عندما ألغى الرئيس باراك أوباما قرار استهداف نظام بشار الأسد. لكن

في اجتماع القصر، طلب وزير الخارجية، جون كيري، المساعدة وقد تصل إلى المشاركة في الضربات الجوية، وفقا لمسؤولين أمريكيين وخليجيين، ورد الملك عبدالله: "إننا سوف نقدم أي دعم تحتاجونه".

في تلك اللحظة، وأكثر من أي وقت آخر، وُضع قطار الحملة الجوية الأمريكية ضد الدولة الإسلامية على السكة، وفقا لمسؤولين أمريكيين وخليجيين. وأوضح أوباما أنه لن يأذن للضربات إلا إذا وافق الحلفاء الإقليميون على الانضمام لهذه الحملة، ومن دون الرياض، ليس من المرجح أن يشارك باقي العرب.

ويقول مسؤولون من الجانبين إن الشراكة في الحملة الجوية على سوريا يمكن أن تساعد في إعادة بناء الثقة بين حلفاء أمس التي توترت بشدة إثر انفتاح الولايات المتحدة على انتفاضات الربيع العربي ومرونتها في التعامل مع إيران. وهي إشارة أيضا إلى أن السعوديين قد يُوكل إليهم دور أمني أكبر في المنطقة، وهو ما ضغطت الولايات المتحدة لإقراره منذ لفترة طويلة.

ومع ذلك، كما كشف التقرير، فإن التوصل إلى اتفاق استغرق شهورا من العمل والتنسيق وراء الكواليس بين الولايات المتحدة والقادة العرب، الذين وافقوا على ضرورة التعاون ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن ليس حول: كيف أو متى. وانتزع السعوديون بهذه الصفقة التزام الولايات المتحدة بتكثيف عملية تدريب الثوار الذين يقاتلون الأسد، خحيث لا تزال السعوديى ترى في زواله أولوية قصوى، وفقا لما أورده التقرير.
 
وتحسبا لأي تغيير في موقف أوباما كما في المرة الأخيرة، قرررت السعودية والإمارات تبني إستراتيجية تهدف إلى جعل من الصعب على أوباما تغيير المسار: "كل ما يطلبونه نوافق عليه، ونقول: نعم"، كما صرح مستشار الكتلة الخليجية، وأضاف: "وكان الهدف عدم منحهم أي سبب للإبطاء أو التراجع".
 
ويقول التقرير إن المشاركة العربية في الضربات رمزية أكثر منها ذات قيمة عسكرية. ذلك أن الأمريكيين أخذوا زمام المبادرة والأمريكيين ورموا القنابل أكثر بكثير من حلفائهم العرب. ولكن استعراض الدعم من دولة سنية رئيسية للحملة ضد جماعة سنية متشددة، كما قال مسؤولون أمريكيون، أراح الرئيس أوباما ومنحه تفويضا بقيادة الحملة، وهو الأمر الذي تررد بشأنه سابقا. 
 
وبينما يراهن القادة السعوديون وأعضاء من المعارضة السورية المعتدلة على إمكانية دفع الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، لتوسيع ضرباتها باتجاه دعم المقاتلين من الثوار المعتدلين ضد الأسد، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، يقول مسؤولون أمريكيون إن الإدارة ليس لديها نية لقصف قوات  الأسد. 
 
كانت هناك عقبات مطلوب التغلب عليها قبل أن يصبح تنظيم الدولة الإسلامية حافزا محتملا للتقارب بين الولايات المتحدة والسعودية.
 
بعد أن حققت داعش مكاسب غير مسبوقة في العراق المسؤولين، أبلغ المسؤولون السعوديون كيري في يونيو الماضي أن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو شيعي تربطه علاقات وثيقة بإيران، الرحيل، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
 
وما إن يحصل هذا، ستكثف الرياض من دورها ضد تنظيم الدولة الإسلامية والعمل على جلب دول خليجبة أخرى. وكانت إدارة أوباما قد وصلت لاستنتاج مماثل، وبدأت المناورة لتنحية المالكي من منصبه. 
 
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة سرَعت خططها بعد قطع رأسي الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سولوف، وكذا بعد زلة أوباما اللفظية عندما قال إنه ليس لدى الولايات المتحدة حتى الآن إستراتيجية لمواجهة داعش.
  وبعد أن هوَنت في البداية من شأن التهديد، بدأ المتحدثون باسم الحكومة يرددون أن الولايات المتحدة "في حالة حرب" مع داعش، وستتمكن من تدميرها في الأخير. 
 
ولم يتضح حينها للحلفاء العرب ما إذا كان الحديث المتشدد سوف يؤول إلى حملة عسكرية. 
 
وقد قضى سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير، سنوات في محاولة لإقناع أوباما بدور أكثر تدخلا في سوريا. وقال دبلوماسيون إن الملك قرر إعطاء الأميركيين ما يطلبوه، وأضافوا أن آخر يفكر فيه السعوديون هو منح مبررات لأولئلا الذين لا يزالون يعارضون اتخاذ أي إجراء داخل الإدارة الأمريكية. 
 
بالنسبة للسعوديين، أصبحت سوريا جبهة حاسما في معركة على النفوذ الإقليمي مع إيران، حليفة الأسد. ويقول دبلوماسيون عرب إن الملك قرر القيام بكل ما هو مطلوب لتنحية الأسد.
 
في الأسبوع الأخير من أغسطس، طار الجيش الأمريكي ووفد من الخارجية إلى الرياض لوضع الأساس لبرنامج عسكري لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة كل من نظام الأسد وتنظيم داعش، وهو ما كانت تطالب به السعودية منذ فترة طويلة.
 
طلب فريق الولايات المتحدة موافقة السعودية لاستخدام معسكراتها للتدريب. وقد وافق كبار الوزراء السعوديين، بعد التشاور سريعا مع الملك، على تقديم الكثير، فيما ضغط السفير عادل الجبير على المشرعين الرئيسيين  للموافقة على تشريع يجيز التدريب. 
 
عندما التقى كيري الملك عبد الله في 11 سبتمبر بجدة، لم يكن يعرف على وجه اليقين ماذا أعد السعوديون للقيام به. وكان السعوديون قد أبلغ نظراءهم الأميركيين قبل الزيارة أنهم سيكونون على استعداد للمشاركة في القوة الجوية ولكن ليس قبل أن يقتنعوا بأن الأمريكيين جادون في التدخل المستمر بسوريا. ذلك أن السعوديين لم يكونوا متأكدين من مدى استعداد أوباما للذهاب بعيدا في الملف السوري، وفقا لدبلوماسيين.
 
ورأى الجميع بوضوح أن السعوديين كانوا هم محور التحرك، كما قال مسؤول أمريكي بارز يعمل مع السعوديين. 
 
وكان المؤثرون السعوديين مستعدين لحضور اجتماع 11 سبتمبر، يمن فيهم الأمير بندر بن سلطان.  لكسر الجليد، بدأ المسؤولون الأمريكيون الاجتماع بالحديث عن فقدان سفيرهم في المملكة العربية السعودية، جوزيف يستفال، وزنه مؤخرا.
 
وقال كيري للملك إن تنظيم الدولة الإسلامية قد أوجد فرصة للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية للوقوف في خط واحد. وعندما قال الملك إنه مستعد للانضمام إلى حملة الضربات الجوية، ارتسمت على وجه الأمير بندر ابتسامة، وفقا لمسؤولين أمريكيين. 
 
وقال مسؤولون أمريكيون إن إزاحة حكومة المالكي فتحت الطريق للمضي قدما. بينما أبلغ الملك الوزير كيري أنه سيرسل فريقا إلى بغداد للنظر في إعادة فتح السفارة السعودية. 
 
وقبل أسبوع من الضربات، التقى السفير عادل جبير أوباما في البيت الأبيض. وقال مسؤولون أمريكيون إنه كان من المقرر أن ينتهي الاجتماع في غضون 10 دقائق ولكنه استغرق 45 دقيقة لمناقشة الخطط العسكرية المشتركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق