الحوثيون.. مفاجأة!
في إحدى مساجد العاصمة السعودية ، كان الشيخ الدكتور ناصر العمر يلقي درسه الأسبوعي، قبل ست سنوات، حين نبه إلى قضية خطيرة.. "ثالوث دولي يخطط لتطويق السعودية"، هكذا حذر من خطر الرافضة في الشمال، سوريا والعراق ولبنان، وفي الداخل حيث تنشط قوى طائفية في تغيير الوضع الاجتماعي في بعض المناطق لصالحها.. وفي الجنوب من خلال الحركة الحوثية التي لم تكن بهذه القوة وقتها.
لم يبدأ التحذير في هذا التوقيت، بل كان قبل 22 عاما، واستمر مروراً بتصريحه قبل عامين: "هل ننتظر حتى يلتف علينا الحوثيون والمجوس في العراق والشام ولبنان؟!"..
إلى أن كانت " رسالة إلى أهلنا في اليمن : أدركوا بلدكم قبل أن تفرقوا أيدي سبأ"، التي بثها قبل شهور قليلة.
والحاصل أن ما حذر منه د.العمر لم يكن حالة فريدة من نوعها، على الأقل في الصعيد اليمني، فعلماء اليمن وحكماؤه كثيراً ما شاطروا علماء سعوديين قلقهم، وكذا تعددت نداءات واستصراخات من روابط علمية، كرابطة العلماء المسلمين، وغيرها، كتاب وباحثون، جميعها ـ وجميعهم ـ ينبه إلى صعوبة ما هو قادم، وسط انتقادات وسخريات أحياناً من قوى رجعية ليبرالية، ارتأت أن ما يحذر منه العلماء هو مجرد مبالغات يدفع إليها نظرة ضيقة لهؤلاء العلماء!
ثم بدا من بعد أن التطمينات والتهويمات الليبرالية لم تكن إلا تخديراً تحقنه دول غربية إلى جوار إيران في شرايين نافذين وشعوب ريثما يحكم هؤلاء وأولئك قبضتهم على المنطقة، ويوزعوا كعكة السنة فيما بينهم؛ فلقد سلمت صنعاء للحوثيين، وشرعوا في تكسير عظام القوى السنية في اليمن، وساروا حثيثاً في تجريد السنة من كافة أوراق نفوذهم في بلادهم الأصيلة/اليمن.
إن مد الخط الطائفي على استقامته كان في كل لحظة ليقود إلى نقطة تمناها الصفويون كثيراً منذ قرون؛ فلا مفاجأة حال تحققت، فالتحذير من هذا ربما لم يتوقف على ما قاله هؤلاء، بل يمتد تاريخياً ليدركه كل راسخ في علمه حريص على أمته.. لكن متى كانت التيارات والقوى المتغربة راسخة في هذا أو حريصة على تلك؟!
لن نبكي طويلاً على اللبن المسكوب، فلقد وقعت المأساة، ولم يعد في مصائر الدول والأمم وقتاً لبكاء أو ندم، إذ لا يمكن التوقف ملياً أمام ما حصل في اليمن إلى من أجل الالتفات إلى المستقبل، والذي تبدو بوادره ليست جيدة؛ فلا وجود لأكثر من اتجاهين أمام اليمنيين السنة للحركة، إما انتظار افتقاد آخر معاقل السنة في اليمن، أو الانطلاق من هذه النقطة لمقاومة الواقع الجديد؛ فأي خيار سيسلكون؟
الواقع أن ما فرض دولياً وإقليمياً، لابد أن يوقف إقليمياً على الأقل؛ فمن العبث فصل الحوثيين عن بعدهم الإقليمي، واعتبار خطرهم محدوداً بإمكاناتهم الآنية برغم تضاعفها عدة مرات؛ فإيران لديها مشروع ليس مجهولاً لأحد، وتطويقها لدول الخليج، ونفوذها المطرد لا يخفى على ذي عينين، وأطماعها التالية آخذة في الظهور والإعلان، ولقد بدأ عدد من ساسة إيران يعلنون صراحة أنهم لا يريدون التوقف عن المحطة اليمنية.. فهل من مدكر؟!
لم يبدأ التحذير في هذا التوقيت، بل كان قبل 22 عاما، واستمر مروراً بتصريحه قبل عامين: "هل ننتظر حتى يلتف علينا الحوثيون والمجوس في العراق والشام ولبنان؟!"..
إلى أن كانت " رسالة إلى أهلنا في اليمن : أدركوا بلدكم قبل أن تفرقوا أيدي سبأ"، التي بثها قبل شهور قليلة.
والحاصل أن ما حذر منه د.العمر لم يكن حالة فريدة من نوعها، على الأقل في الصعيد اليمني، فعلماء اليمن وحكماؤه كثيراً ما شاطروا علماء سعوديين قلقهم، وكذا تعددت نداءات واستصراخات من روابط علمية، كرابطة العلماء المسلمين، وغيرها، كتاب وباحثون، جميعها ـ وجميعهم ـ ينبه إلى صعوبة ما هو قادم، وسط انتقادات وسخريات أحياناً من قوى رجعية ليبرالية، ارتأت أن ما يحذر منه العلماء هو مجرد مبالغات يدفع إليها نظرة ضيقة لهؤلاء العلماء!
ثم بدا من بعد أن التطمينات والتهويمات الليبرالية لم تكن إلا تخديراً تحقنه دول غربية إلى جوار إيران في شرايين نافذين وشعوب ريثما يحكم هؤلاء وأولئك قبضتهم على المنطقة، ويوزعوا كعكة السنة فيما بينهم؛ فلقد سلمت صنعاء للحوثيين، وشرعوا في تكسير عظام القوى السنية في اليمن، وساروا حثيثاً في تجريد السنة من كافة أوراق نفوذهم في بلادهم الأصيلة/اليمن.
إن مد الخط الطائفي على استقامته كان في كل لحظة ليقود إلى نقطة تمناها الصفويون كثيراً منذ قرون؛ فلا مفاجأة حال تحققت، فالتحذير من هذا ربما لم يتوقف على ما قاله هؤلاء، بل يمتد تاريخياً ليدركه كل راسخ في علمه حريص على أمته.. لكن متى كانت التيارات والقوى المتغربة راسخة في هذا أو حريصة على تلك؟!
لن نبكي طويلاً على اللبن المسكوب، فلقد وقعت المأساة، ولم يعد في مصائر الدول والأمم وقتاً لبكاء أو ندم، إذ لا يمكن التوقف ملياً أمام ما حصل في اليمن إلى من أجل الالتفات إلى المستقبل، والذي تبدو بوادره ليست جيدة؛ فلا وجود لأكثر من اتجاهين أمام اليمنيين السنة للحركة، إما انتظار افتقاد آخر معاقل السنة في اليمن، أو الانطلاق من هذه النقطة لمقاومة الواقع الجديد؛ فأي خيار سيسلكون؟
الواقع أن ما فرض دولياً وإقليمياً، لابد أن يوقف إقليمياً على الأقل؛ فمن العبث فصل الحوثيين عن بعدهم الإقليمي، واعتبار خطرهم محدوداً بإمكاناتهم الآنية برغم تضاعفها عدة مرات؛ فإيران لديها مشروع ليس مجهولاً لأحد، وتطويقها لدول الخليج، ونفوذها المطرد لا يخفى على ذي عينين، وأطماعها التالية آخذة في الظهور والإعلان، ولقد بدأ عدد من ساسة إيران يعلنون صراحة أنهم لا يريدون التوقف عن المحطة اليمنية.. فهل من مدكر؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق