ساجد بور: النفوذ الإيراني يزداد مع وجود الفوضى
رسم الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية كريم ساجد بور خريطة لواقع ومستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، لكنه اعتبر أن قلق الدول العربية والخليجية من هذا النفوذ مبالغ فيه.
وقال ساجد بور في حلقة الأربعاء (25/3/2015) من برنامج "بلا حدود" إنه يجب وضع نفوذ إيران في المنطقة في سياقه الصحيح، وأقر بأن إيران تزدهر ويتحسن موقفها إذا كان هناك فراغ سياسي وفوضى، لكنها ليست في موقع يتيح لها السيطرة على الشرق الأوسط.
وأوضح أن إيران بلد يمارس حاليا نفوذا عظيما في العراق وسوريا، وصعود مجموعة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في هذين البلدين يعطيها ذريعة لممارسة مزيد من النفوذ فيهما.
صفقة النووي
وردا على سؤال بشأن المفاوضات النووية الجارية بين إيران والقوى الغربية وما الذي سيحصل عليه الإيرانيون مقابل توقيع الاتفاق، قال ساجد بور إن ملخص ما يجري التفاوض عليه الآن في مدينة لوزان السويسرية أن تقدم إيران تنازلات نووية مقابل تخفيض العقوبات المفروضة عليها.
وكشف عن رغبة إيرانية بألا يمتد أمد الصفقة لأكثر من عشر سنوات، كما أن طهران لا تريد قيودا على أي نشاطات بحثية تطويرية، لكنه أكد أن الدول الغربية -خاصة الولايات المتحدة وفرنسا- سترفض ذلك بالتأكيد.
وتوقع الباحث في الشؤون الإيرانية بمعهد كارنيجي أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق إطار، على أن يكون الاتفاق الكامل بحلول يوليو/تموز المقبل.
واعتبر أن القلق البالغ لدى الدول العربية السنية -ودول الخليج خاصة- من الاتفاق النووي يعود بالأساس إلى أن مثل هذه الصفقة ستعزز موقف إيران التي ستكتسب موارد مالية كبرى نتيجة رفع العقوبات المفروضة عليها.
استعجال أميركي
ولكن لماذا يستعجل الرئيس الأميركي باراك أوباما توقيع الاتفاقية، ويعتبرها إنجازا كبيرا لسياسته الخارجية في المنطقة؟ يجيب ساجد بور بأن أوباما يرى أن هناك حاجة للتعاون مع إيران لتجاوز الكثير من التحديات في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، ومن ناحية أخرى فهو يريد تفادي حصولها على السلاح النووي، وفي الوقت نفسه تفادي توجيه ضربة عسكرية لها.
ويرى الباحث أن التحدي الوحيد أمام إتمام هذه الصفقة هو أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي لا يريدها صفقة دائمة بحيث تتضمن أي تنازل في الملف النووي مؤقتا.
أما عن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في توسع النفوذ الإيراني بالمنطقة فاعترف ساجد بأن أخطاء كبرى في السياسة الخارجية الأميركية، ومنها شن الحرب على العراق وسوء إدارة هذه الحرب وغيرها من العوامل التي استفادت منها إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي.
لكنه لفت إلى أن الفراغات التي ظهرت في المنطقة بعد موجة ثورات الربيع العربي كما حدث في اليمن وسوريا ليست بالضرورة ردا على الأخطاء الأميركية رغم تأكيده على استفادة إيران منها.
ورغم هذا فإن إيران -يتابع ساجد- تدرك أنها بلد شيعي فارسي في منطقة سنية عربية، لهذا تريد لنفسها أن تكون قوة أيديولوجية، و"علينا أن ندرك أن إيران تضررت كثيرا خلال السنوات الماضية واقتصادها ينكمش، ولا يمكن أن نتظاهر بأنها عملاق كبير".
سوريا
وفي ما يتعلق بالدور الإيراني في سوريا طوال السنوات الأربع الماضية يرى الباحث أن إيران ليست ملتزمة بشخص بشار الأسد بل بمصالحها في سوريا، خاصة أن سوريا هي الحليف الوحيد لطهران منذ عام 1979، وتمثل لها ممرا إستراتيجيا إلى لبنان وحزب الله الذي يمثل جوهرة تاج الثورة الإيرانية، بحسب وصفه.
ويعتبر ساجد بور أن هذه الأسباب جعلت إيران تلتزم جانب الأسد رغم الكلفة الاقتصادية، فضلا عما سببه ذلك لسمعتها التي تضررت في العالم العربي والعالم بشكل عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق