صلاح فيورنتينا وصلاح حطين
وائل قنديل
في صخب الانفعال، والتفاعل الجماهيري مع ما يقدمه اللاعب المصري، محمد صلاح، في دوري كرة القدم الإيطالي،
لم يتوقف أحد عند المجزرة التي ارتكبتها وزارة التربية والتعليم ضد كتب التاريخ، والتي أسفرت عن طرد صلاح الدين الأيوبي من المناهج.
لم يغضب أحد، وإن غضب، فإن كل الآليات التي من شأنها التصدي لهذا العبث معطلة، ومرفوعة من الخدمة، فلا برلمان يراقب ويحاسب، ولا بقيت وسيلة للاحتجاج، في زمن صار معه الاحتجاج جريمة وخيانة وطنية.
ليس هذا تقليلاً من قيمة ما ينجزه لاعب الكرة، وليس ازدراء للعبة الجماهيرية الأولى، ولا مصادرة لحق الجماهير في الفرحة بنجم جديد.
لم يغضب أحد، وإن غضب، فإن كل الآليات التي من شأنها التصدي لهذا العبث معطلة، ومرفوعة من الخدمة، فلا برلمان يراقب ويحاسب، ولا بقيت وسيلة للاحتجاج، في زمن صار معه الاحتجاج جريمة وخيانة وطنية.
ليس هذا تقليلاً من قيمة ما ينجزه لاعب الكرة، وليس ازدراء للعبة الجماهيرية الأولى، ولا مصادرة لحق الجماهير في الفرحة بنجم جديد.
فاللاعب المصري محمد صلاح، المنضم إلى فريق فيورنتينا الإيطالي لكرة القدم، يكتب، بتألقه اللافت، قصة نجاح باهر لشاب مصري، قرر أن يتمرد على كل مسببات الجمود والتكلس ومحدودية الطموح، ويحفر لموهبته نهراً تتدفق فيه، مبتعداً عن مناخ قاتل لكل موهبة.
دماثة خلق اللاعب واحترامه موهبته، وإدراكه معنى الاحتراف الحقيقي، وإصراره على النبوغ، كل هذه عناصر جعلت منه مشروعاً للإجماع الوطني، وعنواناً لبهجة، أضحت شحيحة في حياة المصريين.
وأفضل ما فعله النجم الصغير أنه نأى بنفسه عن مستنقعات الاستقطاب السياسي والمجتمعي، ووضع التفوق نصب عينيه، رافضاً الاستسلام لشهوة استثمار النجاح الرياضي في تقمص شخصية الزعيم الشعبي، والرمز الذي يفتي في كل شيء من السياسة إلى الطاقة النووية.
نجح صلاح فردياً، ونحت اسمه في سجل العظماء، بكدّه وعرقه وإخلاصه لما يجيد، ومع ذلك، لم يسلم من محاولات القرصنة على إنجازه، من خلال التمسح (أو بالأحرى التمحك) من قبل سلطة الانقلاب فيه، من خلال ذلك المزاح الثقيل مع رئيس وزراء إيطاليا، في أثناء مؤتمر شرم الشيخ، وكأن السلطة الحاكمة في مصر مساهمة في نجاح اللاعب الذي صار حديث جماهير الكرة في العالم.
دماثة خلق اللاعب واحترامه موهبته، وإدراكه معنى الاحتراف الحقيقي، وإصراره على النبوغ، كل هذه عناصر جعلت منه مشروعاً للإجماع الوطني، وعنواناً لبهجة، أضحت شحيحة في حياة المصريين.
وأفضل ما فعله النجم الصغير أنه نأى بنفسه عن مستنقعات الاستقطاب السياسي والمجتمعي، ووضع التفوق نصب عينيه، رافضاً الاستسلام لشهوة استثمار النجاح الرياضي في تقمص شخصية الزعيم الشعبي، والرمز الذي يفتي في كل شيء من السياسة إلى الطاقة النووية.
نجح صلاح فردياً، ونحت اسمه في سجل العظماء، بكدّه وعرقه وإخلاصه لما يجيد، ومع ذلك، لم يسلم من محاولات القرصنة على إنجازه، من خلال التمسح (أو بالأحرى التمحك) من قبل سلطة الانقلاب فيه، من خلال ذلك المزاح الثقيل مع رئيس وزراء إيطاليا، في أثناء مؤتمر شرم الشيخ، وكأن السلطة الحاكمة في مصر مساهمة في نجاح اللاعب الذي صار حديث جماهير الكرة في العالم.
هي الطريقة القديمة في زمن حسني مبارك، عندما كان يحشر نفسه عنوة في كل لقطات الفوز، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية، بحيث لا يمر إنجاز، إلا ويلصق به اسم الرئيس، فهو القائد والزعيم والمدرب ومصدر الإلهام.
استغلال دوي انفجار موهبة محمد صلاح، في ملاعب إيطاليا، تجاوز مسألة ربطه قسراً بالسلطة الحالية، إلى استثمار حالة الهوس الجماهيري به، في التغطية على جرائم حضارية وتاريخية، جرى ارتكابها مؤخراً، وأعني هذا التخريب في مناهج التعليم، والعربدة في ملاحم التاريخ.
وفي غمرة الانشغال بنجاح صلاح الدين فيورنتينا، امتدت الأيدي العابثة لإقصاء صلاح الدين الأيوبي من كتاب التاريخ المقرر على طلبة التعليم الابتدائي، وكذلك حذف قصة عقبة بن نافع من المنهج المقرر للمرحلة الإعدادية، وكأن لسان حال الحكومة الحالية يقول للمصريين: يكفيكم صلاح اللاعب، أما صلاح حطين فلم يعد له مكان في وجدان الأجيال الناشئة، في كنف سلطة تجاهر بالعداء لكل ثوابت الثقافة والتاريخ والقيم، وتمارس أبشع عملية تجريف للوعي الجمعي، تأخذ في طريقها الدين والعلم والجغرافيا أيضاً.
بلغ الشطط بحاكم مصر الجديد أنه بات يصدق أنه زعيم للتجديد الديني، ومتحدث وحيد باسم الدين والتاريخ، من خلال هذه السفسطات الفارغة من أي مضمون التي تقدم فهماً كوميدياً للنصوص الدينية، مزهواً بتلك الحالة من الترحيب بأطروحاته المضحكة عن علاقة الإسلام بالعالم، إذ يتلقفه محرر "وول ستريت جورنال"، وهو بالمناسبة رئيس تحرير سابق لصحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، باعتباره "المعلم الذي قدم للعالم درساً في الاختلاف بين التقوى الدينية".
وإذا كان رأس دولة الأزهر يحرض على المسلمين المهاجرين إلى بقاع العالم، ويبلغ عن الدين الإسلامي، فلماذالا تمتد أيدي تابعيه لإراقة دماء الأبطال التاريخيين على صفحات الكتب؟
استغلال دوي انفجار موهبة محمد صلاح، في ملاعب إيطاليا، تجاوز مسألة ربطه قسراً بالسلطة الحالية، إلى استثمار حالة الهوس الجماهيري به، في التغطية على جرائم حضارية وتاريخية، جرى ارتكابها مؤخراً، وأعني هذا التخريب في مناهج التعليم، والعربدة في ملاحم التاريخ.
وفي غمرة الانشغال بنجاح صلاح الدين فيورنتينا، امتدت الأيدي العابثة لإقصاء صلاح الدين الأيوبي من كتاب التاريخ المقرر على طلبة التعليم الابتدائي، وكذلك حذف قصة عقبة بن نافع من المنهج المقرر للمرحلة الإعدادية، وكأن لسان حال الحكومة الحالية يقول للمصريين: يكفيكم صلاح اللاعب، أما صلاح حطين فلم يعد له مكان في وجدان الأجيال الناشئة، في كنف سلطة تجاهر بالعداء لكل ثوابت الثقافة والتاريخ والقيم، وتمارس أبشع عملية تجريف للوعي الجمعي، تأخذ في طريقها الدين والعلم والجغرافيا أيضاً.
بلغ الشطط بحاكم مصر الجديد أنه بات يصدق أنه زعيم للتجديد الديني، ومتحدث وحيد باسم الدين والتاريخ، من خلال هذه السفسطات الفارغة من أي مضمون التي تقدم فهماً كوميدياً للنصوص الدينية، مزهواً بتلك الحالة من الترحيب بأطروحاته المضحكة عن علاقة الإسلام بالعالم، إذ يتلقفه محرر "وول ستريت جورنال"، وهو بالمناسبة رئيس تحرير سابق لصحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، باعتباره "المعلم الذي قدم للعالم درساً في الاختلاف بين التقوى الدينية".
وإذا كان رأس دولة الأزهر يحرض على المسلمين المهاجرين إلى بقاع العالم، ويبلغ عن الدين الإسلامي، فلماذالا تمتد أيدي تابعيه لإراقة دماء الأبطال التاريخيين على صفحات الكتب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق