عندما يخطئ “هيكل” ناصح الرؤساء في تحليل “عاصفة الحزم”!
قال في حوار مع فضائية مصرية إن الخليج لن يحارب.. وثبت خطأ تحليله قبل بث الحوار فطلب حجبه
كشفت مصادر في قناة “CBC” الفضائية المصرية الخاصة، أن الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل طلب من القناة عدم إذاعة حواره التليفزيوني الذي أجرته معه المذيعة لميس الحديدي، والذي كان مقررًا إذاعته بالتزامن مع بدء القمة العربية، مشيرة إلى أن “هيكل” كان يتحدث في الحوار عن استبعاده تحرك دول الخليج لضرب الحوثيين، ودعوته مصر لقيادة الحرب ضد الحوثيين والتصديق على فكرة تشكيل قوة عربية فورية في القمة تبدأ بعدها في ضرب الحوثيين، ولكن مبادرة السعودية بـ “عاصفة الحزم” وأنباء عدم مشاركة مصر في المراحل الأولى وقصر دورها على عمليات حماية باب المندب، أظهر فشل تحليل هيكل، فطلب عدم بثه.
وقالت المصادر إن هيكل -الذي يوصف بأنه ناصح الرؤساء وعراب الانقلاب الذي قام به المشير السيسي في 3 يوليو 2013- شعر بالإحراج؛ لأن تحليله للأحداث وتوقعاته فشلت هذه المرة، وأنه خشي فقدان مصداقيته؛ فطلب من القناة تأجيل الحوار وإجراء حوار بديل معه.
وأكد هذا أيضًا، مصدر بالقناة قال لصحيفة “الوطن” المملوكة لرجل الأعمال محمد الأمين الذي يمتلك أيضًا فضائية”CBC”، قال إن “هيكل طلب إعادة تسجيل الحلقة، وإجراء تعديلات جوهرية وتأجيل البث إلى يوم الجمعة المقبل“، منوهًا بأن “هيكل ألحّ لعدم إذاعة الحلقة؛ لأن تحليله للقمة العربية التي ستنعقد في شرم الشيخ والأزمة اليمنية، جاء مخالفًا لما حدث على أرض الواقع، حيث تم تسجيل الحلقة قبل بدء الضربات الخليجية العربية على اليمن (عاصفة الحزم)“.
وأضاف المصدر (من داخل القناة) أن هيكل ذكر في الحلقة معلومات وتحليلات “أثبتت تطورات الأحداث خطأها“، ما جعل الحلقة خارج سياق الأحداث والتطورات، وأن هيكل ذكر لإدارة القناة أن إذاعة الحلقة يوم القمة سيعرضه لحرج بالغ، مشيرًا إلى أن هيكل استبعد تمامًا في تحليله اتخاذ العرب ودول الخليج قرارًا حاسمًا بالتدخل العسكري في اليمن، ما يظهر معلوماته وتحليلاته غير صحيحة وبعيدة عن دوائر صنع القرار دوليًا وعربيًا.
السيسي يوظف القمة
وقد أصدر هيكل بيانًا بشأن إلغاء الحلقة المسجلة، أكد بدوره -ضمنًا- خطأ تحليله للأحداث في اليمن وللتحرك السعودي والعربي، حيث ظهر في سطور البيان غضب هيكل على ما فعلته دول الخليج بالمبادرة بالحرب قبل القمة، وهو الذي تحدث في حواره (الملغي) عن أنها لن تتحرك إلا لو تحركت مصر وقادتهم، وبعد القمة العربية لا قبلها، ما أظهر تراجع مصر إقليميًا لصالح السعودية.
حيث قال هيكل في البيان إنه اتفق مع شبكة قنوات “CBC” على تأجيل حلقة الحوار الأولى، التي كان مقررًا أن تُبث مساء الجمعة 27 مارس، وقال البيان: “السبب الرئيس في أفضلية التأجيل، أن طوارئ الحوادث سبقت بقرار العمل العسكري في اليمن، بواسطة عشر دول عربية ضمنها مصر، التي أعلنت أنها سوف تشارك في القتال بقوات جوية وبحرية وبرية إذا اقتضى الأمر“.
وأضاف الكاتب المصري الشهير في بيانه: “الحقيقة أن هناك ظروفًا إضافية تزكي أفضلية تأجيل بث الحوار، أهمها أن التسجيل تم مبكرًا عن العادة، وقبل موعد البث بثلاثة أيام، وكان ذلك لاعتبارات فنية وعملية دعا إليها أن شبكة قنوات الـ CBC كانت تنقل الكثير من إمكانياتها إلى شرم الشيخ حيث مؤتمر القمة، ومن ثم فإن التبكير بتسجيل الحوار مع طوارئ الأحداث أحدث تغيرًا كبيرًا في أولويات الاهتمام العام بخصوص الشأن الحالي ومفاجآته“.
وتابع البيان: “الآن، فإن ما جرى لم يعد مجرد احتمالات، وإنما أصبح أمرًا واقعًا تشارك فيه جيوش عربية، ضمنها “قوات مصرية من الجو والبحر والبر إذا لزم الأمر”، وعندما تكون هناك جيوش عربية في طليعتها قوات مصرية، فإن دماء المقاتلين لها حرمة تفوق حرمة أي كلام”، على حد تعبيره.
وعلق مراقبون وسياسيون في تعليقات على مواقع التواصل، على ما أبداه “محمد حسنين هيكل”، من غضب تجاه بدء دول الخليج عملية “عاصفة الحزم” ضد الميليشيات الحوثية في اليمن، دون انتظار للقمة العربية بشرم الشيخ، بقولهم إن ذلك “فوّت على السيسي فرصة توظيف القمة العربية لصالحه، وتمرير مشروعه الشخصي الغامض للقوة العربية المشتركة، وبيع اصطفافه ضد الخطر الحوثي لدول الخليج“.
وقال هيكل غاضبًا في البيان: “الواضح أن هذه الطوارئ سبقت كل الترتيبات، وأولها مؤتمر القمة العربية ذاته، فقد كان المتصور أن يكون التدخل العسكري لاحقًا للقمة، ونتيجة لقراراتها، خصوصًا أن أهم البنود الواردة في جدول أعمالها كان بند إنشاء قوة عربية مشتركة“.
وتابع: “معنى بداية العمليات قبل القمة، أن عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحدة“، على حد قوله.
وزعم هيكل أنه “يُضاف إلى الظواهر الطارئة أن الطيران الأمريكي يشارك صراحة في القتال، وتلك أحوال تدعو أغلب الظن إلى أن هناك ما دعا إلى المواجهة العسكرية في أقصى الجنوب في اليمن“، وفق قوله، بينما قالت السعودية إن الطيران الأمريكي يقدم دعمًا لوجستيًا ولا يساهم في المعارك.
وقد ذكرت المذيعة لميس الحديدي، في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”: “نعتذر عن تأجيل حوار الأستاذ هيكل هذا الأسبوع، حيث إن الحلقة المسجلة لا تتناول الأحداث الأخيرة، ونقدم حلقه جديدة الأسبوع المقبل بإذن الله“.
عراب الانقلاب
واشتهر “محمد حسنين هيكل” بدوره في الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي واعتماد السيسي عليه في الانقلاب، وما تلاه من تولي السيسي للرئاسة، وهو ما كشفته تسريبات قناة “مكملين”.
وظهر اسمه في التسريبات الأخيرة، حيث اتضح أن هيكل أشرف على كتابة البرنامج الانتخابي للسيسي قبل الانتخابات الرئاسية، بعدما قاد في بداية الانقلاب عام 2013، بشكل مباشر وغير مباشر حملة إعلامية لتلميع السيسي، وأطلق حملة لتشبيه السيسي بعبد الناصر، في محاولة لكسب التأييد الشعبي له باعتباره الرئيس القوي ونصير البسطاء.
وكانت تقارير صحفية قد أكدت وضع هيكل لبرنامج السيسي الذي ارتكز على وعود -ثبت عدم تحققها فيما بعد- بتحسين سريع للأحوال المعيشية للفقراء، بالإضافة إلى مشروع قومي عملاق يمثل مفاجأة للمصريين، كما أنه تناول خطوطًا عريضة للعلاقات المصرية مع دول العالم.
لكن، هيكل بعدها نفى في مقابلة تليفزيونية في فبراير 2014 إشرافه على كتابة البرنامج الرئاسي للسيسي، مؤكدًا أن السيسي هو من سيقوم بهذه المهمة بنفسه، وهو ما أثبتت التسريبات كذبه لاحقًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق