فورين بوليسي: العراق "ولاية فارسية" وأميركا توفر غطاءً جويا للتطهير العرقي
تناول تقرير مطول بمجلة فورين بوليسي تطورات العملية العسكرية العراقية بمدينة تكريت (شمال بغداد) ومشاركة المقاتلات الأميركية بقصف المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محاولة لإنقاذ الحملة البرية المتعثرة التي أطلقتها بغداد وطهران قبل أسبوعين دون مشاورة واشنطن.
وأشارت المجلة إلى شراسة القتال الدائر والصعوبات التي تواجه القوات العراقية والمليشيات الإيرانية لدخول المدينة، وتوقف التقدم بسبب كثرة الخسائر البشرية التي يقول أحد مسؤولي الاستخبارات الأميركيين السابقين إن عدد الوفيات -نقلا عن مصادر شيعية عراقية- من المليشيات بلغ ستة آلاف، وهو ما يشكك بمصداقية الآلة الدعائية الإيرانية عن انتصار المليشيات.
"سياسة إدارة أوباما في مكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط والمصالحة الدبلوماسية الهادئة مع إيران أدتا إلى تقليل أميركا من ارتكاب عملاء إيران لجرائم حرب جسيمة"
ورجحت فورين بوليسي أن هذا ربما كان أحد الأسباب التي دعت الحكومة العراقية لطلب مساعدة القوة الجوية الأميركية بعد أن رفضتها من قبل خشية أن يتحول النصر السهل الذي كان باديا إلى حماقة محرجة.
وترى المجلة أن سياسة إدارة أوباما في مكافحة "الإرهاب" بالشرق الأوسط والمصالحة الدبلوماسية الهادئة مع إيران، أدتا إلى تقليل أميركا من ارتكاب عملاءإيران جرائم حرب جسيمة، وأن المشكلة لا تقتصر فقط على العراق وإنما موجودة فيسوريا أيضا.
وختمت المجلة بأنه سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران أم لا فإن الحقيقة التي لا ريب فيها هي أن معظم العراق يبدو على المدى الطويل "ولاية فارسية" تابعة لرجال الدين الإيرانيين، وأن هذا الأمر سيقود إلى المزيد من العنف الطائفي والحرب الأهلية، وأن أميركا توفر غطاء جويا لتطهير عرقي في العراق.
يُشار إلى أن العمليات العسكرية بمدينة تكريت تواجه عددا من الصعوبات الميدانية التي تعوق تقدم القوات الحكومية والمليشيات الداعمة لها لاستكمال السيطرة على محافظة صلاح الدين بشمال بغداد.
ولا يزال تنظيم الدولة يسيطر على المجمع الرئاسي بمدينة تكريت وثلاثة أحياء أخرى على الأقل، ويعطل تقدم الجيش من خلال القناصة وزراعة الألغام، وفق مصادر ميدانية.
ويرجح مسؤولون رفيعو المستوى في صلاح الدين أن تطول معركة تكريت، حيث ما زال تنظيم الدولة يباغت القوات العراقية بـ"انتحاريين" وسيارات ملغمة عبر أنفاق أنشأها حديثا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق