الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

10 رسائل إلى أهل مصر: ألا تشعرون بالعار؟!

10 رسائل إلى أهل مصر: ألا تشعرون بالعار؟! 




شريف عبد الغني

الكاتب الناصري عبدالحليم قنديل حكايته حكاية.
قبل سنوات وفي عز جبروت حسني مبارك، كتب مقالا مفرط الجرأة عنوانه «أشعر بالعار أنك الرئيس». راح يعدد فيه أسباب هذا العار الذي يعتريه لكون رجل ضئيل الفكر والمزايا مثل مبارك يحكم بلدا ضاربا بعمق في جذور التاريخ مثل مصر.

وقتها قال البعض إن «قنديل» تجاوز حدود الذوق واللياقة في مخاطبة مقام الرئيس،
وأرجع البعض الآخر أسلوب المقال المسيء لشخص الرئيس إلى معاناة كاتبه الشخصية من نظام الحكم، بعد اختطافه من قبل مجهولين يعرف الجميع أنهم من أجهزة الأمن، وإلقائه في الصحراء بعد تجريده من ملابسه!
لكن العار الذي شعر به عبدالحليم قنديل انتقل شيئا فشيئا إلى جموع المصريين، فكانت ثورة «25 يناير» والخلاص من الديكتاتور، لتتكشف بعد ذلك أسباب إضافية زادت هذا الإحساس عندنا كوننا صمتنا كل هذه العقود على فساد ولصوصية وفُجر مبارك والعصابة التي كانت تحكمنا.
دعك الآن من كون الأخ قنديل، أصبح من محاسيب الحكم الخارج من رحم الثورة المضادة التي قادتها دولة مبارك العميقة، بل ويشعر بالفخر أن من يحكمه حاليا ليس فقط ديكتاتور من صبيان الرئيس المخلوع، وإنما سفاح ارتكب مجازر جماعية بحق الشعب.
لكن السؤال:
هل أيها المواطن المصري العادي ينتابك نفس شعور «العار» كون «العسكر» يحكمونك؟
قبل أن يتهمني أحد «البيادات» أو عبيدها بالعمالة الخارجية، وأنني جزء من مخطط إسقاط الدولة، حسبما تتقول أذرعهم الإعلامية التافهة على معارضيهم، أدعو كل مصري أن يجيب عن السؤال بعد قراءة النقاط التالية:

(1)

أبدأ من النقطة الأخيرة، حكاية «إسقاط الدولة». إنهم -مثلما سبق وأشرت في مقالات سابقة- يكررون نفس أسلوب مبارك. كان يتحايل ويضع أي انتقادات موجهة إلى أسلوب إدارته للحكم بأنه «هجوم على مصر»، فينبري إعلامه يردد الأسطوانة المشروخة والأغنية المملة «المؤامرة الخارجية».
العسكر سائرون على نفس الدرب.. يرون أن أية ملحوظة على أدائهم السياسي هي انتقاص من دور وقيمة الجيش، وكأن هذا الجيش ورثوه عن المرحومة ماما.
مبارك والدهم الروحي.. من شابه أباه فما ظلم!

(2)

كنا نعاني ديكتاتورية «مبارك» واحد، فإذا بنا نجد «100 مبارك» أمامنا هم قيادات العسكر. خطواتهم في الإنجاز مثل قائدهم المخلوع بطيئة بطء السلحفاة (باستثناء طبعا إنجاز الكفتة الذي تم بسرعة الصاروخ، فضلا عن تفريعة قناة السويس التي صرفوا عليها دم قلب الشعب دون عائد حقيقي منها كما أجمع الخبراء المتخصصون بهذا الشأن).
 لقد بلغوا من العمر أرذله.. تعودوا على «الجمود» الذي كان مبارك يسميه استقرارا.
ليس عندهم رغبة في التغيير ولا حماسة للتحديث. يخشون «المغامرة» ولا يملكون خيال الشباب وطموحهم للمستقبل.
مبارك هو الذي عيّنهم في مناصبهم. ردوا الجميل له. شهد كبيرهم «حسين طنطاوي» لصالحه أمام المحكمة بتبرئته من تهمة «قتل المتظاهرين». شهادة أخرجته كما «الشعرة من العجين».
إذن من الذي قتل المئات من خيرة من أنجبت مصر وأصاب الآلاف خلال أحداث الثورة، يجيبون: «إنهم قناصة من حركات فلسطينية عبروا قطاع غزة بالتنسيق مع الإخوان الإرهابيين، وراحوا يتمشون ويتسلون في سيناء حتى وصلوا إلى ميدان التحرير ليقتلوا المصريين».
لو افترضنا جدلا صحة روايتهم، فأين كنتم ولماذا تركتم حدود الدولة مستباحة لهؤلاء القناصة الأشرار يدخلون بسلاحهم، ثم يعبرون المسافات الطويلة من سيناء حتى قلب العاصمة ليقتنصوا شباب الوطن، وقبلها ليحرروا «الإرهابي محمد مرسي» من سجنه؟! 

(3)

كلما سألهم أحد عن أموال مصر المنهوبة بفعل عصابة مبارك، ولماذا البطء في البحث عنها واستردادها بدلا من شعار «مفييييش»، يطالبوننا بـ «الصبر»، و»والله إحنا بندوّر عليها، بس إنتو عارفين إن البنوك في العالم بتقفل الساعة 2، وعلى ما نروح نسألهم يكون دوامهم انتهى.. لكن إحنا نواصل البحث.. لا تقلقوا».
يقول كثير من المتخصصين إن مفتاح هذه الأموال وخريطتها في يد البنك المركزي، ثم إنهم يملكون من أجهزة الأمن والمخابرات ما يجعلهم يعرفون أين «يخبئ العفريت ابنه». لكن يبدو أن مبارك كان يملك وسائل شيطانية للتغلب على عفاريتهم.

(4)

برروا انقلابهم على المسار الديمقراطي والرئيس الشرعي المنتخب، بأن الشعب لم يجد من يحنو عليه. فهل تغيرت أحوالك يا شعب ووجدت من يحنو عليك ويحسّن أوضاعك، أم إن أمورك ازدادت سوءا منذ خدّروا مشاعرك بملحمة «نور عينينا»؟!

(5)

في الوقت الذي يتحججون فيه بضعف الميزانية، فإنهم يفتحونها على البحري لشراء أسلحة وقنابل غازات سامة محرمة دوليا، يوزعونها على الشرطة.. لا لترهب بها «البلطجية»، ولكن لتطلقها على الشباب الأطهار الذين يريدون حرية حقيقية.

(6)

أين «الرز» الذي انهمر عليهم كما المطر من «أنصاف الدول» كما وصفوها هم. هل شعرت يا مصري بأي أثر عليك من تلال المليارات التي تسولوها؟!
(7)

يتمتعون بنفس أسلوب مبارك. وزادوا عليها بأن جعلوها «دولة الصوت الواحد». هل يصدق أحد أن مصر بكل حجمها وسكانها وكوادرها وتاريخها بدون صحيفة معارضة واحدة، أو قناة توجه «نتفة» انتقادات للسلطة؟! 

(8)

العسكر تفوقوا على نظرائهم الديكتاتوريين في الإساءة لشعوبهم. القذافي مثلا كان يستعبد الليبيين، لكنه كان يوفر لهم الطعام والشراب. أما الوسيم بهيّ الطلة ورفاقه فلم تحصل يا شعب خلال عهدهم على أبسط حقوق العبيد. غلاء الأسعار وتدني الدخول جعل الطعام حتى ولو مسرطنا، والماء حتى ولو ملوثا، أملا صعب التحقيق. إنهم يسيرون على نفس الطريق.. غياب الرقابة على الأسواق أدى إلى «تغول» التجار و»توحش» الأسعار.

(9)
هل تعتقد أن نظاما لا يروّج له سوى فيفي عبده وأشباهها، وإعلاميون جعلونا مسخرة وسط الأمم، هو نظام وُلد ليعيش!!

(10)

إذا كنت تؤمن يا شعب أن «الكفتة» فعلا ستعالج «فيروس سي»، وأن عربة الخضار ستحل أزمة الاقتصاد، و»اللنضة الموفرة» ستقضي على مشكلة الكهرباء، وأن الدكر سيجعل مصر «قد الدنيا»، إذن فهنيئا عليك هذا الزعيم ورفاقه. اشربوهم بالهنا والشفا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق