الأربعاء، 20 مارس 2013

خمس خرافات عن العراق!

خمس خرافات عن العراق!
القوات الأمريكية في بغداد

ترجمة/ الإسلام اليوم
قبل عشر سنوات, عشية الغزو الأمريكي للعراق، استعد العديد من الأمريكيين للحرب القادمة، والتي أشعل نارها خطاب جورج دبليو بوش في البيت الأبيض، برغم أنَّ الحقيقة تقول إن صدام حسين لم يكن يمتلك أسلحة الدمار الشامل, لكن الصراع لم ينتهِ بهذه السرعة, حتى طغت تكلفة الحرب (في الأرواح والإنفاق) على جميع التوقعات.
في الوقت الراهن توجد بعض الخرافات التي يتم مناقشاتها حول الحرب في العراق وتداعياتها:
1- زيادة القوات الأمريكية سياسة ناجحة:
كان هناك هدفان من زيادة أعداد القوات الأمريكية في عام 2007: هما محاولة إخماد حرب أهلية طائفية دموية والتوصل إلى تسويات سياسية بين المجموعات الثلاث الرئيسية في المجتمع العراقي (السنة والشيعة والأكراد) لوضع البلاد على الطريق إلى الاستقرار.
ربما ساعد زيادة القوات في إنجاز الهدف الأول، لكنه لم يكن السبب الوحيد لتخفيف معدلات العنف, حيث لعب قرار زعماء العشائر السنية لمعارضة مقاتلي القاعدة في العراق أيضًا دورًا رئيسيًا في ذلك, بينما كان ارتفاع أعداد القوات مع ذلك تخبطًا في إيجاد تسوية سياسية, حيث لا ترغب الشيعة أن تمنح السنة والأكراد دورًا أكبر في الحكومة وقوات الأمن، وسرعان ما انهارت آمال بإبرام الصفقة الكبرى في الأيام الأخيرة من إدارة بوش.
نتيجة لذلك, يمكن أن يشعل النزاع حول الأرض والنفط حربًا أخرى بين الأكراد والعرب في الشمال المدني, كما أصبحت احتجاجات السنة في وسط البلاد لمناهضة الحكومة في الأشهر الثلاثة الماضية تتحدث علنًا عن التمرُّد, حيث يتهم زعماء السنة قوات الأمن, التي يهيمن عليها الشيعة, باضطهادهم باسم مكافحة الإرهاب وتطهير الأعضاء القدامى في حزب البعث.
2- استقرار العراق نسبيًا
صحيح أنَّ مستويات العنف أقل بكثير عما كانت عليه في عام 2006، في ذروة الحرب الأهلية، التي كانت تشهد مقتل مئات الأشخاص أسبوعيًا, لكن العراق ما زال بعيدًا عن الاستقرار, فما زال سفك الدماء والخوف جزء من جدول الحياة اليومية للعراقيين؛ حيث قام أحدهم تفجير سيارة مفخخة في مركز للشرطة مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وفي اليوم نفسه، قتل ستة أشخاص في هجمات متفرقة, وقبل ثلاثة أيام, لقي 19 شخصًا حتفهم في سلسلة من الهجمات التي استهدفت أفراد الأمن.
3- العراق دولة ديمقراطية
أما ما يسمى بديمقراطية العراق فهي ما زالت كلامًا على الورق, فقد أجريت الانتخابات الوطنية المتعاقبة، كما أنَّ لديها برلمان ونظام قضائي متواضع,, لكن عمليًا, نجد أنَّ رئيس الوزراء نوري المالكي يملك سلطة مركزية بالشكل الذي يذكر العديد من العراقيين بصدام, حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية العديد من القادة السنة في الأشهر الأخيرة، متهمًا إياهما بدعم التمرُّد, ويعلق المسئولون السنة على ذلك بأن المالكي يستخدم الإرهاب كذريعة لتحييد خصومه السياسيين.
4- العراق في جيب إيران
مع التغافل على الدماء التي بينهما مازالت إيران هي الحليف الأهم للعراق من الناحية الاستراتيجية؛ حيث يدين المالكي في فوزه بفترة ولاية ثانية بشكل كبير إلى الضغوط التي تمارسها الأحزاب الشيعية الموالية لطهران في العراق، وكثير منها تتلقى دعمًا ماليًا كبيرًا من الحكومة الإيرانية,كما تسمح حكومة المالكي لطائرات البضائع الإيرانية للسفر إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي، مما يمكن طهران من دعم نظام الأسد.
برغم ذلك فإنَّ العلاقة التي تربط إيران, التي لا تزال أكبر وأكثر قوة في المنطقة, غالبًا ما يقودها التعاون مع طهران في العراق من أجل مصالحها الخاصة ومصالح جارتها.
5- العراق بدون الأمريكان.
لا يزال هناك نحو 220 شخصًا من القوات الأمريكية في العراق, يعملون لدى مكتب التعاون الأمني في العراق والذي يختص ببيع معدات عسكرية للجيش العراقي وينسق أنشطة التدريب, كما أنَّ هؤلاء الأفراد يعملون في ملحق بالسفارة الأمريكية في وسط بغداد، وهي أكبر بعثة دبلوماسية أمريكية في العالم.
كما أنَّ مجمع المباني الضخم للسفارة الأمريكية، الذي بني على أساس المنطقة الخضراء في العاصمة, يضم مساكن لمئات من موظفين وزارة الخارجية، والمتخصصين في التنمية الأمريكية وممثلين من وكالات أمنية واستخباراتية مثل "سي أي إيه", والتي اتخذت المخاوف من تحول القتال من سوريا إلى العراق كذريعة لزيادة دعمها لقوات مكافحة الإرهاب في العراق, وفقًا لتقرير نشر في صحيفة وول ستريت جورنال.
على الرغم من أنَّ وكالة ما زالت تعتزم خفض وجودها إلى نحو 300 فرد في العراق، فإنَّ محطتها في بغداد ستظل واحدة من أكبر الشركات في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق