الأحد، 31 مارس 2013

أنا عبد مأمور


أنا عبد مأمور  
 يترك الفكرة والرأي ويستمر في عبوديته      
للرموز وإضفاء العصمة السياسية لآرائهم 

إذا كان هناك من هو مسلوب الإرادة وعندما يقوم بتنفيذ اوامر غير مقتع بها من 


اسياده فيقول العبارة المشهورة ليعتذر بها (انا عبد مأمور).. وتوقعنا انها اندثرت 



ومحيت آثارها وكانت نسياً منسيا ونحن في زمن الرأي والرأي الآخر.. ورأيي 



صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. وليس بمقدور احد اياً 

كان نوعه وجنسه ورمزيته ان يحتكر الصواب ويقول (ما أريكم إلا ما أرى).




ولكن لو تحسست عقل الكثيرين اليوم من النشطاء السياسيين والكتاب والمغردين 



وبحثت عن ذلك النتوء المشاغب المعروف باسم (الرأي الحر) الذي لا يخضع 



للارهاب السياسي ومتجرد من كل القيود حتى لو وقف امام سلطان جائر.. لوجدته 



اليوم موثقاً بالحبال معصوب العينين خلف باب حديدي محاط بقلاع قديمة ترتفع 



جدرانها من حوله ورابضا على قمتها (انا العبد المأمور).



العبد المأمور بلا هوية ولا رسم تضربه الاهواء وتحاصره التبعية وتطارده الرمزية 



وتقوده المصلحة ويدير مفتاح عقله بصمت ثم يخرج متسللاً على رؤوس اصابعه ثم 



يستمع لصوت حجر تم القاؤه في المعترك السياسي فثار الغبار من حوله.. و ينتظر



 الرموز السياسية وخطابها وآخر ينتظر (البغاث) ومقالهم وكلٌ يخرج (العبد 



المأمور) الذي بداخله ويقول مقالهم ويردد خطابهم فشعارهم (فاذا قالت حذام 



فصدقوها).



العبد المأمور يترك الفكرة والرأي ومناقشة صوابهما من خطئهما ويستمر في 



عبوديته 



للرموز واضفاء العصمة السياسية لآرائهم وتوجهاتهم ومهاجمة كل من يخالفهم.. 



ويلوكهم بألسنة حداد تكفرهم سياسياً وتخرجهم من المِلّة.



هي حرب غير معلنة بين دبيب الحياة بالكلمة الصادقة والرأي الحر مع معترك ذئابها 



وثعالبها وافاعيها وسياسييها وبين من علق مفاتيح عقله حول رقبة الرموز او حول 



رؤوس الفساد ورضي بان يكون امَّعة وعبداً مأموراً يسن رماحه لحربهم ويعادي من



 يعادون ويسالم من يسالمون ويهجر من يهجرون ويشتم من يشتمون ورضي بان 



يكون مجرد ببغاء يردد ما يسمعه من الملقنين.



عليك ان تترك صمتك الشاحب وتقتلع الباب الحديدي وتعلن العصيان الفكري 



وتستجمع حجارتك وترجم (انا العبد المأمور) بداخلك وتصدع برأيك الحر حتي



عندما تكون الشمس هي ظلك الوحيد.. وعندما تقف في وجه الموج العالي.



 وعندما تغرد خارج السرب.. وتنزع عنك قبعة البهلوان وممارسة الرقص على 



حبال العبد المأمور.

مبارك صنيدح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق