وسلامًا عليك يا فلوجة".. وثائقي عن مجزرة مدينة المساجد
مفكرة الإسلام: أنتجت مجموعة "تضامن المرأة العراقية" وهي مجموعة ناشطات عراقيات تسجيلاً صوتياً يتضمن أحداثاً شهدتها المدينة التي أصبحت في نوفمبر 2004 موقعاً لأعنف معركة دموية في الصراع في العراق، كمحاولة منهن لتوثيق أحداث الفلوجة بعد مرور 10 أعوام على الغزو الأمريكي للعراق.
وقامت الناشطة والكاتبة العراقية هيفاء زنكنة وزميلتها زينب خان بعمل تسجيل صوتي لقصائد وأغان مختلفة وشهادات وتقارير إخبارية عن قصة مدينة المساجد التي يوجد فيها وفي ضواحيها أكثر من 200 مسجد وجامع، ويقطنها أكثر من 300 ألف نسمة، وصدر في قرص مدمج (سي دي) بعنوان "سلاماً عليك يا فلوجة".
وفي بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لم تتأثر المدينة التي تقع على نهر الفرات وتبعد 70 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد بالغزو وكانت مسالمة إلى حد بعيد.
تقول هيفاء زنكنة في تصريح خاص عن هذا العمل الإبداعي: "إنه جاء لتوثيق ما حدث في الفلوجة بطريقة مختلفة، وتوثيق المجزرة في المدينة بشكل تدريجي"، وأشارت إلى أنها وزميلاتها اتبعن قلوبهن في المسألة. بحسب سكاي نيوز عربية.
وأوضحت أنها لجأت إلى فكرة "الكولاج" أو إعادة تركيب الصور بعد تقطيعها نظراً لاهتماماتها الفنية لتقديم قصة الفلوجة التي بدأت بتظاهرة للأطفال للمطالبة بخروج القوات الأمريكية من المدرسة التي كانت تتمركز فيها تلك القوات.
وأشارت إلى أن معركة الفلوجة أدت إلى تدمير نحو 70 % من المدينة التي كانت مسالمة بدرجة كبيرة خلال العام الأول من الغزو.
وقالت زنكنة: "إنه بالإضافة إلى المضامين والاهتمامات الفنية، فقد تم تتبع أغاني المقاومة التي ظهرت إثر المعركة في الفلوجة، فجمعت مجموعة النساء الناشطات عددا منها بما فيها الأغاني التي لم يتح لها أن تنتشر، لأسباب منها أنها كانت ممنوعة، وصار يتم تناقلها وتبادلها على الهواتف الخلوية".
وأوضحت زنكنة أن السلطات الأمريكية "كانت تحظرها بهدف إسكات الصوت المعبر عن المقاومة".
يبدأ التسجيل الصوتي بأصوات أطفال يلعبون في المدرسة، ثم تتداخل أصواتهم بأصوات الطائرات المروحية المقاتلة، لتطغى في النهاية على أصوات الأطفال، وبعد ذلك تقرأ بيداء عبيد قصيدة الشاعر العراقي معروف الرصافي بعنوان "يوم الفلوجة"، وهي قصيدة ألقاها الشاعر في أوائل أربعينيات القرن العشرين حين خاض أهالي المدينة ذاتها معركة عام 1941 ضد القوات البريطانية التي كانت تحتل العراق آنذاك، مطلعها :
أيها الإنكليز لن نتناسى بغيكـم فـي مساكـن الفلوجـة ذاك بغي لن يشفي الله إلا بالمواضـي جريحـه وشجيجـه
ففي الثالث والعشرين من أبريل 2004، تجمع نحو 200 رجل وطفل خارج مدرسة القائد الابتدائية في الفلوجة احتجاجاً على احتلالها من قبل القوات الأمريكية، وطالبوا بإخلائها وإعادة افتتاحها أمام الدراسة؛ فأطلقت القوات الأمريكية النار على المتظاهرين وقتلت 17 شخصاً، بينهم 3 أطفال أعمارهم أقل من 11 سنة، وجرحت أكثر من 70، وأطلقت النار كذلك على طواقم الإسعاف الذين حاولوا معالجة المصابين وإجلاء القتلى.
ويتضمن الشريط المسجل شهادات صحفيين أجانب، من بينها شهادة لمراسل "الدايلي" ميرور كريس هيوز يروي فيها كيف قامت القوات الأمريكية بإطلاق النار على المتظاهرين الذين احتجوا بعد أسبوع على تلك الحادثة دون سابق إنذار.
وفي عام 2004 شكلت معركة الفلوجة التي قادتها القوات الأمريكية في العراق، واستخدم فيها اليورانيوم المخصب، ويعد هذا أكبر هجوم تقوم به القوات الأمريكية منذ حرب فيتنام.
وقالت زنكنة: " إن الفلوجة أصبحت رمزاً للمقاومة العراقية، مثل الغرنيكا الإسبانية، وكتب عنها كثير من الأعمال الأدبية علاوة على تنفيذ العديد من الأعمال الفنية التي تتناول موضوعها."
وأوضحت الكاتبة العراقية أنها بهذا العمل تحاول الوصول إلى جيل مختلف، وأشارت إلى أنها استلهمت في العمل التجربة الفلسطينية ونوعية المقاومة والأنشطة الثقافية التي رافقت التجربة الفلسطينية.
وفي التسجيل كذلك شهادات شهود عِيان عن أحداث الفلوجة وما تعرض له المواليد الجدد من أمراض وتشويه جراء استخدام أسلحة محرمة دوليا، ومن بينهم مراسل "سي إن إن" في العراق آنذاك، وشهادة الكاتب والأكاديمي الأمريكي نعوم تشومسكي.
تأتي تلك الشهادات والأخبار المتعلقة بالفلوجة بينما يسمع في الخلفية صوت المروحيات الأمريكية المقاتلة، خاصة طائرات الأباتشي التي كانت تحوم في الأجواء فوق رؤوس الناس.
اضغطوا على الرابط ادناه لمشاهدة الحكاية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق