الجمعة، 29 مارس 2013

حكاية من دبي

حكاية من دبي


فاروق جويدة
مفاجأة غريبة حملها صديق لي عائد من دبي‏..‏ إن الإدارة في مجالات السياحة بدأت تقدم للسياح نماذج مختلفة من الحضارة الفرعونية في صورة تماثيل وصور وحكايات تنتشر في أكثر من مكان مع برامج صوتية تشرح تاريخ مصر‏..‏
وقال صديقي ان الآف السياح الأجانب يتدفقون كل ليلة حول هذه الآثار المصنوعة بينما الآثار المصرية الأصلية قابعة في المتاحف وعلي امتداد النهر الخالد من النوبة إلي الإسكندرية.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فإن اجمل اغاني وتسجيلات ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد وليلي مراد تسمعها في الفنادق العربية والسيارات السياحية في الدول الشقيقة بينما تسمع في قاهرة المعز' بحبك يا حمار' وعلي شاشات الفضائيات العربية تشاهد انقي صورة للافلام المصرية القديمة..
المهم ان الدول العربية التي لم تعرف السياحة ولم تكن ضمن برامجها أو مواردها تستخدم الآن صورا للمزارات السياحية في مصر وتجذب بها السياح من كل بلاد الدنيا..
 يصيبني حزن عميق وانا اشاهد فنادق مصر الجميلة مغلقة طوال اليوم والأطفال الصغار يرجمونها كل ليلة بالحجارة وانا لا اتصور ان شعبا يرجم مصادر رزقه كما يفعل المصريون.. في باريس يزور السياح اللوفر ليشاهدوا حضارة مصر القديمة ويطوفون حول المسلة المصرية الشهيرة في قلب عاصمة النور..
وفي امريكا متحف كامل للاثار المصرية..
وفي المانيا مازالت ملكة مصر نفرتيتي تذهل العالم..ومازالت كليوباترا حديثا دائما علي موائد الجمال والخيال والأسطورة..
لابد ان نعترف اننا نملك وطنا اكبر بكثير من قدرتنا علي الحلم ونعيش علي ارض لم نعرف قدرها بينما يراها الآخرون شيئا رائعا وعظيما..
كانوا يقولون إن مصر هبة النيل..وهناك من قال إن مصر هبة المصريين ولكن للاسف الشديد تلوث النيل بين ايدينا وهانت علينا آثار لم نعرف قدرها رغم انها يمكن ان توفر لنا حياة كريمة ولكننا اعتدنا فيما يبدو علي الكسل والتواكل وجلسنا نمد ايدينا نطلب الإحسان رغم ان ما بقي من فتات حضارتنا يطعم الكثيرين..
ومن هانت عليه نفسه كانت علي الغير اهون..افيقوا يرحمكم الله العالم يجري حولنا فمتي يفيق النائمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق